دعاء ليلة 21 رمضان 1446 - الذين هم في صلاتهم خاشعون
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الجمعة 21 رمضان 1446هـ
( الذين هم في صلاتهم خاشعون )
نص الدعاء:
اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)
(رَبَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهم إنّكَ تَهَبُ مَن أحببتَ مِن عبادِك الخشوعَ بالإيمانِ واليقينِ والمعرفةِ والعلمِ، وحضورِ قلوبِهم بينَ يَدَيْكَ، وتعظيمِك وإجلالِك وإكبارِك، وخوفِك ورجائِك والحياءِ منك، اللهم فإنَّا نسألُك أن ترزقَنا النّصيبَ الأوفى مِن الخشوعِ لك يا ربَّ العالمين.
واجعلْ حقيقةَ الخشوعِ لك في صَلَوَاتِنَا وفي قراءاتِنا وفي عباداتِنا وفي جميعِ أحوالِنا، أدباً معك وخضوعاً لجلالِك وشهوداً لعظمتِك، كما وهبْتَ ذلك المحبوبين مِن المُقَرَّبِيْنَ يا أكرمَ الأكرمين.
وَصَفْتَ مِن أنبيائِك وقلتَ: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)، وقلتَ: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
اللهم فارزقْنا مِن نورِ وحقيقةِ هذا الخشوعِ ما نَرقى به أعلى مَرَاتِبِ القُرْبِ مِن حضرتِك، ونَسْعَدُ بِتَلَقِّي فائضاتِ مِنَّتِكَ ونَفَحَاتِك، اللهم لا تَحْرِمْنَا هذا النّورَ المبينَ لِلْقُلُوبِ الطّاهرةِ في جميعِ الأحوالِ، ووَفِّرْ حظَّنَا منه في هذه الأيّام والليالي.
دَخَلَتْ علينا العشرُ الأواخرُ مِن الشهرِ ذِي الأنوارِ، والذي لَك فيه عظيمُ الإفضالِ، فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ لنا مِن الخشوعِ ما يَطيبُ لنا به السجودُ والركوعُ والقيامُ بينَ يَدَيْكَ يا جزيلَ الإفضالِ، يا جزيلَ النّوالِ؛ اجعلْنَا مِنَ الخاشعين عندَ تلاوةِ آياتِكَ، وَالمُدَّكِرِينَ المُتَذَكِّرِينَ عندَ قراءةِ كلماتِك.
يا إلهنا، إنَّهُ عِلْمٌ قالَ عنه بعضُ أصحابِ نبيِّك إنَّهُ أوّلُ علمٍ يُنْزَعُ ويُفْقَدُ مِن هذه الأمةِ؛ فيا إلهنا اجعَلْ حظَّنا مِن هذا العِلمِ واسعاً، كثيراً كبيراً شاسعاً، عظيماً بيّناً واسعاً، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعلنا مِن أهلِ القلوبِ الخاشِعة، والأفئِدَةِ المُتَوَاضِعَة، والأنوارِ السّاطِعة، والضِّياءات اللّامِعة، وأهلِ الصّدقِ معك في جميعِ الأحوال، يا جزَيل النَّوال، يا عظيمَ الإفضَال.
يا الله، وَفِّرْ مِن هَذا الخير حَظَّنَا وحُظُوظَ وأهلِينا وأولادَنا وذريّاتِنا ومَن في بيوتِنا، وطلّابِنا وأصحابِنا ومَن والانا فيك، يا مُعطيَ الجزيل، يا مَن يَهَبُ الثَّوابَ الجزيل على العملِ اليَسِير.
يا حي يا قيوم يا عليم يا قدير، يا واحد يا أحد يا سميع يا بصير، يا فَرْدُ يا صمد يا لطيف يا خبير.
اللهم وَقَدْ فُقِدَ مِن قلوبِ كثيرٍ مِن أمّةِ حبيبِك محمدٍ ﷺ، اللهم فَخَلِّصْ قلوبَهم مِن تلك القَوَاطِعِ وتلك الحُجُبِ الّتي شَغَلَتْهُم بالتُّرَّهَاتِ والبَطالاتِ حتّى وَقَعُوا في المَصَائِبِ والنَّكبَات، وَتَسَلَّطَ عليهمُ الكُفَّارُ والفُجَّارُ وأهلُ الفُسوقِ مِن السّاقِطِين.
اللهم تَدَارَكِ الأمّةَ وأحيِ في قلوبِها الخشوع، وارزقها حُسْنَ التّوبةِ والرّجوع، يا مَن يُعطِي ولا يُبَالي، يا حي يا قيوم، يا مَولى المَوالي، يا خيرَ كلِّ محيطٍ وعليمٍ ووالي.
يا ربنا يا ربنا يا ربنا يا ربنا يا ربنا، ما لنا سواك وَلِمَا عندَك أَمَّلْنَا فآتِنَا تلك الأوصافَ الشَّريفات، وَأَحْضِرْنا في كريمِ الحَضَرَات، ولَاحِظْنا في جميعِ شؤونِنا بِعَينِ العِنَايَات، وَاخْتِمْ أعمارنا بأكملِ حُسْنِ الخاتِمات.
يا الله، يا الله، اسْتَقْبَلَتنا اللّيالي الشّريفة، بالعطايا المُنِيفَة، فاجعلنا مِن أهلِ القلوبِ الصّافِيةِ النّظيفَة، النَّقِيَّةِ السّليمَة، مَسلُولَةِ السّخيمة، المُتَلَقِّيَةِ لحقائقِ المعرفةِ بك يا رحمن، يا كريم يا منّان، يا كريم يا ديان.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم.
24 رَمضان 1446