حقائق الفوارق بين الإيمان والكفر ونتائجها فكراً وسلوكاً ومصيرا

حقائق الفوارق بين الإيمان والكفر ونتائجها فكراً وسلوكاً ومصيرا
للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة مكتوبة للحبيب عمر بن حفيظ في دار المصطفى ليلة الجمعة 17 محرم 1437هـ بعنوان: حقائق الفوارق بين الإيمان والكفر ونتائجها فكراً وسلوكاً ومصيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله، مُكرمنا بظهور أنوار الحق متلألئة، وانفتاح أبواب الفيض الإلهيّ به، بالعطايا المتتالية، نحمد الذي أرسله وجمّله، وفضّله وكمّله، وجعله خاتمةَ من أرسله، اللهم أدِم الصلواتِ على مفتاح باب الرحمات عبدك المصطفى سيد أهل الإنابة والإخبات، وعلى آبائه وإخوانه من النبيين والمرسلين وآلهم وأصحابهم، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الميقات، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 والمقصود مِن خلقِ هذا الكون، في عنايةِ الحق تبارك وتعالى وحكمتِه البالغة، أن يعلم المكلَّفون، علماً خاصاً في إيمانهم بالإله جل جلاله، يتميّزون به، ويتهيّؤون للقاء هذا الإله، متمثلٌ ذلكم في العبادة والعلم، (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، نوِّر اللهمَّ بصائرنا لتستنير أفكارنا.

فكان لأجلِ هذه الحكمةِ البالغة تكوين الكائنات للنظر فيها، لتُوصلَ هذا الجنسَ المكلَّف من الإنس والجن إلى معرفة الحقيقة، إلى معرفة الحقِّ جل جلاله، ووجوده وألوهيته وربوبيته، وأن الكائناتِ خَلْقُه بإيجادِه، بتصنيعِه جل جلاله، في قبضتِه، تحت قهرِه وحكمِه، صفحاتٌ تتلى فيها آياتُ عظمتِه وجلاله وحكمتِه وقدرتِه وإرادته، أكَّد كلَّ ذلك بإنزال الكتب وإرسال الرسل، (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا).

بذلك نعلم أن معطياتِ الخلائق كلما أُعطي هؤلاء المكلفون مِن الإنس والجن، ليس فيها أعظم ولا أجلّ من الإسلام والإيمان، أعلى نعمٍ أنعم اللهُ بها على أحد مِن المكلفين، أولهم وآخرهم، ذكرهم وأنثاهم، لا يُنعِم على أحد قط بأعلى ولا أجلّ من أن يرزقه الإيمان، من أن يرزقه الإسلام، اللهم كما أنعمتَ علينا بالإسلامِ فزِدنا منه، وكما أنعمتَ علينا بالإيمان فزِدنا منه، وكما أنعمت علينا بالعافية فزدنا منها، وكما أنعمت علينا بالعمر فبارك لنا فيه. فإنا نرى في أعمارنا، مَن يصرِف عمره في تطلِّب مصالح مادية، ونفوذاً في الأرض، عبر ما يسمى بالحُكم والسياسة فيبذلون في ذلك الأوقات والأفكار والطاقات والملَكات التي أوتوها كلها، ولم تعطِهم نعمة الإسلام، ولم تعطِهم نعمة الإيمان، ومَن مات منهم على ذلك فهو من شرار البرية، من شرار الأنام، لا مكانةَ له عندك، ولا محلَّ له في جنتك، وسكناه إذا قد بلغته الرسالة، فأباها فمات على الكفر نارُك الموقدة التي تطَّلع على الأفئدة، اللهم اجرنا منها.

 نراهم جنّدوا لهذا طاقاتِهم، وانطلقوا في حياتهم لنيلِ شيء من هذه الأغراض، منها في نظرهم ما يعود إلى أشخاصهم، ومنها ما يعود إلى أممِهم أو قومِهم أو نسلِهم مِن بعدهم، انحصروا في ذلك، ودائرة خلاصة جميع ما عندهم ما قلتَ عنهم، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)، (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا)، (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاد * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)، (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ*مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء). يوم الحكم القادم، مؤخَّر عليه كم من ظالم، وليس الحق عنه بغافل، ومن سُنته أن يُجريَ في الحياة نتائجَ ظلمهم ليصير الفردُ والجماعة منهم عبرة، عبرة بعد عبرة، ثم ينتقلون إلى العذاب الشديد.. أجارنا الله من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.

وقال تعالى عن محتوى معطياتِهم (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون)، اللهم ثبِّتنا على الإسلام، اللهم زِدنا إسلاما، اللهم ثبّتنا على الإيمان، اللهم زدنا إيمانا، يا أكرم الأكرمين. يعيشون معنا على ظهر الأرض والرسالة قد جاءت، وشمس الحقيقة قد أشرقت، (أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ)، (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون * وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا)، إن فاطر السماوات والأرض وخالق هذه الكواكب والنجوم سينسى من رحمته كلَّ مكلّف نسي ليوم اللقاء، كل مكلّف نسي عظمةَ ذلك اليوم ولم يفكِّر فيه، سينساهم في ذاك اليوم من رحمته ومن عطفه، فمن لهم؟ فحالهم يُرثى، وهم أحقُّ أن يُرثَوا في ما هم فيه، ونبذل وسعَنا في إنقاذهم ما استطعنا، ثم نعلم أننا وإياهم في قبضتِه ويده..

يارب ثبتنا على الحق والهدى ** ويارب اقبضنا على خير ملة

 (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّاب)، ولكن في صفوفنا معاشر المسلمين مَن ماشاهم وسار مسابقاً إلى نفس مقاصدِهم وأغراضهم مِن وراهم، فكانوا هم قدوته دون محمد، دون أهل النبوة، دون أهل الرسالة، دون الأصفياء دون الأولياء، كم اغتروا من أصناف هذه الأمة وراء أولئك، يجرون ويزاحمونهم على مقاصدهم الدنيئة بكل معنى، المنقضية الزائلة الفانية التافهة، ومنهم من يعجبهم فتح أبواب الشهوات، والسقوط في المحرَّمات والمنكرات وما تلك بضاعة، ولا وراءها غاية حسنة ولا نهاية مستحسنة، واغترَّ أصنافٌ من هذه الأمة، فتنافسوا على ما ليس بنفيس، وبقيت القلوبُ الملبِّية لنداءِ علامِ الغيوب على لسان العبدِ المطهَّر عن جميع العيوب، الهادي إلى خيرِ وأعزِّ الدروب، محمد المحبوب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. إذا رأوا تنافسَهم على الدّنايا والقذارات نأوا بأنفسهم وأعزّوها، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، عن أن يطاردوهم على تلك الدنيئات، وغالب ما تكون قيمتها، أخلاق فاضلات وقِيم، ومكارم وشِيَم، ودين يباع مقابل ذلك، فماذا حصَّل مَن باع قيمَه ودينَه؟ مقابل مالٍ، أو شهوةٍ، أو صورةٍ، أو أبَّهة، او سمعة أو شهرة؟ إلى غير ذلك، ماذا كسب وماذا حصّل، عبيد الشهرة من أول عهد بني آدم إلى اليوم ما عملت بهم الشهرة؟ وحذَّر صلى الله عليه وسلم، أنه لا تغرك ولو كانت حتى باسم الدين هذه الشهرة، فإن الله لينشر للرجل الثناءَ ما بين المشرق والمغرب وهو لا يساوي عند الله جناح بعوضة، فتكون سقطتُه أكبر وحسرته أشد، وأوفر والعياذ بالله تعالى.

 أيها الأحباب، من لم يجد له مكانة عند مكون الاكوان فليتَه لا كان! من ليس له مكانة عند هذا الربّ فما هو؟ وماذا يساوي؟ إنما يغتر به مِن هذه الأسباب هي بنفسها آيلة إلى الزوال بلا ريب، والأرض التي نحيا عليها وحييَ عليها مَن حيِي، تُبدَّل غير الأرض، وجبالها القوية الكثيرة الرواسي تُنزَع، وتُدك وتُنسَف نسفا، والكواكب مِن فوقنا والنجوم، تتناثر والسماوات تتشقق، فبأي شيء تتمسك؟ ما الذي غرك فيها؟ هذه هي نهايتها! دوِّر لك مكانة عند مكوِّنها وإلا فلستَ بشيء، فإن اعتتزتَ بمن يموت فإن عزَّك ميت ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ). اللهم حقِّقنا بحقائقِ الإيمان، وأعزَّنا بذلك يا الله.

 كانت ألسنُ العارفين مِن الوُعاة لهذا النبأ والخبرِ مِن الله، يقول: ما أعزتِ العبادُ أنفسَها بمثلِ طاعةِ الله، ولا أهانت أنفسَها بمثل معصيةِ الله، جل جلاله وتعالى في علاه. لا يمكن أن تُهان بمثل أن تعصي اللهَ بعينك أو أذنك أو قلبك أو فرجك أو بطنك أو يدك أو رجلك، الهوان هنا، الذلة كلها هنا، لا يمكن أن تُهان بأكثر من هذا، لأن هذا موجب الغضب، وموجب السخط وموجب دخول النار، ولو ضُربت أو شُتمت أو سُجنت أو أُخذت من غير حق فليس ذلك بهوان عليك ولو كان ذلك هوانا ما سُجن الأنبياء، ولو كان ذلك هوانا ما قُتل الأنبياء، ما ذلك بهوان! الهوان أن تعصي الرحمن، جل جلاله وتعالى في علاه، فإذا سقطتَ إلى تلك المنافسة، كنت مع الأخسَّاء.

أيها المؤمن: فإذا لبت روحك نداء الحق، وتركت المتنافسين على الدنايا، وتنافستَ على الدرر الغالية من المراتب العالية، مِن قُرب رب العالم في الظاهرة والخافية، فأنت الإنسان، أنت العاقل، أنت الواعي، أنت المُدرك للحقيقة مِن بين الخليقة، ويقال للآخرين إذا صُلُوا بالمصير في نار الجحيم (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ). وبذا نعلم أن رسالات الرسل، جاءت ليعرف الخلق ربهم ويتذكروا عهدهم معه، فيجددونه لهم لينالوا منزلة عند هذا الإله من محبته ورضاه، قبل ساعةِ لقاه فيلقونه وهو راضٍ عنهم، فيُخلَّدون في النعيم والعطاء الجسيم والفضل الذي لا غاية له، ولا نهاية، (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)، آمنا بالله ورسله، اللهم حققنا بحقائق هذا الإيمان، (أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).

 يا ذا الفضل العظيم اجعلنا وأهلَ مجمعنا، ومَن يسمعنا من أهل الفضل العظيم عندك يا الله. وعلامتهم إذا اشتد التنافس على تلك السواقط اعتلى بهم الحالُ والهمّة والنظر والمراد، وتسابقوا إلى الحق ومغفرته وقُربِه ورضاه، بذلك بعث الأنبياء يعلّمون الناسَ هذه الحقائق، ليعلموا أن متعة الحياة الدنيا فرصةُ التقرب إلى الخالق بتقواه، بطاعته بالتورُّع عما حرّم، والبعد عما نهى، وأخذ ما أباح وأحلّ، والاستعانة به على القرب منه عز وجل، هكذا الحكمة في خلق الوجود، من أدركها لا رضي يضيع عمره، ولا رضي بدنيٍّ مقابل خطير عظيم كبير..

ومن يبع آجلاً منه بعاجلِه  ** يبن له الغبن في بيع وفي سلم

 (كل الناس يغدو)، يسرحون كل صباح، في هممهم وفي أفكارهم يتحركون في الحياة، (فبائع نفسه فمعتقُها أو موبقها)، يبيعون أنفسهم إما لله، فيربحون الربح الأكبر، وإما للأهواء وللشهوات وللنفوس ولشرار الأرض فيخسرون، (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها). ولما أرسل الله الرسل يبيِّنون هذه الحقيقة، ذكروا أوصافَ الحق، وأسماء الحق، وعظمة الحقّ، وكلهم خشعوا للحق، وكلهم دعوا الحقّ، وكلهم سجدوا للحقّ، وكلهم بكوا مِن هيبة الحق، ومِن محبةِ الحق، ومِن معرفة الحق، جل جلاله وتعالى في علاه، (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)، هذا كان مسارُهم في الدنيا، (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)، صلوات الله وسلامه عليهم.

 (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)، فما الخيرات؟ وكيف نسارع إليها؟ ومن يبينها لنا؟ نبيع أنفسَنا لأيِّ المؤسسات في العالم؟ لأي الشركات؟ لأي الأفكار؟ لأي المبادئ؟ لأي الأحزاب؟ لأي الاتجاهات؟ يبيِّنون لنا الخيرات وكيف نسارع إليها، ما هم أهل خيرات، حتى يبيِّنوا لنا الخيرات. الله بيَّن، وأرسل رسلا هم أئمةَ أهل الخير وبيَّنوا، وأولئك الذين ارتضوا غير الرسل، إذا لاذوا بهم في دار الآخرة، وقالوا (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ)، أنتم أيضاً كنتم تظنون في حاكم غيره، وكنتم تظنوننا نحكم، الحاكم حكمَ علينا وعليكم، (إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) يقول سبحانه وتعالى، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ * وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا)، الأفكار المختلفة الاتجاهات المختلفة الملل الأديان، الذي يجري في العالم هذا كله (وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ)، لو كنا في الذين هداهم الله بنهديكم، أصلا انتم تبعتم من أضل الله، كان الذين هداهم الله أنبياء ورسل وصلحاء وأولياء قلتم كذا عنهم واتبعتونا، نحن أضلنا الله ( لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ)، أصلاً ما هدانا هو فكيف تطلبون الهداية منا؟ (لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ) أما الآن وقد صرنا إلى هذا المصير، وانتهى حكم الدنيا وما فيها من مظاهر وحكام، وما فيها من تسييرات محددة حقيرة يغترُّ بها أصحابُها وانتهت أوقاتها ولمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار، أما اليوم (سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ)، وذاك الغرور، وتلك الوعود، وتلك الصحف والمجلات، وتلك النشرات والأخبار، وتلك القنوات اللي كنا نراكم ونصفق شبعنا تصفيق وراكم في الدنيا، (سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ)، الخبر خبر الله، والقول ما قال محمد. لا شيء من الأحزاب يرفع راسه ولا أصحابها ولا شيء من الملل ولا من الأفكار ولا من المبادئ، ولا من النِّحل ولا من الوزارات، الملك لواحد، والمملكة مملكة واحد، والحكم لواحد، وأحبابه محمد، وأهل دائرته من النبيين والمرسلين، حيث يجتمعون تحت رايته، والله يجمعنا وإياكم تحت رايته، من الآن، تعرف من الآن؟ إذا أراد يجمعك تحت رايته من الآن صفِّ قلبك وأنت جالس قبل أن تقوم، يملأك محبه ولرسوله حتى يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما، فلا تخون الأمانة إلى أن تموت، فأنت تحت الراية من الآن، واللي دخل تحت الراية من الآن كان تحت الراية في ذاك المكان، (ولواء الحمد بيدي يوم القيامة، آدم فمن دونه تحت لوائي)، يا خير لواء لواءك، آدم فمن دونه تحته، والأنبياء كلهم أصفى خلق الله، خير خلق الله، أشرف خلق الله تحت اللواء، لواء محمد الأشرف.

 ولذلك لما ذكَّروهم بأوصاف الله وعظمته وعرفوه، عرّفوهم على من اختار هذا الإله، حتى لا يختارون غير من اختار، ومن أحبّ هذا الإله، حتى لا يحبوا غير من أحبّ، وذكروا لهم الملائكة، وذكروا لهم الأنبياء، وكل نبي يجي يذكر الأنبياء اللي قبله، ويعظّمهم، ويأمر بمحبتهم، وتوالوا على ذلك، وأمروهم بمحبة المؤمنين والصالحين. ولكن الكل أيضاً، من هؤلاء الأنبياء يحمل في رسالتهم إشارة إلى سيد الأنبياء، يقول في واحد رسول سيأتي آخر الأنبياء هو أشرفهم وأعظمهم، فكانوا يحملون في الرسالة البشارة بنبينا، (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ). ما هذه هذه العظمة؟ قال الله هذا صفوة أهل حضرتي فلا تقدموا عليه أحد من خليقتي، لا تقدموا عليه أحد من بريتي فتخونون أمانتكم معي، أنا ملك المملكة وهذا أحبُّ أهل المملكة إليّ، وهذا أرفع أهل المملكة شاناً لديّ، فلا تُغيِّروا، ولا تغترُّوا ولا تبدِّلوا ولا ترتضوا غير هذا، يارب صل عليه، واجعله أحبَّ إلينا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأولادنا، ومن الماء البارد على الظمأ، يا الله، يا الله.

 هذا زادُ الآخرة يؤخذ في مثل ذي المجامع، ليوم الجمع الأكبر، نوِّر اللهم هذه القلوب، طهِّرها يا مطهِّر القلوب، واملأها بنور الإيمان واليقين، واسقِنا مِن أحلى مشروب. فكانوا يذكرون هذا النبي، قال سيدنا عيسى، (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ)، تعظيم الأنبياء ومن قبلهم، (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)، من هو هذا؟ هذا الذي بسببه اجتمعتم هنا، ولولاه ما قام مسجد ولا معهد ولا دار المصطفى ولا مصلى كساء، (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)، ياربّ صلِّ على أحمد، واجعلنا في صفِّ سيدِنا أحمد، وغداً محشورين في زمرة سيدنا أحمد، يا الله يا الله يا الله.

 إن كان قد تنبَّأ بحقيقةِ مكانةِ هذا النبي عند الحق وآثار مَن اتبعه حتى في عالم الحس كيف تكون، فتُسخَّر لها الأشياء والكائنات مهما كانت، تنبّأ بذلك ملك الروم، لما وصل إليه من أثر علم الكتاب السابق، ولما قُرئت عليه رسالةُ النبي، ثم استخبر عمن يعرفه من قومه، وجاؤوا بالوفد العرب وفيهم أبو سفيان كان، وكان من جملة الوفد هؤلاء من قريش أقربهم بالنسبة للنسب للنبي أبو سفيان، قدَّمه قبلهم وصفهم وراؤه من ذكاؤه، يقول أنا سائله فإن كذب فكذِّبوه، وجعلهم وراءه، يرقبُهم حتى إذا تغيرت وجوهُهم عند جواب علم أنه كذاب، لو كانوا في نفس الصف معه، يمسكون أنفسهم، لكن من وراء بيظهر على الوجه كلام قليل، فأوقفهم وراء، وأخذ يستفسر عن هذا النبي، ويتكلم يتكلم، قال أبو سفيان وكان لا يزال مشركا قبل أن يؤمن، قال أنا ما قدرت أدخل كلمة لحتى لا يؤثر عليي الكذب، مشركي ذاك الزمن فزعانين من كذبة تُؤثر عليهم، لكن مسلم ذا الزمان يكذب في الليل وفي النهار، في الصبح وفي المساء، ويكذب عشر كذبات في المجلس الواحد، بضاعتهم اليوم الكذب وفينا من يتفاخر بها، وفينا من يعدها المهنة والحرفة والعياذ بالله، يكذب هنا ويكذب هنا، هذا سقوط للإنسانية، مشركوا في ذاك الزمان يخاف، يخاف لوجود الإنسانية والفطرة أن تُؤثر عنه كذبة، وتُحمل عنه كذبة واحدة، مشرك لا يريد أن تُؤثر عنه كذبة، اليوم ما يستحون يكذبون وينشرون الكذب، قال صلى الله عليه وسلم: رأيت رجلاً يشرشر بكلاليب من النار شدقُه إلى أذنه، وأنفه إلى أذنه، وعينُه إلى أذنه، ثم يُعاد إلى الشق الآخر ويلتئم الشق الأول فيعاد إليه، من هذا يا جبريل؟ الرجل من أمتك فيكذب الكذبة فتُحمل عنه في الآفاق، اسأل النت، اسأل وسائل التواصل.

 قال ما قدرت أدخل كلمة واحدة لئلا يُؤثَر عني الكذب، قال كيف الحرب بينكم؟ قال سجال، نحن الآن مانعوه في مدة يعني أيام صلح الحديبية، قال له هل يغدر؟ قال: لا ، لكن نحن الآن معه في مدة ما ندري ما يصنع فيها، قال هذه كلمة قدرت أدخلها، وهو يدري أن النبي لن يغدر وأنه لا أحد أوفى منه، قال دخلت الكلمة هذه، بعد ما أسلم كان يحكيها. وهكذا يجب أن يكون أتباعه، صلوات ربي وسلامه عليه. يقول له هذا الملك: إن كان ما تقول حقاً فإن صاحبَك هذا سيملك ما تحت قدميّ هاتين.

 أيها الأحباب، هذا بنبوته من آثار ما وصل من الكتب السابقة، فخذوا مِن آثار ما وصل من القرآن، الصادقون منكم على ظهر الأرض اليوم المخلصون الأتقياء، الذين ترفَّعوا أن يكون لهم قصد غير الله، سيؤول الأمر إلى أن ما تحت أرجل أولئك أجمع وأيديهم سيخدمُهم وسيصير تحت أمرهم، ولا معقِّب لحكمِ الله، ففيمَ الاغترار؟ يا عقول المغترين وهم مسلمون هنا وهناك، بعتُم أنفسكم لمن؟ بعتم عقولَكم لمن؟ بعتم الصلةَ بالجبار بمقابل ماذا؟ لتحصلوا على ماذا؟ فالصدق الصدق مع الخلاق، هو الأولى بكم، والأنقذ لكم من الشرور التي أنتم فيها، والفتن جائلة بما فيها، ليفتتن من افتتن ويحفظ الله سبحانه وتعالى مَن شاء، احفظنا اللهم من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وانظر حبل متصل وثيق يعصمك الله به من الفتن، مثل ماذا؟ قال واحد يقرا عشر آيات من سورة الكهف، يواظب عليها، ما معناه؟ معناه إيمان ويقين ورابطة وتصديق لمحمد، أنت على هذا الحال، لو الفتنة الكبرى ولو الدجال بنفسه يجي ما يقدر عليك، يقول من قرأ عشر آيات من سورة الكهف كل يوم عُصم من فتنة الدجال، أكبر فتن العالم، ما المعنى؟ معنى الرجال اتخذ له حبلا اتصل بالإنقاذ، اتصل بالنجاة، اتصل بالرحمة، صدق محمد فيما قال، واتصل بكتاب الله وواظب على القراءة وعمل له هذا الورد، أكبر الفتن ما تقدر عليه..

 لكن الذي ضيَّع حبالَ صلتِه أصغر الفتن تذهب به يمنة، تذهب به يسرة، حتى يكونَ مِن أظلم الظالمين ومن اجهل الجاهلين يبيع دينَه بدنيا غيره، ومن يبيع دينه ويبيع أخوَّته ويبيع قيَمه بشربة فما دونها، قالوا ما دونها؟ قال يطمع فيها ثم لا يحصلها، يبيعك بأتفهِ شيء، ويطمع ويبيعك، ثم لا يجد ما يريده، إلا على أمل أنه يحصّله هكذا إذا ماتت ذممُ الناس، إذا ماتت ضمائرُ الناس، يبيعك بأتفهِ الأشياء، وأدنى من ذلك، قالوا ما أدنى من ذلك؟ قال يطمع ما يحصلها في طمعه بها يبيعك ويبيع القيم ويبيع الشيم ويبيع الدين، والعياذ بالله تبارك وتعالى. فيحصل فريق من الناس من هذه الأمة، قد حصلوا وربما في زماننا يكون فيهم من يكون، في أيام الفتن، كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يمسي كافرا ويصبح مؤمنا، ما السر يا رسول الله؟ في واقع هذا الحال قال يبيع دينه بعرض من الدنيا يسير، لو قالوا نعطيك وزارة، عرض يسير، ما دون وزارة بيعطونه قطعة أرض مسكين، يعطونه سيارة، يصلحوا له مرتب، يبيع دينه بعرض من الدنيا يسير، والعياذ بالله تبارك وتعالى.

اصدقوا مع الخلاق فالأرض أرضه، والسماء سماه، وما حد شاركه في ملكه لا مسلم ولا كافر، كلهم عبيده وتحت أمره ولكن يختبركم بحكمته في هذا الوجود، ( وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً)، لو كان اشتد البلاء علينا، ما باقي في ناس مسلم والعياذ بالله، لو ذهبت مظاهر الدنيا كلها عند الكفار، لأنها حقيرة، لكن يفتتن الناس قال الله ما وصلت الفتنة إلى هذا الحد، (وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ * وَزُخْرُفًا)، والمعنى سقف من فضة، والمعارج التي عليها يظهرون، والبيوت المزخرفة حقيرة حقيرة حقيرة، لولا فتنتكم بها لجعلتها لأخس خلقي، أعطيها الكفار، (لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ * وَزُخْرُفًا)، لكن إيش هو هذا يارب؟ قال (وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، ما دام متاع الحياة الدنيا (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ)!، هذا من جملة القليل، (وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ * وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ).

جمع اللهُ قلوبَنا عليه، جعل الله العامَ عامَ فرج للمسلمين، عام غياث للمسلمين، عام يقظة لقلوبهم، لو استيقظت قلوبهم واتصلت به لذلَّ لهم كل من عاداه، وكل من خالفه سبحانه وتعالى، اللهم املأ قلوبنا بالإيمان واليقين، نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك مَن خالفَك مِن خلقك، نسألك الأمن يوم القضاء، نسألك يا مولانا منازلَ الشهداء وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء، نسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود والركع السجود، الموفين لك بالعهود، إنك رحيم ودود، وأنت تفعل ما تريد. يا فعالاً لما يريد، لا تفتنا ولا تجعلنا فتنة للكافرين، ولا فتنة للقوم الظالمين، يا الله، لا تفتنا بما أعطيتنا، ولا تفتنا بما زويت عنا، يا معطي يا مانع، يا الله، أعنا على ما تحبه منا، استخدمنا جنوداً لك لا تستخدمنا النفوس ولا تستخدمنا الشهوات، ولا الدنيا ولا زعماء الدنيا ولا رؤساء الدنيا، ولا دول الدنيا ولا أحزاب الدنيا، عبيداً لك وحدك يارب، وهوانا تبع لعبدك المقرب، أحيِنا على ذلك، وأمتنا على ذلك، واحشرنا مع الأصفياء، الذين لم يستعبدهم دينار ولا درهم ولا إنسي ولا جني ولا صغير ولا كبير ولا دنيا ولا رئاسة ولا شهرة ولا خساسة، لم يستعبدهم شيء، ضننتَ بهم أن يستعبدوا لشيء من الكائنات، فجعلتهم عبيداً خلصاً لك، فنعم العبيد عبيدك اللهم ألحقنا بهم، وارزقنا العبودية المحضة الخالصة انظر إلى جمعنا ومن يسمعنا فارتضِنا لندخلَ في دوائر أولئك المقربين، وأولئك المحبوبين، وأولئك الذين أردتَهم أنتَ لك، ولعزِّ القربِ منك، ولنيلِ رضوانك الأعلى.. يا الله.

 وتوجهوا إليه أجمعين، اللهم اكشف الغمة عن جميع الأمة، اللهم اجلِ جميعَ الظلمة، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) برحمتك يا أرحم الراحمين والحمدلله رب العالمين.

 للاستماع إلى المحاضرة

تاريخ النشر الهجري

17 مُحرَّم 1437

تاريخ النشر الميلادي

30 أكتوبر 2015

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية