(536)
(228)
(574)
(311)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمةِ ما أبقى فينا وواصَلَ لنا مِن مواريث خاتم النبوة وسيدِ أهل الفتوة، وما يجمعنا عليه مِن تلك المواريث في الوجهةِ إليه، والتذلُّل بين يديه، وفي دعائه والتضرُّع إليه تبارك وتعالى، وسؤاله، والتواصي بما وصانا به، بما دعانا إليه صفوتُه وخِيرتُه عبده المجتبى محمدُ بن عبد الله الرحمة المهداة والنعمة المسداة ..
قوِّ اللهمَّ صِلاتِنا بذلك الجناب، وأدخِلنا إلى فسيح رحابه خير الرحاب، وخلِّقنا بأخلاقه وأدِّبنا بما له من آداب، وأصلح شئونَ أمته مِن عندك صلاحاً تكشف به الغُمَم وتجلو به الظُّلم وتدفع به النِّقم وتثبِّت به الأقدام على المنهج الأقوم، يا ربنا يا أكرم يا ذا الجود الأعظم يا حي يا قيوم يا راحم يا رحمن يا رحيم يا أرحم.. يا الله.
والله سبحانه وتعالى يلهمنا رشدنا ويرزقنا حسنَ مقابلة ما يواصلنا به، وما يفتح به علينا وما يفتحه لنا من خزائن كرمِه وإحسانه وتفضُّلاته وتعرُّفاته ورحماته جل جلاله وتعالى في علاه، وبياناته ، وتبييناته للحقائق على لسان خير الخلائق الحبيب الصادق صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار في منهجه بالصدق مع الإله الخالق سبحانه وتعالى، وجعلنا الله واياكم منهم ..
الصادقون يدركون أثرَ الأيام والليالي وبركتَها ومعنى اغتنامها وحضور النيات الصالحات في كل ما يأتون، وفي كل ما يتركون وكل ما يحضرون وكل ما عنه يغيبون، وفي ما يقولون وفي ما يفعلون ، (وإنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى)
كانت تعليمات من زين الوجود صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، حيث ربط الأعمال بالنيّات التي مستودعُها القلب ، وهو محلُّ نظرِ الرب جل جلاله ليحضر القلبُ مع من يُعبَد، ومع من يُقصَد، ومع من يُعمل له، وهو الله تعالى في علاه !! وسبب الخير والفوز والسعادة الحضور مع الله ، وسبب القرب من الله الحضور مع الله، وما للبُعد من سبب إلا الغفلة عن الله. غفلة القلوب عن الله هي سبب البعد عن الله جل جلاله.
لهذا جاءت لنا الشريعة لنُديم الذكرَ لله.. من صلوات مفروضات وزكوات مفروضات وصلوات مندوبات، وصدقات مندوبات مستحبات، ومِن صيام ومِن قراءه للقرآن ومن ذكر، ومن الاجتماع في المجامع لتجتمع القلوب على الله، وتتشرف المسامع بسماع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه واله وسلم.
نطرق أبواب كرم الكريم جل جلاله متعرضين لنفحاته، ومن دقَّ باب كريم فتح. ولا أكرم مِن إلهكم ومولاكم وخالقكم سبحانه وتعالى، الذي جمعكم على هذه الخيرات ، لتأخذوا نصيبكم وتقوموا بأداء أدوار لكم في الحياة ، من خلال ما تقولون وما تفعلون، ومن خلال ما تُحكِمون به التحكُّم بما أوتيتم من إرادات واختيارات وقُدرات وإمكانيات فيما تنظرون وفيما تسمعون وفيما تكتبون وفيما تخطُو أرجلكم وتمشي وتسعى أقدامكم، وربنا يقول لنا ( إنـَّا نَحْن نُحْي ِالْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيءٍْ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) أحسِن حسابك في شأنك لتشكر مآبك.. فإنه ما مِن حركة ولا سكون إلا كُتبت وإلا سُجِّلت وإلا حُفظت، ومنها ما هو في كفة الحسنات ومنها في كفة السيئات، ومنها ما هو فراغ يأخذ نصيبا من العمر لا تدرِك منه مددا ولا هُدى ولا زيادة نعيم !! ..
وإذا كانت الحسرة تكون على ما مرَّ مِن غير عمارةٍ بالطاعة، فكيف بساعة المعصية!؟ فكيف بساعة المخالفة للشريعة؟! .. لذا كان من العقل والهدى والرشد أن تتدارك الأمر ما دُمت في فرصة الحياة. تقول يا رب ساعاتي التي ضاعت أستغفرك مما كان فيها، ومما جنيت على نفسي فيها، وأسألك أن تنوِّرها لي قبل أن أصل إلى قبري. أسألك أن تعود بفضلك فتبدِّل سيئاتي حسنات وتأتي بساعات الفراغ والظلمة فتملأها بالفضل من عندك، حتى لا تأتي لحظةُ الغرغرة إلا وقد ساعاتي كلها تصلَّحت !! مِن حين بلغت إلى حين لقيتك.. إلى أن وردتُ عليك.. ووردت على خطابك لي.. وعلى أخذِ سعيي وكسبي.. وعلى جناية ثمرة أعمالي.. وأقوالي وما كان من أحوالي في هذه الحياة الدنيا.
وهذه الأدوار المباركة التي يقوم به أحدكم في نفسه وفي أسرته وفي أصدقائه الذين يجلس معهم :
تمتد بها خيوط النور للاسترشاد والاستزادة من فضل الله والإمداد..
ويصلح بها الفؤاد والأجساد..
تتنقى عن الذنوب والمعاصي..
يتوب التائب عبر الرابطة بالأعمال الصالحة والمجالس المباركة..
تذهب ظلماتُ الذنوب وسيئات الكسب..
وتذهب الآفات والالتفاتات التي أوقعَت القلوب في الغفلة عن الله سبحانه وتعالى..
وتسري هذه السرايات من سرِّ المجالسة التي أساسها خيرُ جليس، وأساسها الاجتماع على ذكر الله ، الجامع على رسوله ، لأنه الدال لأنه الباب ، لأنه الأصل والأساس في عبادة كل عابد ، ذكراً أو فكراً أو صدقة أو قراءة أو صلة لرحم أو برّاً لوالدين ، أو نصحاً لمسلم أو ورعاً عن شبهة...
الأساس فيها الهادي فيها الدال عليها المعلم لها .. محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.. يا سعادتكم به. الله يتمم سعادتكم به في الدنيا والبرزخ والآخرة ..
ارتبط واتصل بسر هذه الوجهة إلى الله تعالى، في أدائك الدور في الحياة بالتنوير، تتنوَّر أقوالُك وأفعالك، تخرج عما خالف الشرع ، حتى لا يبقى في أقوالك مخالف للشرع، ولا في أفعالك ولا في أحوالك ، ولا في نياتك ولا في مقاصدك ، وهذا ليس صعبا ولا بعيدا.. إذا ثبتَّ وصدقتَ وجاهدت وأقبلت وتوجهت وصبرتَ وصابرت. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وهو القائل : ( إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) فما أرحمه وما أكرمه، نِعم الاله الدائم الباقي ربك جل جلاله..
مهما التفت إلى غيره فماذا يدوم لك ؟ وماذا يبقى لك؟ (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) .. فاقصد وجهه! وتوجّه لوجهه سبحانه (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، حَنِيفًا مسلما وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) تفهم سر هذه المناجاة ؟ وهذا الخطاب للمولى تعالى في علاه ، كؤوس معانيه ربما ديرت ، فأيما قلب تهيأ لها سُقي منها، وأُعطي نصيبه منها .. فكن حاضراً بقلبك وروحك وسرك وعقلك ثم بجسدك.
وأنت تعلم أن من إخواننا من الذين حلَّ نورُ الإيمان في قلوبهم، وتعلقوا بالله ورسوله .. منهم من يكون وقت اجتماعنا هذا ماشيا إلى عمله متحسر على المجلس، وما يدور فيه مترقب أن يجد الفرصة فيتابعه عبر النت أو غير ذلك، ومنهم من هو حاضر مستمع مجتمع بروحه معنا ، ربما الدائر من هذه الكؤوس فاز به أكثر من بعض ممن حضر!
على حسب الطهارة.. على حسب صدق الإقبال.. في قوانين للعطاء من ربكم جل جلاله..
وأبواب تنفتح بعد ذلك فيعطي بغير حساب، وعموم معاني قول سيد الأحباب: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)
وإذا هؤلاء في عالم الحس عبر الاتصالات أو الانترنت ممن عرفناهم.. فما الحال مع الملائكة؟ وما الحال مع عالم الجن من المؤمنين؟؟ ما الحال مع الأرواح الطاهرة التي تتعشق القرب ومنازل القرب؟ وساعات القرب، ساعات صب الرحمة، كما جعل الله صنفاً من الملائكة قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كما جاءنا في الصحيحين - : (سيارة - ما معهم في السير هذا؟- قال: يلتمسون حلق الذكر. فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى طلبتكم.. هلموا إلى بغيتكم.. هلموا إلى حاجتكم )
والمعنى في هذا : أن الله أعطى في هذا إمامة وتقدِمة لبني آدم إذا اجتمعوا على ذكره ، بسبب أنهم استلموا الدعوة من هذا الداعي، إمام الملائكة والأنبياء والرسل، وإمام الخلق كلهم صلى الله عليه وآله وسلم.. فإذا اجتمع قومٌ من أمَّته تنادوا الملائكة هلموا إلى طلبتكم!! بإمكان الملائكة وحدهم يجتمعون، لكن سر الإمامة المحمدية هنا موجود، وإذا بالتقدمة لناس من بني آدم.. والملائكة يقولون وجدنا الطلب عند هؤلاء.. ما الذي قدم هؤلاء؟ قدم هؤلاء: أنهم تبعوا.. قدَّمهم المتبوع، رفعهم المتبوع. عُظِّموا من قبل رب المملكة بسيد أهل مملكته، جعلكم أمته فصارت حتى هؤلاء الملائكة سيارين زمامهم مربوطة بصلحائكم وأخياركم إذا قعدوا يذكرون قالوا : حصل الطلب، نلنا المراد. وهم يقدرون يذكرون الله وحدهم، لكن هذا السر من أين يجيؤون به؟ فلهذا تنادوا هلموا إلى طلبتكم تعالوا تعالوا.. حصلنا المطلوب.. من أين انفتح لهم هذا؟ بهذا السر.. ولولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط.. ومن نساوي عند هؤلاء الملائكة الذين يتباشرون ويفتخرون ويفرحون ويتنادون هلموا هلموا!! فإذا استقر الأمر وقام كذهم من قبل أن تأتي الساعة وهم موعدنا موعدنا!! يتباشرون بالموعد إذا جاء، وحفُّوا المجلس بأجنحتهم.
أخبار صادق بالحق ناطق ( وما ينطق عن الهوى ).. أخبار خير الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم وسِّعوا بالَكم وأذهانَكم لأخبارِ أكرم ناطق بالحق والصدق.. لأنها قد أخذت مساحات من البال عند المسلمين والأذهان أخبار كذابين كثير، جاءت من هنا وهناك أخذت على كثير من مساحة بالهم وعقولهم. فرِّغوا مساحة وسط بالكم وعقولكم لأخبار ( من لا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ).
فأخبارُه أصدقُ الأخبار، وسرُّها دائم على مدى الأوقات والأعصار إلى يوم القيامة إلى دار القرار.. حتى يتنعَّم من يتنعم في الجنة بدَور كؤوس تلك الأخبار.. وثمرة ما ذكروها في الدنيا.. وإذا بهم في مجالس الجنة يقولون : قال ويوم نطقنا بأنه قال نلنا هذا المنال، وأعطينا هذا العطاء!! وإذا بها تتحول إلى نعيم يتنعمون به!! ليعرف الناس أن حقيقة الكرم بالجنة وغيرها فرعٌ وإكرام الله لنا بعبده هذا، بعبده الصفي بعبده الوفي بعبده السخي بعبده التقي بعبده الطهر بعبده الطهر الطاهر العَلَم الزاهر خير الأوائل والأواخر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.. سُعدت به أمته ، حازت فخر ما ينجحد ، فهنيئاً لهذه الأمة الله يجعلنا وإياكم منها حقيقة ومن خيارها ومن أهل الفضل فيها ، اللهم اجعلنا من خيار أمة حبيبك محمد بجاه نبيك محمد وبجاه خيار أمة نبيك محمد يا واحد يا أحد.
جئت واستمعت أخبار فوق عُلوية عظيمة.. تُذهب عنك الملاغي الكثيرة.. صارت أوقات إذا كان بعض العارفين يشكون من زمانهم، ما تسمع إلا غيبة أو نميمة كل كلمة فاحشة عظيمة.. جات أوقاتنا تفننوا في نشرها بمختلف الوسائل ولم يتركوا سيارات ولا أسواق ولا طرق ولا شوارع ولا بيوت ولا جيوب إلا وحشوها بهذه الأخبار الفارغة.
تعال إلى هنا عسى شيء من التصفية هذه تسري سرايتها، وتغلب الظلمة وتروح منك! تنال صفو مع ربك قبل الوفاة، وعند الوفاة تستلم الثمرة الكبيرة؛ وإلا.. لماذا عقدت؟ وقد علمتم أن سر عقدها ما هو إلا على اليد المكرمة! ما كان لنا، ومَن نحن!؟ ومن نكون حتى نقيم أو نؤسس أو نجمع أو ندعوا إلا وجدنا بساط بسطه الوهاب الواحد الأحد على يد محمد .. ووجدنا البساط محروسا، ووجدنا فوقه جنودَ الله المكرمون، ووجدنا فوقه فتح باب فضل الله تعالى..
وتعال يا اللي ما تستاهل واجلس على البساط .. هذا الذي حصلناه من فضل الله.. وإلا من أين نقدر على شي من هذا!؟ صبغة مصبوغة ينصبغ بها بعض من في الأصلاب ومن في أصلابهم،، وبعض من هو بعيد من الأقطار هنا وهناك .. وتُناغم بعضُ أسرارها بعض أسر لهم لا زالوا في الكفر! ويسلم من يسلم منهم..
ومنهم من يقدم في وقت بعد وقت.. يقدم لكم من عدة جهات في هذا الموسم.. على نهاية شهر رجب وبعضهم قبل الزيارة وبعضهم أثناء الزيارة ، وبعد الزيارة يبدأ شأن الدورة هذه..
وكلها إلا وصلات يراد منها ومن عقد هذه الشؤون والمواسم:
أن يتصفَّى المتصفِّي منا.. ويتنظَّف المتنظَِّف.. وتتداوى عِللُنا.. التي لو ما تداوت وصلنا إلى القبور وتألَّمنا بها وألمُ القبور شديد، ما هو مثل ألم الأجسام!! كم من مريض يتلوى فوق سريره أو في مكانه، منهم مَن يسقط ومنهم من يدق برأسه في الجدار مِن شدة الألم!! وهذا كله ما يساوي شيء عند ألم القبر!! وألم يوم الحشر!! وهناك ألم للروح شديد قوي لو عاتبك لتألمتَ ألما ما تحتمله، فكيف لو عذَّبك؟ بالعتاب وحده.. مَن يطيق عتاب جبار السموات والأرض !؟ لو واحد صاحب هيئة تستحي منه لو نظر إليك بنظرة فزعت منها.. وعتابه مُر! فكيف برب الأرباب؟ كيف بملك السموات والأرض؟ مَن مِنا يقوى على عتاب هذا الجليل؟! ذو الجلال والكبرياء.. ما نقدر .. لا تُعاتبنا ولا تعذِّبنا ولا تعاقبنا.. فإنا اعترفنا بضَعفنا وعجزِنا أمام جبروتك وكبريائك يا كبير يا جليل يا رحمن يا رحيم.. بالفضل عاملنا.. بالإحسان عاملنا.. بالكرم عامِلنا.. واعفُ عنا وسامحنا .. ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
وتوجهوا كلكم إليه.. واغنموا الموسم ويقدمون.. وقد ذكركم بواجب من الواجبات ينبغي لنا في إنبساط هذا الخير :
ندخل أنفسنا متعرضين للرحمة
نحسن استقبال الوافد والجاي
نتراوح برَِوْح الله
يتزودون بزاد يرجعون إلى بلدانهم .. هذا يسلم على يدهم وهذا يتوب على يديهم.. ونشاركهم ونحن في محلاتنا هنا .
خذ لك نصيبك.. ما هو كله أكل شرب نوم!! وغفلة وصور للمجالس مليئة بمعاني مغمض عنها!! فتح عين قلبك!! خذ لك نصيبك ذي الأسواق اللي فيها الربح دائم! ذا موسم الخير كلٍّ حول سوقه يحوم ..
وين الذي في السوق يتجر؟
حد يعرف التجارة الكبيرة.. تجارة دلالها الحق ورسوله.. قالوا أصحابها :
معنا بضاعات لا بارت ولا باتبور*** دلالها اللي يدل الناس يوم النشور
قال ربنا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
هل تريد أحسن من ربك يدلك على تجارة (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) حتى بطلاقة الوجه في الوافدين.. نساعد ، قرب كأس ماء لواحد أو أدر فنجان قهوة.. شارك.
إذا عجزت عن الجهاد المال كله والنفس كله .. قرب قرب، لا تبعد لا تبعد من التجارة هذه ومن الخير (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
قال بعض أهل الخير: وردت إلى منطقة في موطن فيه قيام الدعوة والتعليم والإرشاد.. وطلبت من الشيخ أن يوظفني في وظيفة وخدمة أقوم بها أشارك أهل الخير، فقال ننظر لك وظيفة، قال جئت قلت له من فضلك من أجل أن تتهذب نفسي وأحصل نصيبي من الخدمة أريد تنظيف الحمامات حقهم في الليل .. قال أما هذه فقد تكفل بها واحد، فهي مشغولة ما فيها مجال.. وسأبحث لك عن وظيفة ثانية.. قال تعجبت من هذا الذي وظفه الشيخ في هذه الوظيفة وسبقني إليها، فبقيت أتحسَّس وقمت في الليل أنظر من يقوم بها، فوجدته الشيخ بنفسه!!
أدرك سر الخدمة، أدرك سر القيام بالأمر والمجاهدة، وجد الشيخ بنفسه ينظف الحمامات، وقال له هذه الوظيفة مشغولة! وهو مُوقفها على نفسه، وأنت ماذا قدمت للدين هذا؟ والسوق هذا بأي بضاعة اتجرت فيه؟ هل تعرف أن جواهرها ما لها ثمن؟ هل تعرف إنها دائمة أبدية سرمدية؟ بها تحل في قصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر وترابها الزعفران... فوق هذا كله تسمع نداء ربك.. وينشر عليك رضوانه
وأعظم من هذا رضى الرب عنهم*** ورؤيته إياهم من غير حاجب
يا ما أعجبه من نعيم!! يا ما أعظمه من نعيم!!
لمَن ترك الدنيا لمن خالف الهوى*** لمن آثر الأخرى لمن قام بالعلم
لمن لزم الطاعات والبر والتقى *** واخلص للمولى مع الجد والحزم
هذه الطريقة ، أنت ادخل فيها ولا يخيِّبك صاحبها.. صاحب السوق هذا هو الأكرم وهو الأرحم.. ولكن إذا أعرضت، قال تعالى: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)..
واسمع الأخبار من المختار.. أخبار الصدق والحق.. نوَّر الله بها قلبَك وفكرَك وسرَّك وعقلَك وملاك بها.. الله يجعلنا وإياكم من أهلها.. وارزقنا تلقِّي أخباره وأخبار رسوله بإيمان قوي.. وتصديق تام كامل جازم ويقين.. رزقنا الله نورها وبركتها وحسن العمل بمقتضاها ونشر الخير لنا ونشر الخير بنا.. وأحيا ما مات في ديارنا وبلداننا من سير الأخيار.. وآثارهم الطيبة ومن أخلاقهم ومعارفهم وعمَّ بذلك الشرق والغرب.. يا رب واكشف الكرب.. يا رب وادفع الخطب يا رب واصلح لنا كل قالَب وقلب.. يا رب وأدخلنا في دائرة الحبيب ووفِّر منه حظنا والنصيب واجعلنا من المستقيمين على منهاجه المرتقين بمعراجه المتنوِّرين بأنوار شعاعه حيث ما كنا، وتولَّنا به في الحسِّ والمعنى، واصلح شؤون أمته أجمعين وارحم أمته أجمعين، وأصلح أمته أجمعين واكشف كروب أمته أجمعين، يا رب العالمين.
اسألوا ربَّ العالمين بحبيبِه الأمين أن يدركَ أمَّته أجمعين، اسألوا رب العالمين بحبيبه الأمين أن يغيث أمته أجمعين، اسألوا رب العالمين القادر أقدر القادرين ارحم الراحمين بحبيبه الأمين أن يتدارك أمته أجمعين، أن يصلح أمته أجمعين، أن يدفع البلاء عن أمته.. يا الله، اجعلنا في خيار الأمة وانفعَهم لهم وأبركهم عليهم وانفعنا بعامتهم عامة وبخاصتهم خاصة. يا الله نسأل بالنبي لأمته أن ترحم أمته أن تنقذ أمته أن تصلح أمته ، أن تكشف الكَرب عن أمته ، أن تجمع شملَ أمته ، وتجعلنا في خيارهم يا الله، وبما بينك وبينه بأسرار محبتك له ومحبته لك التي أودعتها في قلبه وروحه وسره ، نسألك إلا ما جعلت روحه الكريمة حاضرة معنا عند الخروج من هذه الحياة، وفي ساعة الموافاة،
يا الله حسن الخاتمة عند الموت، يا الله كمالَ الثبات عند الممات، يا الله سعادة عند اللقاء، يا الله تُبشَّر أرواحُنا ببشائر القدس بما تبشر به خواص المحبوبين المتطهرين عن كل رجس آمين يا الله.
يا الله بها يا الله بها يا الله بحسن الخاتمة.
13 رَجب 1433