دعاء ليلة 17 رمضان 1446 - الإيمان
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الإثنين 17 رمضان 1446هـ
( الإيمان )
نص الدعاء:
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.
اللهم يا حيّ يا قيّوم، وعدت المؤمنين بنصرك وعظيم جزائك وخيرك الوافر في الدارين. اللهم وها نحن بين يديك نشكرك على ما هديتنا إلى الإسلام والإيمان، ونسألك أن تحقِّقنا بحقائق الإيمان، وأن تزيدنا نور إيمان في كل لمحة ونفس أبدًا، يا أكرم الأكرمين.
اللهم قوِّ لنا الإيمان حتى نرقى أعلى ذُرى علمِ اليقين وعينِ اليقين وحقِّ اليقين، اللهم زدنا إيماناً في كل لمحة وفي كل نفس.
اللهم اجعلنا في خواصِّ عبادك المؤمنين (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
اللهم اجعل عَلاماتِ الإيمان كلَّها ثابتةً فينا وفي أهلِينا وأولادنا وأحبابنا وقراباتنا وجيراننا وطُلابنا وذَوِي الحقوق علينا، في جميع ما أنزلتَ في كتابك، وَبَلَّغَ حبيبُك ورسولُك، بِقدرتك يا أقدرَ القادرين وبكرمِكَ يا أكرمَ الأكرمين.
اجعلنا من (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
يا أكرم الأكرمين، يا أول الأولين، يا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا راحمَ المَساكين، يا أرحمَ الراحمين، يا حيّ يا قيّوم، قوِّ لنا الإيمانَ واليقينَ، واجعلنا يا حيُّ يا قيّومُ في خواصّ المؤمنين.
يا حيّ يا قيّوم، وما نصرتَ به أهلَ بدرٍ، وما نصرتَ به رسولَك المصطفى محمد ﷺ، وما نصرتَ به المرسلين، نسألكَ أن تنصُرَنا بذلك يا خيرَ الناصرين.
يا إلهنا، يا سيدَنا، يا مولانا، يا خالقَنا، يا بارئَنَا، يا موجدَنا، يا عالماً بنا، يا مُطَّلعاً علينا، يا من يَرَى سِرَّنَا، يا مَن يَعلمُ نَجْوَانَا، يا مَن بيده أمرُنا، حقِّقْنا بحقائقِ الإيمان، وارفعنا أَعلى مَرَاتِبِ الإحسَان.
يا مولانا، وجميعُ ما يعترِضُنا من القطع عنك، أو يريدُ إيقاعَ السُّوءِ بنا من إبليس عَدُوِّكَ، والدنيا، والأهواء، وشياطين الإنس والجن؛ اخْذُلهم وأبعِدْهُم وزَلْزِلهم عنا، يا الله اكفِنا شُرورَهم، واجعل كيدَهم في نُحورِهم.
يا الله، يا الله، أنت القائل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)؛ فاجعل اللهم مِن نَصْرِكَ لنا في الحياة الدنيا أَلَّا تُرِيَنَا في وجه مؤمنٍ ذِلًّة ولا في وجه كافرٍ عِزَّة.
اللهم اجعل مِنْ نَصْرِكَ لنا في الحياة الدنيا أن تردّ عنا كيدَ الهوى والنّفسِ الأمارةِ، وكيدَ إبليسَ وجُندِه من شياطين الإنس والجن أجمعين.
اللهم أرِنا وأسمِعْنا في المؤمنين في اليَمَنِ والشّام والمَشارِق والمَغَارِب ما تَقَرُّ به عينُ نبيّك وما يفرح به كلُّ وَليٍّ لك.
يا الله يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، دعاك نبيُّنا في مثل ليلتِنَا هذه وقلت: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)، فإنا نستغيثُك فاستجِبْ لنا، يا خيرَ مُغِيثٍ بالغياثِ الحثيثِ، ورُدَّ عنّا شرَّ كلِّ كَفَّار ومُفسِد وخبيث.
يا الله، غياثَك السريعَ الحثيثَ، غياثَك السريعَ الحثيثَ، تَرُدُّ بِهِ عَنَّا شرَّ كلِّ كَفَّارٍ وخبيث.
يا الله، يا الله يا الله، إذ اطّلعت اطّلاعةً على أهل بدرٍ فقلت: "اعملوا ما شِئتُم فقد غفرت لكم"، اللهم إنا نُحبُّهم فيك ومِن أَجْلِكَ، فاطَّلِعْ علينا الاِطِّلاعةَ الكريمةَ، وَهَبْ لنا مَواهِبَكَ الفَخِيمةَ، وأَرِنَا يا حيّ يا قيّوم وُجوهَهم في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة، وفي دار النظر والكرامة.
واجمعنا بسيِّدِهم وإمامهم حبيبِك المختارِ، نورِ الأنوارِ وسرِّ الأسرارِ. يا حيّ يا قيّوم، لا تُفَرِّقْ بيننا وبين حبيبِك السيّدِ المَعصُوم، يا حيّ يا قيّوم، فرِّجْ عنا وعن أمته جميع الهموم والغموم. يا حيّ يا قيّوم، حوّل أحوالَنا وأحوالَ أُمّتِه إلى أحسن الأحوال، وعافنا من أحوال أهل الضلال وفِعْلِ الجُهَّال.
يا حيّ يا قيّوم، يا قويّ يا قادر، يا مُقتدر، يا منتقم، ابطُش بأعدائك وأعدائنا يا قهّار، يا شديدَ البَطْش، يا جبّار، يا الله.
اللهم إنّهم اعتدوا على المؤمنين، ومدُّوا أيديهم للنيل من الأعراض والأموال والأنفس؛ اللهم فرُدَّ كيدَ أولئك المعتدين والظالمين والفاسقين من يهودَ ونصارى ومَن وَالَاهم ومَن شَايَعَهُم، ومزِّقهم كُلَّ مُمَزَّقٍ مَزَّقْتَه أعداءَك، يا حيّ يا قيّوم، انتصاراً لأنبيائك ورسلك وأوليائك، يا حيّ يا قيّوم، خَالِف بين وجوههم وكلماتهم وصُفوفهم. يا حيّ يا قيّوم، ادْحَرْهم واخذُلهم واهزِمهم.
يا مُنْزِلَ الكتاب، يا سريع الحساب، يا مُنشِئ السحاب، يا رب الأرباب، يا هازمَ الأحزاب، اهزِمْهُم وزَلْزِلهُم، اهزِمْهُم وزَلْزِلهُم، اهزِمْهُم وزَلْزِلهُم، ورُدَّ عن المؤمنين جميعَ كيدِهم ومكرِهم.
يا الله انصُرنا والمؤمنين، يا الله انصُرنا وأيِّدْنا وأهلَ الحق والهدى في جميعِ الأقطار. يا الله رُدَّ عنّا كيدَ الكفار والفُجّار والأشرار من جميع المعتدين والظالمين ومن والاهم.
يا قويّ يا متين، يا حيّ يا قيّوم، يا رحمن يا رحيم، يا عزيز يا كريم، يا نعم المولى ويا نعم النصير، عليك تَوَكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، فأدركنا يا كريم، وأغثنا يا مُغيث بالغياث الحثيث، رُدَّ عنا شرَّ كلّ جبار ومعتدٍ وكافر وخبيث، يا الله، يا الله، يا الله.
يا حيّ يا قيّوم، ارحم عباداً جعلتَ في قلوبهم من الإيمان ما جعلتَ، وجعلتَهم من أمة سيد من أرسلتَ، وأقمتَهم في ليالي شهرك الكريم حتى سألوك في ليلةِ يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان.
اللهم ها نحن بينَ يديك، والحالُ لا يخفى عليك. اللهم وَجَمْعَ المؤمنين والصادقين والمخلصين من الإنس والجن في المشارق والمغارب، احفظهُ واحرسهُ وأيّدهُ وأعنهُ، وكن لهم بما أنت أهله في جميع شؤونهم.
اللهم وجمعَ المعتدين الظالمين المفترين المفسدين، اهزمهم وزلزلهم واخذُلهم واجعل الدائرةَ عليهم، اشغَلهم بأنفسهم، واكفِ المسلمين جميعَ شُرورهم، يا حيّ يا قيّوم، يا الله.
هذا الدعاءُ ومنك الإجابةُ، وهذا الجُهدُ وعليك التُّكلان. حقِّقنا وجميع أهلنا وذرياتنا وأصحابنا وطلابنا بحقائق الإيمان في كل شأن، وزدنا إيماناً حتى نَلقاك على أكملِ علم ِاليقين وعين اليقين وحق اليقين وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
نسألُكَ لنا وللأمَّةِ من خير ما سألك منه عبدُك ونبيُّك سيّدُنا محمّد ﷺ وعبادك الصالحون، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدُك ونبيُّك سيّدُنا محمد ﷺ وعبادُك الصالحون.
وصلى الله على سيدنا محمّد النّبي المصطفى وآله وصحبه وسلّم.
18 رَمضان 1446