دعاء ليلة 26 رمضان 1446 - ( الذين إذا ذُكِرَ الله وَجِلَت قلوبهم )
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الأربعاء 26 رمضان 1446هـ
( الذين إذا ذُكِرَ الله وَجِلَت قلوبهم )
نص الدعاء
اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهمّ إنّك جعلتَ مِن أوّلِ علاماتِ الإيمانِ بك والصّدقِ فيه وَجَلُ القلوبِ إذا ذُكِرْتَ؛ فاجعلْنا اللهم مِن الذين إذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قلوبُهم، اجعلْنا اللهم في خواصِّ الذين إذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قلوبُهم.
اللهم إنه وَجَلُ معرفةٍ بِك وأدبٍ معك وعبوديّةٍ لك واستعدادٍ لِلِقائِك، اللهمّ فارزقنا هذا الوَجَلَ الذي تُؤمِّنُ أصحابَه، وترفعُ درجاتِهم في المَرَاتِبُ العُلى يا الله، ارزقنا مِن هَيْبَتِك وخَشْيَتِك ما تَحُولُ بينَنا وبينَ مَعاصِيك حتّى يأتيَ لنا مِن ثَمَرِ الوَجَلِ منك والهيبةِ لك طمأنينةً تُنْزِلُهَا في القُلوب، نسلُكُ بها على أَقْوَمِ الدُّروب، وننالُ بها الأمنَ في يومٍ تُقَلَّبُ فيه القلوب.
يا الله، يا الله، اجعلنا مِن أهل الوَجَل إذا ذُكِرْتَ، ومِن أهلِ الطمأنينةِ بذكرِك، ومِن الذين تَسرِي سرايةُ ذكرِك في سرِّهِم وظاهرِهم وحسِّهم ومعناهم وقلوبِهم وجوارحِهم.
فَتَلِينُ جلودُهم وقلوبُهم إلى ذكرِ الله، في دائرةِ مَن شَهِدْتَ لهم بالإيمانِ في كتابِك الكريمِ على لسانِ نبيِّك العظيمِ، وقلت: (نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ).
اللهم فَاهدِنا وأَذِقْنَا يا مولانا ثمراتِ الصدقِ معك في جميعِ الشؤون، في الظّهورِ وفي البطونِ. يا مَن يقولُ لِلشّيءِ كُن فيكون.
يا الله، ارزقنا التّمكينَ في ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك، وفي ملاحظةِ جلالِك وهيبتِك، وفي الطَّمَعِ في رأفتِك ورحمتِك، وفي شهودِ جمالِك وحُسْنِكَ، يا حي يا قيوم، الجمالُ جمالُك، والكمالُ كمالُك، والجلالُ جلالُك، والأمرُ كلُّه لك.
اللهم فاجعل قلوبَنا لك ذاكِرةً، وإلى ما عندَك ناظِرةً، ولِوجهِك الكريمِ قاصِدةً، مُتَوَلِّيَةً عن كلِّ مَا سواك، مُقْبِلَةً بِالكُلِّيَّةِ عليك يا مَن يعلمُ السِّرَّ والنَّجْوَى، تَوَلَّنَا بما أنت أهلُه، وَاسْلُكْ بنا سبيلَ أهلِ التَّقوى.
يا الله، ارزقنا ثمراتِ الذِّكرِ الَّتي ترفعُ أصحابَها أعلَى الدّرجات، وَتَتَوَلَّاهُم بما أنتَ أهلُه في الحياة وعندَ الممات، وفي القبورِ والبرازخ ويومَ الميقات.
يا الله، وعندَ الوقوفِ بين يدَيك، وفي ساعةِ العرضِ عليك، وخطابِك للفردِ منَّا: "عَبْدِي!" سيّدَنا ومولانا، أنت العُدَّةُ لذلك المَقام، فارحمْنا فيه وأكرِمْنا فيه، وأَنْعِمْ علينا برِضوانِك الأكبرِ ومَنِّكَ الأغمر؛ حتّى يُناديَ المُنادي على كلٍّ منا: "لَقد سَعِدَ فلانُ بنُ فلانٍ سعادةً لا يشقَى بعدَها أبدًا"؛ (وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
يا الله، لا تُخْزِنَا (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)؛ فاجعلنا معه يسعَى نورُنا بين أيدينا وأيمانِنا، يا الله (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
يا الله، يا الله، حَقِّقْنَا بحقائقِ الذكرِ لك حيثما كنا وأينما كنا، واجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، اجعلْ كُلًّا مِن أهلِينا وأبنائِنا وقراباتِنا وذريَّاتِنا وأحبابِنا وأصحابِنا وطلابِنا وذوي الحُقوقِ علينا مِن الذين يذكرونك كثيرًا، مِن الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، مِمَّن أعددتَ لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا.
كلُّ ما يحولُ بينَنا وبينَ الذكرِ فَاصْرِفْهُ عنا وأَبْعِدْهُ مِنَّا، وزَحْزِحْهُ عنا حتّى لا يَشْغَلَنَا شيءٌ عن ذكرِك في ليلِنا ونهارِنا، سرِّنا وإِجهارِنا، في يَقَظَتِنَا ومَنَامِنَا، في أخذِنا وعطائِنا، في دخولِنا وخروجِنا، قيامًا وقعودًا وعلى جنوبِنا.
شَرِّفْنَا بذكرِك بالتعظيمِ والمحبّةِ، شرفنا بذكرِك بالمعرفةِ والقُربة، يا مَن يذكرُ الذاكرين، يا أكرمَ الأكرمين؛ شَرِّفْنَا بذكرِك في الملأِ الأعلى بخيرِ ما تذكرُ به المحبوبين على ظهرِ هذهِ الأرض، ممن أردتَ فوزَهم ونجاتَهم في يوم العرض.
يا مجيبَ الدّعوات، ويا قاضيَ الحاجات، ويا غافرَ الزّلاتِ والذُّنوبِ والخطيئات، ويا رافعَ السماوات بغير عمدٍ يا ربَّ البَرِيَّات.
يا ربَّ العرشِ العظيم؛ اغفر لنا الذَّنبَ العظيمَ مغفرةً لا تُبْقِي ذرّةً مِن ذنوبِنا ولا سيئاتِنا إلا غَفَرْتَها لنا، ومحوتَها عنا، وبدّلتَها إلى حسناتٍ تامات، يا مَن يُبَدِّلُ السيئاتِ حسناتٍ، يا كريم يا عظيم يا رفيعَ الدرجات، يا مَن أحاطَ علمًا بالظواهرِ والخفيّاتِ، صَفِّ لنا الطّويّاتِ، وتولَّنا في جميعِ الأحوالِ والحالاتِ، وارحَمِ الأحياءَ مِنَّا والأمواتَ، بِأَوْسَعِ الرَّحَمَاتِ يا أرحمَ الراحمين.
وعجِّل بتفريجِ كُروبِ أمةِ حبيبِك محمدٍ، وادفعِ البلاءَ عنهم أجمعين، رُدَّ كيدَ المعتدِين الظالمين المُفْتَرِينَ الغاصبين، اللهم شتّتْ شملَهم، وباعدْ بينَ وجوهِهم وكلماتِهم، اللهم اخذُلهم، اللهم خُذْهُم أخذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ، اللهم اجعلهم عبرةً للمُعتَبِرين، وانْصُرِ الدّينَ وأهلَ الدِّينِ، انصر حبيبَك الأمين، اجعَلْنَا في خواصِّ أنصارِك وأنصارِه، المُقْتَفِين لآثارِه، المُسْتَضِيئِين بأنوارِه، يا حي يا قيوم، اكشِفْ عنا الهمومَ والغموم، بَلِّغْنَا مَا نَرُومُ وفوقَ ما نَرُومُ، يا أرحم الراحمين.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان،ة وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
وصلى الله على سيدنا محمد النبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلم.
01 شوّال 1446