دعاء ليلة 22 رمضان 1446 - محبة الإنفاق في سبيل الله
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة السبت 22 رمضان 1446هـ
( محبة الإنفاق في سبيل الله )
نص الدعاء:
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا)
(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا)
(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهم إنَّ لك سوابقَ في هؤلاء الخلائِق، وإنك لتجعلُ مَن سبقتْ لهم منك المحبَّة في قلوبهمْ أنوارَ محبَّتِكَ، وجعلتَ العلامة على ذلك إنفاقَهم وتَصَدُّقَهم ليلاً ونهاراً، سرًّا وعلانيةً، يريدون وجهَك.
اللهم فاجعلنا في المتصدِّقين والمتصدِّقاتِ؛ الذين يريدون وجهَك الكريم ليس لهم إلى غيرِك الْتِفَات، اللهم واجعلْ ذلك محبّةً لك وعُبوديّةً لك وأدباً معك وطلباً لرضاك الأكبر، يا خالقَ الأرضين والسماواتِ.
يا إلهنا وسيِّدَنا، أوصافُ محبوبِيك حَقِّقْنَا بحقائِقها، وثَبِّتْ أقدامَنا على طرائِقِها؛ فاجعلنا يا ربَّنا ممن يُؤَدِّي الزّكاةَ المفروضةَ طيِّبَةً بِها نَفْسُه، ومِمن يَعْشَقُ التّصدُّقَ والإنفاقَ مِن أجلِك، فيُنْفِق مع كلِّ مَا آتَيْتَهُ ومَا تَفَضَّلْتَ بِه عليه لك ومِن أجلِك خالصاً لوجهِك.
سيَّدنا، هي مَوَاهِبُ تَهَبُهَا أهلَ السَّوابقِ الكُبْرَى مِن حضرتِك العَلِيَّة، فلا تَحْرِمْنَا نيلَ هذه المَوَاهِبِ، ورُقِيَّ هذه المَرَاتِبِ، يا إلهنا، لا يعترضُنا أمامَ ذلك نفوسُنا الأمَّارة، ولا أَهْوَاؤُنا، ولا زُخْرُفُ الدّنيا وزِينَتُها وشهواتُها، ولا شيطانُ إنسٍ ولا جنٍّ، ولا قاطعٌ يقطعُنا عنها.
فإنّا بك لُذْنَا وإليك أَنَبْنَا، وعليك توكَّلْنَا ولك طلبْنا، فاقطعْ وادفعْ عنا جميعَ القَوَاطِعِ والحواجزِ دونَ الارتقاءِ إلى ذلك الفوزِ مع كلِّ فائِز، يا مُجيبَ الدَّعواتِ، يا قاضيَ الحاجات، يا ربّ الأرضين والسّماوات.
ما لنا غيرُك ولا إلهَ لنا سِواك، وأنت ربُّنا وحدَك لا شريكَ لك، ووَهَبْتَنَا الإسلامَ والإيمان، وأَقَمْتَنَا بينَ يَدَيْكَ في لَيَالِي رمضانَ؛ حتّى جاءَتْنَا العشر ونحن نَمُدُّ الأَكُفَّ إليك يا رحمنُ، ونسألُك ما عندَك يا منّان.
وكلُّ ذلك بسابِقِ الفضلِ واللُّطفِ والامتنانِ، فَلَكَ الحمدُ على كلِّ ذلك، فأَتْمِمِ النّعمةَ علينا، وزِدْنَا مِن فضلِك مَا ليس في حُسبان، ولا يَنْتَهِي إليه أملُ آملٍ مِن أهلِ السماواتِ والأرضِ ولا مِن أهلِ الإنسِ والجانِّ، يا منان، يا رحمن، يا عظيمَ الشأن، يا قديمَ الإحسان، يا غايةَ رغبتَاه، يا حِرْزَنا يا الله، يا حِصْنَنَا يا مولاه، يا كَنَفَنَا يَا غَوْثَاه، يا الله.
يا الله، يلذُّ ويحلُو لنا طلبُك، لأنّنا عبيدُك، والأمرُ لك، والحكمُ لك، والمُلْكُ مُلْكُك، والأرضُ أرضُك، والسماواتُ سماواتُك، والدنيا والآخرةُ لك، والكلُّ مُلكُك، ومَن في السماواتِ والأرضِ عبيدُك. وعزَّزْتَنا بطلبِك، وأكرمتَنا بسُؤالِك، فنحمدُك ونشكرُك.
كيف لا يَطِيبُ لنا ذلك، وهو فضلُك يا مَلِكَ الممالِك، وهو مَنُّكَ يا أحسنَ مالِك، يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم.
اللهم وإنك قد جعلت المحبَّةَ منك ولك في الاتّباعِ لحبيبك محمد، فاجعلنا اللهم ممن تُرَسِّخُ أقدامَهم في المتابعةِ لهذا العبدِ الأحبِّ الأطيبِ الأقربِ، سيّدِنا الأكرمِ محمدٍ بن عبد الله، حتى نكونَ في التَّصدُّقِ والإنفاقِ في متابعتِه مُقْتَدِين مخلِصِين لوجهِك الكريم، لا نريدُ إلّا إيّاك.
نُنْفِقُ الأموالَ والأرواحَ والأنفسَ وكلَّ ما آتيتَنا، في مرضاتِك في تَبَعِيِّتِهِ المطْلَقَةِ، فنُمسي ونُصبِحُ ونَبِيتُ ونُصبِحُ ونَظَلُّ ونحيا ونموتُ في محبّتِك وأنت راضٍ عنا، بِشَوَاهِدِ قولِك: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله).
فما أَطْرَبَ الأرواحَ وهي تقرأُ قولَك: "يُحْبِبْكُمُ الله". أنت اللهُ، وأنت تحبُّ العبدَ، وتحبُّ المخلوقَ الذي كَوَّنْتَهُ بالفضلِ والإحسانِ، وليسَ بشيءٍ أمامَك، ولكن سابقتك بالفضلِ تحبُّ مَن تشاءُ؛ فاجعلنا مِن قومٍ تحبُّهم ويحبُّونك، اجعلنا مِن قومٍ تحبُّهم ويحبُّونك، يا الله، اجعلنا أجمعين وأَهلِينا وأولادَنا وأزواجَنا وقراباتِنا وطلابَنا وأحبابَنا مِمن عَنَيْتَ وقصدتَ وأردتَ وأدخلتَ في قولك: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ).
فيا الله، يا ذا الفضلِ: آتِنا هذا الفضلَ وامْنَحْنَا هذا الفضلَ، وأكرِمْنا بهذا الفضلِ، وتَطَوَّلْ علينا بهذا الفضلِ، وأوسِعْ لنَا مِن هذا الفضلِ يا واسعُ، واشمُلْنا بعجائبِ لَطَائِفِ غَرَائِبِ ما في هذا الفضلِ يا عليم. (وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
يا واسع وسِّعْ حظَّنا، ويا عليم اجعل قِسمَنا مُحتوياً على عَجَائِبِ ما لا يُحيطُ به إلّا علمُك.
يا الله يا الله، حقِّقنَا بكلّ ذلك وكلّ ما سألنَاك وما أنت أهلُه، قبلَ أن تنقضيَ عنَّا ليالي شهرِنا هذا وأيّامُه، قبلَ أن يرحلَ مِن بينِ أيدينا؛ فاجعله شاهداً لنا لا علينا، وحُجةً لنا لا علينا، وأكرِمنا فيه بِغَاياتِ ما تُكرمُ المحبوبين والمقرّبين وأهلَ التّمكين، يا قوي يا متين، يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا أرحم الراحمين.
سبحانك، سبحانك، سبحانك! ما أعظمَ شأنَك، نحمدُك، نحمدك، نحمدك، نشكرُك، نشكرك، نشكرك، ولا نكفرُكَ، ونَخْلَعُ ونَتْرُكُ مَن يَفْجُرُكَ ويَكْفُرُكَ.
آمنَّا بحبيبِك وما جاءَ به عنك، فَثَبِّتِ الأقدامَ على قدمِه، وانشُرْ علينا رايتَه وشريفَ عَلَمِه، واجعلنا مِن أهلِ مُرافَقتِه في الدارين.
يا الله، يا الله، سؤالُ عبيدٍ وَثِقُوا فيك، وطَمِعُوا في ما عندك، وَحَمَلَهُم رجاؤُك أن يسألُوك، وأنتَ وفَّقْتَهُم، وأنت أمْدَدْتَهُم، وأنت الذي أَنْطَقْتَ قلوبَهم وألسِنَتَهُم، فلك الحمد، فَأتممِ النّعمةَ يا مُنعِمُ، فَأتممِ النّعمةَ يا مُنعِمُ، فَأتممِ النّعمةَ يا مُنعِمُ.
اللهم وتصدَّقْ علينا بالتّجاوُزِ عنا، وبكشفِ الشدائدِ عن أمةِ هذا الحبيب ﷺ، اللهم ردَّ كيدَ المعتدين الظّالمين الغاصبين المُفْتَرِين وكلَّ مَن والاهم، ردَّ كيدَهم عنَّا وعن جميع أهلِ اليمن، وجميعِ أهلِ الشّامِ وأكنافِ بيتِ المقدِسِ، وجميعِ الأقطار.
اللهم واخذُلْ أولئك المعتدين الظالمين، واهْزِمْهُم وزَلْزِلْهُم، وخالِفْ بينَ وُجوهَهم وكلماتِهم، واخذُلْهم واهْزِمهُم يا قويّ يا متين؛ فإنا نستغيثُك يا حي يا قيوم، يا قادر يا مقتدر، يا مُنزِلَ الكتاب، يا مُنشِئَ السّحاب، يا سريعَ الحساب، يا هازمَ الأحزاب اهْزِمْهُم وزَلْزِلْهُم، اهْزِمْهُم وزَلْزِلْهُم، اهْزِمْهُم وزَلْزِلْهُم يا الله.
يا الله، إليك لَجَأْنَا، وبك لُذْنَا، وعليك توكَّلْنَا، وفي رِحابِ جودِك أَنَخْنَا مطايَانا، يا عالم ظواهرِنا وخَفايانا، يا حي يا قيوم، يا الله.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك مما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم.
25 رَمضان 1446