(535)
(339)
(364)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك ليلة الجمعة 18 ربيع الثاني 1447هـ في دار المصطفى، بعنوان:
خِلَع الصدق وعظمة رِضَى الرحمن وآثارها في الحياتين
الحمد لله حمدًا ندرك به رضاه، ويُدخلنا به فيمن ارتضاه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعالى في علاه، له العلو والعظمة بجميع المعاني.
وما نقوله عن العلو والعظمة ونتصوره يسيرٌ وقليلٌ بالنسبة لحقيقة علوه وعظمته -جل جلاله وتعالى في علاه-. أَذِنَ لنا وللملأ الأعلى معنا أن نُعَبِّرَ عن اعتقاد علوّه وعظمته بألفاظنا المحدودة الحادثة القصيرة، وعظمته فوق هذا، وجلاله فوق هذا! َالله أكبر تعالى في علاه.
قال سيدنا زين العابدين: الحمد لله الذي حمد في كتابه نفسه، واستفتح بالحمد كتابه، واستخلص الحمد لنفسه، وجعل الحمد دليلاً على طاعته، ورضي بالحمد شكرًا له من خلقه.
لك الحمد شكرًا، ولك المنُّ فضلًا، ونشهد أن أحمدَ حامدٍ له من البرية وأكرمَ محمودٍ له نال أعلى مزية، عبده المختار محمد، رسوله الذي ختم به الرسالة، وحبيبه الذي أوضح به الدلالة، الذي تولَّى الله -تبارك وتعالى- شأنه وخصاله، وآتاه -سبحانه وتعالى- جلاله وجماله وكماله. فلم يجعل في بريته أجلَّ منه، ولا أجمل منه، ولا أكمل منه، في الحس والمعنى، والظاهر والباطن، والغيب والشهادة. فصلِّ يا رب على مفتاح باب السعادة، سيدنا محمد سيد السادة، وعلى آله الكرام الأطهار، وصحبه القادة، ومن والاهم واتبعهم بإحسان في الغيب والشهادة، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين معادن الأنوار الوقَّادة، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم والملائكة المقربين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، في كل لمحة ونفس وحين، عدد ما خلقت وملء ما خلقت، وعدد ما أحصى كتابك وملء ما أحصى كتابك، وعدد كل شيء وملء كل شيء، يا أكرم الأكرمين.
وأكرم الحاضرين والسامعين، بنور يتلألأ في القلوب؛ من نور الصدق معك يا علام الغيوب؛ من أنوار حبيبك المحبوب، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن إليه منسوب.
يا رب صلِّ عليه أفضل الصلوات، وسلِّم أزكى التسليمات، وسِرْ بنا في دربه يا رب، واسقنا من شربه يا رب، وأصلح به شؤوننا يا رب، وطهِّر به قلوبنا يا رب، ونوِّر به بصائرنا يا رب، وصفِّ به سرائرنا يا رب، واجمع به شملنا يا رب، وارزقنا الخلافة والنيابة عنه في أعالي معانيها وأوج ذُرَاها يا رب، في خير ولطف وعافية، يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
حتى نفوز في هذه الحياة القصيرة بتلك العطايا الكبيرة التي وهَّبتها مَن جعلت له البصيرة، وسِرتَ به في نياته ومقاصده وإراداته في خير سيرة. تهدي من تشاء، ولا هادي إلا أنت، لا إله إلا أنت، آمنا بك، فابسُط لنا بساطًا من قوة الاتصال بجناب حبيبك؛ نرقى به في مراقي صدق أعلى مقام.
يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام: أنعمتَ على هذه الأمة بجزيل الإنعام، اللهم وإن عدوك وعدوهم يحجزهم عن تلقي فيوضات الإكرام وعجائب عطاياك العظام؛ فنسألك أن تخزيه وأن تنشر الخير فينا وفي هذه الأمة، حتى لا تجعل جالسًا معنا ولا سامعًا لنا ولا متصلًا بنا ولا مشاهدًا لنا؛ إلا كتبته في ديوان أهل الاتصال الخاص بأخص الخواص، وسيد أهل الصدق والإخلاص؛ حتى نرافقه يوم الأخذ بالنواصي، يا حيُّ يا قيوم يا الله.
فندرك بركة العمر، وبركة الفكر، وبركة الوقت، وبركة الوجهة، وبركة الأدب، وبركة الصدق معك يا رب يا رب يا رب يا رب.
وأنت القائل إذا أكرمتَ عبدك عيسى بن مريم بعد أن تُنازله الهيبة عند الوقوف بين يديك ويقول: (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [المائدة:116]، فتقول والقول قولك: (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) [المائدة:119].
يقول الله: حبيبي وصفيي هذا، ألست بكافٍ له؟ هل يحتاج إليكم أو إلى أحد غيري ودوني؟ إذا أنا الكافي له؟ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ..)؟
وبما كفى به عبده؛ يكفي كل من اتصل بعبده على قدر اتصاله بعبده، يكفيهم.. يكفيهم جل جلاله.
(وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ..) [الزمر:33-36]، فلا يجوز أن نخاف مما يخوفنا به خلقه الجاهلون القاصرون! كل ما كان دونه! لا تصدقوهم إن خوفوكم بالفقر، لا تصدقوهم إن خوفوكم بالقتل، لا تصدقوهم إن خوفوكم بمنع التغذية، لا تصدقوهم إن خوفوكم بشيء! (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ..)! ، لكن: (..وَخَافُونِ) [آل عمران:175]؛ لأن من خافني اتصل بحبيبي الذي كفيته فأكفيه بالكفاية (..أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر:36].
لا تجعل فينا ضالًّا، ولا في أهالينا ولا أولادنا يا رب، ومن كان من الحاضرين أو السامعين في أسرته أو بيته أو قرابته ضالٌّ فاهدهم، فاهدهم، فاهدهم يا خير هادٍ يا الله. وجنِّبنا الضلال في أقوالنا، وجنبنا الضلال في أفعالنا، وجنبنا الضلال في أبصارنا، وجنبنا الضلال في أسماعنا، وجنبنا الضلال في أيدينا وبطوننا وفروجنا وأرجلنا، وجنبنا الضلال في قلوبنا.
يا من لا هادي إلا هو: اهدنا بهداك، واجعلنا من أهل رضاك يا الله. .
يا من لا يخيب مَن رجاك ولا يُرَدُّ من دعاك، يا ملك الأملاك، يا مدبر الأفلاك، يا الله أجرنا من كل هلاك، يا الله.. جنبنا الضلال وأهل الضلال.
(وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ) [الزمر:36-37]، من يهدِ الله فما له من مضلّ، يعني ما أحد يقدر يضله في قليل ولا كثير، ولا صغير ولا كبير، ولا حس ولا معنى، ولا ظاهر ولا باطن. ما قال: ما له مضل، قال: (مِن مُّضِلٍّ)، في لغتنا التي نزل بها القرآن: استغراق المعنى؛ حتى لا تبقى ذرة من القدرة على إضلاله في الخلق، ما أحد يقدر يضله، ولا إبليس ولا جنده ولا من معه من الإنس ولا من الجن.
يا له من سمع! لأنه سمعه تنور بـ"لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ما يقوى على الاستماع للغيبة، ما يقوى على الاستماع للآلات المحرمة، ما يرضى الاستماع لإثارة الشهوات ولا البغضاء ولا الشحناء.. ما يرضى. يستمع لكلام الله وينبسط به (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) [الأنفال:2]، يستمع لكلام محمد، ثم لا يكون في سمعه شيء ألذ من كلام الله وكلام رسوله محمد ﷺ، فتراه يطرب بذلك، تراه يفرح بذلك، ويترقب فرصة وقت القراءة للقرآن ووقت الحزب ووقت التلاوة في فُرَادى أو جماعات، يشعر بالفرح واللذة في ذلك والسرور، وكلام رسول الله ﷺ.
حتى قالوا في الإمام الغزالي -عليه رحمة الله-، لمَّا مال في آخر أيامه إلى الحديث الشريف، قالوا: فإن المقرب والصديق إذا بلغ المراتب العلا؛ امتلأ قلبه بحلاوة كلام الله ورسوله، ولم يُطِق سماع ما سواه من الأشياء المقيدة. فما عاد يُطيق إلا سماع المُطْلَق؛ المطلق في نوره، المطلق في معانيه، المطلق في دلالاته، المطلق في عظمته.. وهو كلام الله وكلام رسوله.. فما عاد يطمئن إلا بذلك.
والله ينور أسماعنا، وبقية أعضائنا وقلوبنا، ينورها بنور "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ويملأها بمحبته ومحبة رسوله، وباليقين التام، وبالمعرفة به، وبرضوانه (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ) [التوبة:72].
والذين يبيتون على ظهر الأرض اليوم.. الليلة هذه، ورب العرش راضٍ عنهم؛ مغبوطون! هم خير من على ظهر الأرض!. ويرى عظمتهم أهل الملكوت في السماوات، وسيرون أنهم محل نظر رب البريات، وأنهم الأشراف، وأنهم الكرام، وأنهم العظماء، وأنهم الأجلاء. وإن كان منهم من لا يُذكر بين الناس ولا يُعرف بين الناس، وربما احتُقِر بين بعض المجتمعات التي يعيش فيها؛ لكن هو الأكرم وهو الأجل وهو الأعظم وهو الرفيع في ميزان الله وفي نظر الملأ الأعلى!
وعظمة هؤلاء مستمرة ودائمة، لا يؤثر عليها اختلاف الأحوال، ولا تقلب الأطوار، ولا طلوع الناس ولا نزولهم، ولا إيتاء المُلك من يؤتيه الله الملك، ولا نزعه ممن ينزعه منهم، لا يؤثر عليهم شيء. عظمتهم ثابتة مستمرة؛ لأنها مستمدة من فوق!
العظيم -جل جلاله- عظّمهم! العظيم -جل جلاله-، أكرمهم! فما أعجب عيشهم، وما أطيب حياتهم، وما أطيب وفاتهم، وما أطيب برزخهم، وما أطيبهم في مواقف القيامة، وما أطيب العيش الهنيء في دار الكرامة!
يا رب ألحقنا بهم، وأدخلنا فيهم، واجعلنا منهم ومعهم يا الله..
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97]. بيان واضح من الجبار القادر -سبحانه وتعالى-، المانح الفاتح، لا إله إلا هو!
اجعلنا ممن عمل صالحًا.. ذكورنا وإناثنا، على الإيمان الخالص، على الصدق معك، على الصدق معك يا رب، على الصدق معك يا رب. نَبِيتُ كلنا وكل منا أنت راض عنه، ونُصبِح كذلك، ويدوم لنا رضاك، ونحيا وأنت راضٍ عنا، ونموت وأنت راضٍ عنَّا، ونلقاك وأنت راضٍ عنَّا، كُلٌّ منا يحب لقاءك وأنت تحب لقاءه .. يا الله..
يا الله.. يا الله.
وجهتنا إليك، بك وبذاتك، وأسمائك وصفاتك، وكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت؛ أن تتكرم على كل حاضر وسامع في ليلتنا هذه برضوانك الأكبر، وخلعِ خلعة الصدق، ولا تنزعها عنا في الحس والمعنى، اجعلنا من الصادقين.
يا رب: ومن حضر أو سمع على غير صدق فأكرمه بالصدق قبل أن ينفض مجمعنا. اجعلنا صادقين في حضورنا، صادقين في قولنا، صادقين في سماعنا واستماعنا، صادقين في نياتنا ومقاصدنا بين يديك وأنت أعلم بها منا، فنظرة من نظراتك، فإنا نسترحمك يا رحيم، ونستكرمك يا كريم، ونسألك يا عظيم، لا تخيب رجاءنا ولا ترد دعاءنا، ولا ينقص مُلكك خلع خلعة الصدق على كثير من أمة حبيبك محمد، وإن كنا في القرن الخامس عشر من هجرته الكريمة؛ اخلع علينا خلع الصدق، اخلع علينا خلع الصدق، وألحقنا بخيار الخلق الحائزين قصب السبق يا الله.. يا من يعطي ولا يبالي، يا مولى الموالي:
عبيدك بفنائك، مساكينك بفنائك، فقراؤك بفنائك، سائلوك بفنائك..
عبيدك بفنائك، فقراؤك بفنائك، مساكينك بفنائك، سائلوك بفنائك..
عبيدك بفنائك، فقراؤك بفنائك، مساكينك بفنائك، سائلوك بفنائك..
فأكرمنا، وزدنا من فضلك ما أنت أهله يا ربنا..
آثار ربيع الأول تتضاعف لنا خيراتها في ربيع الثاني، ولا نخرج من ربيع الثاني إلا ونحن في حال عظيم ثانٍ، قريب دانٍ مع أهل سر المثاني، متصلين بصاحب الشرف العدناني. وأرنا آثار ذلك في الأمة في شرق الأرض وغربها؛ هداية تنتشر، وبلايا تَرفع، وآفات تُدفع، وأحوال تحول إلى أحسن الأحوال.
يا محول الأحوال: تدارك أهل غزة، تدارك أهل الضفة، تدارك أكناف بيت المقدس، تدارك الشام كله، تدارك اليمن كله، تدارك السودان وأهله، تدارك الصومال، تدارك ليبيا، تدارك المشارق والمغارب للمسلمين وفي المسلمين ومن المسلمين.
يا خير من يُدرِك ويُغيث، يا صاحب الغياث الحثيث: اكفنا شر كل خبيث، اكفنا شر كل خبيث، اكفنا شر كل خبيث، واجعلنا في الطيبين مع الطيبين، نحيا طيبين وتتوفانا الملائكة طيبين وأنت راضٍ عنا، يا طيب لا يقبل إلا طيبًا، يا صاحب الغيث الصيِّب، يا حي يا قيوم يا رباه، يا غوثاه، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين.
سيدنا ومولانا: لا نبيت محرومين من خلعة الصدق! ولا نبيت محرومين من حقيقة الرضا!
يا الله رضا يا الله رضا *** والعفو عما قد مضى
يا الله رضا يا الله رضا *** يا الله بالتوبة والقبول
يا الله..
واجعلنا نقوم إلى صلاة العشاء صادقين، ويبدأ عهدٌ جديدٌ في صلواتنا معك فيما بقي من أعمارنا، على الصدق نصلي، نقوم بالصدق، نركع بالصدق، نعتدل بالصدق، ونسجد بالصدق، ونجلس بالصدق، ونقرأ بالصدق، ونذكر بالصدق، ونتشهد بالصدق، ونسلم من الصلاة بالصدق؛ حتى تدوم لنا أسرار الصلاة في مدى الحياة، ونشتاق إليها ونعرف ما قال إمامنا وسيدنا: "وجُعِلَت قرة عيني في الصلاة".
يا رب: هذا الدعاء ومنك الإجابة، هذا الجهد وعليك التكلان، يا مُكرِم يا رحيم يا أكرم الأكرمين، يا أول الأولين، يا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا راحم المساكين، يا أرحم الراحمين: بلغنا ما طلبنا، وأملنا ورجونا، ونوينا، وفوق ذلك يا حي يا قيوم، في عافية ولطف وجود وستر وعطف، يا بر يا لطيف، يا رحمن يا عطوف.
يا حي يا قيوم، يا قيوم يا قدوس: زكِّ لنا النفوس، وطهرنا عن الأدناس، ونقّنا من الأرجاس، واكفنا شر الجنة والناس، وقوِّم بالتقوى لنا الأساس، واخلع علينا خِلَعَ الصدق معك يا الله. وارض عنا، وارض عنا، وارض عنا، وعن والدينا وعن أهلينا وعن مشايخنا وعن معلمينا؛ رضوانك الأكبر، وزدنا رضًا في كل لمحة ونفس أبدًا سرمدًا يا الله، برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.
17 ربيع الثاني 1447