جميل حال المؤمن مع مولاه في محبته وطاعته وميعاد عقباه

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك، ليلة الجمعة 25 ذو القعدة 1446هـ  في دار المصطفى بتريم، بعنوان: 

جميل حال المؤمن مع مولاه في محبته وطاعته وميعاد عقباه

  • 1:47 سقيا كؤوس محبة الله
  • 2:44 توجه إلى الله بالدعاء
  • 5:43 أفغير الله أبتغي حَكما !
  • 7:17 عظمة كلمات الله
  • 8:44 اتباع الظن والكذب
  • 9:24 استقبال المواسم العظيمة ومعنى التكبير
  • 11:05 اغتنام عشر ذي الحجة
  • 12:26 تعظيم ما هو عظيم عند الله
  • 13:08 لا عزيز إلا من أعزه الله !
  • 14:32 بركة أيام عشر ذي الحجة
  • 15:21 دعاء للمسلمين وتضرع إلى الله
  • 20:34 الله الله يا الله لنا بالقبول

فوائد مكتوبة من المحاضرة:

https://omr.to/M251146-f

لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/M251146-pdf

 

نص المحاضرة مكتوب:

الحمد لله على عظيم عطائه، وجزيل إسدائه، وواسع نعمائه.. لا إله إلا هو، منه المبتدأ وإليه المصير، له الملك وله الحمد، يُحيي ويُميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. أرسل إلينا البشير النذير، السراج المنير، عبده المختار ذا القدر الكبير، فنشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله وحبيبه وصفوته من البرية. صلِّ اللهم وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار في دربه، وعلى آبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك، الذين اصطفيتهم واخترتهم، وهديتَ بهم مَن شئت مِن عبادك، ممن أردت أن يكون نُزُلهم الجنة ومأواهم في مستقر الرحمة، حيث تناديهم بقولك: "أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا".

ختمتهم بنبيك محمد المختار، فاجعلنا اللهم له قرة عين، وتولَّنا به في كل شأن في الدنيا والآخرة، حتى نحوز كريم الشرف عند الحَيْن، ونموت على قرة عينه؛ فنرافقه في البرزخ ومواقف القيامة، وفي دار الكرامة وفي ساحة النظر إلى وجهك الكريم.. يا كريم، يا أرحم الراحمين.

سقيا كؤوس محبة الله

يا الله: يا من كوَّنتَ السماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما.. لا إله إلا أنت، وأنزلت الكتب وأرسلت الرسل وجعلتنا في خير أمة؛ فاسقِ هذه القلوب كؤوس محبتك.. اللهم اسقِ هذه القلوب كؤوس محبتك.. اللهم اسقِ هذه القلوب كؤوس محبتك؛ قلوب الحاضرين في المجمع، ومن لهم يتابع، ومن يشاهد ومن يسمع، ومن يتصل ويوالي.

يا أكرم الأكرمين: افتح لنا من خزائن جودك الواسع التي خزنتها لحبيبك الشافع ما تسقي به قلوبنا من كأس المحبة، وتُدخلنا به مع الأحبة..وتُدخلنا به مع الأحبة، برحمتك يا أرحم الراحمين، وجودك يا أجود الأجودين.

توجه إلى الله بالدعاء

وأنت الذي وهبتنا الإيمان، وأوقفتنا على أبوابك، وجعلتنا لائذين بأعتابك، في الوقت الذي سقط فيه الألوف والملايين من الإنس والجن.. إلى أعتاب الكفر، وأعتاب الزندقة، وأعتاب البعد، وأعتاب الإلحاد، وأعتاب الدجل، وأعتاب الكذب، وأوقفتنا على بابك ولُذنا بأعتابك، فما أعظم جودك علينا! فأتمم نعمتك، أتمم نعمتك على كل فرد مِنَّا… يا الله.

جمعتَ هذه القلوب على حبك والتوجه إليك في الدنيا، فأسألك ألا تُفَرِّق بين أهلها في العُقبى، ولا تُبعِد أحدًا منهم عن لواء الحمد في يوم القيامة، وعن الورود على حوض المُظلَّل بالغمامة نبي الكرامة، واسقنا من ذلك الحوض.. واسقنا من ذلك الحوض، شربةً هنيئةً مريئةً لا يظمأ أحدنا بعدها أبدًا.

يا مُسعد السعداء، يا مُشرق أنوار الهدى: اهدنا واهدِ قلوبًا كثيرة من الإنس والجن في شرق الأرض وغربها. يا الله: واحمِ قلوب أهل الإيمان من التَّلطُخِ بالأدران، وتصديق شِرار الخلق من شياطين الإنس والجان، أعداء نبيك وما جاء به من القرآن. وأنت القائل: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ) [الأنعام:112-113]. فاجعل قلوبنا من القلوب التي حَلَّ فيها اليقين بالآخرة.

يا الله: أكرم قلب القائل والحاضرين والسامعين والمشاهدين والمتابعين بـ: علم اليقين عن الآخرة، وعين اليقين بالآخرة، وحق اليقين بالآخرة؛ فإنما يُضِلُّ عدوّك ومن معه من الشياطينِ مَنْ لا يؤمن بالآخرة: (وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ) [الأنعام:113].

أفغير الله أبتغي حَكما !

وجاءنا نداء نبيك: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا..) كيف لعبدك يبتغي حَكَم غيرك؟!

يا مُوجِد، يا مُنشِئ، يا مُبدِئ، يا خالق، يا رافع السماء بلا عمدٍ : كيف يذهبون إلى الكَفَرة؟ كيف يذهبون إلى الفَجَرة؟ كيف يذهبون إلى الساقطين؟ يا الله! (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا..)، أيقطعكم عنه واحد مُفَكِّر شيطانٌ من هنا، وواحدٌ مُفَكِّر شيطانٌ من هنا، وقال ذا عندي نظام، وقال ذا عندي مشروع، وذا قال عندي تقدُّم!؟ (..وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ..)!

مُنزِلَ القرآنِ: أبعِدِ الامتراءَ من كل قلب مِنَّا، ومن أهلينا، ومن أهل ديارنا، ومن أصحابنا، ومن جيراننا، وممن قال "لا إله إلا الله" (.. فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنعام:114-115].

عظمة كلمات الله

(لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، سيدَنا: بكلماتك اهدنا، يا سيدنا، يا إلهنا: بكلماتك نوِّرنا، يا سيدنا، يا مولانا: بكلماتك صَفِّنا وطهِّرنا، يا ربنا: لِكلماتك علِّمنا، يا ربنا: ولِمعاني كلماتك فهِّمنا، (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) [الكهف:109]. (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [لقمان:27-28]. -جلَّ جلاله وتعالى في عُلاه-، (مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ)!

اتباع الظن والكذب

(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ) [الأنعام:116]، ظَنٌّ ووهمٌ وكذِبٌ رأسُهُ إبليس؛ قامت عليه ما يُسمى بحضارات، وما يُسمى بدول، وما يُسمى بجيوش، وما يُسمى بأحزاب، وغايته: كذب في كذب! (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [النور:39]، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا) [الفرقان:27].

استقبال المواسم العظيمة ومعنى التكبير

أكرمكم تعالى بهذه الخيرات، وجعلكم في هذه الأمة، وأعطاكم هذه التنزُّلات وهذه الفرص السَّانحات.. له الحمد وله المنة. وجعلكم في استقبال موسم من خير المواسم، فيه عظيمُ الغنائم؛ تودِّعون شهر ذا القعدة وتستقبلون الليالي العشر والأيام المعلومات.

  • أقسم الله بلياليها في كتابه،

  • وخصَّنا  بالأمر بالذكر على وجه الخصوص في أيامها: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج:28].

  • حتى سُنَّ التكبير لكل مؤمن رأى إبلًا أو بقرًا أو غنمًا من أول يوم من ذي الحجة إلى يوم الأضحية، فيقول: الله أكبر، (لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ) [الحج:37]، له الحمد وله المِنة.

 

  • وهذا التكبير معناه: تطهير القلب عن اعتقاد العظَمة في الحقيرين، في الساقطين. تُكَبَّره: الكبرياءُ له والعظمةُ له -جل جلاله-.

  • ولا يعز إلا مَن والاه، ولا يعزّ إلا مَن خضع لجلاله.. أفرادًا أو جماعات، إنسًا أو جنًّا، ولا في الأرض ولا في السماء.. لا يَسعَدُ إلا الخاضعون لجلاله (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) [مريم:93-95].

لا إله إلا هو.

اغتنام عشر ذي الحجة

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) [مريم:96]. استجابوا لأمره، وتركوا نهيه وسيء زجره، وراقبوه في سرهم وجهرهم، وأقبلوا بالكُلِّية عليه، واغتنموا الليالي والأيام والمواسم، مَن قدَر على الحج، مَن قدَر على العُمرة، مَن قدَر على الأضحية، مَن قدَر على كثرة التكبير بمعناه، مَن قدَر على معاني التسبيح والتقديس والتحميد والتهليل.

يقول ﷺ عن أيام العشر: "ما من أيامٍ أعظم عند اللهِ ولا أحبّ إليه العملُ فيهن من أيامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ من التسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ والتكبيرِ"، وأنه: "ما من أيامٍ أحبُّ إلى اللهِ أنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيها مِنْ عشرِ ذِي الحجَّةِ، يَعْدِلُ صيامُ كلِّ يومٍ مِنْها بصيامِ سنَةٍ، وقيامُ كلِّ لَيْلَةٍ مِنْها بِلَيْلَةِ القدْرِ". وصوم يوم عرفة لغير الحاج يُكَفِّر ذنوب سنتين، ويَعدِل صيام سنتين، وفي رواية: "ألف يوم"، وفي رواية: "عشرة آلاف يوم"، وما يتعلق بذلك من التكبير، وما يتعلق بذلك من صلاة العيد ومن الأضاحي.. إلى غير ذلك من المحاسن وتقوية تعظيم الحق -جل جلاله- في القلوب.

تعظيم ما هو عظيم عند الله

وكان عند نظره ﷺ إلى البيت العتيق يقول: "اللهم هذا بيتك شرَّفته وعظَّمته وكرمته، اللهم زِده تشريفًا، زِده تعظيمًا، زده تكريمًا". يعني لا عظَمَة إلا فيما عَظَّمت، وما عند الناس من أفكار ومناهج ليست بعظيمة عندك فليست بعظيمة، وهُنا العظمةُ. "زده تشريفًا، زده تعظيمًا، وزد مَن شرَّفه وكرَّمه ممن حجَّه واعتمره بِرًّا وكرامة".

فنسأله تعالى أن يقبل الوافدين، ويقبل الزائرين، ويقبل الحاجين والمعتمرين وزائري سيد المرسلين، ويوفقهم للخيرات، ويعيدهم بالقبول التام وعظيم الهِبَات، ويفتح أبواب الفرج للمسلمين والغياث للمسلمين.

لا عزيز إلا من أعزه الله !

في كل يوم الناس يسمعون.. في اليوم مرة أو مرتين: استُشهِد عشرة، استُشهِد عشرون، سبعون، مائة، مائتان.. أكثرهم أطفال، أكثرهم نساء! والأمر متكرر! ومحاصرة من كل جانب، ومنع المساعدة الإنسانية! ولَعِب في الدنيا في أسوأ معاني القباحة والسَّفاهة والتَّفاهة فيمن يدعي التقدم والحضارة…وغير ذلك!

  • والله ثم والله: لا عزيز إلا مَن أعزَّه الله، ولا أعزَّ في الخلق من محمد بن عبد اللهوعِزَّة كل مخلوق بعد محمد على قدر قُربه من محمد، والسلام.

  • والله غير هذا ليس بكائن، غير هذا ليس بقائم، غير هذا لا يوجد! (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون:8]؛ بتبعية هذا الرسول، وكُلُّ عزيزٍ على الله تحت لواء الحمد، والعِزَّةُ الكبرى في حامل اللواء.. صلوات ربي وسلامه عليه.

عزة الله أضفاها على ** عبده المُجتبى المختار محمد

فيَا رَبِّ اجعلنا معه ظاهرًا وباطنًا.. 

بركة أيام عشر ذي الحجة

وبه بارك لنا في خاتمة هذا الشهر، وبارك لنا في الأيام المعلومات، والليالي العشر، وليلة النحر، ويوم النحر، والأيام المعدودات (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) [البقرة:203]. ولا تحرمنا ذرَّة من خيراتها وبركاتها، وتفضُّلاتك على أهلها في جميع أقطار الأرض، في الأرض والسماء.

يا ربَّ الأرض والسماء: بسيد أهل الأرض والسماء؛ وَفِّر حظَّنا من عطائك الأسمى، ومَنِّكَ الجزيل الأنمى، وتولّنا بما أنت أهله ظاهرًا وباطنًا، دنيا وآخرة.. يا الله.

دعاء للمسلمين وتضرع إلى الله

بفضله توجَّهتم إليه، وبفضله وقفتم بين يديه، وبفضله تعالى وضعتم حاجاتكم عليه؛ فيَا قاضي الحاجات، ويا كاشف الكربات، ويا مجيب الدعوات، ويا ربَّ الأرض والسماوات، ويا عالم الظواهر والخفيات: مَنَنْتَ علينا بقصد بابك؛ فاكرِمنا اللهم بواسع رحمتك، ومُنَّ علينا بنظرتك، اسقِ هذه القلوب كؤوس المحبة.. اسقِ هذه القلوب كؤوس المحبة.. اسقِ هذه القلوب كؤوس المحبة، وألحقنا بخيار الأحبة، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، واجعل ذلك في ألطاف وعافيات.

وانظُر إلى أهل غزة وفلسطين والشام وأهل اليمن، وأهل الشرق والغرب، وادفع عنهم الفتن والمحن، واخذُل أعداءَك أعداء نبيك وأعداء الدين، ولا تُبَلِّغْهم مُرادًا فينا ولا في أحد من المسلمين، اللهم اخذُل أعداءَك واهزمهم وزلزلهم، واكفِ المسلمين جميع شرورهم. يا مُنزِل الكتاب، يا مُنشِئ السحاب، يا سريع الحساب، يا هازم الأحزاب: اهزمهم وزلزلهم، يا هازم الأحزاب: اهزمهم وزلزلهم، يا هازم الأحزاب: اهزمهم وزلزلهم! اغتروا كثيرًا! وبطروا كثيرًا! واجترأوا كثيرًا!

اللهم وعجِّل بهداية مَن لم تسبق عليه الشقاوة منك، وعجِّل اللهم بهلاك مَن سبَقت عليه الشقاوة. يا مجيب استجب لنا، دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا، إنك لا تخلف الميعاد. ولا تجعل المتكلم ولا أحدًا من الحاضرين والسامعين؛ إلا مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، إلا سببًا للخير، في حمايةٍ من الشَّرِّ والضير، يا مُعطي الخير، يا وليَّ كل خير، يا متفضلًا بكل خير..

يا ربَّ السماوات والأَرَضين، يا أول الأولين، يا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا راحم المساكين، يا أرحم الراحمين: مددنا أيدينا إليك، وانطرحنا بين يديك، ما لنا سِواك، ولا لنا ربٌّ عَداك، يا الله .. يا الله: نظرةً من نظراتك، رحمةً من رحماتك، جُودًا من جودك، بِرًّا من برك، عَفْوًا من عفوك، كَرَمًا من كرمك. يا أكرم الأكرمين: ارحم مَن بالباب وقفوا، وندموا على ما أسرفوا وأسلفوا، وبذنوبهم اعترفوا، وما لهم سواك في جميع شأنهم، ما قدَّموه وما أخروه..

فيا الله: اقبلنا بأحسن القبول، واربطنا بسيدنا الرسول، وأنِلنا كل مطلبٍ وسُولٍ. يا سيدي: وفوق ما طلبنا، وفوق ما سألنا. يا رب العرش: أحاط علمك بما لم يعلمه أهل السماوات وأهل الأرض؛ فهَبْ لنا من كُلِّ خيرٍ أحاط به علمك.. فهب لنا من كل خير أحاط به علمك.. فهب لنا من كل خير أحاط به علمك، وادفع عنَّا كل شرٍّ وأعذنا من كل شرٍّ أحاط به علمك.

يا عالم الغيوب، يا غافر الذنوب، يا ساتر العيوب، يا كاشف الكروب: تُب علينا لنتوب، واربطنا بحبيبك المحبوب يالله..

الله الله ** يا الله لنا بالقبول..

 

 

تاريخ النشر الهجري

24 ذو القِعدة 1446

تاريخ النشر الميلادي

22 مايو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية