دعاء ليلة 19 رمضان 1446 - يوم ينفع الصادقين صدقهم
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الأربعاء 19 رمضان 1446هـ
( يوم ينفع الصادقين صدقهم )
نص الدعاء مكتوب:
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ)
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ.
اللهم إنّك تختارُ مِن أهلِ الإسلامِ والإيمانِ والقُنوتِ إليكَ صادقين، تجعلُ نورَ الصدقِ مُستقرًّا في قلوبهم، ومُنْتَشِرًا في جميع أجزائهم وكُلّياتِهم، في حِسِّهم ومَعْنَاهم، في أرواحِهم وأسرارِهم وأجسادِهم وأقوالِهم وأفعالهِم؛ فأَلْحِقْنَا اللهم بالصادقين، واسْلُكْ بنا مَسلَكَ الصادقين، وأورِدْنَا مَوَارِدَ الصادقين، وهَبْ لنا مَواهِبَك للصادقين، يا أكرمَ الأكرمين، يا أرحمَ الراحمين.
ارزُقنا كمالَ الصدقِ لك في نيّاتِنا ومَقاصِدِنا ووِجهَاتِنا وإراداتِنا ظاهرًا وباطنًا، يا أوّل الأوّلين، ارزُقنا كمالَ الصدقِ لك في أفعالِنا وحركاتِنا وسكناتِنا وجميعِ تَقَلُّبَاتِنا وأطوارِنا، يا آخرَ الآخرين. ارزقنا كمالَ الصدقِ معك في أقوالِنا وتَلَفُّظَاتِنَا وما يخرجُ مِن بينِ شَفَتَيْ كلٍّ مِنّا، فلا نقولُ إلا الصِدقَ ولا نَنْطِقُ إلا بالصدق في جميعِ شؤونِنا والأحوال، يا ذا القوّة المتين.
اللهم ارزُقنا كمالَ الصدقِ في معاملتِك، وكمالَ الصدقِ في معاملةِ نبيِّك ورسولِك، وكمالَ الصدقِ في معاملةِ أهلِينا وقراباتِنا، وكمالَ الصدقِ في معاملةِ المؤمنين والمؤمنات، وكمالَ الصدقِ في معاملةِ خلقِك أجمعين، يا ذا القوّةِ المتِين، يا راحمَ المساكين.
اللهم وَرَقِّنَا أعلى مراتِبِ الصدقِ؛ حتى نَسْعَدَ بالفوزِ الأكبرِ في يومٍ تقولُ فيه: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، فتجعلُ لنا في ذلك اليومِ مرافقةً للصادقين وسيّدِهم حبيبِك الأمينِ، وتجمعَنا بهم في مَقْعَدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مُقتَدِرٍ، يا أرحمَ الراحمين.
إلهنا وسيِّدَنَا ومولانا، أمرَنا الذي بَعَثْتَهُ إلينا بالحقِّ والهدى وَائْتَمَنْتَهُ على إرشادِنا وهدايتِنا، عبدِك المصطفى مُحمّدًا ﷺ أن نَتَحَرَّى الصدقَ، ووَعَدَنَا أنّ مَن تَحرّى الصدقَ يَرقى فيُكتَبُ عندَك صدّيقًا.
إلهنا وسيّدَنا ومولانَا، ها نحن بينَ يديك، ونور الصدقِ مَوْهِبَةٌ تَهَبُهَا مَن سَبَقَتْ لهم منك سابقةُ السعادة، وإنّا نطلب منك أن تَهَبَ لنا هذه الأنوارَ والسَّوابقَ الربّانيّةَ الرحمانيّةَ القُدُّوسِيّةَ اللائقةَ بِجُودِكَ وكرمِك.
اللهم فارزُقنا تَحَرِّي الصدقِ في جميع أحوالِنا وشؤونِنا حتى تُلحِقَنَا بالصدّيقين، يا أكرمَ الأكرمين، اجعل مِن قِرَانَا في هذا الشّهرِ الكريمِ أن تُلحِقَنَا بأهلِ الصدّيقيّة، نسألُك أن ترفعَ مِنّا مَن ترفَعُه إلى تلك الذُّرى في مَقام الصدّيقيّةِ الكُبْرَى، بالفضلِ والإحسانِ وواسعِ الامْتِنَانِ يا منّانُ، يا عظيمَ الإحسانِ، يا قديمَ الإحسانِ، يا جزيلَ الامتنانِ، يا حيّ يا قيّوم، يا رحيمُ يا رحمنُ.
يا مَن لا يَتَعَاظَمُهُ سؤالٌ، ولا تَكْبُرُ عندَه آمالٌ، وسؤالُ أهلِ السماواتِ والأرضِ وآمالهُم صغيرةٌ في جَنْبِ ذَرَّةٍ مِن كَرَمِكَ، فيا كريمُ أكرِمْنَا بالصدق في جميع الشؤونِ، وألحِقْنَا بالصدّيقين أربابِ الصدقِ معك مِن خواصّ مَن ارْتَضَيْتَهُمْ وجعلتَهم بكَ راضين وفي مَقَاعِدِ الصدقِ نازِلين، يا حيّ يا قيّوم، يا منّانُ يا كريم.
اجعلْ ما بَقِيَ من أعمارِنا في الصدقِ معك ومعَ رسولِك وما جاء به، وارزقنا الصدقَ في الوفاءِ بعهدِك وعهدِ رسولِك الذي عاهدتَنا عليه، يا أكرمَ الأكرمين.
ارزقنا الصدقَ في طلبِ العلم، وارزقنا الصدقَ في العملِ بالعلم، وارزقنا الصدقَ في تعليمِ العلمِ النّافعِ، وارزقنا الصدقَ في القيامِ بالأمر، وارزقنا الصدقَ في اجْتِنابِ النهيِ والزّجرِ، وارزقنا الصدقَ في كلّ سرٍّ وجهرٍ.
هبْ لنا مِنكَ الصّدقَ، واجعلنا مِمّن يتحرّى الصّدق في جميع أقوالِه وأفعالِه ونيّاتِه ومَقَاصِدِه وأحوالِه، ظاهرًا وباطنًا، حتى تفتحَ له المجالَ وتُوَسِّعَ له الآفاقَ فيلحَقَ بالصدّيقين من عبادِك المُقرّبين، يا ربّ العالمين، يا أكرم الأكرمين.
نُلِحُّ عليك أن تَهَبَنَا هذه المواهِبَ يا خيرَ واهبٍ، نُلِحُّ عليك أن تَهَبَنَا هذه المواهِبَ يا خيرَ واهبٍ، نُلِحُّ عليك أن تَهَبَنَا هذه المواهِبَ يا خيرَ واهبٍ، وأن تجعل كلَّ ذلك في عَفْوٍ وعافيةٍ ولطفٍ وتيسير وتَحَمُّلٍ منك الابتلاءات والامتحانات والاختبارات عنّا ولجميع التَّبِعَات، يا مُجيب الدعوات، وافعل كذلك بوالدينا وأهلينا وأولادِنا وذرّيّاتِنا وأصحابِنا وأحبابنا وطلّابنا ومن والانا فيك، يا خيرَ من يُعطي، يا أجزلَ من يَهَبُ، يا من لا يُقَدَّرُ قدرُ سخائه، ولا يُبلَغ عظمةُ عطائِه، ولا يُخَيِّبُ الرّاجِيَ مِن رجائه.
يا الله، بأصدقِ الخلقِ أَلْحِقْنَا به، وَسِرْ بِنَا جميعًا في دربِه، وامنحنا وأكرمنا جميعًا بالشُّرْبِ مِنْ شُرْبِه.
يا الله يا الله، ارزقنا الصدقَ في الصّلوات، ارزقنا الصدقَ في الزَّكَوَات، ارزقنا الصدقَ في الصيام، ارزقنا الصدقَ في القيامِ، ارزقنا الصدقَ في كلّ عبادةٍ، وارزقنا الصدقَ في كلّ غيبٍ وشهادةٍ، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين.
وقد ابْتُلِيَ كثيرٌ مِن أمّةِ حبيبِك محمدٍ ﷺ بالكذبِ في أقوالِهم وأفعالِهم وأحوالهِم، وإنّا نَتَوَجَّهُ إليك أن تَتَدَارَكَهُم وأن تُغِيثَهم وأن تُحوِّلَ أحوالَهم إلى أحسنِ الأحوالِ، اللهم إنّه أدّاهُم ذلك الكذبُ إلى آفاتٍ كبيرات ومهاوٍ خطيرات، وإلى بَلِيّاتٍ وكُربات، حاق بالأمّة منها ما حاق؛ فيا خلّاقُ ارْفَعِ البلاءَ عن أمّةِ محمدٍ ﷺ، بَدِّلْهُم بالكذبِ صدقًا، وأعتِقْهُم اللهم من رقِّ الكذبِ وآفاته عِتقًا، واجعلنا وإيّاهم لك عبيدًا رِقًّا، محضَ عبيدٍ مُخلِصين لك طوعًا، راغبين فيما عندك، مُتَذَلِّلِينَ مُحبّين لك، يا أكرمَ الأكرمين ويا أرحمَ الراحمين.
اللهم وارفع ما نَازَلَنَا بسببِ كذبِ الكاذب فينا من البلايا والآفات، ورُدّ اللهم كيدَ المُعتدين الظالمين الغاصِبين مِن المُجرمين والمُعتدين من يهودَ ونصارى ومَن والاهم ومن ساعدهم، رُدّ كيدَهُم في نُحورِهم، خالِفْ بين وجُوهِهم وكلماتِهم، اهْزِمْهُم وَزَلْزِلْ بِهِم، خُذْهم أخذَ عزيزٍ مُقتدِر، كُفَّ عنّا بلاياهم واخذُلهم واهزِمهُم.
يا مُنزلَ الكتاب، يا مُنشِئ السَّحاب، يا سريعَ الحساب، يا هازمَ الأحزاب، اهزِمْهُم وَزَلْزِلْهُم، اهزِمْهُم وَزَلْزِلْهُم، خالِف بين وجوههم وكلماتهم، واجعلِ الدائرةَ عليهم. اللهم دمِّرْهُم أَتَمَّ تدميرٍ، وادفعْ عَنَّا وعَن المسلمين جميعَ شرورِهم، يا مَن بيدِه المقادير، يا حيّ يا قيّوم، يا سميع يا بصير، يا لطيف يا خبير، يا عليّ يا كبير.
اكفِ شرَّ الظالمين، أصلِح شؤونَ المسلمين، اجعلنا في الصادقين، وألحقنا بالصدّيقين، وأنت راضٍ عنّا يا ربّ العالمين.
ربّنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.
نسألك لنا وللأمّة من خير ما سألك منه عبدك ونبيّك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذك منه عبدك ونبيّك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العظيم.
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
20 رَمضان 1446