استجابة القلوب والأرواح لنداء الحق ورسوله بصبغة رمضان وخصائص الأمة فيه
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 29 شعبان 1446هـ، بعنوان:
استجابة القلوب والأرواح لنداء الحق ورسوله بصبغة رمضان وخصائص الأمة فيه
- 0:27 طلب حُسن استقبال شهر رمضان
- 1:17 استجابة القلوب والأرواح في رمضان ومن يحرم العتق من النيران
- 2:41 نداء رمضان: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
- 3:48 كمال الثبات في استقبال رمضان
- 5:45 من ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه؟
- 7:14 أسباب الطمأنينة ورفع البلاء عن الأمة
- 8:24 وهم النجاح ونهايته
- 13:04 اغتنام رمضان حقيقة
- 15:08 إشراق أنوار الإسلام في المشارق والمغارب
- 17:06 الدعاء بحسن استقبال رمضان
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
فوائد من المحاضرة:
نص المحاضرة مكتوب:
الحمد لله المتجلِّي بإفضاله وجزيل نواله، الذي تكرَّم بتنزيله القرآن وتنزيله الكتب على الأنبياء في الأُمَم.. من عهد آدم إلى أن خُتِموا بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
واختار الله لبداية نزول القرآن هذا الشهر الذي استقبلنا وإيّاكم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة:185].
طلب حُسن استقبال شهر رمضان
أشهِدنا إيّاه، وارزقنا صومه على الوجه الذي تحبه وترضاه، واقبل مِنَّا صومه، واجعلنا ممن يصومه إيمانًا واحتسابًا، ووفِّقنا لقيامه على الوجه الذي تحبُّه وترضاه، وتقبّله مِنَّا بفضلِك يا أرحم الراحمين. اللهم سلِّمنا لرمضان وسلِّم رمضان لنا.. وسلِّم رمضان مِنَّا وتسلَّمه مِنَّا مُتقبَّلا، وتسلَّمه مِنَّا متقبَّلا.. يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام.
نتائج استجابة القلوب في رمضان ومن يحرم العتق من النيران
استجابة القلوب والأرواح لداعي الله -تبارك وتعالى- في شأن أركان هذا الدين، والذي يجتمع فيه منها غالبًا في هذا الشهر: الصلاة والصوم والزكاة، وتَنفَتِح فيه أبواب التجلّي الإلهي بما هو أوسع، وبما هو أجمع، وبما هو أتم، وبما هو أعظم؛ فضلاً من الرب، حتى يَعتِق "..في كل ليلة من ليالي رمضان ستمائة ألف عتيق من النار"، وفي رواية: "ألف ألف عتيق من النار"، فإذا كانت آخر ليلة أعتق مثلما أعتق من أول الشهر إلى آخره، وغفر لجميع المسلمين إلا المشاحن وشارب الخمر وعاق الوالدين وقاطع الرحم -والعياذ بالله تعالى-، فهؤلاء المحرومون من المغفرة.
اللهم لا تجعل في بيوتنا أحدًا منهم، ولا تجعل في جيراننا أحدًا منهم، ولا تجعل في مدننا وقرانا أحدًا منهم يا الله، ومن كان واقعًا في شيء من هذه البلايا فخلِّصه اللهم قبل أن يدخل رمضان؛ حتى يهلّ علينا بالرضوان والإحسان.
نداء رمضان: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
ويُنادى على الكل: يا باغي الخير أقبل، يا باغي الخير أقبل.
وبُغاة الشر من الذين يهيئون لرمضان ألعابًا مُلهية أو مناظر قبيحة أو برامج ساقطة هابطة يُنادى عليهم: يا باغي الشر أقصر، يا باغي الشر أقصر، يا باغي الشر أقصر. ومَن لم تَسبِق له عناية من الله خُتِم له بسوء الخاتمة -والعياذ بالله تبارك وتعالى-!
اللهم لا تجعل في بيوتنا إلا باغيًا للخير ممن يُنادَى عليه: يا باغي الخير أقبل.
وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان، مع هذا التجلي الرباني والقيام بهذه الفريضة وإكرام الله لأُمَّة النبي محمد؛ بسَلْسَلَةِ مَرَدَة الشياطين وأن تسوقهم الملائكة إلى البحار لا يُفسِدون على أمة محمد صومهم.
كمال الثبات في استقبال رمضان
وما جعل الله -تبارك وتعالى- من عظيم هذه الرحمات في الشهر الكريم ولياليه وأيامه؛ تأتي تلبيات للقلوب وللأرواح لنداء الله -جلَّ جلاله-: (يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)[الزمر:16]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة:183]، (وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آل عمران:175]، (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[المائدة:23]، (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)[يس:60-61].
ثبِّتنا على الصراط المستقيم.. يا ربنا يا رحيم، يا ربنا يا كريم، يا ربنا يا عظيم، يا الله أكمل الثبات.
ولعلّها تكون آخر ليلة من ليالي شهر شعبان هذا.. وهي ليلة الجمعة المباركة، فما أحسن الاستعداد والتزوّد بخير زاد لشهر المحبة والوداد، وشهر العطاء الذي ما له من نفاد، و: "لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان".
يا رب بارك لنا في رمضان الذي أقبل علينا، أوسع البركة، وأجمع البركة، وأشمل البركة، وأفضل البركة، وأتم البركة.. في كل سكون وحركة، وفي كل ليلة من لياليه.
ليلة النظرة أول ليلة ينظر الرحمن إلى عباده، و: "من نظر إليه لم يعذبه أبدًا"، وليلة القدر، وكل ليلة من لياليه، وكل يوم من أيامه، وكل لحظاته، وكل ساعاته، يا رب وكل نفحاتك فيه، وتجلياتك فيه.. وارزقنا حسن الاستجابة لهذا النداء.
من ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه؟
نداء : "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ".
يقول لكم ﷺ: إن لم تَصْدُقوا في التلبية لندائه والصِّدق في مراقبة الإله الذي يعلم سركم ونجواكم وتتنزّهوا عن الأسواء والقبائح وما حرَّم عليكم؛ فليس ديني بصورة، وليس ديني بصورة أعمال ولا مظاهر ؛ ديني لُبّ وجواهر، ديني روح وحقائق، ديني صدق مع الخالق -جل جلاله-، "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، أي لا يظن أنه بالصورة المجردة يتصل ولا يَصِل ولا يُواصَل!
فليصدق المؤمن مع الله -جلَّ جلاله وتعالى في علاه- في استقبال هذا الشهر الكريم!
والذين يعتادون الغفلات: يُنقِذون أنفسهم، والذين يعتادون الخوض فيما لا يعني وإضاعة الأوقات فيما لا يُغنِي بل فيما يضر: يُصحِّحون مسارهم مع إلههم -جل جلاله- عالم سرهم وإجهارهم -تعالى في علاه-!
أسباب الطمأنينة ورفع البلاء عن الأمة
ويدخل رمضان هذه الدخلة..
-
بهذه التصحيحات والتقويمات للمسالك
-
والتقويات للانطراح على الله تعالى والإلحاح عليه؛
هي أسباب رفع البلايا والشدائد والحروب والغلاء والآفات!
إن طلبوها الناس من أنظمتهم ومن ألعابهم ومن خططهم.. في اتصال ذا بذا أو ذا بذا ؛ فاطلبوها من معدنها واطلبوها من موطنها! والله لا يَهبها إلا ربكم الذي بيده ملكوت السماوات والأرض! ولا يستطيع أن يَهَب حقائق طمانينة ولا سكينة ولا استقرار ولا أمن.. لا مجلس الأمن ولا أمريكا ولا روسيا ولا الصين ولا أوروبا ولا غيرها من الدول ولا من فيها!
واحد يُؤمِّن مَن يشاء ويُخِيف من يشاء، واحد يُسعِد من يشاء ويُشقِي من يشاء، واحد حكم في حكمه: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى..)
وهم النجاح ونهايته
(..وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)[طه:123-124]. ما أحد يقدر يبطِّل هذا الحُكم.. أبدا، ما أحد يقدر يخلِّف شيئا من الحكم.. حكم حكم! يجري على رقابهم شاءوا أم أبوا؛ لأن الأمر له والمرجع له، وتَنكشِف الستارة ويُعلَم أنَّ كل ما كانوا فيه.. من مكايد ومن تخطيط ومن مغامرات ومن ترتيبات: هباء في هباء تحت أقدار القضاء! ورجعوا إلى عالم السِّر وأخفى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[النور:39].
ويقول قائلهم (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ..) والمال والسلطان هو ذا الذي يلعبون عليه وغاية مآلهم اليوم! يقول (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ..) والمآل؟ إلى أين يصير أمثال هؤلاء؟ (..خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)[الحاقة:28-32]، هذا مصيره، وهذا مستقبله، وهذه نهايته، وهذه آخرته! -والعياذ بالله تبارك وتعالى-.
وأين النجاح؟ نجح في ماذا؟ نجح في ماذا؟ نجح في ماذا! أفلح في ماذا؟ فاز في ماذا؟! ما لهم من الفوز نصيب يوم القيامة (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)[آل عمران:185]، (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا)[النساء:42]، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)[الأنبياء:47]، وينادي منادي إلهكم الحق: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ..)؟ ويجيب نفسه (..لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)[غافر:16]، الذي قهر عباده بالموت.
أيّ حضارة تدفع عن أصحابها الموت؟ أيُّ قوة تدفع عن أصحابها الموت؟
ولكن لو علموا الحقيقة لمّا اغتروا بحياة ولا موت..
-
ولأدركوا أنّ مَن حيي حياة المعرفة بالخالق والعمل بمنهاجه فهو السعيد،
-
ومن مات موتة الصدق مع الوفاء بعهد هذا الخالق والتهيؤ لمقابلته وهو راض فهو السعيد،
-
ومن حيي بعيدا عن خالقه -كائنا ما كان- بأي صورة من صور الحياة وبأي شكل من أشكالها فهو الشقي الساقط،
-
وكُلُّ مَن قُتِل وهو مُضاد لأمر الله ومخالف لشريعة الله.. في أي مكان كان وفي أي جبهة كان وفي أي زمان كان؛ فهو الخاسر الشقي شقاوة الأبد!
هذه الحقيقة، هذه الحقيقة ما غيرها! غيرها أوهام وخيالات يلعب بها عدو الله على الناس في الحياة؛ ليطلبوا السعادة من حيث الشقاوة، ويطلبون الأمن من حيث الخوف، ويطلبون الرفعة من حيث الانحطاط!
(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)[النساء:42]، (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)[مريم:40]، ما أحد وارث للأرض غيره، لا أفراد ولا جماعات ولا شعوب ولا دول، كلهم بأصنافهم محل عبور ومرور وانتقال وفناء وزوال.. من أولهم إلى آخرهم، إلى وقت النفخة في الصور، ما أحد منهم يَرِث الأرض! كُلٌّ فيها يَعبُر، كُلٌّ فيها يمر، كُلٌّ فيها ينتهي، كُلٌّ فيها يزول، كُلٌّ فيها ينقطع، كُلٌّ فيها يفنى! (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)[الرحمن:26]، (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)[مريم:40]، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)[المؤمنون:115-116].
اغتنام رمضان حقيقة
-
فقوّوا استجابة قلوبكم وأرواحكم لنداء الله ورسوله
-
وخذوا خير الشهر ونور الشهر وبركة الشهر وخِلَع الشهر، والعجائب في القرب من الرب -سبحانه وتعالى- في هذا الشهر،
-
وكونوا سببًا لصلاح أحوال المسلمين، ولفتح الخير على المسلمين، والفرج للمسلمين، ولإنقاذ الأمة ؛ بهذه الاستجابة لنداء الله
رمضان لا شهر الغفلة ولا شهر اللعب، ولا شهر الإعراض ولا شهر الصورية في الصوم ولا الصورية في القيام؛ شهر الحقيقة في الصوم، شهر الحقيقة في القيام، ولا يُفلِح إلا أربابها. ما تغني هذه الصور.. فلابد من التحقق بالحقائق. وكانت هذه الحقائق يَبرُز نورها في الوجوه، ويبرز نورها حتى على أطفال المسلمين! يكاد تُرَى من قبل دخول رمضان وعندهم زهو وفرح باستقبال رمضان، وشعور بالشرف بإدراك هذا الشهر.. هذا صغارهم وكيف كبارهم!
بكَت عجوز من الصالحات في أول يوم فطرت من رمضان.. بكت قالت: فاتت علينا ليلة كاملة ويوم كامل من رمضان! فبكت حسرة على أول يوم فطرت! تحسُّر على الليلة التي فاتت واليوم الذي فات؛ لِمَا ذاقت في تلك الليلة ولِمَا ذاقت في ذاك اليوم! لأن نظرة الرحمن نالتها في تلك الليلة؛ فعَشِقَت ليالي القرب، وليالي الوصال، وليالي الاتصال، وليالي الشُّرب الصافي الزُّلال، وتحسَّرت على فوات ليلة! قالت أنا مسكينة..فاتت عليّ يوم وليلة من رمضان! في أول يوم فطرت بكَت؛ تحسُّرًا على ما فات من ليلة ويوم من ليالي رمضان!
إشراق أنوار الإسلام في المشارق والمغارب
الله يُسعدنا في هذه الليالي والأيام؛ بــ: صدق الإقبال، وتَستجيب قلوبنا وتستجيب أرواحنا لنداء الله ولنداء رسوله، ونصدق في القيام بهذا الأمر.
وبه سيصل الإسلام إلى قلوب مثل هذا الذي تكلم معكم ويرجو منكم الدعاء لجدته ولوالدته ولأهله كلهم.. الله يهديهم للإسلام، الله يُشرِق أنوار الإسلام في صدورهم، الله يشرح صدورهم للإسلام، وينشر الإسلام في المشارق والمغارب، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الفضل والإنعام.
بالتوجهات الصادقة إلى الله والإقبال القوي عليه -جل جلاله-؛ تنفتح أبواب الهداية لعباد الله -جل جلاله-
يا هادي اهدنا وانشر الهداية بنا في مشارق الأرض ومغاربها، واجعلنا سببًا لمن اهتدى، يا من يهدي من يشاء ويُضل من يشاء.. اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين، حربًا لأعدائك وسلمًا لأوليائك، نُحِب بحبك الناس ونُعادي بعداوتك من خالفك من خلقك. اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين لك بالعهود، إنك رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد.
يا من يفعل ما يريد اجعلنا من خيار العبيد، ورقِّنا أعلى مراتب حقائق التوحيد، وحقائق التفريد والإنابة اليك، والاتباع لحبيبك محمد ﷺ في الأقول والأفعال والنيات والمقاصد.
الدعاء بحسن استقبال رمضان
يارب اجعل رمضان هذا من أبرك الرمضانات على هذه الأمة، ظاهراً وباطناً، افتح فيه أبواب الفرج الكبير، يا كبير افتح فيه أبواب الفرج الكبير، يا كبير افتح فيه أبواب الفرج الكبير، وأغِثنا بغياثك السريع الشامل الواسع، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام والطول والإنعام..
يا حي يا قيوم بخير الأنام أَعِد علينا عوائد بدر وأنصار بدر، وما كان منك من الاطلاع على أهل بدر، وأعد علينا عوائد الفتح بواسع المنح والجود الذي لا حدَّ له.
يا فتاح يا عليم: هيئ كل قلبٍ من قلوب الحاضرين والسامعين لحُسنِ استقبال رمضان، اجعل لهم نظرة منك في هذه الليلة تَسبِق النظرة الكبيرة؛ حتى لا تأتي ليلة النظرة إلا ونالهم الحظّ الوافي الوافر من تلك النظرة، يا رب العرش، يا رب السماء، يا رب محمد، يا مُنزِل القرآن في شهر رمضان وفِّر حظَّنا من رمضان، ومن نظرتك في أول ليلة من رمضان لأمة سيد الأكوان، يا رحيم يا رحمن.
واشمل بنظرتك العظيمة جميع أهالينا وجميع أولادنا وجميع قراباتنا وجميع جيراننا وجميع طلابنا وجميع أصحابنا، وجميع من والانا فيك، والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، يا سريع الإغاثات..
يا الله.. يا الله.. يا الله
اجعلها ساعة قبول وبلغنا المأمول، واربطنا ربطا لا انحلال له بسيدنا الرسول، واربطنا ربطا لا انحلال له بسيدنا الرسول، واربطنا ربطا لا انحلال له بسيدنا الرسول، يقوى على مدى الآماد، بفضلك يا كريم يا جواد، يا من يُعطي عطايا ويرزق رزقا ما له من نفاد.
يا الله.. يا الله
الطف بأهل الضفة الغربية في فلسطين، وجنّبهم اعتداء المعتدين وظلم الظالمين، وجميع أكناف بيت المقدس، والشام واليمن والشرق والغرب، بلداننا وبلدان الحاضرين والسامعين خاصة وجميع بلدان المسلمين عامة، وجميع الأرض.. تجلَّى يا ربِّ بإظهار النور ودفع الشرور وأهل الشرور، يا أرحم الراحمين..
نسألك بأهل الكساء يا ربِّ تكفي الشرور..
نسألك بأهل الكسا يا ربي تكفي الشرور..
وأصلح لنا البطون والظهور، واجعل قلب كل واحد مِنَّا بنور الصدق معك معمور، وبنور العناية منك مغمور، يا بَرُّ يا شكور، يا عزيز يا غفور، يا عالم البطون والظهور، يا عليما بذات الصدور، يا الله..
بالصدق ناده واطلبه، وقُلْ: يا الله، ولبِّ نداءه، وفي كل ما أمرك فامتثل، وكل ما نهاك فانته، أكرمنا بذلك، اسلُك بنا أشرف المسالك، جنِّبنا الزيغ والمهالك، وكل أهلنا وأولادنا وقراباتنا والأمة، يا كاشف الغمة، يا عظيم الرحمة، يا أرحم الراحمين.. والحمد لله رب العالمين.
28 شَعبان 1446