دعاء ليلة 20 رمضان 1446 - إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

للاستماع إلى المحاضرة

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الخميس 20 رمضان 1446هـ

( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

نص الدعاء مكتوب:

اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) 

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) 

(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) 

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) 

(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) 

(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) 

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) 

(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)

اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.

اللهم إنك تُمِدُّ مَن شئتَ مِن عبادِك المؤمنين بالصبر، فترفعُهم به إلى أعلى مراتِبِ الفوزِ بما لا يُقْدَرُ قدرُه مِن الأجرِ، فَتَجْزِيَهم أجرَهم بغيرِ حسابٍ، وتأخذَ بِأيديهِم في جميعِ الشؤونِ؛ وجعلتَ عزيمةَ الصبرِ مع اليقينِ التامِّ مِن أَقَلِّ مَا آتيتَ عبادك؛ فإنّا نَتَوَجَّهُ إليك ونسألك، ونُلِحُّ عليك ونطلبك أن تُكرِمَنَا باليقينِ التّامِّ والصبرِ الكاملِ، في جميعِ الشُّؤونِ والأحوالِ. أَلْحِقْنَا بالصّابرين الذين يُوَفَّوْنَ أجرَهم بغيرِ حسابٍ، في ألطافٍ منك وعَجَائِبَ جُودٍ وإحسان، يا ربَّ الأرباب.

ارزقنا اللهم كمالَ الصبرِ على حُسْنِ امتثالِ الأوامرِ وأدائِها على خيرِ الوجوه، ارزقنا حُسْنَ الصبرِ في اجتنابِ المُحَرَّمَاتِ والنَّوَاهِي، والبُعدِ عنها على خيرِ ما تُحِبُّه يا مولانا مِن عبادِك وترضَاه، وارزقنَا كمالَ الصبرِ عندَ الشّدائدِ والبلايا ومَا نَازَلَنَا مِن الأحوالِ؛ رضاً بقضائِك، وعبوديّةً لك، وتسلِيماً لك، وتفويضاً إليك يا مُعطِي العطايا الجزيلة، ويا واهِبَ الهباتِ الجميلة، ويا غافِرَ الذنوبِ الثقيلة، يا أكرمَ الأكرمين. 

قُلتَ لعبدِك وحبيبِك الأمين: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ)، فنسألُك اللهم أن يَسريَ لنا مِن نورِ صبرِه ما به نَرقى إلى شريفِ المُرَافَقَة، ونَحيا في جميعِ شؤونِنا على حُسْنِ المتابعةِ والمُوَافَقَة.

يا مُعطِيَ العطايا، يا كاشِفَ الرّزايا، يا ربَّ البرايا، يا عالمَ الظّواهرِ والخفايا؛ ارزقنا اللهم وأهلينا وأولادَنا وأحبابَنا أن تجعلَنا في الذين صبَروا وصابَروا ورابَطوا فاتَّقَوْكَ فأفلَحُوا مع خواصِّ المُفْلِحِينَ.

يا الله نسألك الصبرَ عندَ القَضَاء، والفوزَ عندَ اللقاء، ومَنَازِلَ الشّهداء، وعيشَ السّعداء، والنّصرَ على الأعداء، ومُرَافَقَةَ الأنبِياء. يا الله، يا الله، يا الله، ارزقنا الصّبرَ الجميلَ، وارزقنا مع الصبرِ اللطفَ الجزيل، وارزقنا مع الصبرِ العفوَ والعافيةِ، والرُّقِيَّ إلى المَرَاتِبِ العالِية، يا مُجيبَ الدّعوات، يا قاضيَ الحاجات.

أَلْهِمْ أهلَ هذه الملّةِ الصبرَ عندَ الشدائدِ والأهوال، وارزُقهم حُسنَ الاستِعدَادِ لدارِ المآلِ، اللهم وإنك تجعل العاقبةَ لِمَن صَبَرَ، وقال نبيُّك واعْلَمْ أَنَّ النّصرَ مع الصّبرِ، فاقْسِمْ لنا وللمؤمنينَ في عصرِنا مِن الصبرِ ما تجعلُ به معه النّصرَ، يا خيرَ النّاصِرين.

اقْسِمْ لنا وللمؤمنين في زمانِنا ما تَقْسِمُ لنا به وتَهَبُنَا به كمالَ النصرِ، يا خيرَ الناصِرين، اقْسِمْ لنا ولهم مِن الصبرِ ما تجعلُ معه النّصرَ، وعَجِّلْ بالنصرِ يا خيرَ الناصِرين، يا نِعْمَ المولى ويا نِعْمَ النّصير.

سَلِّمْنَا مِن أَنْ نَرْكَنَ إلى الذين ظلمُوا أو إلى ما يَعْرِضُونَ علينا في شيء مِن الشؤون، وارزقنا كمالَ الصدقِ معكَ في الوفاءِ بعهدِك واتِّباعِ الأمينِ المأمون، حتى تجعلَ لنا مِن النصرِ ما نحوزُ به التأيِيدَ والتّسديدَ منك في الظّهورِ والبُطون، وتنصرَنا بنصرِك العزيزِ المُؤَزَّرِ في الدنيا ويومَ يُبعَثُون.

يا مَن قلتَ في ذِكْرِكَ الحكيمِ: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).

يا إلهنا، واجعل لنا ممّا تؤتِينا مِن نورِ هذا الصبرِ والإحسانِ في الصبرِ، والقيامِ بحقِّ الصّبرِ المقامَ الأعلَى عندَ دخولِ الملائكةِ على المؤمنين في جنّاتِك التي أَعْدَدْتَهَا لهم، حِينَ يدخلون عليهم مِن كلِّ بابٍ فَيُسَلِّمُونَ عليهِم ويقولون: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).

اجعلْ لنا اللهم الدرجاتِ العُلا في تلك الدارِ، اجعلنا في الدرجات العُلا في تلك الدار. واجعل اللهم لنا تَلَقِّي السلامَ مِن حضرتِك بواسِطَةِ ملائكتِك، وبما تُكرمُ به المقرّبين مِن تَفَضُّلِكَ بالسّلامِ عليهم، فيَنالون (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)؛ يا رحيم، يا رحيم، يا رحيم، ارحمْنَا والأمّة، واكْشِفِ الغُمَّة، وأجْلِ الظُّلمة، وادْفَعِ النِّقْمَة.

إلهنا، مَا حَلَّ بأمّةِ هذا الحبيبِ ﷺ مِن البلايا والرّزايا فإنَّا نرفعُ أَكُفَّ الضّراعةِ إليك أن تَكْشِفَ هذا البلاءَ، وأن ترفعَ هذا الوَباء، وأن تدفعَ عنّاَ عُضالَ الدّاء، وأن تُخَلِّصَنَا مِن سُلطَةِ الأعدَاء.

يا الله، كَلِمَتُكَ هِيَ العُلْيَا، فاجعلنا مِن أهلِ كَلِمَتِكَ وأنصارِ كَلِمَتِكَ، والقائمين مَع كَلِمَتِكَ، وكلمةُ الذين كفروا هِيَ السُّفْلَى فاجعلها السّفلى في واقِعِنَا ووَاقِعِ الأمّة، وفيما يَجري لنا في هذه الحياةِ في كلِّ مُهِمَّةٍ، اجعل كلمةَ الذين كفروا السُّفْلَى، اجعل كلمةَ الذين كفروا السُّفْلَى.

يا مَن كَلِمَتُهُ هي العُليا، أَعْلِنَا بإِعْلَائِكَ لِمَنْ أَحْبَبْتَ مِن أهلِ الاتِّبَاعِ لِكَلِمَتِكَ، والتطبيقِ والتنفيذِ لشريعتِك، والعملِ بِسُنَّةِ نبيِّك خيرِ بريَّتِكَ.

يا الله، يا الله، يا الله، كُنْ لَنَا حيثُما كُنَّا، ولا تَكِلْنا إلى أَنْفُسِنَا ولا إلى أحدٍ مِن خلقِك طرفةَ عينٍ ولا أَقَلَّ مِن ذلك ولا أَكْثَرَ، يا حيّ يا قيّوم يا بَرُّ، يا من يُعطي ولا يُبالي، يا جزيلَ النَّوال، يا مَولَى الموالي.

يا الله، يا الله، وَفِّرْ حظَّنا ممّا بَقِيَ مِن هذه الأيامِ واللّيالِي، وارْفَعْنَا إلى المقَامِ الأشرفِ العَالي، وَاسْقِنَا كأسَ محبّتِك الصِّرْفَ الحَالي، يا الله، في لطفٍ وعافيةٍ، ظاهرةٍ وخافيةٍ.

يا مُجيبَ الدّعوات، يا قاضيَ الحاجات، يا كاشِفَ الكُرُبَات، يا سامعَ الأصوات، يا رفيعَ الدّرجات، يا رافِعَ السّماوات، يا حيّ يا قيّوم يا الله. 

نسألك لنا وللأمّة من خير ما سألك منه عبدك ونبيّك سيدنا محمد ﷺ، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذك منه عبدك ونبيّك سيدنا محمد ﷺ.

(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

 وصلّى الله على سيدنا محمد النبيّ الأمي وآله وصحبه وسلّم.

تاريخ النشر الهجري

22 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

21 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية