تفضُّل الرحمن على المستجيبين لندائه ونداء حبيبه وكرامة الإيمان به وبرسله

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني والعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 24 جمادى الأولى 1445هـ، بعنوان: 

تفضُّل الرحمن على المستجيبين لندائه ونداء حبيبه وكرامة الإيمان به وبرسله

نص المحاضرة مكتوب:

الحمد لله على دواعي إفضاله وجَزِيلِ نَوَالِهِ، وفَتْحِ الأبوابِ لذَوْقِ لذّة وصاله -جَلَّ جلاله- ، له الحمد من خَالقٍ كريمٍ وإله عظيم، من العدم خلقنا وخلق كُلَّ ما حوالينا، والسماوات والأرض وما بينهما ؛ فهي له، والمرجع له.

ويعيش الناس على ظهر الأرض في وقت معلوم محدد لهم أجمعين، من عهد آدم وأول نزوله إلى الأرض إلى أن تقوم الساعة، ثم لكل طائفة منهم ولكل جماعة ولكل شعب ولكل دولة، ثم لكل فرد منهم: أنفاس معدودة، من حين الولادة إلى حين الوفاة، لا تزيد ولا تنقص. وفي خلال المُكْث على ظهر الأرض في قضاء هذه الأنفاس؛ يأتي دور الكرامة لمن قَبِلها ؛ بتَنَقُّلِ الإنسان من مرحلة طفولته إلى مرحلة تمييزه وإشراق نور العقل عليه، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التكليف والتشريف؛ مرحلة الخلافة؛ مرحلة الاتصال بالمنهج الرَّبَّاني في الظواهر والبواطن، في الأقوال والأفعال، والمقاصد والنيات، والتحرُّر من دواعي النفوس والأهواء..

وكل ما نُصِبَ مخالفاً لمنهج الله من قِبَلِ شيطان إنس أو جن.. في ظاهر أو باطن؛ التحرُّر من كل ذلك : لمن سَمِعَ نداء الله ولبَّاه، وسمع نداء عبده ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي خُصِّصنا به معشر الأُمَّة، وكان صدى صوت الدعوة إلى الله على أَلْسُنِ الأنبياء والمرسلين قبله.

وما سَعِد من جميع تلكم الأُمَم إلَّا مَن لبَّى المرسلين، ومن أجاب المرسلين.

 ونحن والعالم مُقبِلون على آخرةٍ ومرجع ودار، قال الله فيها: {وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا..} فارزقنا حُسنَ السِّباق يا رب إلى ما دعوتنا للسِّباق إليه، واجعل هِممنا مُتوجِّهة إليه، ومُقبِلَة على ذلك السباق؛ حتى نَلْحَق خير الرفاق {سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ..} فَفَازَ كل مَن اِتَّبَعَ المرسلين، وكل مَن اقتدى بالمرسلين، وكل مَن مشى في منهج النبيين صلوات الله وسلامه عليهم. 

وقد خُتِموا بأحمد، وقد خُتِموا بسيدنا محمد، وقد خُتِموا بالحبيب الأمجد، وقد خُتِموا بالحبيب الأرشد، وقد خُتِموا بسيّد المرسلين عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، نبيكم الذي به شُرِّفتُم، نبيكم الذي به نُظِّفتُم، نبيكم الذي به عُرِّفتم، نبيُّكم الذي به اتصلتم، نبيكم الذي به تحوزون خيرات الدنيا والآخرة.

اجعل هوانا تبَعًا لما جاء به هذا النبي، ووثِّق الرابطة لكل واحد مِنَّا، ومن أهل مجمعنا، ومن يسمعنا.. بهذا النبي، إيمانا به، وتصديقا لما جاء به، ومحبة له؛ حتى لا يكون في خلقك أحب إلى قلوبنا منه، نُحِبُّه بحبك يا حيّ يا قيوم، فتكون ورسولك أحب إلينا مما سواهما، يا أرحم الراحمين.

واتباعاً، واهتداءً، وانطواءً فيه، في تبعيَّة كاملة؛ بها الشرف، بها السلامة، بها حقائق الإسلام، بها حقائق السَّلام الذي سمعتم الكلام عنه من حبيبنا عمر بن حامد الجيلاني، العلامة الداعي إلى الله تبارك وتعالى، الُمقتدي المُهتدي، الوارث سرّ الدلالة على الله تبارك وتعالى من الأكابر، من والده وشيوخه أهل المفاخر بسلسلة سندهم إلى سيّدهم محمدهم.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

مُسَلْسَلة عنهم أَسَانِيدُ أخذِهِم إلـــ  **   ــى خَيْرِ مَحْمُودٍ وأَشْرَفِ حَمَّادِ

 

وهل تحقَّق بالإسلام أو الإيمان أو الإحسان مُتَحَقِّق؛ إلا على قدر تبعيّته لهذا المصطفى؟!

 وهل صَحَّ فهم الدين لأحد في أيِّ عَصْرٍ من العصور؛ إلا على قَدْرِ انطوائه في هذا المصطفى؟!

إلا على قدر وعيه لِنَبَأ هذا المصطفى؟!

إلا على قدر اقتدائه بقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..

وهذا مساره: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ..} جَلَّ جلاله وتعالى في علاه {..إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ..}!

يعيش في الوهم كثير من الناس ومعهم كثير من الجانّ.يظنون أنهم ينصرون باعتماد على أسلحة، أو على مال، أو على مادة، أو على مكر، أو على كيد، أو على خِطط! ثم لا تمرّ السنون وهم في الدنيا قبل الآخرة إلا انهزموا، إلا انهدمت أسسهم، إلا تفرقوا! وهل وقع غير ذلك؟ نبِّئني؟ هات لي في سنة كم وقع غير ذلك؟ هل وقع غير ذلك؟ في كل مَن انتهج نهجاً يخالف منهج الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم، واستنصر بقوّته وبمكره وبكيده وبخططه!

قُل لي مَن منهم نجح؟! بالله عليك! والذين في زمانك مثل الذين مضوا في الأزمان الماضية! لا ينجح منهم أحد ولا ينال النصرة إلا مَن صدق مع الحيّ القيّوم -جل جلاله وتعالى في علاه- {..إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن..}؟ فَمَن؟! فَمَن؟! {..فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ..}

مَن نصرك يا نمرود؟ انهزمت ما انتصرت! مَن نصرك يا فرعون؟ أين جنودك؟ وأين قوتك؟ وأين دعواك {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى}! مَن نصركم يا قوم النبي هود يا آل عاد؟ ما انتصرتم! ألستم الذين تقولون {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} فلماذا انهزمتم؟ لماذا انهزمتم؟! وهود نُصِر .. هود نُصِر وما عنده مثل قوّتكم هذه ولا ماديّتكم هذه ونُصِر! ولا يزال إلى اليوم يُذكَر، ويُقرأ ذكره في الصلوات، وفي وقوف الواقفين بين يدي ربِّ الأرض والسماوات ممن آمنوا به، وفي وحي الله سورة مُسماة باسمه وسورة مسماة بالوادي الذي بعثه الله فيه {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ..} عليه صلوات الله وتسليماته. ويا من بعده قوم ثمود: ما أحد نصركم؟ كلهم استنصروا بغير الله، كلهم وَهِمُوا أنه ينصرهم غير الله! وَهِمُوا ! ظنّوا ! كلهم!

والذين في زمننا كذلك؛ مَن ظنّ أن ينصره غير الله فهو واهم! يَقَع مسلم في صورة الإسلام أو عنده طرف منه أو مخبوط بأفكار من هنا ومن هنا ما عرف بها حقيقة الإسلام! أو مُتَنَكِّر للإسلام في باطنه يظن أنه يُنصَر بغير الله -جل جلاله- .. لا والله {وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

أمَّا شؤون المتاع هذا الذي تتكالبون عليه وتحرصون عليه وتتقاتلون عليه؛ فمسلك الأنبياء وأتباعهم: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

{ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ..} مؤمن، كافر، صغير، كبير .. كل مُكلّف وصلته الدعوة خذ جزاءك {ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ} مَن اتبع رضوان الله؟ أتباع محمد ، أتباع الأنبياء .. فقط 

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ}

يا من ضيَّع رضوان الله ؛ باتّباع مؤسسات! باتباع هيئات! باتباع سياسات! باتباع شركات! : لن ينصرك من هذه شيء، ولن يقف منهم أحد معك على الحقيقة! خَلِّص نفسك، واستعد لمستقبلك الأكبر! وَثِق بالله، وتأدَّب لله، واخضع لجلال الله ؛ ينصرك الله {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ..} ارفعنا علي الدرجات يا رب، فإننا ما اجتمعنا إلا نسأل منك قبولنا وتثبيتنا، وأن ترفعنا عالي الدرجات، في جودٍ منك واسع يا واسع الجود، وفي عطاء منك هامع يا عظيم العطاء، يا قديم الإحسان، يا كريم يا منان.. وفي ألطاف وعوافي؛ فإننا الضُّعفاء.

ولمَّا سَمِعَ مَن سَمِعَ قولك من خِيَارِ الأُمَّة في القرون الأولى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} دعاك فقال: يا رب إنك إن بلوتنا فضحتنا؛ فاسترنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة.

ثبَّتَنا الله، أعاننا الله، وفَّقنا الله، أخذَ الله بأيدينا في تبعيّة هادينا، في تبعية مرشدنا وداعينا، في تبعيَّة مُنَوِّرنا ومُزَكِّينا، في تبعية محمد، في تبعية أحمد .. يا رب اجعل كل قلب مِنَّا في التبعية الكاملة لهذا الحبيب، ومَن في ديارنا، ومن في منازلنا، ومن يشاهدنا، ومن يسمعنا، ومن تعلَّقَ بنا

يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ يا قيّوم: دعاك بها السيد المعصوم في ليلة بدر فجاءه النصر، وندعوك من بعده به، وعلى طريقته، وبلسانه، ونقول لك: يا حيُّ يا قيُّوم، يا حيُّ يا قيُّوم، يا حيُّ يا قيُّوم، أصلح أحوال الأمة، واكشف الغُمَّة، وأجل الظلمة، وادفع النقمة، وابسط بساط الرحمة، والطف بالمسلمين، والمضطهدين، والمعتدى عليهم، والمظلومين، في المشرق والمغرب، وفي غزة، والضفة الغربية، وفلسطين، وأكناف بيت المقدس خاصة، وفي جميع بقاع الأرض عامة.. انصر المظلومين، تولَّهم يا رب العالمين، قوِّ عزائمهم، وثبِّت دعائمهم، وادفع الأسواء والبلايا عنهم، وألهِمهم رشدهم، ولا تجعل لهم قصدا إلا وجهك الكريم، ولا مُراداً إلا أن تكون كلمتك هي العُليَا يا ربَّ العالمين، وأهل العُدوان والبغي والطغيان في كل مكان اهزمهم وزلزلهم.. يا مُنزِل الكتاب، يا سريع الحساب، يا مُنشئ السحاب، يا هازم الأحزاب: اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، واحفظ هذه القلوب؛ لا توالي إلا مَن واليت، ولا تُعادي إلا مَن عاديت

فيا ربّ ثبّتْنا على الحقّ والهُدى ** ويا رَبِّ ثَبِّتنا على خَيْرِ مِلَّةِ

برحمتك يا أرحم الراحمين، وجودك يا أجود الأجودين.

 

اجعلها مجالس تتجلّى علينا فيها بواسع الإفضال؛ حتى تُلحقنا بأهل الدرجات العوال {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} ومَكْمَن الفضل والإحسان والمِنَّة : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}! .. {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ} لك الحمد يا منَّان..!

 وما هي المِنَّة الكبيرة؟ {..إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ..} مَن هو هذا؟ سيّدنا، إمامنا، حبيبنا، طبيبنا، قدوتنا، أُنْسُنا، ذُخرنا، عُدّتُنا، محمد، أحمد، طه، ياسين، المُزَمِّل، المُدَّثِّر، البَشِير، النَّذَير، السِّراج المُنِير، الطُّهْر الطَّاهِر، العَلَم الزَّاهِر، سيِّدِ الأوائل والأواخر، العَبْد المَحْض الخالص لله، أعظم عباد الله تواضعاً لله، أعظم عباد الله معرفةً بالله، أعظم عباد الله قُربًا من الله، مصطفى الرحمن، سيد الأكوان، مَن أُنزِل عليه القرآن .. لكم الشَّرَف بتبعيَّتِه!

يا رب شَرِّفنا، يا رب شَرِّفنا، يا رب شَرِّفنا، وزِدْنَا شرَف؛ بالانطواء فيه، والتبعيَّة له، والاقتداء به، والاهتداء بهديه، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ يا قيّوم {..إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ..} فلا تبخلوا على أنفسكم بتدبُّر الآيات وتأمُّلها، في أنفسكم، وأهلكم، وأولادكم، فيها الهدى، فيها الرَّشَاد، فيها النور، فيها زيادة الإيمان، فيها دفع البلاء، اتلوا كتاب الله وتأمّلوه {..يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ..} سلِّموا أنفسكم له؛ يُزَكِّيها، سلّموا هواكم له؛ يرفعكم ويخلصكم {..وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.

ثبِّتنا على دَرْبِه يا رب، وما حلَّ بنا من ذنوبنا وسيئاتنا فاعفُ وسامح واغفر، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء مِنَّا، يا قوي يا متين، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم.

نادوا الحي القيوم، نادوا السميع العليم، نادوا الإله العظيم، اسألوه، واطلبوه، وتوجّهوا إليه، ونوبوا عن بقية أمة محمد، وتُشارككم القلوب المتوجهة إليه .. يا الله تداركنا، يا الله أغِثنا، يا الله تولَّنا، يا الله أسعدنا، يا الله قرِّبنا، يا الله نوِّرنا، يا الله طهِّرنا، يا الله أصلحنا، يا الله أسعِدنا، يا الله قرِّبنا إليك، يا الله دُلَّنا عليك، يا الله أوصِلنا إليك، يا الله وفِّر حظَّنا في هذه الحياة من معرفتك ومعرفة رسولك وما جاء به عنك، واشمل الجمع، ومن يسمعهم، ومن يشاهدهم، ومن يواليهم، ومن في ديارهم؛ بنور الصدق معك، والإخلاص لوجهك، والتَّبَعِيَّة التَّامَّة لخير خلقك.. يا الله.. يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم .. يا الله .. يا الله .. يا الله

توجهوا إليه أجمعين، تذلّلوا بين يديه، لا يُخلِّصكم من شدة في الدنيا والآخرة إلا هو، ولا يُسعدكم بصلاح ولا فلاح ولا نصر في الدنيا والآخرة إلا هو، فقولوا: يا الله، قولوا: يا الله، ونادوا الحق -تعالى في علاه- استشعروا أنه مُحيط بكم وبكل شيء، ويسمعكم، ويعلم ما تُكِنّه ضمائركم، وقولوا : يا الله يا الله .. يا الله يا الله .. يا الله يا الله .. يا الله يا الله..

فرِّج كروب الأمة، فرِّج كروب الأمة، وخُذ بأيدينا، وأصلِح ظواهرنا وخوافينا، وآمِنَّا في أوطاننا، وارفع الشدائد عَنَّا، وحَوِّل الأحوال إلى أحسنها، يا لطيف اللُّطفاء، يا خير مَن سَمَحَ وصَفَحَ وعَفَا، يا مُصلِح الظاهر والخفاء، يا حيُّ يا قيًّوم يا الله .. يا حيُّ يا قيوم يا الله، يا حيُّ يا قيُّوم يا الله.

يا سريع الغوث غوثاً منك يُدركنا سريعا ** يَهزِمُ العُسرَ ويأتي بالذي نرجو جميعاً

يا قريباً يا مجيباً يا عليماً يا سميعاً ** قد تحققنا بعجزٍ وخضوعٍ وانكسارِ

قد كفاني علم ربّي من سؤالي واختياري

حاجةً في النفس يا رب فاقضها يا خير قاضي 

حاجةً في النفس يا رب فاقضها يا خير قاضي 

حاجةً في النفس يا رب فاقضها يا خير قاضي ** وأرِح سري وقلبي من لظاها والشواظِ

في سرورٍ وحبورٍ وإذا ما كنت راضي ** فالهنا والبَسْطُ حالي وشعاري ودثاري

قد كفاني علم ربّي من سؤالي واختياري

ربِّ فاجعل مجتمعنا غايته حُسن الختام ** وأَعطِنَا ما قد سألنا من عطاياك الجِسَامِ

 وأكرم الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنام

وأكرم الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنام

وأكرم الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنام  ** وأَبْلِغِ المُختار عنَّا مِن صلاةٍ وسلامِ

برحمتك يا أرحم الراحمين.. والحمد لله رب العالمين. 

تاريخ النشر الهجري

25 جمادى الأول 1445

تاريخ النشر الميلادي

07 ديسمبر 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية