للاستماع إلى المحاضرة

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الأربعاء 17 رمضان 1445هـ

( الإيمان )

نص الدعاء مكتوب:

 اللّٰهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

اللّٰهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ {رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أنت ٱلۡوَهَّابُ}

اللّٰهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

اللّٰهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ {رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ}

{رَبَّنَاۤ إِنَّنَاۤ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

{رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَة وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدا} 

اللّٰهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ {رَبَّنَا ظَلَمۡنَاۤ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ}

{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

 اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.

{رَبَّنَاۤ ءَامَنَّا بِمَاۤ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِینَ}

 اللّٰهُمَّ إِنَّكَ تخصّ بالإيمان من سبقتْ لهم منك السوابق بالسعادة الكبرى؛ فتزيدهم إيمانًا في كل لمحة، وتبوّئَهم أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين؛ فترفعَهم بذلك المراتب الرفيعة في شهودك، وإنّا نمدّ أكفّنا إليك أن تكرمنا بما أكرمت به أولئك المقرّبين وعبادَك الصالحين، يا حيّ يا قيّوم يا أرحم الراحمين؛ 

زدنا اللّٰهُمَّ إيمانًا وحقِّقْنا بحقائق الإيمان واليقين، واجعلنا مُتّصفين بصفات المؤمنين، مُتخلّقين بأخلاق المؤمنين، عاملين أعمال المؤمنين، منتهين عما ينتهي عنه المؤمنون.

يَا رَبَّنَا زدنا إيمانًا ويقينًا، وتولّنا في جميع شؤوننا، في ظاهرنا وخافينا، يا مولانا وصفْتَ المؤمنين بأوصافٍ عليّة غاليةٍ في كتابك العزيز؛ وإنَّا لا نقوى على الاتّصاف بها إلَّا بتوفيقك وعطفك ولطفك ورحمتك؛ فوفِّّقنا واعطف علينا وارحمنا وأكرمنا بالاتّصاف بها، اجعلنا من خواصّ المؤمنين {ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ}، قُلتَ عنهم: {أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ} فألحقنا بالمؤمنين حقاً؛ لطفا ومَنّاً وفضلا وجودا ورفقا.

اللّٰهُمَّ اجعلنا نترقّى في مراقي الإيمان في كل آن، وأعِد علينا عوائدَ أهل بدر وما أودعت قلوبهم من إيمان؛ اللّٰهُمَّ أودعت قلوبَ أولئك الأكابر حقائق الإيمان واليقين فَوَفَوْا بعهدك ونصروا رسولك، فارحمنا بهم وأعد علينا عوائد ما أودعت قلوبهم؛ فاستودعها قلوبَنا، وأهِّلها لذلك وهيّئها حَتّٰى نسلُكَ مسالكهم، وندخل مداخلهم، ونُحشر يوم القيامة معهم، برحمتك يا أرحم الراحمين. 

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ارفع درجات أهل بدر أصحاب نبيّك محمّد، وأصحابه الذين حضروا معه ذلك المشهد يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، واجزهم عنّا وعن الأمّة خير الجزاء، واجمعنا بهم في دار الكرامة والهنا، ولا تحد بنا عن سبيلهم، ولا عن مسلكهم ولا ذرة يا حي يا قيّوم يا الله. اللّٰهُمَّ إنَّا من أجلك أحببناهم؛ فحقّقنا بحقائق محبّتهم، واحشرنا في زمرتهم يا حيّ يا قيوم يا الله. 

اللّٰهُمَّ اجعلنا في خواصّ المؤمنين الذين تزيدهم إيمانًا في كل نفَس وحال ولحظة وحين، ورقّنا أعلى مراقي علم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين، يا أكرم الأكرمين، اطَّلِع علينا الاطّلاعة التي اطّلعتَها على أهل بدر، وحدّثَنا عنها نبيك الصادق في السر والجهر، وقال وما يدريك لعل الله اطّلع على أهل بدر اطّلاعه، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم، يا من أكرمتهم إِنَّا نحبّهم ونواليهم من أجلك، فأكرمنا بتلك الكرامة، واجعلنا معهم في البرزخ ويوم القيامة، ودار الكرامة ودار السلامة، يا حي يا قيّوم يا حي يا قيّوم.

اللّٰهُمَّ وقد تجمّع عُصابة الكفر على أولئك المؤمنين فاستغاثوك فنصرتهم، اللّٰهُمَّ ونحن من أتباع حبيبك، وما جاء به وما دعا إليه أهلَ بدر ومن قَبلهم ومن بعدهم، آمنا به وبما جاء به، وقد تكالب أعداؤك وأعداؤه على المؤمنين في زمننا ووقتنا، وجمّعوا جموعهم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم؛ وليس لنا إلَّا أنت نستغيثك يا حي يا قيوم، بما استغاثك به النبيّ المعصوم، وما استغاثك به أهلُ بدر فأغثنا بالغياث الحثيث يا حي يا قيوم، ورُدَّ عنّا مكر الماكرين من المعادين لك ولرسولك؛ بمكرك الذي لا يقهر، وردّ عنّا كيدهم بكيدك الذي لا يُغلب، يا الله يا حي يا قيوم، برحمتك نيستغيث ومن عذابك نستجير. 

اللّٰهُمَّ يا قويّ يا متين إليك استندنا وعليك اعتمدنا، وعليك توكّلنا وإليك أنبنا؛ فبمحمد وأهل بدر انصرنا واحفظنا، واكلأنا وسدّدنا وأيِّدنَا.

اللّٰهُمَّ انصرنا بنصرك العزيز المعزّر، وأيّدْنَا بتأييدك السّنيّ الأكبر، وأهلِ الحق والهدى من المؤمنين الصّادقين في مشارق الأرض ومغاربها. اللّٰهُمَّ اجمع شملهم، اللّٰهُمَّ ألِّف ذات بينهم، اللّٰهُمَّ زدهم إيمانًا وهدى، اللّٰهُمَّ ردّ عنهم كيد الأعداء. 

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ تداركنا وأمّة نبيك السيّد المعصوم، وبلّغنا ما نروم وفوق ما نروم، من عطاءك الذي يُعدّي جميع الظّنون والوهوم.

يا حي يا قيّوم ارفع البلاء وسلطة الأعداء عن أهل غزة الضفة الغربية وأكناف بيت المقدس، وعن المسلمين في السودان وفي الصومال وفي العراق وفي ليبيا وفي الشام وفي اليمن، يا عالم السر والعلن، يا دافع الفِتن والمحن، يا كاشف الضرّاء، يا دافع البلاء، يا سامع الدّعاء، يا حي يا قيوم، أدرك أدرك أدرك أدرك سريعًا، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ أغث أغث أغث أغث وآتنا ما نرجو جميعًا يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ.

حقِّقنا بحقائق الإيمان واليقين، واجعلنا في خواصّ الهُداة المهتدين، واجعل لنا ما بقي من رمضان زيادةً في الإيمان في كل نفسٍ ولمحة، وما بقي من الأعمال حَتّٰى نلقاك على أعلى مراتب الإيمان وعلم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين، نُحِبّ لقاءك وأنت تُحِبّ لقاءنا.

هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان. 

يا الله كلُّ ما يُضعف الإيمانَ ويُخبئ نورَه؛ أبعده عنّا وعن أهلينا، أبعده عنا وعن أولادنا، أبعده عنّا وعن أصحابنا أبعده عنّا وعن قراباتنا وطلابنا، أبعده عنا وعن جيراننا، أبعده عنا وعن المؤمنين والمؤمنات، يا الله يا الله يا الله.

اشحن بأنوار الإيمان واليقين قلوبنا، اشحن بأنوار الإيمان واليقين قلوبنا، اشحن بأنوار الإيمان واليقين قلوبنا؛ حَتّٰى نعبدك كأنّنا نراك، ونفوز بفضلك وكرمك وقُربك ومحبتك ومعرفتك ورِضاك يا الله.

نسألك لنا وللأمّة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذك منه عبدك ونبيّك سيّدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوف رَّحِیمٌ}

 يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ

{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}

{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}

وصل الله على سيدنا محمد النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم.

تاريخ النشر الهجري

18 رَمضان 1445

تاريخ النشر الميلادي

27 مارس 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية