فتاوى واستشارات

20 جمادى الآخر 1443

191

ليست النصيحة من عقوق الوالدين، ولكن خروج أسلوب النصيحة عن الأدب هو الذي يكون عقوقاً، بأن تكون النصيحة بنوع من التعالي أو كلمات فيها إساءة وإذلال وتجريح مشاعر أو حركة نرفزة تؤثر، فهذا هو العقوق. أما إلقاء النصيحة على وجهها فليس من العقوق في شيء. وخيرٌ منه أن تطلب من ينصحه غيرك ليكن ذلك أقرب إلى

190

يجب على هذا الطبيب أن يعرف أنها مهمة تتعلق بخدمة الإنسان وفي ذلك ثواب فليكن قاصداً له، ويوسع نيته بأن يكون من خلال مهنته أيضاً عارضاً لحقائق الإسلام في عمله ومعاملته، وداعياً إلى الله تبارك وتعالى بفعله وقوله، فيكون على حذر واحتراس من مداخل الشيطان فيما يتعلق بالبصر والقلب، وكل ما يواجهه مما يراه

189

من أهم الأذكار النافعة المفيدة في تحصيل ذلك ( لا إله إلا الله )، فليكثر منها بالقلب وباللسان، وحروفها كلها جوفية لا يتعلق منها بظاهر الشفة شيء، فالذاكر لها لا يُرى أنه يتكلم بشيء، وبعد ذلك فكل ما تيسر منه خصوصاً من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وقول: (رب اشرح لي صدري،

188

ورد في فضائل العشر نصوص كثيرة، تحث على الإكثار من العمل الصالح فيها، ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحب إلى الله من عشرِ ذي الحجة، قالوا: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه الترمذي. وفي

187

من جهة الجواز فإنه يجوز للمرأة أن تكشف وجهها، ولكن من جهة الأولى فإن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم اختار لأزواجه أمهات المؤمنين ولأهل بيته أنهم يكشفون وقت الإحرام عندما يكونون بعيدين عن أنظار الرجال الأجانب، فإذا أقبل عليهم الركبان أسدلوا الستر على وجوههم، فكان ذلك هو الأفضل، وهو

186

إنما يجوز الدعاء لأهله بالهداية ، والدعاء بأنواع الرحمة والمغفرة لمن مات وهو مُكذّب بمحمد صلى الله عليه وسلم وكافر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم غير جائز، فإن في هذا معاداة لحكم الله الذي قد حكم به ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) فكل من أشرك بالله سواء صنماً معبوداً أو هوىً صده عن

185

يعالج المرءُ نفسَه من سوء الظن بالآخرين بأن يهابَ علمَ الله، تعلم هيبةَ علمِ الله الذي أحاط بكل شيء علماً، ومعنى قوله: ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون))، فإنَّ قطعَ الإنسان بما يتصوَّره من الظنون إنما هو لكونه يدَّعي العلم، ولكونه يظن أنه أدرك الحقيقة، فإذا علمَ أن العالمَ بكل شيء إنما هو الله، وغيَّب

184

بشُهودِ منةِ الله مُقَلِّبَ القلوب عليك، وأنه لو شاء لردَّ قلبَكَ كقلبِ أحدهم فكفرتَ، وأنه منَّ عليك بهذا الإيمان. شهودُك لهذه المنة من الرحمن جلَّ جلالُه ثم عملُك بمقتضاها ، ومقتضاها أن ترثى لهؤلاء وتُشفق عليهم من أن يموتوا على هذا الكفر فيُخَلَّدوا في النار، والعياذ بالله تبارك وتعالى. وعملُكَ

183

إن ما سمته من حاجة ومتطلبات راجع إلى الملابس، ومسلك المؤمن في الملابس مثلاً أو الزينة، وأين يسار بها، وماذا يقصد منها، ونقول: ينبغي بحسب المتيسر أن تُعد عدتها لزينة العيد على الضوابط الشرعية، وبعيدة عن التفاخر بالملابس التي سمعنا الحديث فيها (من لبس ثوب شهرة في الدنيا كأن حقاً على الله أن يذلَّه على

182

لا يؤثر عليك شيئاً، بل عليك أن تغتسل وتصلِّي، ولا يضر ذلك الصيام خصوصا وأنه خرج المني بدون مباشرة، إنما ما أشرت إليه من تكرُّره ينبغي أن تعالج ذلك برفع الفكر والوِجهة لك في الأمور العُلا ومعاني الكتاب العزيز والسُنَّة الغراء والشوق إلى الحق وإلى رسوله، فإنه إذا تمكن ذلك أذهب هذه الآثار، فإنه كثيراً