دعاء ليلة 27 رمضان 1446 - ( وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهم إيماناً )
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الخميس 27 رمضان 1446هـ
( وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهم إيماناً )
نص الدعاء:
اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)
(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
(رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا، وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهمّ إنّك جعلتَ في أوصافِ المُتحقِّقين بالإيمانِ أنهم إذا تُليت عليهم آياتُك زادتْهم إيمانًا؛ اللهم وها نحن بين يديك، وقدْ مرَّ علينا أكثرُ ليالي رمضانَ وأيامِه، وهو الذي أُنْزِلَ فيه القرآنُ، ووَفَّقْتَنَا لما وَفَّقْتَنَا مِن التلاوةِ؛ فنسألك اللهم أن تحقِّقَ كلَّ فردٍ منا أنه مِن الذين إذا تُلِيَتْ عليهم آياتُك زادتْهم إيمانًا.
اللهم انفعْنا بالقرآنِ والآياتِ والذكرِ الحكيم، وارفعْنا بها، واجمعْنا بِسرِّها، واجعلْنا عندك مِن خواصِّ أهلِها، يا ربنا، اجعلنا مِن الذين يزدادون إيمانًا بكل آيةٍ سَمِعُوهَا مِن القرآن، وكلِّ كلمةٍ سَمِعُوهَا مِن القرآن، وكل حرفٍ سمِعوه أو تَلَوْهُ مِن القرآن.
يا ربّنا اربُطْ بيننا وبينَ القرآنِ ربطًا لا انْحِلَالَ لَهُ، واجعلنا مِن خواصِّ مَن فَقِهَهُ وفَهِمَهُ وعَقَلَهُ، واجعلنا اللهم مِن خواصِّ مِن طَبَّقَهُ وعَمِلَ به؛ ارفعْنا بالقرآنِ رفعًا، وَهَبْ لَنَا به معرفةً ونفعًا، واجمعْ به قلوبَنا عليك جمعًا، واجعل لنا به إليك خيرَ مسعًى، وارفع لنا به الدرجةَ عندَك في المآلِ والرُّجعَى، يا الله.
ارزقنا زيادةَ الإيمانِ بكل سورةٍ مِن سُوَرِهِ، وكلِّ آيةٍ مِن آياتِه، وكلِّ كلمةٍ مِن كلماتِه، وكل حرفٍ مِن حروفِه، فألِّفْ بينَنا وبينَ السّورةِ منه والآيةِ والكلمةِ والحرفِ ائْتِلَافًا لا يُفَارِقُنا طرفةَ عينٍ؛ يظهر سرُّه في القلوبِ والعقولِ والأرواح، يا مجيبَ الداعين، يا مَن لا يُخَيِّبُ الراجين، وزِدْنَا إيمانًا بكلِّ عملٍ صالح، وزدنا إيمانًا بكل فِكْرٍ نُفَكِّرُ فيه، وزدنا إيمانًا بكل حركةٍ وكل سكونٍ.
اللهم ما نزل مِن السماء أشرف مِن اليقين؛ فنسألُك أن تُوَفِّرَ حظَّنا مِن علمِ اليقين، وعينِ اليقين، وحقِّ اليقين، افتح علينا الفتحَ المبين في الكتابِ الكريم، اسلُكْ بنا به في نهجِك القويم وصراطِك المستقيم، أنت الذي قُلتَ: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) فاهدِنا بالقرآن ومَن أنزلتَه عليه إلى ما هو أَقْوَمُ في كل كلمةٍ مِن كلماتِنا، وفي كل حركةٍ من حركاتِنا، وفي كلِّ سكنةٍ مِن سكناتِنا، وفي كل فعلٍ مِن أفعالِنا، وفي كل نيِّةٍ مِن نيّاتِنا، وفي كل قصدٍ مِن مَقاصدِنا، وفي كل مُعاملةٍ مِن مُعاملاتِنا، وفي كل حالةٍ من حالاتِنا، وفي كل شأنٍ من شؤوننا؛ اهدِنا للتي هي أَقْومُ؛ في جودٍ ولطفٍ وعافيةٍ منك يا ذا الجودِ والكَرَمِ، يا ربَّنا الأكرم، يا ربَّنا الأعظم، يا ربَّنا الأعلم، يا ربَّنا الأقدرَ الأحكم.
أَيْقَنَّا وآمنَّا أنك على كل شيءٍ قدير، وأنك قد أحطْتَ بكل شيءٍ علمًا؛ فاجعلنا مِن خواصِّ مَن رَسَخَتْ أقدامُهم في علمِ أنك على كل شيء قديرٌ وأنك قد أحطْتَ بكل شيء عِلمًا؛ ارزقنا التَّمكينَ في ذلك، والرُّقِيَّ إلى أعلى وأشرفِ وأصفى ما هُنَالِكَ، مما أنت أهلُه يا مَلِكَ المَمَالِكِ، واجعل ذلك كلّه في عفوٍ وعافيةٍ يا كريم.
اللهم ارحمنا بالقرآن، اللهم ارفعنا بالقرآن، اللهم فَهِّمْنَا علومَ القرآن، اللهم زِدنا بالقرآنِ إيمانًا ويقينًا، وقِنا به جميعَ الشُّرورِ ظاهرًا وباطنًا.
إنك ترفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا وتضعُ به آخرين؛ فنسألُك ألَّا تجعلَ فردًا مِنَّا ولا مِن أهلِينا وأولادِنا وأصحابِنا وطلابِنا ومَن والانا فيك إلَّا رفعته بالقرآن، وَنَفَعْتَهُ بالقرآن، ورحمتَه بالقرآن، وشفّعْتَ فيه القرآن، يا كريم يا منان، يا رحيم يا رحمن، زِدنا إيمانًا في رمضان؛ وما تَهَبُ لأحد مِن أهلِ أرضِك وسماواتِك مِن قوّةِ الإيمانِ واليقينِ في بقيّةِ هذه الساعاتِ مِن هذه الليالي والأيّامِ؛ فَخُصَّنَا به يا وهّاب، خُصَّنَا به يا وهّاب، خُصَّنَا به يا وهّاب، وافتَحْ في الخير لنا الأبوابَ، وارفعنا في حضراتِ الاِقْتِرَابِ، يا ربَّ الأربابِ، يا مُسَبِّبَ الأسبابِ، يا كريم يا وهّاب، يا غفور يا توّاب، يا مَن يُعطي بغيرِ حساب، يا مَن يرزقُ بغيرِ حسابٍ، يا مَن يُعطي ولا يُبالي، يا مَن يُكْرِمُ ولا يُبالي، يا مَوْلَى الموالي؛ بَلِّغْنَا فوقَ آمالِنا مِن كل خير، واحفظنا مِن كل أذًى وضُرٍّ وذنبٍ وعينٍ وسحرٍ وشرٍّ وضيرٍ.
يا الله، لَا انْصَرَفَ عنَّا الشهرُ إلا وَقَدْ صَرَفْتَ عنَّا حُجُبُ الظلمات، وَطَهَّرْتَنَا مِن جميعِ الآفات، ورفعتَ لنا عندَك الدّرجات، وجعلتَنا مِن أسعدِ الناسِ بهذه الأيامِ المباركةِ والليالي الباهيَات، وبخاتمةِ الشهرِ الكريم اختِمْهُ لنا بأحسنِ الخاتمات، يا مُعطي العطايا الجزيلات، يا واهبَ المواهبِ الرَّبَّانِيَّاتِ، يا عظيمَ الفضلِ والإحسانِ يا مجيبَ الدّعوات؛ أصلح شؤونَنا، أَقِرَّ بِرضَاكَ عُيُونَنَا، وَاكْشِفْ عنَّا همومَنا وغمومَنا، يا الله.
وَزِدْ إيمانًا أهلَ الإسلامِ في المَشارق والمَغارِب، واربُطْهُم بالكتابِ المُنْزَلِ على أطيَبِ الأطايِب، والعَوَائِقُ التي تَعُوقُهُم عن ذلك؛ زَحْزِحْهَا وأَبْعِدْها وَاصْرِفْهَا عنهم.
يا الله، وتَدَارَكْهُم جميعًا، وأَغِثْهُم غياثًا سريعًا، وتَوَلَّهُم بما أنت أهلُه، يا عليمًا يا سميعًا، يا الله، اجمع شملَهم، وأَلِّفْ ذاتَ بينِهم، وأَنْقِذْ وَخَلِّصِ المظلومين والمَنكُوبين والمُعْتَدَى عليهم، في اليَمَنِ وفي الشَّامِ وفي جميعِ أقطارِ الأرض.
يا الله، وجيش وجند وركب المعتدين الظالمين مِن يهود ونصارى ومن وَالَاهُم؛ اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْهُم، رُدَّ كيدَهم في نُحُورِهِم، خالِفْ بينَ وُجُوهِهم وكلماتِهم وقلوبِهم.
يا الله، يَسْتَعْرِضُونَ ما اغْتَّرُوا بِهِ مما آتيتَهم مِن قوةٍ حِسّيةٍ، وأنت صاحبُ القوةِ وَلَكَ القدرةُ؛ فأرِنا قُوَّتَكَ فيهم، وأَرِنَا قُدرَتَك فيهم، وَاخْزِهِم واخذُلهم، وَاخْزِهِم واخذُلهم، يا قوي يا متين، يا أكرم الأكرمين، يا جبار يا قهار، ابطُش بأعدائِك وأعدائِنا يا قهار، واكفنا الشرورَ والأشرارَ، وَاحْمِنَا مِن جميعِ المَضارِّ.
يا ربِّ زِدْنَا إيمانًا في كل نَفَسٍ، وارفعنا إلى جنابِ قُرْبِك الأقدَسِ، وَأْذَنْ لنا بالدُّخولِ في حَضَائِرِ القُدسِ، وَزَكِّنَا عن كل عيبٍ ونقصٍ ورِجسٍ، واجعلنا مِن خواصِّ مَن زَكَّيْتَ لهم النفس، يا قدُّوس؛ آتِ نفوسَنا تَقْوَاهَا، أنت وليُّها ومَوْلَاهَا، فَزَكِّهَا أنت خيرُ مَن زكَّاها، فَزَكِّهَا أنت خيرُ مَن زكَّاها، فَزَكِّهَا أنت خيرُ مَن زكَّاها، وأنت القائلُ في هذا القرآنِ والذكرِ الحكيم: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ).
يا الله، يا مَن تُزَكِّي مَن تشاء، بينَ يديك وَقَفْنَا، وبك لُذْنَا، وعلى أعتابِك قُمْنَا، وإياك طَلَبْنَا، وبفِنَاءِ جودِك أَنَخْنَا، وإِلَيْكَ تَوَجَّهْنَا، وبحبيبك تَوَسَّلْنَا؛ فَزَكِّنَا يا خيرَ مَن زكَّاها، آت نفوسَنا تقواها، أنتَ وليُّها ومولاها، فَزَكِّهَا يَا خيرَ مَن زَكَّاها.
يا مَن يُزَكِّي مَن يشاءُ، اجعلْنا مِمن دَخَلَ في مَشِيْئَتِكَ أن تُزَكِّيَهُم، وجميعَ أهلِينا وقراباتِنا وطلابِنا وأحبابِنا وأصحابِنا وأعوانِنا على دينِك، يا خيرَ مجيب، يا أكرمَ مستجيب يا الله.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك نبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
01 شوّال 1446