خصوصية المؤمن في عيش الروح في قرب قدوس سبوح

للاستماع إلى المحاضرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مولانا الكريم، خالقِنا ومنشئِنا وبارينا ومعلمِنا ومنوِّرِنا ومطهِّرنا ومُمِدِّنا بالإمدادات الكبيرات العظيمات التي أبرزها محمد خير البريات، وما تفرَّع عن تلك الذات من الرسالات والنبوات والكتب المُنزلات، وما تفرَّع عن تلك الذات من الصفات الحميدات والشمائل الرفيعات، والصفاء والنقاء والتقى وحقائق الصلة بالمولى، والقرب من المولى، والرضى من المولى، والمحبة من المولى لمن أحب، فرَّعها الحيُّ القيّوم العظيم الأكرم، مِن ذات محمدِ الحبيبِ الأعظم، الماشي على أقومِ قدم، صلوات ربي وسلامه عليه.

وجعل الخيريةَ في هذه الأمة، والفضيلة في هذه الأمة، والمزيّة في هذه الأمة، فكان ذلك مما تفرَّع عن تلكم الذات، فظهرت المزايا في خيار البرايا، وانتشروا في الأقطار وخصَّ الله منهم الشام واليمن بعدد وافر، ونصيب متكاثر، بدعوةٍ من الحبيب الطاهر، بالبركة ظهرت آثارها وظهرت أخبارها؛ والذين تغرهم المظاهر، ويقطعهم ظاهرُ الأمر عن باطنه، ويقطعهم حسُّ الأمر عن معناه ويقطعهم ما يجري من هذه الشؤون عن مُجريها الذي أمره بين الكاف والنون، جل جلاله وتعالى في علاه

هم الذين ربما انقطعوا بشيء من هذه الظواهر أو المظاهر أو الأوضاع التي يتحدث عنها المحجوبون عن الله والمحجوبون عن رسوله حديثاً كثيراً، ويبسطون في ذاك الحديث، ويجعلون لهم فيه صفحات، ويجعلون لهم فيه لقاءات، ويجعلون لهم فيه مؤتمرات، ويجعلون لهم فيه إذاعات، ويجعلون لهم فيه فضائيات إلى غير ذلك، المحجوبون بذلك، لم يسلكوا شريف المسالك، لم يسلموا من أن تنالهم أيدي مهالك.

أيها المؤمنون بالعزيز المالك ملك الممالك، عيشٌ كريم مقدمٌ في هذه الحياة، لمن صدق مع المولى تعالى في علاه، ولمن ارتبط به وبحبيبه ومصطفاه، يُكرم به ويُهنّاه، ويذوق به حلاوته في ودِّ مولاه، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)، يذوقوا مِن حلاوة ذاكم الودّ في حقائق السُّعد، وحقائق الجود الذي لا حدَّ له، وهو يعيش على ظهر هذه الأرض، وهو سماء، تعلو على السماء مِن حيث مبناها، فإن خالقَه وخالقَ السماوات السبع كتب على السماوات أن تتشقق وكتب لهذا أن يوفق، وكتب لهذا أن يبقَى في الوداد، وأن يرافق خيرَ العباد، فهو سماءٌ تعلو على تلك السماوات، على ظهر الأرض يمشي، من أمثال تلك النجوم، الذين مِن مصاحبتهم تسمعون مثل هذا الكلام الطيب الذي سمعتموه من الشيخ محمد فواز النمر الذي جاءكم من دمشق ومن الجامع الأموي، ومن الشيوخ الذين كانوا في تلك البلدة، تحيا القلوب بذكرهم عليهم رضوان الله تبارك وتعالى، تأتي هذه المعاني في حياة هذه القلوب، والارتباط بالحق تبارك وتعالى فيحيا صاحبها سماويّ في قالب إنسانيّ وهيكل بشريّ، يمشي على ظهر الأرض والسماء له تشتاق وبه تُفاخِر، وهكذا سماء تحت سماء تحت سماء، في العالم الخلقي إلى عظيم عجائب المشهد الحقي، في سماء محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه البوصيري:

كيف ترقى رقيَّك الأنبياء ** يا سماءً ما طاولتها سماء

أما السماوات في مبناها الحسي السبع، فإنها تتشقق وتمور مورا، وأما السماوات التي كُتب له البقاء، فهي تحت جناح ذاك الأتقى، وتحت قدم ذاك الأنقى، صلوات ربي وسلامه عليه، فأنّى تطاوله سماء؟ يا سماءً ما طاولتها سماء، لا الفانيات ولا الباقيات، سماؤك فوق الكل وأنت صاحب الوسيلة يا خاتم الرسل، وهي درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ متحققٍ بمعاني العبودية بأسمى معانيها، وأسمى درجاتها وليس لها غيرك، أنت لها يا زين الوجود، أنت لها يا صاحب المقام المحمود، والحظ في السوابق الإلهية جعلنا في أمتك، وجعلنا في من يحب متابعتك، وجعلنا في من يجتمع على سُنّتك وعلى هديك، ويستند إلى سندٍ إليك، يأخذ عنك به، ويتلقى عنك ما ألقيتَه، وما أفضتَه، حتى تندرجَ الوسائط في الموسوط، ويصبح الخير ممدوداً ومبسوط، بفائض حقٍ منك يا جواد، يا رب العباد، يا عظيم الإمداد، نحمدك على ما وفَّقتَ وعلى ما هديت.

 أنتم بأسرار هذه المنن الإلهية، إذا عرفتم قدرَها وأجبتم أمرَها وحفظتم سرَّها، داخلون في دوائر ودادٍ إلهي في الحياة، تنجون به من هذه الشرور، التي تصيب الناسَ من محذور إلى محذور، تقطعهم بالغرور وبالزور عن حقائق النور وعن الحظ الموفور وعن ارتباطٍ ببدر البدور، قلوب العارفين تتفطر حسرة على من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم يرضى بهذا الحبس في ضيق هذه المزالق، مزالق الغفلة عن الله، والتعظيم لمن ليس بعظيم عند الله، وما ليس بعظيم عند مولاهم الذي فطرهم وإليه مرجعهم ولا يُرفع إلا من رفعه هو، ولا يرفع نسب إلا النسب الذي رفعه جل جلاله.

فربطنا بالأتقى، (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وهل الأتقى غير المنتقى؟ من الأتقى في العالم الخلقي؟ من أهل السماوات والأرضين، إنه محمد الأمين ابن عبدالله الفطين، ابن آمنة الكنز الثمين، محمد بن عبدالله، يارب صلِّ عليه، قوِّ رابطتنا به، قوِّ صلتنا به، حسرة على من ارتبطوا بالانترنت وارتبطوا بالفيسبوك وارتبطوا بتويتر، ولم يرتبطوا بمحمد. يا حسرة على من يعيش على ظهر الأرض ارتبطوا بالوزارات ولم يرتبطوا بخير البريّات، يا حسرة على من يعيش على ظهر الأرض ارتبطوا بأحزاب ولم يرتبطوا بأحبّ الأحباب، يا حسرة على من يعيش على ظهر الأرض ارتبطوا بنظر وفكر الخساس ولم يرتبطوا بفكر ونظرِ سيد الناس، (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون)، يا حسرة على من آثروا الشهوات، يا حسرة على من تخبَّطوا في الجهالات، يا حسرة على من ضيعوا الفرصَ الثمينات، تهب النسمات فلا يحسونها، وتنزل الرحمات فلا ينالونها، وتحصل النظرات فلا تصيبهم لإعراضهم عن ربهم، لإكبابهم على شهواتهم، لرضاهم بالدنايا، لعدم إصغاء سمعِ قلوبهم لكلام الحق الذي أرسل به حبيبَه فبرز في الصحابة وبرز في الآل الأطهار، وبرز في حملة السرّ المصون في الظهور وفي البطون، هنا وهناك، بالله يذكِّرون وعلى الله يدلُّون وإلى الله يوصلون، فهم الضنائن الكبرى بين العباد، ويلٌ لمن فضّل عليهم حقيراً عند الله، ويلٌ لمن قدَّم عليهم من لم ينظر الله إليه، ولم يُقبل عليه.

اللهم ارزقنا موالاتهم فيك، ومحبَّتهم من أجلك، حتى تحشرنا يوم القيامة في زُمرتهم، إن الذي بسط لكم هذا البساط دعاكم إلى نعيمٍ معجّل متصل بنعيم أكبر مؤجل، لا حدَّ له ولا غاية (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)، كلام حق وحقيقة عن رب الخليقة، ولسان الصادق العروة الوثيقة، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

فالله يُسمع قلوبكم هذا النداء، يارب وقلوب من يسمعنا، وقلوب من يتعلق بهذه الطريقة وهذه المناهج وهذه الخيرات أسمعهم نداءك الذين بعثت به لسان حبيبك محمد، حتى يدخلوا في أولي الألباب ويدخلوا دائرة الأحباب، ويُحشروا معهم في يوم المآب، ويتحققون بحقيقة (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا) ولعلوِّ هذا المنادي مَن سمعه لم يُطق الاستماع لما يخالفه، ولم يُطق الاستماع لما يناقضه، كائناً من كان من قريب أو من بعيد، (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ) ليرضى عنكم ربُّكم، وليكرمكم ربكم، وليقرِّبكم ربكم وليسعدكم ربكم، وليُنعم عليكم ربكم وليحلكم دار كرامته ومستقر رحمته، دار إفضاله وجزيل نواله، دار (أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا)، (أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) فآتنا ما وعدتنا على رسلك (وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)

ما عيش صافي هني ** إلا مع أهل القلوب

 هم الذين يحيون الحياة الهنية، وأسرار الخلافة التي نحدثكم عنها عن الله ورسوله موجودةٌ في مملكة الرحمن، قائمة عظيمة الشان إلى آخر الزمان، بقيّومية الملك الديّان جل جلاله، الحيّ القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، فرجال هذه الدولة المعنوية محفوفين بعناية رب العرش، رب البرية، فأنّى تصل إليهم أيادي المضلين أو المفتنين أو الزائغين أو المجرمين، إنما يضرون أنفسَهم، فإنهم لا يضرونك، فإنهم لن يضروا الله شيئاً (وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئًا)، من يشك أنهم يقدرون يضرون الله؟ المعنى يا حبيبنا من في حضرتنا أنت ومن دخلت في حماك أين يضركم هؤلاء؟ إنما يضرون أنفسهم، وإن آذوكم وإن ضربوكم، وإن سبُّوكم، وإن قتلوا من قتلوا فيكم، يضرون أنفسهم، أنتم في حماي الأعزّ وحصني الأحرز، ضمنت لكم الدنيا وضمنت لكم البرزخ وضمنت لكم الآخرة، (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، فأين يعوِّضكم عن جزيل عطاء هذا؟ قصور أهل القصور؟ مطاعم أهل المطاعم؟ ألبسة أهل اللباسات؟ وزارات أهل الدنيا؟ رئاسات أهل الدنيا؟ أين تكون؟! عند هذا العطاء الغير ممنون، من حضرة الذي يقول للشيء كن فيكون، لا تجعل فينا محروماً من هذا العطاء، ولا مقطوعاً عن هذا الإسداء، وهذا الفضل منك يا متفضل يا الله.. ومَن في ديارنا أسمع قلوبهم نداء حبيبك، ومَن في أصلابنا أسمع قلوبَهم نداء حبيبك، ومن في جوارنا أسمِع قلوبَهم نداء حبيبك، ومن والانا فيك أسمع قلوبَهم نداء حبيبك، ووفِّر ذلك في الأمة في شرق الأرض وغربها، وشامها ويمنها يا الله.

اسألوا المعطي يعطِكم، واسألوا المتفضِّل يتفضل عليكم، واطلبوا المنّانَ يمنُّ عليكم، واطلبوا الرحمن يهبكم، واطلبوا الوهاب يُجزل حظَّكم، إنه الله وحده، لا إله إلا هو، (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )، (مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)، (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) فيارب خُذ بنواصينا إليك، خُذ بقلوبنا إليك، خذ بأيدينا إليك، أخذَ أهل الفضل والكرم عليك، يا الله.. وبالقلوب المتوجهة إليك، ومن والاك في الشرق والغرب، ائذن برفع كلِّ كرب، وادفع كل ضر عنا وعن المسلمين، في الشرق والغرب يا الله.

وهيئهم للعمل، على الصدق معك يا مَن عزَّ وجل، جنِّبنا وجنِّبهم الزيغ والزلل، لا نؤثر اتباع من ضل، ولا نهوي مع من هوى، ولا نسقط مع أهل الهوى، يارب اجعل هوانا تبعاً لما جاء به الحبيب، وقربنا مع أهل التقريب، ووفر لنا الحظ والنصيب، وأرِنا رايات الحق منشورة في جميع الأقطار، وأدِم راية الحق والهدى والدين في جميع الأقطار منشورة، ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة، معنى وصورة.

واكشف اللهم كربةَ المكروبين، واقضِ دينَ المدينين، واغفر للمذنبين، تقبل توبة التائبين، واجعل أهل الجمع منهم أجمعين، اجعلنا من التائبين المقبولة توبتُهم، كن لنا يا رب، كم سترتَ علينا من ذنوب، كم سترت علينا من زلات، وكم في الصحف على الكثير منا من الذنوب ما لم يعرفها هو، ولم يطلع عليها هو، أنت أحاط علمك بها، فبإحاطة علمك بذنوبنا أحِط مغفرتَك بذنوبنا، احط مغفرتك بذنوبنا، اجعل عفوك محيطا بذنوبنا، يا كريم العفو، يا حسن التجاوز، يا مبدِّلَ السيئات حسنات، اجعل جودك محيطاً بسيئاتنا، وبزلاتنا، وبخطيئاتنا، وبذنوبنا، وبمعاصينا، وبمساوئنا، وبجراءتنا، وبقلّ أدبنا، وبكل ما كان منا، يا الله، يا الله

فإنا نفرّ منا إليك، ونبرأ من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك، يا من لا حول ولا قوة إلا به، يا علي يا عظيم يا الله، وقل يا الله، واسال الله، أتدري من هذا الذي يسمعك؟ ومن هذا الذي يراك؟ ومن هذا الذي يتجلى؟ ومن هذا الذي يتفضل؟ ومن هذا الذي يغفر؟ ومن هذا الذي يسامح؟ ومن هذا الذي يستر؟ ومن هذا الذي يُكرم؟ ومن هذا الذي بسط يده؟ ومن هذا الذي بسط موائده؟ ومن هذا الذي أكرمنا؟ ومن هذا الذي جمعنا؟ ومن هذا الذي جاد علينا؟ ومن هذا الذي يسمعنا؟ ومن هذا الذي يجيبنا؟ الله الله الله الله الله الله الله الله الله..

 ربي وربكم ورب كل شيء، ما لنا غيره وما لنا سواه، وما لنا إلا هو، لا إله إلا هو، لا مرجو إلا هو، ولا محبوب إلا هو، الله ربي وربكم ورب كل شيء، مليك كل شيء، بيده ملكوت كل شيء، جاد علينا وأنعمَ علينا فنسأله أن يتمَّ علينا النعمة، لا تزيغ القلوب يارب بعد هذا العطاء، بعد هذا الإمداد، بعد هذا النظر، لا تزيغ إلى قصدِ المعصية، لا تترك الواجبات، لا تهمل السنن، تستقيم على أقوم سَنن، حتى تلقاك، حتى تلقاك، حتى تلقاك، كل واحد منا لابد له من لقائك، فأسألك بعطفك ولطفك، أن تجعل ساعة لقاء كل واحد منهم ساعة مشهودة بالفضل الرباني والجود الصمداني، يحب لقاءك وتحب لقاءه، آمين يا الله، ، قل يا الله، وألظّ بيا الله، والهج بيا الله، واستغث الله، واطلب الله، واسأل الله، قل يا الله، لا تحرمنا خير ما عندك لشر ما عندنا، أصلح أمة محمد، جمّل أمة محمد، ارحم أمة سيدنا محمد، اجمع شمل أمة سيدنا محمد، اكشف الكرب عن أمة سيدنا محمد، اجعلنا في خيار أمة سيدنا محمد، آمين يا الله، يا الله، يا الله، يارب العالمين ويا أكرم الأكرمين.

 يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين** يا أرحم الراحمين فرج على المسلمين

 

تاريخ النشر الهجري

26 جمادى الأول 1435

تاريخ النشر الميلادي

27 مارس 2014

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية