محاضرة في جامعة معدن الثقافة، الهند മഅദിനുസ്സഖാഫത്തിൽ ഇസ്ലാമിയ്യയിലെ പ്രഭാഷണം (മലയാള തർജുമ)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، في المجلس الشهري للصلاة على النبي ﷺ، في جامعة معدن الثقافة الإسلامية، بولاية كيرلا، الهند، ليلة الجمعة 22 شعبان 1446هـ
മഅദിനുസ്സഖാഫത്തിൽ ഇസ്ലാമിയ്യയിലെ പ്രഭാഷണം (മലയാള തർജുമ)
تحدث الحبيب عمر بن حفيظ في المحاضرة عن فضل اجتماع المؤمنين على ذكر الله تعالى، مستشهداً بحديث النبي ﷺ: "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده". وأكد على أهمية الاستعداد لشهر رمضان المبارك، موضحاً أن من علامات قبول العبد استعداده للشهر الفضيل قبل دخوله، واجتناب صفات الذين يُحرمون من المغفرة في رمضان.
مقطع: افتتاح جامع معدن الكبير، وحضور المجلس الشهري للصلاة على النبي ﷺ
نص المحاضرة:
هنيئاً لكم هذا الاجتماع، وما يحفُّكم من جود المهيمن وعطاياه الواسعة، ثُلّة من أمة سيدنا محمد خير الأمم، اجتمعتم على تعليمه وهديه وما أرشدكم إليه من الاجتماع على ذكر الإله الحق جل جلاله.
في ليلة الجمعة التي ينادي المنادي فيها من الغروب إلى طلوع الفجر، كمثل ليالي رمضان من الغروب إلى طلوع الفجر، وفي غير ليالي رمضان وغير ليلة الجمعة حين يبقى ثلث الليل الأخير، ومنادي ربكم ينادي: "هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضي حاجته؟ هل من مُبتلى فأعافيه؟"
فأنتم تحت هذا النداء العظيم وما يحفكم من الملائكة حلقة فوق حلقة إلى السماء، ما هذا إلا توفيق الله، وما هذه إلا عناية الله، وآثار رسول الله سيدنا محمد ﷺ في أمته.
وهو القائل كما روى الإمام مسلم في صحيحه: "لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى؛ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
وجاء عند الطبراني وغيره بسند حسن: "لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى لا يريدون بذلك إلا وجهه؛ إلا ناداهم منادٍ من السماء: أن قوموا مغفوراً لكم قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات".
وها أنتم بين يديه، تستغفرونه وتطلبون حوائجكم وتصلون على نبيه المصطفى محمد ﷺ، وتتذكرون تعاليمه وهديه وإرشاداته على ألسُن العلماء. وإن من فضل الله على أهل منطقة كيرلا في الهند؛ أن أبقى فيهم العلماء أرباب السند المتصل إلى رسول الله ﷺ، على قدم أهل السنة والجماعة، من الذين يَجمعون ولا يُفرِّقون، ويُؤلِّفون ولا يُنفِّرون، فكثر بينكم العلماء وقامت بينكم هذه المدارس والمعاهد وهذه المجالس لذكر الله جل جلاله؛ وكلها أسباب رضوان الله تعالى، وأسباب دفع البلايا والآفات والرزايا والعاهات، ونزول الرحمة وحصول الألطاف من الله تعالى في واقع الناس.
فما أعظم ما أنعم الله عليكم فاشكروه! وأنتم بهذا تُودِّعون شهر شعبان المكرم بما مضى أكثره وبقي منه القليل، وكم فيه من نفحات الله، ولو لم يكن إلا ليلة النصف من شعبان التي كان يتفرغ فيها للعبادة سيدنا علي بن أبي طالب تلميذ سيدنا رسول الله ﷺ.
وأنتم بما يحصل لكم في شعبان أيضاً تستقبلون شهر رمضان، الشهر الذي هو سيد الشهور، الموسم العظيم لأمة النبي العظيم، تفرح به قلوب المؤمنين وتتروَّح أرواحهم، وتنشرح صدورهم وتُصفَّى صفحاتهم من جميع الذنوب.
ومن أول ليلة تُفتح أبواب الجنان فلا يُغلق منها باب الشهر كله، وتُغلق أبواب النيران فلا يُفتح منها باب الشهر كله، وينادي المنادي في كل ليلة من رمضان: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".
من يستشعر الاستعداد لشهر رمضان من قبل رمضان من مثل هذه الليلة، وينوي أن يقوم بحقوق رمضان وإحسان الصيام والقيام؛ فهو مِمن يبغي الخير.
ولكن المسلم الغافل الذي يأتي آخر شعبان وهو لا يستشعر قرب رمضان ولا يستعد له، وهو مقاطع لأحد من أرحامه، فهو ممن لا يبغي الخير، فهو ممن لا يستشعر قرب رمضان ولا يستعد له، وهو ممن لا يبغي الخير، أو كان مؤذياً لأحد من جيرانه ولا يرفع نفسه عن هذا الذنب، أو كان عاقاً لأب أو أم - والعياذ بالله تعالى - ولم يستعد بالخروج من هذا الذنب الكبير، أو كان متناولاً للمسكرات والمخدرات ولا يرفع نفسه من هذا الحضيض؛ كل هؤلاء يُخشى عليهم أن يكونوا ممن لا يبغون الخير، بل ممن يبغون الشر - والعياذ بالله - فلا يكن في بيتك أحد من هؤلاء.
وأحسن الاستعداد لاستقبال رمضان، فإن نبي الله ﷺ يقول: "إن الله يكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله، ويكتب شقاءه وإصره قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعدُّ فيه العُدَّة للنفقة لعبادة الله تعالى، وأن المنافق يعدُّ العُدَّة لتتبُّع عورات المسلمين".
فنسأل رب رمضان أن ينظر إلى أهل هذا الجمع وأهل بيوتهم، ويجعلهم جميعاً ممن استعد لرمضان ومن بغاة الخير في رمضان، "ولو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان"، وإن هذه الأحاسيس والمشاعر هي التي تُفرِّق بين المؤمن والكافر، وتُهيِّئ المؤمن لأن يكون النافع في هذا الوجود للقريب والبعيد.
"وإن لله في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار" ، وفي رواية: "ألف ألف عتيق من النار" (أي مليون). فإذا كان آخر ليلة أعتق مثل ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، وغفر لجميع المسلمين إلا هؤلاء الأربعة - والعياذ بالله:
- - العاق لوالديه
- - القاطع لأرحامه
- - وشارب الخمر والمسكرات
- - ومَن بينه وبين إخوانه المسلمين شحناء وعداوة
وويل لمن أدرك رمضان فلم يُغفَر له! إن لم يُغفر له فيه فمتى يكون الغفران؟
أيها المجتمعون على هذا الخير، ومعكم واردون من قبائل شتى وبلاد شتى، جمعكم بهم الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبرسوله سيدنا محمد، والإيمان بالدار الآخرة، والأمانة التي عمَّت الجميع في وجوب نصرة الله ورسوله، والتحابب في الله سبحانه وتعالى، وكلها مِنَن كبيرة من المنَّان العظيم.
فاحرص على أن يكون حظك من المجلس كبير، وأن يكون حظك وفير، من التطهير للقلب والتنوير، ومن العزم الصادق على اتباع البشير النذير السراج المنير.
انصره في نفسك وفي أهلك وأولادك وفي محيطك وكل ما تقدر عليه، وخُذ نصيبك الوافر بما يطَّلِع الرحمن على ما في قلبك وأنت في هذا المجلس حاضر.
أتم الله عليكم النعمة وأمتع بعلمائكم وصلحائكم، الشيخ أبي بكر بن أحمد والسيد إبراهيم خليل البخاري وإخوانه ورئيس العلماء ومشايخهم وتلامذتهم، أمتعكم الله بهم في صلاح وفلاح، وأجرى الله لكم على أيديهم الخيور الكثيرة وعلى أيديكم في منطقتكم وجميع النواح، وصرف كل واحد منا من هذا المجمع بالقبول التام الحَسَن.
يا عالم ما ظهر وما بطن، ها نحن بين يديك والحال لا يخفى عليك، فانظر إلينا يا رحمن وأكرمنا يا منَّان وأصلح لنا كل شأن، وبارك لنا في خاتمة شعبان، وبلِّغنا رمضان جميعاً واجعلنا من خواص أهله، من خواص من يقومه إيماناً واحتساباً ويُقبل عندك، ويصومه إيماناً واحتساباً ويُقبل عندك.
نرفع أيدينا إليك يا من بيده الأمر كله، يا من إليه يرجع الأمر كله، انظر إلى الحاضرين نظرة ربانية، نظرة رحمانية، نظرة إحسانية، نظرة قُدوسية، نظرة إلهية؛ تُصلح بها شؤوننا الظاهرة والخفية، يا ربنا انظر إلينا، يا ربنا أقبِل بوجهك علينا، يا الله لا تصرفنا إلا بالسعادة والفوز والحيازة للخيرات وعظيم البركات وارتقاء علي الدرجات.
بلِّغ السيد إبراهيم خليل البخاري ما يرجو وفوق ما يرجو، بارك في هذه المعادن وهذه المراكز وهذه المدارس؛ بركات واسعات كبيرة، وسِرْ بنا وإياهم في خير سيرة.
وانظر إلى المؤمنين في كيرلا والهند وفي آسيا، وفي الحرمين الشريفين وفي اليمن وفي الشام، وفي العراق وفي المغرب وفي مصر وفي جميع بقاع الأرض؛
نظرة تزيل العنا ** عنا وتُدني المنى ** مِنا وكل الهناء ** نعطاه في كل حين
يا أرحم الراحمين انظر إلينا، يا أرحم الراحمين أصلح شأننا، يا أرحم الراحمين شيِّد بالتقوى بنياننا، يا أرحم الراحمين أصلح إسرارنا وإعلاننا، يا أرحم الراحمين أصلح الأمور واشرح الصدور وادفع الشرور، وزدنا من فضلك ما أنت أهله يا عزيز يا غفور.
بوجاهة بدر البدور وآل بيته وصحابته، والأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وعبادك الصالحين، وبقرآنك وكتبك المنزلة، وبأسمائك وبصفاتك وبذاتك يا علي، يا عظيم يا غني، يا واحد يا سخي، يا جواد يُعطي ولا يبالي، يا مولى الموالي، يا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
نوِّر القلوب واغفر الذنوب واكشف الكروب وأصلح الشأن كله، واختم لنا بـ "لا إله إلا الله" ، واجعل آخر كلام كل واحد منا من حياته الدنيا "لا إله إلا الله"، واحشره يوم القيامة في زُمرة خواص المُتحققين بـ "لا إله إلا الله" ، وأذِق كُلاً منا في الدنيا قبل الموت ذوق حقائق "لا إله إلا الله محمد رسول الله" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
اقبلنا يا كريم وارحمنا يا رحيم، وهب لنا عطاءك الجسيم بحبيبك العظيم، والحمد لله رب العالمين.
23 شَعبان 1446