دعاء ليلة 24 رمضان 1446 - ( والذين هم لفروجهم حافظون )
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الإثنين 24 رمضان 1446هـ
( والذين هم لفروجهم حافظون )
نص الدعاء:
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا) – يا خالق السموات والأرض - (مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهم إنَّ لك عجائب فضلٍ وإحسانٍ تُطَهِّرُ بها مَن سبقتْ لهم منك السّوابقُ بالخيرِ والهدى، وتجعلهم في (الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ).
وتجعلُ لهم مِن ذكرِك وشكرِك وتَذَكُّرِ سَطْوَتِكَ ونِقْمَتِكَ، والرغبةِ في القربِ منك، ولقائِك ومرافقةِ أنبيائِك؛ ما يَحُولُ بينَهم وبينَ الاسترسالِ مع ما يَبُثُّه إليهم أنفسُهم أو شياطينُ الإنسِ والجنِّ إلى السّوءِ في كلِّ حالٍ مِنَ الأحوالِ، فتُطَهِّرُهُم تطهيراً وتَقِيهِمُ الأسواءَ والأدواءَ؛ فأَلْحِقْنَا بذلك الرّكبِ الذين حُظُوا منك بالكرامةِ، وكتبتَ لهم الفوزَ والكرامةَ في الدنيا ويومَ القيامة، فأَبْعَدْتَهم عن مواطِنِ الفضيحةِ والخِزْيِ في يومِ النّدامةِ، وجعلتَهم في سَتْرِكَ الجميلِ، وفي فَضلِك الجزيلِ آمِنين مُطمئنين لا يَحْزُنُهُم الفزعُ الأكبرُ.
اللهم ألحِقنا بذلك الفريقِ، تَجَاوَزْ عمَّا كانَ مِنَّا مِن تقصيرٍ؛ مِن صغيرٍ وكبيرٍ، وذكرٍ وأنثى فيما مَضَى مِن الأعمارِ، واجعل مَا بَقِيَ مِن أعمارِنا في قُلُوبٍ تُقْبِلُ عليك بالكُلِّيّةِ، لا ترضى بما يقطعُ عنك ولا ما يَصرِفُ عن سبيلِ الصدقِ معك في كل نيةٍ وقولٍ وفعلٍ ونظرةٍ وحركةٍ وسكون.
يا مَن يَقول للشّيءِ كُن فَيكونُ، يا عالمًا بما يُظْهِرُون وما يُبْطِنُونَ، وما يُسِرُّونَ وما يُعلِنُون وما يُبْدُونَ وما يُخْفُونَ، أنت الذي تَحُولُ بين المرءِ وقلبِه، وها هي قلوبُنا بينَ يديك، فَيَا مُقَلِّبَ القلوبِ لا تجعل فيها إلا مَرْضِيّاً لك ومُقَرِّباً إليك.
يا مُقَلِّبَ القلوبِ والأبصارِ ثبِّتْ قلوبَنا على دينِك، وارزقنا اللهم في تمامِ حفظِ فُرُوجِنَا وأهلِينا وأولادِنا وطلابِنا وأحبابِنا وأصحابِنا، حِفْظاً منك تامّاً لأَعْيُنِنَا مِن كل نَظَرِ حرامٍ، وحفظاً لأَلْسِنَتِنَا مِن الخوضِ بالحرامِ، وحفظاً لقلوبِنا ولخواطرِنا وأفكارِنا مِن الفكرِ في الحرامِ، وحفظاً لبطونِنا مِن إكثارِ الطعامِ ومِن إكثارِ الشِّبَعِ المؤدِّي إلى التَّفريطِ فيما شرعت يا ذا الجلالِ والإكرام.
اللهم ها نحن بين يديك والأمرُ لا يخفَى عليك، وما لنا غيرُك في جميع الشؤون، في الظّهور وفي البطون، فيا مَن هو أعلمُ بنا مِنَّا اقْبَلْنَا فيمَن تستصفيهم وتُصَفِّيهم، تغفرُ لهم ما مضى وتحفظُهم فيما بقي.
واجعل هذا الحفظَ والطهرَ والعفافَ مُنبثّاً في أهالِينا وفي ذرارِينا وفي أهل ديارِنا وفي قراباتِنا وفي جيرانِنا وفي المسلمين، يا قوي يا متين.
إنّ نبيَّك الصادقَ يقول: "إنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ: الفَمُ وَالفَرْجُ". اللهم فَقِنَا موجباتِ القربِ مِن النارِ وما يُدخِلُ النارَ؛ بالقلبِ والأعضاءِ كلِّها، واخْصُصِ اللهم أفواهَنا وفروجَنا بنور حفظٍ منك إلهيٍّ ربانيٍّ، تَرُدُّ به كيدَ إبليسَ وجندِه وكيدَ النّفسِ الأمارةِ، ونستقيمُ به على كمالِ العفافِ والطهارةِ؛ حتى لا يُشَوِّش إقبالَنا عليك شيءٌ مِن خواطرِ السوءِ في دعاءٍ ولا في ذكرٍ، ولا في صلاةٍ ولا في قراءةٍ ولا في ركوعٍ ولا في سجودٍ، ولا في امتثالِ أمرِك ولا في اجتنابِ نهيِك حيثما كُنَّا وأينما كُنَّا. يا مُصَرِّفَ القلوبِ والأبصارِ؛ صَرِّفْ قلوبَنا على طاعتِك يا أكرمَ الأكرمين.
واجعل مَظَاهِرَ العفافِ في مجتمعاتِنا تَرُدُّ بها كيدَ عدوِّك إبليس وجندِه من المضلّين والمجرمين والفاسقين المفسدين، الذين بالإفسادِ يَصِلُونَ إلى ظُلمِ العبادِ وإلى ارتكابِ الجرائمِ وإلى أخذِ الثَّرَوَاتِ.
اللهم رُدَّ كيدَ أولئك الكفرةِ الفجرةِ المعاندين المفسدين في نُحورِهم، رُدَّ كيدَهم في نُحورِهم، رد كيدَهم في نحورِهم، واكفِ المسلمين جميعَ شرورِهم.
اللهم وإنك سلَّطْتَ علينا عَدُوّاً يرانا مِن حيث لا نَراه، بَصيراً مُطَّلِعاً على عوراتِنا، مِن بين أيدينا ومِن خَلْفِنا وعن أَيْمَانِنا وعن شمائِلِنا، اللهم آيِسْهُ مِنَّا كما آيَسْتَهُ مِن رحمتِك، وقَنِّطْهُ مِنَّا كما قنَّطْتَه مِن عفوِك، وبَاعِدْ بينَنا وبينَه كما باعدتَ بينَه وبينَ جنَّتِك، واجعلنا مِن عبادِك الذين ليسَ للشّيطانِ عليهم سُلطان.
يا كريم يا منان، يا رحيم يا رحمن، يا كريم يا قوي يا عظيم الإحسان، يا مُنزِلَ القرآن، يَا مَن بَلَّغْتَنا أكثرَ رمضان، هَنِّئنا بجوائزِك وعطائك الفائضةِ فيما بقي مِن هذه الليالي والأيامِ يا منان. وَفِّرْ حظَّنا مِن المِنَنِ، وادفع عَنَّا جميعَ البلايا والفِتَنِ والمِحَنِ.
يا مغيثُ أغِثْنَا، يا مُنقِذُ أنقِذْنَا، يا سريعَ الغوث غوثاً منك سريعاً يَحُلُّ بساحاتِنا، تردُّ به كيدَ أعدائِك أعداءِ الدين.
اللهم وَرُدَّ كيدَ الظالمين المعتدين المفترين الغاصبين المجرمين مِن يهودَ ونصارى ومَن والاهم، وشَتِّتْ شملَهم ومزِّقْ جمعَهم واخذُلهم واهزِمْهُم، ومزِّقْهُم كلَّ مُمَزَّقٍ مَزَّقْتَه أعداءَك انتِصَاراً لأنبيائِك وأوليائِك ورُسُلِكَ.
يا إلهنا، إنهم يَتَبَجَّحُونَ مُغْتَرِّينَ بما آتيتَهم مِن قُوًى ظاهرةٍ، وأنتَ القويُّ عليك اعتمادُنا وإليكَ استنادُنا، فَبِقُوَّتِكَ الّتي لا تُغْلَبُ؛ اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْهُمْ، واخذُلهم ورُدَّ كيدَهم في نحورِهم، يا مُنزِلَ الكتاب، يا مُنشئَ السّحابِ، يا سريعَ الحساب، يا هازمَ الأحزاب، اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْهُمْ، اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْهُمْ، اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْهُمْ، اجعلهُم عِبْرَةً للمعتبِرين وذكرى للمُدَّكِّرِينَ، وأَرِنا راياتِ حبيبِك منصورةً في المَشارقِ والمغاربِ، واجعلنا مِن القائمين بحقِّها كما تحبُّ في جميعِ الشّؤون في الظواهر والبواطن، في لطف وعافية ويقينٍ وتمكين مكين.
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهدُ وعليك التُّكلانُ.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم.
27 رَمضان 1446