خصائص الإيمان في الذوق والوجدان
محاضرة مكتوبة للحبيب عمر بن حفيظ في دار المصطفى ليلة الجمعة 13 ذو القعدة 1436هـ ضمن دروس إرشادات السلوك بعنوان: خصائص الإيمان في الذوق والوجدان.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله.. وقد ذُكِّرنا بالحق، وإفضال الحق، ورسول الحق، وأحكام الحق، وأسرار الصلة بالحق جل جلاله..
وماذا في الخلق غير الصلة بالحق؟ ما يساوي الخلقُ من أوَّلهم إلى آخرِهم بغير الصلة بالحق؟ ما هو إلا غفلات المكلّفين مِن الإنس والجن، التي تفصلُهم عن عظمة هذا الإله، وإلا فأصل الخلق والوجود لولا الخالق ما كان شيء، وهو كذلك ليس بشيء في جنب الخالق جل جلاله، فالفوز في كل معاني الخلق وفي شؤون الخلق على قدرِ صلتِهم بهذا الحقّ جل جلاله وتعالى في علاه، وهو الذي سخر هذه الكائنات وخصَّ الإنسانَ بخصوصيات (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ) فمَن قبل هذه النعمة وقام بشُكرِها قبِله الحق، وشكره الحق، ومَن قَبِله الحق فلا يُوصف مجدُه وفخره، ومَن شكره الحق فلا يُوصف نعيمُه ولذته، (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ومن لم يصدق مع هذا الحق ولم يشكر هذا الحق ولم يقبل عند هذا الحق، فماله ومال للطائرات، وماله ومال للصواريخ، وماله ومال الأسلحة، وماله الأبراج والعماير، وماله ومال البحار وما فيها، وماله ومال الحيوانات، وماله ومال الهواء والفضاء، وماله ومال الجيولوجيا وطبقات الأرض يتركها وتتركه، يخرج عنها وتخرج عنه، يفنى وتفنى ماله ولها؟ وماذا سيحصّل منها؟ وما ستكون نهايته؟ وما ستكون عاقبته؟
اعقلوا نعمة الاتصال بالحق، ومفتاح باب هذا الوصال بسيد الخلق، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، الذي توزّع بواسطته اليوم على من أراد الله إسعادهم في البرازخ ويوم القيامة ودخولهم دار الكرامة يوزع الإسعاد لهم بهذه العلائق القلبية الروحية، وهي التي بها يذوق الذايق في معنى الصلة بالخالق، ما سمعتم كلاماً ربما أضحككم، عن طعم البرتقال في تريم، يختلف عن غيرها، اسمع ما أصل هذا، كان سيدنا أنس بن مالك يقول لما كان اليوم الذي أقبل فيه رسولُ الله على المدينة، أضاء منها كل شيء، صار الضياء في الشجر، صار الضياء في الحجر، صار تراب المدينة غبار المدينة شفاءً من الجذام، كانت أرض وخمة، من جاءها مرض، فصارت أرض طب من جاءها عوفي، بورود النبي صلى الله عليه وسلم، بوجود النبي صلى الله عليه وسلم فيها، هذا المعنى فيها الذي كان يقوله في ذوق القوت والطعم سيدنا إبراهيم الخليل (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)، واحد يتناول لقمة من الرحمن كيف طعمها؟ سقيا من الرحمن كيف طعمها؟ يتناولها بنفسه أو من واحد ثاني مخلوق مثله، (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)،
ولذلك علمتم امرأة في نقص أدبِها وضعف خلَّةٍ فيها ووجود عيب من العيوب التي شرُّها في الآخرة وهو قلُّ الحياء، كانت قليلةَ الحياء موصوفة بقلَّة الحياء، امرأة جريئة ، مرت على النبي وهو يأكل، معه بعض الصحابة، تقول أطعمونا من طعامكم هذا ما تطعمونا؟ حمل النبي لقمة يناولها، قالت لا لا من الذي في فيك، فأخرج النبي بعض الطعام من فمه ناولها إياه، فبمجرد ما تناولتها وما وصلت إلى بطنها إلا واستقر الحياء في قلبها، خرجت بصورة أخرى فصار يُضرب بها المثل في قوة الحياء في المدينة، صارت من أشد نساء المدينة حياءً، بعد هذه اللقمة من فم محمد صلى الله عليه وسلم، من يد محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لندركَ بهذا حقيقة غائبة لن تطلعَ في مختبراتهم، ولن تطلعَ في تحليلاتهم لا سياسيِّيهم ولا أهل الفضاء فيهم ولا أرباب الأسلحة ولا أهل الجيولوجيا في الأرض، ولا أهل علمِ الفضاء لن تطلع فيهم .. أذواق تذوقها الأرواح متصلة حتى بعالم المادة في هذه الدنيا مصدرُها محبة الله، أساسها محبةُ الله، أساسها الإيمانُ بالله، هذا أمر يُعلَّم في مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
كان يقول شيخنا الحبيب محمد الهدار عليه رحمة الله، كنت أيام الرباط في تريم، جاؤوا وهو ابن 18 سنة، قال ما يجد أحدنا الطعام من وقت إلى وقت، قال في أيام رمضان معنا هذا ما نسمِّيه ( الكانون ) عندنا يوضع عليه الفحم من الجمر ويلصى فيه النار نضع فيه قدر، وفوقه قليل من الرز وفوقه ماء وملح فقط، ما هناك شيء، ملح فوق هذا الماء، نخرج للروحة، مع الحبيب عبدالله الشاطري، نقعد إلى صلاة المغرب نصلي معه المغرب، نصلي بعد المغرب صلاة التسبيح، نرجع نجد الرز قد نجح تماماً، قال وخصاره ليمة أفتح الليمة بالسكين واحطها فوقه وآكله، قال والله طعمه إلى الآن في فمي حالي، وكان يضرب المثل فيما ينصب من الموائد، قال الآن هذه موائد تنصبونها ما اجد لها طعما كما اجد ذاك الطعم، وعاد ذاك طعمه في فمي إلى الآن، وهذه الموائد بالاشكال وخصوصا المستورد منه والمعلب قال ما أجد له طعم، ولا اجد ذاك الطعم الذي أجده في تلك الأيام.
قال نقرأ في الورد، الدعاء الوارد النبوي "وأعوذ بك من الهم والحزن" قال بعضنا يقول لبعض الهم هذا مثل إيش هو؟ قال ما نعرف الهمّ، أرواح وقلوب ما تعرف الهمّ، قال فلما نتعوذ أعوذ بك من الهم قال بعضنا يقول لبعض نتحاور نحن والطلاب، نقول مثل إيش هذا الهم الذي نتعوذ منه؟ كما إيش هو؟ إيش لونه هذا الهمّ؟ عايشين في معاني صلة بالحي القيوم، ومضت أعمارُهم على هذا، والنعيم الأكبر مستقبل لهم في الدار الآخرة.
هذه حقائق يجب ندركها بها ذاقوا أن يرحموا الخلائق، وأن يتقبلوا ما يجيء منهم يعلمون ضعفَهم وعجزَهم، وأنهم مساكين أمام نفوسهم وأمام الشياطين الذين يغوُونهم، ويرجون الخيرَ لهم، بذلك جاءت تبعيّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، اتبعوه وتبعيته في أن يقال ادعوا عليهم آذوك، حاربوك، قتّلوا أصحابك، بقروا بطون، شوف الفظائع اللي صلحوا، جدَّعوا أنوف، قطعوا آذان، واحد من أعز الصحابة عليه عمه حمزة، كبده يخرجوه؟ كبد من وسطه يخرجوه؟ يلوكوها ويرمونها؟ قيل له: ادع الله عليهم رفع يديه (اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون ) في ذا الموقف الصحابة كانوا يظنون أنه سيدعو عليهم، وكان يتلقى الدمَ الخارجَ من وجهِه بيده، ويقول أخشى إن وقعت منه قطرة على الأرض أن يعمَّهم اللهُ بعذابٍ من عنده، قال لو تسقط قطرة من وجهي إلى الأرض أخاف أن الله يغضب عليهم ويهلكهم، فكان يمسكها بيده حتى لا تقع على الأرض صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ما رضي بموقف سب في هذا الموقف، جاء بعض الصحابة يسب قريشا، قال: لا تسبهم، فإنه سيكون فيهم ويكون منهم، قال: إنما قلت هذا لما رأيت ما عملوا بك، قال فلا عليك سيكون فيهم وسيكون فيهم. وكثير من الذين قابلوه في ذاك المقابلة أسلموا بعد وآمنوا، بل واحد كان من أسباب الهزيمة في تلك الأيام تحول وارتقى مقامه وهو خالد بن الوليد ، كان في صفوف الكفار ذاك اليوم، وهو الذي دار ورأى جبل الرماة قد خلا من الرماة، وهو الذي دوّر بالجيش ووقعت الهزيمة، مرت بعد غزوة أحد هذه أربع سنوات ودخل سيدنا خالد في الاسلام ، وبعد ما دخل في الإسلام بسنتين ذهب إلى مؤتة، وإذا به يتبوأ منزلة ( ثم حمل الراية سيفٌ مِن سيوف الله، سلَّه على المشركين ) تحول من الخربطة في أحد، وسبب الهزيمة وإذا به مؤمن، وإذا به سيف من سيوف الله، وحضر في الإسلام مائةَ معركة، يقول في كلها تمنَّيت أن أُقتل في سبيل الله، حتى لما جاءه الموت، وهو على الفرش كان يبكي ويقول مائة معركة حضرتها أتمنى أن أُقتل فيها، واليوم أموت كما تموت الشاة وكما يموت البعير وكما يموت العجوز على الفراش.. فلا نامت أعين الجبناء.
يقول أهل السيرة: والحكمة أنه لم يُسلَّط عليه كافر أن يقتله أن رسولَ الله سماه سيف الله، فلو قتله كافرٌ لقالوا كُسِر سيف الله .. من يكسر سيف الله!؟ لا يمكن لأحد أن يكسر سيفَ الله جل جلاله، فلم يُسلَّط عليه كافر يقتله أبدا، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
وهو بهذا كان على قدم المحبة وقدم العلاقة القلبية، ماذا يلذ له في المعارك أن يدخل فيها، وعنده من يوم حجة الوداع شعرات من شعر رأس رسول الله، حصّلها في يوم حجة الوداع، ماسك هذه الشعرات ويضعها تحت قلنسوته، يخيطها في رأسه ويتعمم عليها ويدخل الحروب، حتى في بعض مواقف جهاده، سقطت القلنسوة فخرج من على الفرس ودخل وسط صفوف القوم حتى أخذ القلنسوة وردها ورجع، كان يرقبُه بعض الصحابة، قال يا خالد تعرِّض نفسَك للموت والهلاك وتدخل بين القوم هكذا على رجليك مِن أجل القلنسوة !؟ قال اسكت إن فيها شعرة رسول الله، وليس لأجل القلنسوة، فلا أدعها تحت أقدام المشركين، والله لو لم أصل إليها إلا أن أقطَّع قِطَعاً قِطَعاً لوصلت إليها، فلا أترك شعرةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا المكان، رضي الله عن خالد بن الوليد.
وهذه شؤون المحبة وهذه شؤون الرابطة لترفع الناسَ من هذه الغموم وهذه الغيوم وهذا الشحن الذي يُشحن به الناس ليضرب بعضهم بعضا، وليؤذي بعضهم بعضا، وليتفرج عليهم عدو الله إبليس في التحريش بينهم، مهملين لأوامر الله، مهملين لشريعة الله جل جلاله، مفرِّحين لمن تقسَّمهم يلعب بهم من الكفار ليضرب بعضهم بعضاً، والعياذ بالله تبارك وتعالى، ونبيهم ينادي (ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقابَ بعض).
ولتتهيأ القلوب لعِشقِ القرب من ربها جل جلاله، ولنتعاون على مرضاةِ الله والوِجهة إليه جل جلاله، في صلاح أحوالنا ، وحضورنا في مثل ذي المحاضر بقلوبٍ تعشق الرب، والقرب من الرب، وتقصد الربَّ جل جلاله، وسينكشف لك ما في مثل هذه البلاد، وفي مواطن الخير كلها، من النورانية من الرَّوح، من الرحمة من الراحة، حتى تذوق لطعامك ذواقا، حتى تذوق لحركتك ذواقا، حتى تذوق للأشجار والأحجار معنى من المعاني بنور الصدق مع الله، وحسبُك أن نبيَّك يَعرض القضية، ويقول لك اختصمت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب في واحد، فأرسل الله ملَكاً يحكم بينهم، قال حُكم الله: انظروا .. إن كان أقرب إلى أرض الأخيار، أو أقرب إلى أرض الأشرار، فإن كان أقرب إلى أرض الأخيار فلتأخذه ملائكةُ الرحمة إلى رحمتي ونعيمي، وإن كان أقربَ إلى أرض الأشرار فلتأخذه ملائكةُ العذاب، إلى عذابي وجحيمي، وكان الحقُّ قد رحِمه بصدق توبته، ومحبتِه للأخيار في آخرِ عمره، بعد أن عمل ما عمل .. فأوحى الله إلى هذه الأرض تقرّبي، وإلى هذه تبعّدي، فلما قاسوا وجدوه قريباً إلى أرض الأشرار، لكن لما أوحى الله إليها تباعدت هذه وتقرّبت هذه، فوُجِد أقرب بشبر إلى أرض الأخيار، فأخذته ملائكة الرحمة.
فالحمدلله على وجود الأخيار بيننا، وإن كان هؤلاء أخيار بني اسرائيل، فعندنا أخيار أمةِ النبي الجليل صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم ثبتنا على ما تحبه منا ولا تسلط علينا عدوَّك ولا جنودَ عدوك، ولا النفوسَ الأمّارة، واجعل هوانا تبعاً لما جاء به نبيُّك محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وتدارك المسلمين.
يارب هذه الفئات من الأمة تداركهم وأغثهم ومن كان في صلاحه صلاح المسلمين أصلحهم، ومن في هلاكه صلاح المسلمين أهلكهم، من علمت فيه الخير لهذه الأمة بارك له وفيه وتولّه، ومن علمت سوءاً وشراً وسقماً وبلاءً على الأمة فأبعده واخذله واقطعه من بينهم، يا محوِّل الأحوال حول حالَنا والمسلمين إلى أحسن حال، إليك الملجأ ومنك المنجى، وبك اللياذ وأنت نِعم المعاذ من كل سوء، فأعِذنا من الأسواء وأصلحِ السرَّ والنجوى واجعل قلوبَ أهل المجلس والسامعين لنا عليك مجموعة، ودعواتها عندك مسموعة، وأعمالها الصالحة مقبولة مرفوعة، وأمدَّنا بإمدادات لا مقطوعة ولا ممنوعة، نحوز بها خير الدنيا والآخرة وثباتاً على ما تحب، وموتاً في كمال المحبة منك والمحبّة لك يا الله، يُتوفَّى كلُّ واحد منا على حقيقة لا إله إلا الله، ناطقاً بها متحقِّقاً بحقائقها، مُستحضراً معانيها، مرقىً بمَراقيها، شارباً من كؤوسها، متَّصلا بسيد أهلها، حتى نكون من رفقائه في البرازخ ويوم القيامة، وفي دار الكرامة.
ياربي إنك تجعل مِن أمته من تجعل في رفقته، فبِه عليك ألحِقنا برفقائه، يا الله، وإن اقتضت ذنوبنا أن نتخلف عن ركبه وعن دائرته وحزبه، فبه عليك ارحمنا وأدخِلنا بالرحمة في تلك الدائرة العظيمة، وارزقنا رفقته في دار العطاء، ودار النظر إلى وجهك الكريم، يا كريم.. يا الله، نستودعك إيمانَ كلِّ حاضر وسامع، عند الوفاة فتوفّنا على كماله، توفَّنا على تمامِه، توفَّنا على أكمل اليقين، اجعل آخرَ كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، بحقائقها متحقِّقين، وصلِّ على سيدِ مَن قالها، وبسر قوله اجعل قولنا لها واجعل اعتقادنا لها، ومن شرَّفتهم من صحابته وأهل بيته باسرار الكلمة فأمدَّنا من تلك الأسرار، ولنقُلها أيها الحضّار..
ونقول: لا إله إلا الله..
في تبعيةِ سيدِ قائليها وإمام أهليها، ونقول معه ومع أهل حضرته: لا إله إلا الله.
ونسأل الرحمن بـ لا إله إلا الله وأهلها أن يسقينا من كؤوسها وأن يتوفانا عليها حتى يكون آخرَ نطق كل لسان من هذه الألسن عند الموت بـ لا إله إلا الله.
ولن يجدوا في العالم شعاراً أعظمَ منها، ولا أكبر، لا لحزب ولا لهيئة ولا لشركة ولا لجماعة ولا لفريق ولا لحكومة ولا لدولة، وعند دولة لا إله إلا الله دول العالم كلها صغرى، دول العالم عند دولة لا إله إلا الله صغرى، هذه الدولة الكبرى، عليها نحيا وعليها نموت وعليها نُبعث إن شاء الله، من الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
لو انكشف لكم حال كثير من رؤساء العالم الموجودين في حالتهم في القيامة وشدة ما بهم يتمنَّون لو حضروا معنا، يتمنون لو سمعوا كلامنا، ولكن قِسَم من الله مالك الدنيا والآخرة وهو حاكمها والمرجعُ إليه، ولن يتمنى أحد في القيامة كرسي من ذي الكراسي، لكن بيتمنون موطئ الأقدام هذه، وبيتمنون أماكن السجود وأماكن العبادة، كل بيتمناها في القيامة وبيعرف كلٌّ بضاعته ما هي، وما معه، وماذا آثر..
يارب ثبتنا على الحق والهدى ** ويارب اقبضنا على خير ملةِ
وعُمَّ أصولا والفروع برحمة ** وأهلاً وأصحاباً وكلَّ قرابة
وسائر أهل الدين من كل مسلم ** أقام لك التوحيدَ من غير ريبةِ
وصلِّ وسلِّم دائم الدهر سرمدا ** على خيرِ مبعوثٍ إلى خير أمة
محمد المخصوص منك بفضلك ** العظيمِ وإنزال الكتاب وحكمةِ
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه..
والحمد لله رب العالمين.
14 ذو القِعدة 1436