دعاء ليلة 23 رمضان 1446 - الصوم المقبول
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الأحد 23 رمضان 1446هـ
( الصوم المقبول )
نص الدعاء:
اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ)
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ)
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا).
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهم إنَّك تُقيمُ في حقائقِ ما أحببْتَ مِن عبادةِ الصّومِ التي نَسَبْتَهَا إلى نفسِك، ضنائن مِن عبادِك ترفعُهم إلى أهلِ التَّحَقُّقِ بحقائقِ الصّومِ لك فَتَقْبَلَهُمْ، فَتُثِيبَهُم مِما أَبَيْتَ أن يَطَّلِعَ على مُضاعفتِه مَلَكٌ وغيرُه حتى تكونَ أنتَ المُجازِي به؛ فنسألُك اللهم أن تجعلَنا مِمن حَقَّقْتَهُم بحقائقِ الصّيامِ.
إلهنا، جعلتَ مِن ثوابِ هذا الصيامِ أن تُقَابِلَ بفرحِ القلبِ؛ أنّ الصائمَ عندما يَلقَاك؛ فاجعل اللهم لنا مِن سرِّ ذلك النّصيبِ الأوفى، فلا تَخْرُجُ روحُ أحدٍ مِنَّا إلا مُبَشَّراً برضوانِك، فَرِحاً بلقائِك، مع خواصِّ مَن سبقتْ لهم سابقةُ الفضلِ منك يا أكرمَ الأكرمين.
اللهم وَأَكْرِمْنَا بالتَّحَقُّقِ بحقائقِ الصيامِ، واجعل اللهم صيامَنا على الإيمانِ والاحتِساب، لا تَشُوبُه شائبةٌ مِن الْتِفَاتٍ إلى ما سِواك، ولا يَقْدَحُ فيه قادحٌ مِن كَذِبٍ ولا غِيبَةٍ ولا نميمةٍ، ولا نظرةِ حرامٍ ولا يمينٍ كاذبةٍ، ولا سوءٍ ولا زُورٍ ولا قولِ زُورٍ ولا عملٍ بِزُورٍ؛ حتى يكونَ صيامُنا لكلِّ يومٍ مِن أيّامِ رمضانَ وأيِّ يومٍ وَفَّقْتَنَا لصيامِه مِن غيرِ رمضانَ صياماً صالحاً حسناً مقبولاً تامّاً كاملاً مُرْضِياً لك، يا أكرمَ الأكرمين.
يا إلهنا، حقِّقْنَا بحقائقِ الصّيامِ، واجعلْنا صائمين بجميعِ جَوَارِحِنَا عَن جميعِ الذّنوبِ والآثامِ، وأكرِمْنَا بصيامِ سَرَائِرِنَا عن الالتِفاتِ إلى سِواك والتَّعَلُّقِ بِمَن عَداك، يا ذا الجلالِ والإكرام.
يا الله، اجعلنا في المقبولين في صيامِهم، ومَن أَذِنْتَ بتفضيلِهم وإكرامِهم، وأجزلتَ لهم مِن عطائِك فيائض إنعامِهم.
يا إلهنا، فريضة فرضتَها فارزقنا حُسْنَ القيامِ بحقِّها، واجعلنا مِمن عَشِقَ مِن أجلك أن يصومَ لأجلِ وجهِك؛ فتُدخِلَهُ في عدادِ الصائمين الذين تُدْخِلُهُم مِن بابِ الرّيانِ، ويُنَادَوْنَ إلى الجِنانِ مِن بابِ الرّيانِ، لا يدخلُ منه غيرُهم، فإذا دَخَلُوا أُغلِقَ فلم يدخلْ أحدٌ سِواهُم.
اجعلنا مِن الحائزين لذلك المقام، ومِن المَدْعُوِّينَ مِن أبوابِ الجنانِ كلِّها في يومِ القيام، يا ذا الجلالِ والإكرام، يا ذا الطَّوْلِ والإنعام، يا مَن يُعطِي ولا يُبالي، يا مولى الموالي، يا حيُّ يا قيوم، يا الله.
اللهم واجعل لنَا سِرايةً مِن سرِّ ما شَرَّفْتَ به إمامَنا وقُدْوَتَنَا وهادِينا إليك حبيبَك المصطفى محمدًا ﷺ في صيامِه لك، فتَسْرِي سِرَايَتُهُ إلى صيامِنا مِن سرِّ تلك الوِجهةِ الصّادقةِ الكاملةِ العظيمةِ الرّفيعةِ العاليةِ.
اللهم وَأَعِدْ علينا عوائدَ أسرارِ صيامِه في كلِّ ما نصومُه مِن كل فرضٍ ونفلٍ على ما تحبُّ، حتَّى يَتَحَقَّقَ لنا الاتِّصالُ به بِكُلِّ معنى مِن جميعِ الوُجوهِ، ونُدْرِكَ مِن سرِّ الصومِ ما لا يعلمُه ولا يُحيطُ به إلا أنتَ، يا عظيمَ الإفضال، يا جزيلَ النّوال، يا ذا العطايا الجِزال، يا أرحمَ الراحمين.
ولقد حدَّثَنا عنك أنّك قلتُ: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضَاعَفُ له إلى عشرِ حسناتٍ، إلى سبعمائةِ ضعفٍ، إلا الصّوم فإنه لي وأنا أجزي به)؛ فاجعلْ صومَ كلٍّ واحدٍ منا ومن أهلينا وأولادِنا لك، لك، لك وحدَك خالصاً لوجهِك، وَتَوَلَّ جزاءَ كلٍّ مِنَّا بما أنتَ أهلُه، يا عظيمَ الفضل، يا ذا العطايا الجَزْل، يا مَن هو لكلِّ خيرٍ أهْل، يا الله، يا الله، يا الله.
وأخذَ العلماءُ والعارفون يُفَسِّرُونَ مَعَاني: "فإنه لي"، وَأَبْرَزَ كُلٌّ مِنهم ما أبرزَ، وكان مما أَبْرَزْتَ في قلوبِ وأذهانِ بعضِ عبادِك أنك تحفظُ الصّيامَ، لو أُخِذَ العبدُ بالتَّبِعَاتِ في يوم القِصاص فلا يُؤْخَذُ مِن الصّوم شيء، حتى إذا نَقَص إكمال ما عليه مِن الحسنات كمَّلتَ مِن عندِك، وعفوتَ عنه، وأدخلتَه برحمتِك جَنَّتَك.
اللهم وهذا مما قالوا ومما لم يقولوا، ومما أَطْلَعْتَ عليهِ عبادَك ومما لم تُطْلِعْ عليهِ عبادَك، حَقِّقْهُ لنا وأَنِلْنَا إيّاه كاملاً بفضلك، يا عظيمَ الفضل والإحسان، يا جزيلَ الامتنان، يا رحيمُ يا رحمن، يا الله، يا الله، يا الله.
وبارِكْ في جميع الصائمين مِن أمةِ حبيبِك محمد وَاقْبَلْ منهم صيامَهم، إلهنا، والذين اجترأوا وأفطروا بغير عُذرٍ في أيّامِه وليالِيه؛ عَجِّلْ بتوبتِهم إليك، وَاقْذِفْ في قلوبهم خشيةَ المَعَادِ والوقوفِ بينَ يديك، تُبْ عليهمْ يَا تواب، وألحقهُم بِمَن أناب، يا الله، يا الله.
وبالصائمين القائمين الذين رضيتَهم مِن أمة حبيبك محمد، انظر إلى الأمة نظرةً تَرُدُّ عنها كيدَ الفاجرين والكافرين والصّادّين عن حقائقِ الصلاةِ وحقائقِ الزكاةِ وحقائقِ الصيامِ وحقائقِ العبادة، مِن الفاجرين والملحدين والنَّاشِرين للسُّوءِ والشرِّ والمعتدين والظالمين والغاصبين.
اللهم اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْهُمْ وخالِف بينَ وجوههم وكلماتِهم، وخذْهُم أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ، وَمَزِّقْهُم كلَّ مُمَزَّقٍ مَزَّقْتَه أعداءَك انتصاراً لأنبيائِك ورسلِك وأوليائك، وعجِّل بنصرِ أهلِ "لا إله إلا الله" وظهورِ رايةِ حبيبك في جميع الكونِ والعالَمِ على ما تحبُّه وترضاه، واجعلنا مِن أنصارِ هذا الحبيبِ بكلِّ المعاني، يا كريم يا الله، يا غوثاه يا رباه.
ما لأمةِ حبيبك محمد إلا أنت، ولا كاشفَ للضُّرِّ الذي أصابَهم إلا أنت، ولا دافعَ للبلايا التي نَازَلَتْهُم إلا أنتَ؛ فأسرِعْ بالغوثِ يا سريعَ الغوث، وادفعْ عنا جميعَ البلايا والآفات والمغوث، وَرُدَّ عنّا شرَّ كلِّ مجترئ ومجترم وخبيث، يا الله، يا الله، اقبلنا على ما فينا، وتولَّ ظاهرنا وخافينا.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم.
27 رَمضان 1446