(236)
(536)
(575)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 21 رجب الأصب 1445هـ، بعنوان:
الدعاء للمجتمعين على الخير
الحمد لله، جزيل المِنَن، عظيمِ النِّعَم، ذو الجود والكرم، لا إله إلا هو، خصَّنا بحبيبه الأكرم، ومُصطفاه الأعظم، صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومَن سار في دربه، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآلهم وصحبهم وتابعيهم بإحسان، وعلينا معهم وفيهم، وعلى جميع الملائكة المقربين وعباد الله الصالحين.
اللهم انظر إلى جمْعِنا نظرةً تجمعنا بها في الفراديس العُلا، اللهم انظر إلى جمْعِنا نظرةً تجمعنا بها في دائرة المصطفى، اللهم انظر إلى جمْعِنا نظرةً تجعل بها كُلَّ فردٍ من الحاضرين والسامعين مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، مُتَّصِلًا بدعوة حبيبك خير البشر، مستقيمًا على منهجه في أقوَمِ السِّيَر وأَنْوَرِ الفِكَر، لا يُظلِم فكره بإظلام فكرِ فاجرٍ ولا بعيدٍ ولا فاسقٍ ولا محجوب، ولا ينحرف في مَسْلَكِهِ بدعوة نفسٍ ولا هوى ولا شيطان. ثبِّتنا على الحقِّ، أنت ربُّنا فارزقنا الاستقامة، واجعلنا ممن عَنَيْتَ بقولك: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}.
واجعل لنا عزائم قويَّة في هذه الموائد؛ نرقى بها ذُرَى الصِّدقِ معك في الوفاء بالعهود، والاتّباع لزَيْنِ الوجود.. صلوات ربي وسلامه عليه، تجعل بها رجبنا هذا من أبرك أشهر رجب علينا وعلى الأُمَّة، وعجِّل بالفرج لهذه الأمة يا كريم يا ودود، وبارك لنا في شعبان وزيارة النبي هود، وفي بلوغ رمضان، بلّغنا رمضان واجعلنا من خواصّ أهله عندك يا رحمن، وانظِمنا في سِلْكِ هذا المصطفى، في الظاهر وفي الخفاء، يا عالم السر وأخفى: اجعلنا ممن أردتهم لقُربِك، وأردتهم لحُبِّك، وأردتهم في حزبك، وأردتهم في صفِّ خير خلقك، وأردتهم للجِنَانِ وفراديسِها والنَّظَر إلى وجهك الكريم.
أيدي عبيد سائلين مُتذَلّلين بين يديك يسألونك ويرتجونك، فلا تُخيّب الرجاء، واشمل بذلك أهليهم، واشمل بذلك أولادهم، واشمل بذلك أهل ودادهم، واشمل بذلك قرابتهم وجيرانهم، يا مُعطِي لا يبالي، يا جواد لا يبالي، يجود ولا يبالي، ويعطي ولا يبالي، أنت مولى الموالي، نوِّر قلوبنا بأنوار المعرفة بك.. فإنَّ مَن عرَفَ أيّ شيء ولم يعرفك فكأنه لم يعرف شيء، ومَن عرفك فأيّ شيء فاته؟ أنتَ مَلِكُ الدنيا والبرزخ والآخرة، أنتَ ربُّ السماوات والأرض، والحاكم بهما والمُسَيِّر لهما وما فيهما، فَلَكَ مُلك السماوات والأرض لا إله إلا أنت.. فلا تفتِنَّا بشيء في الأرض ولا في السماوات، واجعلنا في وِجهةٍ صادقة إليك يا عالم الظواهر والخفيَّات.
اللهم لا صرفتنا من الجمع إلا والقلوب عليك مجموعة، والدعوات مسموعة، والأعمال التي وفّقتنا لها مقبولة مرفوعة، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين.
وحسبُنا نتوجَّه إليك تائبين مستغفرين لِمَا كان مِنَّا، سائلين منك أن توفِّقنا فيما بقي، اللهم اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي، اللهم اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي، اللهم اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي، اللهم اعصمنا من الشرك واغفر لنا ما دون ذلك، يا حيُّ يا قيُّوم يا أرحم الراحمين.
واجزِ عنَّا رجالنا وشيوخنا، وسلاسل إسنادنا إلى الحبيب الأعظم خير الجزاء، وأفضل الجزاء، وبارك الأمة في أخيارها وصلحائها في المشارق والمغارب، واجمع شملهم، وألِّف ذات بينهم.
وارزق اللهم أحبابنا وإخواننا في غَزَّة، وفي الضفة الغربية، وأكناف بيت المقدس خاصة، وجميع أقطار الأرض: نصرتك ونصرة رسولك، وأن لا يكون في القلوب قصد إلا أن تكون كلمتك هي العُليَا، واقبلهم، وألِّف ذات بينهم، واجمع شملهم، وانصرهم وأيِّدهم، اللهم والمعتدين الغاصبين الظالمين من الصهاينة ومَن والاهم من جميع المعتدين رُدَّ كيدهم في نحورهم، واكفِ المسلمين جميع شرورهم، اللهم خالف بين قلوبهم ووجهاتهم، اللهم اجعل الدائرة عليهم.
يا مُنزِلَ الكتاب، يا سريع الحساب، يا مُنشِئ السَّحاب، يا هازم الأحزاب: اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، وادفع عن المسلمين جميع شرورهم وأذاياهم.
يا حي يا قيوم: بك نستغيث، ومن عذابك نستجير، وبك نستنصر، فانصرنا يا خير الناصرين {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
ونحن أهل الجَمْع، ومِمن يسمع من أهل الظاهر والباطن، نتوجَّه إليك وِجهة ونسألك سؤال، فاقبلنا يا رب ونتوجه إليك بـ: "يا أرحم الراحمين" ونقول جميعًا
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرِّج على المسلمين
عطاك ربي جزيل * وكُلُّ فعلك جميل * وفيك أملنا طويل * فجُد على الطامعين
26 رَجب 1445