(229)
(536)
(574)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في مجلس الروحة، بمنزل السيد محسن الحامد، في جاكرتا، اندونيسيا، ليلة الأحد 4 صفر 1445هـ بعنوان:
نور النبوة وآثاره في هداية الخلائق على ممر الأعصار
Dalam pembukaan rangkaian majlis Rihlah Dakwah, Al-Habib Umar bin Hafidz menyampaikan ceramah yang penuh makna dengan tema:
"Cahaya Kenabian dan Dampaknya Dalam Memberi Hidayah Kepada Umat Sepanjang Masa"
Ditengah khayalak ramai dalam majlis Rauhah, di Ibukota Jakarta dikediaman As-Sayyid Muhsin Al-Hamid
Malam Ahad, 4 Shafar 1445 Hijriah - Agustus, Sabtu 19 2023
الحمدُ لله المُطَّلِع على سرائِركم، وما تكنّهُ ضمائركم، وما يجري بِخَواطركم، وكان هو الذي ساقَكم وجمعكم، وإلى هذا الخير وفَّقكم، وأمدَّ إليكم نوره بخيرِ عبدِه محمد خاتَم النبيين فجعلكم به خيرَ أمة، وكما جعل في الأُمم السَّابقة مَن يتلقَى عن النبيين ويأخذ عنهم ويبلِّغ ويَبقى نوره وسِره فيهم ففي هذه الأمة أَجلى وأكمل وأعلى.
هيَّأ له أصحابا أثنى عليهم في كتابه، هيَّأ له آلاً وأهل بيتٍ وَعدهُ أن يكون سرّهُ فيهم، وأن يكون فيهم المقترنين بالقرآن لن يتفرَّقا، ووعدهُ بمن يُجدِّدُ دين أمته في كل قرن، ووَعدَهُ أن يكون في كل قرنٍ من أمته من يصِل رُتبة السابقين المقرّبين، ووعده أن يبقيَ في أمتهِ أخياراً وأنصاراً حتى يخرج عيسى ابن مريم فيجد في هذه الأمة مثل حواريِّيه وخيراً منهم، ونجد مظاهر هذه الوُعود الربّانية للحضرة النّبويّة المُحمّديّة في مثل ما حصل في إندونيسيا من أول ما وصلها الإسلام.
وصل النورُ إلى أفراد في عهد الصحابة عليهم رضوان الله تبارك وتعالى، ولم يزالوا أفراداً لا ظُهورَ لهم حتى مرّت القرون وأذِنَ الله بظهور هذا الدين، واكتمل إشراق هذا النور وظهور هذا الخير حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، ملوكاً ورعِيّة، في عهد أمثال هؤلاء الأولياء التّسعة، ومن بعد القرن السادس والسابع الهجريَّين دخلت إندونيسيا في تاريخها مَدخلاً مُشرِقا مُضيئاً مُنيراً، وتوالت النّعمة بِحُسن تلقّي أقوام من أهل هذه البلدة، ووصل النور مِن معدنه وأصله ومِشكاتهِ ومصدرِه إلى الأصل واليَنبوع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وظهر العلماء الأخيار الأبرار من أهل هذه البلدة زمناً بعد زمن، ووصل إلى عامّة الناسِ مِن نور هذا الإسلام ما اشتهروا به بِخُلُق حَسن ومحافظة على ما بُعث به جد الحُسين والحَسن، وتوارد إلى البلدةِ من آل بيت النبوة ومن آل نسب أولئك الأولياء التسعة وبني عمومتهم بدْراً بعد بدْرٍ وقمراً بعد قمر ونجماً بعد نجم.
ولم يزل يحصل التجديد والاتِّساع والتمديد للنور الذي يُوجِبُ للشّر والفساد التبديد، وظهرت لذلك وبرزت مظاهر مِن أهل العلم ومَن ناصرهم ووالاهم في الله، كمثل ما تأسستْ نَهضة العلماء على يد كِياهِي هاشم أشعري -عليه رحمة الله- ومن معه من أهل العلم النّافع والسَّند الصّحيح، وحرّروا البلاد من تسلُّط الكفار عليهم بِغير حق، وحرّروا النّفوس والعُقول مِن أن تستأثر لعدوها دون خضوعها لإلهها جلّ جلاله.
وفي بيان كثير من الحقائق والمحافظة على الحقيقة بَرزت مثل رابطة العَلَويِّين في هذه البلدة، وتعدّدت مظاهر الخير على حسب اتِّصال أصحابها بالسّند بالإخلاص لوجه الله -تبارك وتعالى-، لا يريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فسادًا، وانتشرت آثار المحبة لله ولرسوله ومِن أجل الله ورسوله لآل بيته وصحابته والصالحين في عموم المؤمنين في هذه المناطق.
وقامت في تعزيز ذلك وتقوِيَتهِ مجالس الذكر ومعاهد العلم ومجامع المولد النبوي وذكر الشمائل المحمّديّة، والحوليات والذكريات لأتباعه وورثته صلى الله عليه وسلم، حتى تَجدّدَ عمل هذا الحَول لسيدنا الشيخ أبي بكر بن سالم في هذه البلاد من قبل خَمس وعشرين سنة، اختصَّ الله له السيد مُحسن بن عيدروس فأجراه على يده.
ولما كانت النيّة مُتّصِلة بالأكابر والرجال أرباب السرائر الذين لا يريدون ظهوراً في الدنيا ولا حُكماً في الدنيا، ولا مالاً في الدنيا ولا شيئاً من كُلِّ غَيرِيّة لله تبارك وتعالى؛ رأيتم الأثر كما هو في بقيّة آثار الصالحين يزداد في كل سنة! وما كان لله دام واتصل.
قال هِرقل ملك الروم لأبي سفيان عن أتباع النبي: "مَن أتباعه؟ قال: تبعه الضعفاء أولاً، قال: هل يزيدون أو ينقصون؟ قال: بل يزيدون، قال: سألتك عن أتباعه وقلت الضعفاء وهم أتباعُ الرسل، وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فقلتَ يزيدون، وكذلك الأنبياء لا يزال يزيد أتباعهم حتى تكون لهم الغَلبة.
ولقد قال الرحمن: (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِيْ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيْزٌ)، قال سبحانه: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِيْنَ آمَنُوْا فِيْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُوْمُ الْأَشْهَادُ).
وكل من سبقت له السّعادة من الله الْتحقَ بِرَكْبِ النُّصرة للهِ وأنبيائه ورُسلهِ والصالحين من المؤمنين، فجاهد نفسه وخالف هواها، وتذلّلَ وخضع للمولى تعالى، واقتدى بسُنّة المصطفى، ونفّذَ أوامر الله ورسوله في نفسه وفي بيته وأسرته ومَن حواليه، ووالى الله ووالى مِن أجلِ الله الأنبياء والمؤمنين، ولم ينخدع بِعَرض يعرضه عليه شرقي أو غربي من أنواع أصناف الكفر وأهل الفسوق والعصيان، الذين انتهت حَضارتهم في زمانكم لِأن يهبِطوا عن دركِ الإنسانية بل عن مستوى الحيوانية إلى ما هو أخسّ وأرذل، كم ادَّعَوا الحُرّية؟! وكم تشدّقوا بها وتفاخروا؟! ولمّا كانت على غير صِحّة وعلى غير أساسٍ وما أُريدَ بها إلا التنكُّر للأديان ونظام الرحمن جلّ جلاله برزت اليومَ حقيقتها.
كانوا قبل عشرين سَنة في دَعوى الحُرِّيّة يتركون المجال للطلاب في المدارس أنّ من له آباء لهم دين مخصوص فيُمكِن أن يُجنِّب أولاده ما يخالِف هذا الدين في المنهج أو في المدرسة ولكن المسألة صورية، وهم اليوم بالقُوّة يفرضون تعليم الأولاد الشُّذوذ في الفواحش والخروج عن الجنسيّة، ويعرضونَ عليهم إن أردتم تحويل الأبناء إلى بنات أو بنات إلى أبناء على رغم أنوف آبائكم فهذه الحُرِّيّة.
ولم يزالوا يستعملوا إثارة الِفتن بين الناس وضرب النّاس بعضهم ببعض، لنيل أغراض لهم ومقاصد، لا يبالون في ذلك أن يُقتَّل النساء والصّبيان أو الأبرياء، ولا يزالون أيضاً ينهبونَ الثّروات مِن غيرهم إلى بلدانهم، لو كانوا ناجحين في اقتصادهم ما بقي هذا الحال، فلا نجاح لهم في اقتصاد ولا نجاح لهم في اجتماع ولا نجاح لهم في إنسانيّة، ما عدا ما يكذبون ويخدعون ويُصوِّرون الأشياء على غير تصويرها ويخدعون بالإعلام كثيراً من أهل الأوهام، وابتدأ نتيجة كذبهم وتطاولهم على إرادةِ أخذ حقِّ الغير يعود بينهم وتظهر آثار الحروب والتقابُلات بينهم كما كانوا يفعلون بغيرهم، هذه الغاية وهذا المصير وهذه النهاية حَتميّة ولازمة لِكُلِّ من خرج عن منهج مُكوِّن السماوات والأرض.
ولم يزل أهل الوَعي عن الله ورسوله من حمَلة السرّ ينصرون الله ورسوله ويُواليهم من سبقت له السعادة -والله يجعلنا وإياكم منهم-، ومَن سبقت عليه شقاوة صَدَّق الكاذبين ولم يوالِي المؤمنين الصالحين ولا الأنبياء ولا المُقرّبين، وضيّع أمانة الله في نفسه أو في شيء مِن أعضائه أو في قلبه أو في أولاده أو في معاملاته أو في اقتصاده أو في أي مجال من مجالات الحياة، والواقع الذي يجري في شرق الأرض وغربها في كل دولة وفي كل قرية وفي كل مدينة ما ذكر الله حقيقته في الآيتَين الكريمتَين:
(وَلَوْ أَنَّ أّهْلَ القُرَى آمَنُوْا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوْا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوْا يَكْسِبُوْنَ) (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَا فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيْ فَإِنَّ لَهُ مَعِيْشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
فيا أيُّها المُجتَمِعون خذوا نفحاتِ السَّاعة التي أنتم فيها، واصدُقوا في نُصرةِ الله ورسوله ونُصرةِ الأولياء والصالحين، وأرُوا الله من نِياتكم ما يُرضيه ويسُرُّ قلب حبيبه، فلقد مُدَّت لكم حبال وفُتِحت أبواب وبُسطت موائد، على أيدي أئمّة الإرث الكامل للنَّبي الخاتم.
قال الحبيب أبو بكر المشهور -عليه رحمة الله- جئت يوماً إلى مَدرس الحبيب عبد القادر بن أحمد السقاف في جِدّة الذي كان يعقدهُ في كل صباح، فأخرج لي أبياتاً من تائيّة الشيخ أبي بكر بن سالم كتبها بيده وناولنا إياها، وقال انشد بها، قال أنشدتُ بها في آخر المَدرس ثم انصرف الناس ودعاني الحبيب عبد القادر، قال أنا أعطيتك هذه القصيدة لِتنشد بها لأنّ البارحة رأيت الشيخ أبا بكر بن سالم في ثياب خضراء يجول العالَم حامل راية الدّعوة إلى الله، قال: واعلم أنّ شأن الدعوة إلى الله اليوم في العالم للصّادقين والمُخلصين تحت هذه الرّاية، وها أنتم في ذكراها، والرّاية تُرَفْرِف على كُلِّ مريد صادق منكم ذي نية صالحة.
بارك الله لنا ولكم في هذه الساعة، بارك الله لنا في هذا الاجتماع. نظرَ الله إلينا، جعلَنا مِن أنصاره وأنصار رسوله، والمُوفينَ بعهده الذي عاهدَنا عليه.
اللّهم لا تجعل أحداً في المَجمع ولا مَن يَسمع ولا من يُحِب إلا رحِمته وقبِلته ونظرت إليه، ننصرِف بخِلَعِ الصِّدق معك والأدب معك ومع دينك وأوليائك والتّنزُّه عن إرادة غيرك.
يا الله نظرة إلى كُلّ قلبٍ منا، يا الله نظرة إلى كُلّ قلبٍ منا، يا ربّاه نظرة إلى كُلّ قلبٍ منا، أصلِح قلوبنا، طَهِّر قلوبنا، نَوِّر قلوبنا، صَفِّ قلوبنا، خُذ بقلوبنا ونواصينا وأيدينا إليك أخذَ أهلِ الفضل والكَرَم عليك.
اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي، وبارك لنا في اجتماعاتنا هذه، واجعل لحوليّة الغد إسعاداً لِكُلّ مَن حضر ومَن شَهد ومن أحب، يا فاتح أبواب الرحمة، يا كاشف الغُمّة يا جالي الظلمة، يا دافع النِّقمة يا ولي النِّعمة، خُذ بأيدينا إليك وتولَّنا بما أنت أهله، وأصلح لنا الشأن كله، واجعلنا في المقبولين، واجعلنا في المنظورين، واجعلنا في المَوصولين.
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرج على المسلمين
عطاك ربي جزيل * وكل فعلك جميل * وفيك أملنا طويل * فَجُد على الطامعين
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرج على المسلمين
يا ربِّ ضاق الخِناق * من فعل ما لا يطاق * فامنن بِفكِّ الغلاق * لمن بذنبه رهين
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرج على المسلمين
واغفر لكل الذنوب * واستر لكل العيوب * واكشف لكل الكروب * واكف أذى المؤذيين
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرج على المسلمين
واختم بأحسن ختام * إذا دنى الانصرام * وحان حين الحمام * وزاد رشح الجبين
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرج على المسلمين
ثم الصلاة والسلام * على شفيع الأنام * والآل نعم الكرام * والصحب والتابعين
يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * يا أرحم الراحمين * فرج على المسلمين
يستجب هذا الدعاء ويُحقِّق الرجاء، ولا يُخلِّف منا أحداً عن رَكب الحبيب وأهل التقريب والسّلف الصالحين، ويُدخلنا في ذاكم الحِمى والموكب الكريم إلى جنّات النعيم، لا تُخلِّف منّا أحدا في يوم غد، لا تُخلّف منّا أحداً في يوم غد، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد، لا تُخلِّف منّا واحدا في يوم غد، يا فرد يا برّ يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد يا حيّ يا قيّوم.
بِوَجاهة حبيبك محمد وأسلافنا الأكرمين، وما جعلت في مجالسهم مِن تفضُّلاتك ورحَماتك وعطِيّاتك ومغفراتك اجعلهُ في مجمعنا هذا وزِدنا من فضلك ما أنت أهله، يا كريم يا رحيم يا ذا الفضل العظيم يا ذا المنّ الجسيم، يا حيّ يا قيّوم يا الله.
استجب ما دعونا وحقِّق رجاء السيد محسن، واجعلهُ في ضَمانات رجالنا وأسلافنا وقطب زماننا وسلاسل إسنادهم إلى حبيبك الأعظم ﷺ، برحمتك يا أرحم الراحمين، مُتوجّهين إليك مُتذلِّلين بين يديك، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله.
(وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّي شَقِيَّا) فبلِّغنا ما أمّلنا وفوق ما أمّلنا وأعظم مِمّا رَجونا، يا من هو حسبنا، يا من هو غوثنا، يا من هو ملاذنا، يا من هو مرجعنا، يا من هو أملُنا، يا عالم ظواهرنا وخفايانا، يا مُطَّلِع على ما في نوايانا وطَوايانا، لا إله إلا أنتَ وحدك لا شريك لك، آمنّا بك وما جاء عنك على مرادك، وآمنّا برسولك وما جاء عن رسولك على مراد رسولك، فثبِّتنا على الاستقامة.
فيا ربِّ ثبِّتنا على الحقِّ والهدى ** ويا ربِّ اقبضنا على خير مِلّةِ
فيا ربِّ ثبِّتنا على الحقِّ والهدى ** ويا ربِّ اقبضنا على خير مِلّةِ
فيا ربِّ ثبِّتنا على الحقِّ والهدى ** ويا ربِّ اقبضنا على خير مِلّةِ
وعُمَّ أصولاً والفروع برحمة ** وأهلاً وأصحاباً وكلّ قرابةِ
وسائر أهل الدين من كلّ مسلم ** أقام لك التّوحيد من غير ريبةِ
فيا ربِّ واجمعنا وأحباباً لنا ** في دارك الفردوس أطيب موضعِ
فيا ربِّ واجمعنا وأحباباً لنا ** في دارك الفردوس أطيب موضعِ
فيا ربِّ واجمعنا وأحباباً لنا ** في دارك الفردوس أطيب موضعِ
فضلاً وإحساناً ومنّاً مِنك يا ** ذا الجود والفضل الأتم الأوسعِ
برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهم اهدِنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا شرّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، فلك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
أدخلنا في دائرة المحبوبين والمُقرَّبين وجميع ساداتنا آل أبي علوي أهل بيت النبوّة ورثة الحبيب ﷺ، ساداتنا أهل الكساء الحسن والحسين وأمّهما فاطمة الزهراء وأبيهما علي بن أبي طالب، وساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وذراريهم ومن والاهم فيك ومن اتّصل بهم ومن أحبّهم ومن والاهم، سِيَّما سيدنا المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى وذريته، لا سيّما الأولياء التسعة ومن انتشر من الأولياء في مناطق إندونيسيا وشرق آسيا وآسيا كلها، وجميع أهل أوليائك في غامض علمك، ووالدينا ووالدي الحاضرين خاصة وموتانا وموتاهم وموتى المسلمين وأحياهم إلى يوم الدين عامة، أن الله يجعل الجمع مقبولاً، وينيلنا غايات السول ويجمعنا بسيّدنا الرسول، ويختم لنا بالحسنى وهو راضٍ عنا، وعلى كل نية صالحة وإلى حضرة النبي محمد ﷺ، الفاتحة.
06 صفَر 1445