دعاء ليلة 25 رمضان 1446 - ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات )

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الثلاثاء 25 رمضان 1446هـ

( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات )

نص الدعاء:

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)

(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ)

(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)

(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)

(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).

اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.

اللهم يا ذا الجودِ والفضلِ العظيمِ والمَنِّ الجسيمِ، يا ربَّ كلِّ شيء، يا خالقَ كلِّ شيء، يا مُحيطاً بكلِّ شيء، يا عليماً بكل شيء، يا خبيراً بكل شيء، يا حي يا قيوم.

انْتَخَبْتَ مَنِ اصطفيتَ مِن العبادِ لِذِكْرِك، فَثَبَّتَّ أقدامَهم على ذكرِك ليلاً ونهاراً، سِرّاً وإجهاراً، قياماً وقعوداً وعلى جُنوبهم، وكانوا مذكورين مِن قِبَلِكَ بعجائبِ ذكرِك الذي تختصُّ به مَن سبقتْ لهم مِنك سوابِقُ السّعادةِ، فَتَرْفَعَهُم بذلك إلى ذُرَى سعاداتِ الدنيا والمعادِ، بما لا يُحَدُّ ولا يُعَدُّ ولا يُحاطُ بِتَعْدَادٍ.

اللهم فأدخِلْنا في الذّاكرين والذاكراتِ، أَعِنَّا على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك، واجعلْنا مِن (الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) الذين أعددتَ لهم مَغْفِرَةً وأجراً عظيماً.

اللهم حَقِّقْنَا بحقائقِ ذكرِك، واجعل قلوبَنا مُمْتَلِئَةً بتعظيمِك وإجلالِك وإثباتِ ما أَثْبَتَّ مِن صفاتِك العُلى وأسمائِك الحسنى، مُنَزِّهَةً لك عَن كل ما لا يليقُ بجلالِك وعظمتِك في جميعِ الشؤون، حتى نَذْكُرَكَ ذكرَ الرّاسخين في العلومِ والمَعارفِ، الفائزين بعجائبِ المَواهبِ واللَّطائفِ.

يا الله، جعلتَ منشورَ الولايةِ ذكرَك، فأَعِنَّا على ذكرِك، وحقِّقْنا بحقائق ذكرِك، واجعل اللهم لقلوبنا لك ذكراً عظيماً، تُعَبِّرُ عنه الأَلْسُنُ بما أنت أهلُه كما تحبُّ وكما أَرْشَدَنَا نبيُّك سيّدُ الذاكرين الذي كان يذكرُ اللهَ على كلِّ أحيانِه.

فاجعل سرايةً مِن سرايةِ ذكرِه إلى قلوبِنا وأرواحِنا وعقولِنا وأسرارِنا يا الله، فَيَتَّصِلَ ذِكْرُنَا لك بذكرِه إيّاك، ويتّصلُ ذكرُك لنا بأسرارِ ذكرِك له.

سيّدَنا ومولانا، اجعل الذكرَ لك راسخاً في قلوبنا في ظواهرِنا وخفايانا، في أخذِنا وعطانا، في قيامِنا وقعودِنا وعلى جنوبِنا، في ليلنا ونهارنا، في سرِّنا وإجهارِنا. 

اجعلنا لك ذَكَّارِين، اجعلنا لك شَكَّارِين، اجعلنا يا مولانا حاضرةً قلوبُنا معك في كلِّ حالٍ وحين، نُطَالِعُ عظمةَ اطّلاعِك، ونطالعُ عظمةَ علمِك، ونطالعُ عظمةَ صفاتِك وأسمائِك، ونطالعُ عظمةَ ذاتِك بما لا يَصِفُه واصِف، ولا يَقِفُ على سرِّه مِن الخلائقِ واقِف.

يا سيدَنا، يا مولانا، يا إلهنا، يا خالقَنا، يا موجدَنا، يا مُنشئَنا، يا مَن بيدِه أمرُنا، يا عالمَ سرِّنا وجهرِنا، يا الله يا الله؛ لا تَصْرِفْ قلبَ أحدٍ منا ولا مِن أهلينا ولا مِن قراباتنِا ولا مِن طلابِنا عن حسنِ ذِكرِك، في جميعِ الشؤون، في الظّهور والبطون، حتى نَتَجَوْهَرَ بجوهرِ الذّكرِ لك يا مَن يَعْلَمُ الظاهرِ والبطون، يا الله، يا الله، يا الله.

قال لنا نبيُّك: "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكرِ اللهِ"؛ فَهَبْ لنا أعظمَ الذكرِ وأجلَّ الذكرِ وأجملَ الذكرِ، وأعظم الذكر وأعمقَ الذكرِ وأرسخَ الذّكرِ حيثما كُنَّا وأينما كُنَّا، ونجِّنا مِن عذابِك يومَ تَبْعَثُ عبادَك، ونجِّنا مِن عذابِ الدنيا وعذابِ البرزخِ وعذابِ يومِ القيامة.

يا الله، سُئِل نبيُّك عن أفضلِ المصلين فقال: "أكثرهم لله ذكراً"، وعن أفضلِ الصائمين فقال: "أكثرُهم لله ذكراً"، وعن أفضلِ المتصدقين فقال: "أكثرُهم لله ذكراً"، وعن خيرِ المجاهدين وأعظمهم فقال: "أكثرهم لله ذكراً".

فَبِحَقِّ ذكرِ سيّدِ المرسلين، وَبِحَقِّ ذكرِك له، وذكرِ الذاكرين وذكرِك إيّاهم، اجعلنا مِن أوفى عبادِك وأكثرِهِم لك ذكراً؛ في صلواتِهم وفي زكواتِهم وفي صيامِهم وفي جهادِهم في سبيلِك وحيثما كانوا وأينما كانوا، أَعِنَّا على ذكرِك وشكرِك وحُسنِ عبادتِك يا الله. 

ومَا آتيتَ الذاكرين مِن شَرَفِ ذكرِك لهم، شَرِّفْنَا بِأصفاه وأوفاه وأهناه وأعلاه وأغلاه وأَطْيَبَه في لطفٍ وعافيةٍ، يا خيرَ مذكور، ويا بَرُّ يا شكورُ، يا عالمًا بما في الصُّدور؛ اجعَلْ سِرَّ الذكرِ لك يحِلُّ في كلِّ ذرّةٍ مِن أجزائِنا وكُلِّيَّاتِنا، وأسماعِنا وأبصارِنا وجميعِ أعضائِنا، واجعل لسانَنا مُعَبِّراً عَن حقائِق ذكرِك بما هو أحبُّ إليك.

يا مَن أذِنتَ لنا بذكرِك معَ عجزِنا وقصورِنا، وأنَّى لأحدٍ ممن خلقتَ في الأرضِ والسماءِ أن يُحِيطَ بشيءٍ مِن أوصافِك أو يذكرَك كما أنتَ أهلُه بكلِّ معنًى، إلَّا أنك أذِنتَ لِكُل منهم أن يذكروك، وأنعمتَ عليهم بذكرِك بما أوصلتَ إليهم مِن القدرةِ التي يذكرون بها.

فَلَكَ الحمدُ على مَا أذنتَ لنا بذكرِك، فَوَفِّقْنَا لدوامِ ذكرِك، ولإحسانِ ذكرِك، ولِلتَّعَمُّقِ في ذكرِك، وللرُّسوخِ في ذكرِك، يا الله، يا الله، يا الله.

واجعل لنَا مِن سرِّ ذكرِك لمن يذكرُك ما نَغِيبُ بِهِ عمَّا سِواك، وما لا يَبْقَى في قلوبِنا ذرّة مِن إرادةِ أحدٍ عَدَاك، ومما نَمْتَلِئُ به حُبّاً لك ولمَن أحببتَ وما أحببتَ، يا حي يا قيوم، حتى نُمسِيَ ونُصبِحَ ونحيَا ونموت وأنت ورسولُك أحبّ إلينا مِما سواكما.

يا الله، يا الله، وأنت القائل: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)؛ فما أعجبَ مِنَّتَك، أذنتَ بالذكرِ ثم وعدتَ أن تذكرَ أنت، أنت، أنت! أنت بعظمتِك، وأنتَ بأُلُوهِيَّتِك وَرُبُوبِيَّتِكَ تذكرُ عباداً لك على ظهرِ هذه الأرضِ، فلك الحمدُ يا حي يا قيوم.

فاجعلنا اللهم مذكورين لك بأسنَى وأعلى وأهنى وأوسعِ ما تذكرُ به المحبوبين لك ولرسولِك، والمرضيِّ عنهم مِن قِبَلِكَ وقِبَلِ رسولِك.

يا الله، يا الله، حتى نَمتَلِئَ بأنوارِ ذكرِك حيثما كنا وأينما كنا، ونحوزَ أسرارَ ذكرِك لنا بما أنتَ أهلُه في الحسِّ والمعنى، في الدّنيا وعندَ الموتِ يا رب، وعندَ الموتِ يا رب، وعندَ الموتِ يا رب.

حينَ تأتي ساعةُ كلٍّ مِنَّا ولحظةُ انتقالِه مِن هذا العالمِ ولحظاتُ خروجِ رُوحِه مِن جسدِه، اجعلْهَا مِن خيرِ الساعاتِ وأبركِها، واجعلنا فيها لَك ذاكِرين مؤمنين مُوَحِّدِينَ بـ "لا إله إلا الله" ناطقين، واجعلْها آخرَ كلامِنا مِن حياتِنا يا أكرمَ الأكرمين.

واجعلْ كُلًّا مِنَّا مذكوراً في ساعتِه تلك مِنك؛ بخيرِ ما تذكرُ به المسعودِين المُؤَيَّدِينَ المحبوبين، يا أرحم الراحمين، يا أولَ الأولين، يا آخرَ الآخرين، يا ذا القوةِ المتين، يا راحمَ المساكين، يا أرحمَ الراحمين، حَقِّقْ لنا ذلك يا أرحمَ الراحمين، يا أرحمَ الرّاحمين، يا أرحمَ الراحمين، حقِّقْ لنا ذلك.

سيدَنا ومولانَا؛ وما مَضى مِن ساعاتِ غَفَلَاتِنا وإهمالِنا وإعراضِنا، امْنُنْ علينا بعطفٍ منك تُصلِحُ به كلَّ ما فسدَ مِنَّا، وتعودُ على تلك الساعاتِ بعائدةِ ذكرٍ منك تَقِينَا به شرَّ غَفَلَاتِنا وَلَهْوِنا وإعراضِنا وانقطاعِنا.

يا إلهنا، وما بَقِيَ مِن ساعاتِ العُمرِ لكلٍّ مِنَّا اجْعَلْهَا مملوءةً بذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك، يا الله، يا الله.

وبأسرارِ ذكرِك والذاكرين انْظُرْ إلى أُمَّةِ حبيبِك محمدٍ وتُبْ على أهلِ الغفلاتِ منهم، وَمَن وصلَ إلى العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ وهو غافلٌ أَنْقِذْهُ سَريعاً يا خيرَ مُنقذٍ، وحَوِّلْ حالَهم إلى خيرِ حالٍ يا الله.

وَبِسِرِّ الذكرِ والذاكرين انصُرِ المجاهدين فِي سبيلِك، وَتَوَلَّ اللهمَّ المُعْتَدَى عليهم والمظلومين والمُنْتَهَكَةَ حُرُمَاتُهم.

اللهم وَرُدَّ كيدَ الطُّغاةِ المعتدين الظالمين في نحورِهم، وخالِف بينَ وِجهاتِهم وقلوبِهم، وَمَزِّقْهم كلَّ مُمَزَّقٍ مَزَّقْتَه أعداءَك، انتِصاراً لأنبيائِك وَرُسُلِكَ وأوليائِك؛ يا الله، يا قوي يا متين، يا خيرَ مُغِيثٍ، عَجِّلْ بالغياثِ الحثيثِ، وَرُدَّ عنَّا شرَّ كلِّ كَفَّارٍ مُظْلِمٍ خبيث.

يا الله، يا الله، عجِّلْ بالغياثِ العاجلِ، ومُنَّ باللُّطْفِ الشّامل، وَبَلِّغْنَا فوقَ المآمِلِ، يا أرحم الراحمين.

نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك مما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم.

تاريخ النشر الهجري

27 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

26 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية