فتاوى واستشارات

20 جمادى الآخر 1443

178

من أفطر متعمدا مختارا في رمضان فعليه أن يسرع بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، وأن يندم على ما كان منه، وأن يقضي ما فاته نادماً، فليس سوى صدق الندم والرجوع إلى الله من دواء له أبداً، وإنه لا يغني عنه لو صام العمر كله وهو غير نادمٍ وغير تائبٍ فلن يفيده ذلك، ولكن صدق ندمه وتوبته ورجوعه إلى ربِّه جلَّ

168

الاهتمام بأمرِ المسلمين واجبٌ قبل الأحداث وأثناءها وبعدها، ومَن لم يكن له حُسن تضرُّع ودعاء لله في لياليه وأيامه فقد قصَّر في الهمِّ بأمر المسلمين، ومن كان مُتمكِّنا مِن مساعدةِ أقرباء له وأصدقاء وأُناسٍ في بلدِه فقصَّر في ذلك فهو ضعيفٌ في الهمِّ بأمرِ المسلمين. والعلماء يرشدون الكلَّ، الطالبُ

167

أصل هذا الأمر ما حدث في زمن المصطفى صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم، فقد تُكلِّمَ في عرض سيدتنا أم المؤمنين عائشة في حياته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم، وأنزل الله فيها الآيات الكريمات في النور ( إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم.. ). والمسلك عند جميع الصادقين والمخلصين هو ذلك المسلك لسادتنا

166

لحكم في دفع الزكاة للجمعية الخيرية راجعٌ إلى ما علمتَ ووثقتَ به من هذه الجمعية أنها تتوكل عنك فيما وجب عليك مِن زكاة، ثم تصرفها في مصارفها التي حددها اللهُ تعالى في القرآن، فإن عرفتَ ذلك عن الجمعية جاز لك أن تدفع الزكاة إليهم فتوكِّلهم في إخراجها عنك إذا علمتَ أنهم يصرفونها فيما حدَّد الله في قوله

165

اعلم أن العرض الجميل للأدلة ولحقائق الإسلام بمختلف الوسائل مهمةُ المسلم دائماً وأبداً، إن رأى أثر استجابة أو لم يرَ، وحسبُنا ما عمل سيدنا نوح مع قومه، وقصَّه الله علينا في القرآن، وقال على لسانه: ( وإني كلما دعوتُهم لتغفرَ لهم جعلوا أصابعَهم في آذانِهم واستغشَوا ثيابَهم وأصرُّوا واستكبرُوا استكباراً

164

الذي عليها هو امتلاء القلب بمحبة الحق ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، والمحافظة على أداء الفرائض، وأخذِ النصيب من قراءة القرآن والأذكار في الصباح والمساء، وكَثرة قراءة سيرة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بينهم ولأولادهم، وأخبار المآل والرجعى في البرزخ والقيامة والجنة والنار. ثم أن يجعلوا لهم

163

لا يكون الحياء في حد ذاته مذموماً إلا ما صور بصورة الحياء وليس من الحياء المحمود، وذلك أن يراعي الإنسان جانب الخلق أو جانب النفس مقابل الشرع المطهر المصون فيترك أمر الشرع ويقول استحييت وما ذلك بحياء، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير كما أخبر صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم، فالذي يترك واجباً من

161

أن يدخل في كل شيء مما ذكره مما يشتغل به باسم الله، ولا يكون ذلك إلا بأن يحرِّر النيات الصالحة لكل ما يباشره ويقوم به، وأن يكون في أثناء قيامه به على التزامٍ بأحكام الله وشريعته، مؤدياً لحقِّ من حواليه، أمانةً وحُسنَ معاملة، ونصحاً وإرشاداً لمن يقبل ذلك، وغضًّا للطَّرف عن المَساوي وعمَّا حرَّم الله،

160

لا شك أن الأمر راجعٌ إلى وعيٍ وصدقِ عزيمة؛ أما الوعي فمُتعلِّق بوعي المسؤولية وإدراكها، ثم وعيُ العلم الذي يُطرح للولدِ نفسِه، ثم وعيُ الأسلوب والكيفية التي يطرحها على الولد. وأما صدق العزيمة فهو الاهتمام البالغ المقرون بالرحمة الصادقة، وكذلك المقترن بالمحبة والعاطفة، وكذلك تعديد الوسائل والأسباب،

159

يكون بتصوُّر الأصل أننا عدم، وأننا لا نستحق شيئاً، وإذا تمَّ هذا الأصل علِمنا أن كل ما نزل من بلاء فيُمكن أن يكون بلاءٌ أشدَّ منه، ولكن لم ينزل، وأننا في هذا البلاء معنا ملجأ وهو الله سبحانه، ومهما وجد في النفس نفرةً أو استثقالاً فليلجأ إلى ذكر الله وليُكثر منه، فإن نتيجة كثرةَ الذكر أن يذهب هذا