(228)
(536)
(574)
(311)
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الشيخ حسين مولى خيلة بحارة خيلة، مدينة تريم، 5 رمضان 1445هـ، بعنوان:
موسم رمضان ومتعلقاته في الفكر والسلوك للفرد والأمة
الخطبة الأولى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمد لله، الحمد لله مُهيِّئ الأزمنة ومواسمها لِرُقي المؤمنين أعلى الدرجات، ولِنيل غفر الذنوب والسيئات، سبحانه مِن إله كريم عظيم أحاط علماً بالظواهر والخفيات، أحاطت قدرته بكل شيء فبيده ملكوت الأرض والسماوات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جامع الخلائق ليوم الميقات، فيحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، فتتهاوى منهم جميع الأفكار والاعتبارات، ولا يبقى إلا ميزانه بالرفع بالحسنات والتعذيب بالسيئات، فيا فوز الذين غنموا الأيام والساعات.
وأشهد أن سيدنا ونبينا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، خاتم النبوة وسيد أهل الرسالات، أكرم الأولين والآخرين على رب البريات، اللهم صلِّ وسلم وبارك وكرم على عبدك المختار سيدنا محمد الذي جاء منك بالآيات البينات، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار أهل الصدق والسبق في الظواهر والخفيات، وعلى من والاهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الميقات، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين من رفعْتَ لهم القدر والشان والمنزلة والدرجات، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى ملائكتك المقربين، وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا مجيب الدعوات، ويا مقيل العثرات، ويا غافر الذنوب و الخطيئات، يا أرحم الراحمين.
أما بعد،،
عباد الله فإني أوصيكم وإياي بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، وجعل الصوم كبقية الطاعات السبب الموصل إلى التحقُّق بها والرُّقي في مراقيها، فقال ﷻ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، أي تستمسكوا بحبل التقوى، وتظفروا بحقيقةٍ من حقائقها في السر وفي النجوى، فتفوزون وتؤوبون إلى جنات أزلفت للمتقين (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ).
رمضان موسم عظيم للمؤمن:
أيها المؤمنون،، في تطلّعكم إلى الرُّقي في مراقي تقوى عالم سرِّكم ونجواكم وظاهركم وخفاياكم، وبما يسَّر لكم من السبيل، ووهبكم من الموسم الجليل، موسم التوبة والإنابة، موسم التلبية والاستجابة، موسم التصحيح للمسار، موسم الغفر للذنوب والخطيئات والسيئات والأوزار، موسم التنقية للقلب والفؤاد والباطن عن الغش والغل والأكدار، موسم التزوّد بأشرف زاد للقاء رب العباد، عالم كل خافٍ وباد، موسم الذي تظهر فيه آثار المؤمنين بالمعاد والمرجع إلى الإله الذي خلق.
ويتميّزون في الفكر والسلوك والحركة والسكون عمَّن لا يؤمن بيوم الحساب، من كل متكبر ومتذبذب وجاهلٍ وطاغٍ وباغٍ ومارق، من أنواع الكفرة والفجار الذين بلَغتهم دعوة الله فأبوا وأصرّوا إلا أن يردّوها ويستجيبوا للأهواء والشهوات والنفوس، نسوا الخالق القدوس الذي خلقهم من لا شيء، (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) فأنشأهم من النُطف والعلَق والمُضغ، وحوَّلهم إلى هياكل عظمية فكساها لحماً، ثم نفخ فيها الروح وأنشأها خلقا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين، نسوا خلْقهم ونسوا خالقهم، واغترُّوا بالسلطات واغترُّوا بالثروات واغترُّوا بالشهوات، وهذا مسلك الأفراد منهم والجماعات؛ شعوباً ودول، مِن كل من رفض الإيمان بالله عزَّ وجل.
فيا من مُيِّزتم بالإيمان وخُصِّصتم بنور التصديق بما أنزل الرحمن -لله الحمد- فلا نعمة في الوجود أعظم من أن يقذف في القلب نور الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله، وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره منه ﷻ وبالمصير إليه.
إنها النعمة الكبيرة التي من مات عليها فلا بد أن ينقلب إلى الجنة؛
إن كان من أرباب الطاعات المبتعدين عن السيئات أو مِمن تاب وصدقت توبته إلى الله فمات على التوبة الصادقة، وقد تعرَّض لتبديل سيئاته حسنات فمباشرة من غير عذاب.
ومن مات على هذا الايمان ولو على ذرة منه، ولكنه ارتكب سيئات -لم يُعفَ عنه فيها، ولم تُكفَّر بشيء من الحسنات، ولم يصدُق في التوبة منها- فيُعذَّب أجارنا الله من العذاب بقدر تلكم الذنوب، ومن يطيق عذاب القوي المتين!
(فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) من يطيق ذلك؟ وقد جعل لنا التذكرة بنار الدنيا، لا نطيق أن نمسكها ولا أن نمسك جمرة منها ولا دقيقة ولا نصف دقيقة.
آخر مؤمن يُخرج من النار إلى الجنة:
أيها المؤمنون،، فمن يطيق عذاب النار؟ فيُعذَّب أولئك أرباب الذنوب والسيئات، بقدر ما لم يعفُ الله عنهم من ذنوبهم ثم يُنقلون إلى الجنة، وآخرهم يخرج من النار بعد مضي سبعة آلاف سنة، فيكون آخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة:
فيُعطى في الجنة مثل الدنيا عشر مرات
ويطوف في منازله مدة ألف عام،
ويقف على رأسه كل يوم من الولدان والخدّام ثلاثمئة
ويزوَّج باثنتين وسبعين، ثنتين من نساء الدنيا وسبعين من حور الجنة
هذا أقلَّهم وليس فيهم قليل، ولكن بعد التعرُّض للعذاب.
نصيب من مات مكذبا:
أما من مات كافراً، أما من مات مُكذّباً، أما من خُتم له بخاتمة السوء والعياذ بالله تعالى؛ فلا يرى الجنة ولا يشمُّ ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام لا يشمُّه من ختم له بخاتمة السوء والعياذ بالله تبارك وتعالى.
ولو كانوا في الدنيا في ظاهر الإسلام والإيمان، لكنهم لسوء معاملتهم مع عالم السر والإعلان يُنزع من قلوبهم الإيمان عند الوفاة والعياذ بالله، فلا يموتون على شيء من التصديق ولا الإيمان.
يا مُقلب القلوب والأبصار ثبِّت قلوبنا على دينك.
خطر من طلب علم الدين لدنيا :
أيها المؤمنون،، كشأن من اتخذ علم الشريعة لعباً وهزواً ليجد به غرَضاً من غرَض الحياة الدنيا، من طلب علما مما يُبتغى به وجه الله لا يريد به إلا عرَضا من عرَض الدنيا، لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة، والعياذ بالله تبارك وتعالى.
وهكذا شأن المُستهزئ بالدين والذي لم يتقِّ الله ﷻ ولم يتمكن الإيمان من قلبه وظاهره أنه عالم، فكذلك كثير من الذين ظاهرهم على ظهر الأرض مسلمون أو مؤمنون يُختم لهم بخاتمة السوء والعياذ بالله تعالى، فلا يُحشرون إلا مع يهود أو نصارى أو مجوس أو مشركين أو ملحدين، نعوذ بالله من غضب الله.
رمضان غنيمة للظفر بمرافقة المصطفى ﷺ :
أيها المؤمن،، الموسم يُهيِّئك للحشر مع رسول الله، الموسم يُهيّئك للحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فاستجب الاستجابة الحقَّة واصدق مع الله تعالى في صيامك، لتتصل من خلاله بالتقوى ومن خلال قيامك، فإنه "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه" يصومه إيماناً تصديقاً وإيقاناً بما فرض الله وبما أوحى إلى رسوله ومصطفاه وبما شرع، وأنه الذي بيده ملكوت كل شيء والمرجع إليه، والمآل إليهاً وهو محاسبنا بما عملنا، إيمانا: يصوم إيمانا مُصدِّقاً محتسباً، واحتساباً: لا ينظر ولا يرقب إلا المكانة عند الله ﷻ، لا يُبالي بنظر الناس ولا يقصد المكانة عند خلق مثله، لا يملكون لأنفسهم ولا له نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، لكن احتسابا؛ طلباً للثواب والرضا، طلباً للقرب من العلي الأعلى.
صوم اللسان في رمضان :
ومن صام إيماناً صان صومه عن الغيبة التي هي صاعقة الأعمال الصالحة؛ تحبطها -ذكرك أخاك المسلم بما يكره- أحسبتَ أن الله كوّن لك لسانا لتلعب بها؟!
إنما خلق لك اللسان ومكّنك من النطق لتذكره ولتتلوَ كتابه، ولتتلوَ كلام نبيه المصطفى محمد ولتصلي عليه ﷺ، ولتستعين على حوائجك ولتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولتدخل السرور على قلوب المؤمنين، ولتتكلم بما ينفعك، وكل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا:
* ذكر الله وما والاه
* إدخال سرور على قلب مؤمن
* إفشاء السلام للمؤمنين
* الأخذ بخواطرهم
* الذكر للرحمن
* التعليم، الارشاد، النصيحة والتوجيه
* قراءة القرآن وقراءة الحديث الشريف
* التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير للعلي الكبير ﷻ
* والصلاة على محمد ﷺ
وما تعلَّق بذلك.
هذه منافع اللسان وفوائد اللسان، ومقصِد اللسان، لا لتعبث بها في هتك أعراض المسلمين.
ولقد خَطب نبي الرحمة وقال في منبره "يا معشر من آمن بلسانه ولم يُفض الإيمان إلى قلبه؛ لا تتبعوا عورات المسلمين، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته".
أيها المؤمنون بالله،، احفظوا الألسن عن الغيبة فهي صاعقة الأعمال الصالحة تحبطها، واحفظوها عن النميمة واحفظوها عن الكذب واليمين الكاذبة، وعن السب واللعن والشتم.
"الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يفسق فإن امرء قاتله أو شاتمه فليقول إني صائم، إني صائم".
ومن خلال هذا التدريب في نهار رمضان في ضبط اللسان يمتدّ معك إلى الليل، فيمتد إلى الموسم؛ فتخرج من الموسم مضبوط اللسان، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيراً أو ليصمت" فليقُل خيراً أو ليصمت (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
يا من أغواك عدوك، وساعدَت عدوك نفسك في إطلاق لسانه بما لا ينبغي ولا يليق: أفِق وخذ سر الصوم وبركته؛ ألا يسلم من لسانك أقاربك ولا أهلك ولا جيرانك؟ ألا يسلم من لسانك أحياء ولا أموات؟
صُن لسانك يا هذا الإنسان فإن وراءها خطاب "وهل يكبُّ الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟"
يا من تساهلتَ بالأمر، وظننتَ أن الجلوس مع الصديق ومع القريب في الكلام على الجار والكلام على الصاحب، والكلام على أهل البلد والكلام على الحي والكلام على الميت أمرٌ يسير، والله هو عند الله ليس بيسير، وهو عند الله ليس بحقير، ولابد أن يخاطبك؛ وإن قلت كلمةً في مسلمٍ لتشينه بها، ونسبتَ إليه عيباً ليس فيه، حُبِست في ردغة الخبال في النار حتى تأتي بنفاذ ما قلت، "من قال على أخيه المسلم كلمة ليشينه بها ليست فيه، حُبس في ردغة الخبال حتى يأتي بنفاذ ما قال" أتدرون ما ردغة الخبال؟ قال عصارة أهل النار -القيح والصديد- الخارج أكثره من فروج الزناة والزانيات يتجمَّع في مكان في النار ويسقى منه هؤلاء وأضرابهم والعياذ بالله تعالى، ويُحبس هذا في ردغة الخبال وسط هذا القيح والصديد، قلت عن فلان كذا فأتي بنفاذ ما قلت، فمن أين له أن يأتي بنفاذ ما قال! إنها أخطار.
حقائق الإيمان وليس صورها :
أيها المؤمنون،، إن حقائق الإيمان ليست صورة وليست مظهر وليست دخول جسد إلى المسجد، إنها دخول قلب إلى حظيرة المراقبة، إنها دخول قلب إلى حظائر القرب من الرحمن، إنها يقين بما أوحى، إنها استعداد للقاء والمرجع إليه ﷻ؛ هذه حقائق الدين، هذه حقائق الإسلام، هذه حقائق الشرع المَصون، هذه حقائق ما بُعث به الأمين المأمون صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
صفة قيامك بين بدي ربك في رمضان:
فلنصُم إيمانا واحتسابا، ولنقُم إيمانا واحتسابا، "ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه" القائم بالإيمان يستشعر عظمة من يقف بين يديه ويركع له ويسجد، إنه الله! علاقة بينك وبين رب السماوات والأرض أدِّها بطمأنينة، أدِّها بسكينة، أدِّها برغبة، أدِّها بفرح؛ إنك في مرتبة العز والشرف الأكبر، تقوم بين يدي عالم ما بطن وما ظهر ﷻ وتناجيه وتخاطبه، وقد قال لإمامك وقدوتك، قال سبحانه وتعالى لنبينا محمد: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا) فلا تحرم نفسك ثلاث تسبيحات ولو على الأقل تسبيحة تامة في الركوع، وتسبيحة تامة وتسبيحة تامة في السجود بطمانينة وحضور قلب.
قم رمضان إيمانا واحتسابا، إن مقامك هذا بين يد الله والله خير لك من التحدث مع إخوانك وأصحابك، إن مقامك هذا بين يدي الله خيرٌ وأطهر وأشرف من تقليب عينك في الجوال، إن مقامك هذا خيرٌ لك وأشرف من مشاهدة الشاشات، إن مقامك هذا ذُخرٌ لك وعزٌّ وشرفٌ.
أتُوثرُ عليه الوقت لأجل أن تُطالع الجواَّل؟ وتشاهد الشاشات؟ وتتكلم مع أصحابك؟ فتستعجل في الصلاة لتذهب إلى ذاك؟
والله الصلاة خير؛ هذه الساعات ساعات شرفك وعزك وكرامتك، أدِّ صلاة التراويح بطمأنينة، بسكينة، بفرح، برغب، بسجود لله؛ لا يسجد المؤمن في رمضان سجدة إلا جعل الله له بها شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها سبعون عاماً.
فوز المقبلين على الله في رمضان:
أيها المؤمن بالله ﷻ،، ما أعظم الموسم وما فيه، فأقبل بالصدق على إلهك الذي خلقك لتربح عليه لا ليربح عليك وهو الغني عن كل شيء. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ).
اللهم ثبت قلوبنا على الاستقامة، واجعلنا ممن يصوم رمضان إيمانا واحتسابا، ويقوم رمضان إيمانا واحتسابا، ويقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا، وهب لنا خيرات أيام الشهر ولياليه، ولا تحرمنا الخير الذي فيه، واجعلنا عندك من خواصِّ أَهْلِيهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
والله يقول وقوله الحق المبين: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، وقال تبارك وتعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وثبتنا على الصراط المستقيم، وأجارنا من خزيه وعذابه الأليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله الحي القيوم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كاشف الهموم والغموم، ومُكفّر السيئات وغافر الخطيئات لمن يُقبِل بالصدق عليه فيُصلي له ويصوم، ونشهد أن سيدنا ونبينا وقرة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله النبي الطاهر المعصوم.
حال النبي ﷺ في رمضان :
كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، ويجتهد في العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها من رمضان، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك المصطفى محمد أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فهو في رمضان أجود بالخير من الريح المُرسَلة، صلِّ اللهم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار في دربه، وآبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وملائكتك المقربين وعبادك الصالحين وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد،،
عباد الله،، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فيا من أكرمك الله بالإيمان وجعلك في خير أمة أُخرِجت للناس، وبلَّغك شهر رمضان ووفَّقك للصيام والقيام؛ تمسَّك بالصدق معه فإنه لا ينفع يوم الوقوف بين يديه إلا الصدق، قال الله: (هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، صُم صادقاً في صومك، قُم صادقاً في قيامك، واصِلْ أرحامك، بِرّ والديك -إن بقي أب أو أم- هُما لك في الحياة غنيمتك الكبرى، وإن قد انتقلا إلى البرزخ فاستغفر لهما وزُر قبريهما وأهدِ لهما من الصدقة والعمل الصالح ما يُيسِّر الله لك، بِرَّ والديك، تنفيذاً لأمر الرب، استجابةً لدعوة الخالق (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ).
العزة لله ورسوله :
أيها المؤمن،،، لا تُعرِّض فكرك لطوائف الكفر فإنهم أهل المكر وأهل الشر والغدر، (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ)
وكل مسلم -فردا أو جماعة- اتبع هؤلاء؛ انظروا ماذا يحصل له في حياته! يُستعبد ويسُتسخر به، وتذهب حقائق ما عنده من أي نوع من أنواع الخير، لأن يلعب بها أولئك فيردوه على عقبه فينقلبُ خاسراً، يخسر الدنيا والآخرة (ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
قال في المنافقين ﷻ: (ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) اعتزَّ بربك العزيز الذي له العزة كلها، ولا يعزُّ من عباده إلا المؤمنين، وباطلا ظنّ الذين كفروا يقولون: (لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) ويظنون ويتوهمون أنفسهم أعِزة، وأن رسول الله وأصحابه المؤمنين الصادقين أذلة، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وقد أُذِلّوا وانتهوا وبقي ذكر رسول الله مرفوعاً، وأصحابه الصادقين معه رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
وهكذا في كل قرن وفي كل زمان وفي كل مكان، لا يبقى الذكر الجميل إلا لأهل تقوى الله، ولقد ذهب النمرود وذهب فرعون وذهب قوم نوح وذهب عاد قوم هود وذهب ثمود قوم صالح، وذهب أكابر الملوك والسلاطين من الذين كذَّبوا الأنبياء بسوء المصير، و(خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، (فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ).
أيها المؤمنون،، والمحكمة مقبلة ليحكم الجبار بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، فلا ترضوا أن يلعب الكفار على أوقاتكم ولا على أفكاركم عبر الأجهزة وسواها، ولا على أخلاقكم وسيَركم، وخذوا الشرف من تعليم من خلقَكم وإليه مرجعكم ومرجعهم ومرجع الأولين والآخرين، (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم).
منة الله علينا ونعمة الجزيلة وحال الأمة:
أيها المؤمنون بالله،، مِنَّةٌ أدركتم الشهر بارك الله لنا ولكم وللأمة فيه، وأدركتموهُ في لطف ويسر، وأدركتموهُ في عافية وصحة، إن إخوانكم من المسلمين ما يمرُّ عليهم في خلال الأربعة الأيام التي مرت من رمضان ويومكم الخامس هذا، يوم ولا ليلة إلا تعرَّضوا لقصف، إلا تعرضوا لقتل، إلا تعرضوا لتجريح، إلا تعرضوا لتهديم بيوت، إلا تعرضوا لأسلحة دمار؛ في الوقت الذي يخرج فيه المحتاجون إلى مساعدات قليلة تصل، أقلّ مما يحتاج إليه أهل المنطقة، وإذا جاءوا إلى مكان أخْذ المساعدة، إذا بالقصف يأتيهم من فوق ويضربهم.
مآسٍ كبيرة يقودها حضارة زمانكم، تقودها التقدُّم في وقتكم، يقودها الدول الكبرى والنظام الكبير كما يدَّعون، يقودها الكفر، يقودها الضلال، فادعوا الله لهم في لياليكم وأيامكم، يكشف الله الضر عنهم ويرد كيد المعتدين الظالمين الغاصبين، ويدفع عن المسلمين جميع شرورهم، ولكنهم ما وصلوا إلى هذا حتى لعِِبوا بقلوب كثيرة من المسلمين، وأخرَجوا تعظيم الله وتعظيم رسوله من قلوب شباب الأمة، وأغروَهم بالمسكرات والمخدرات والشبو والآفات، وأغرَوهم بالمناظر المحرمات التي ليس فيها خير لهم ولا منفعة ولا مصلحة، غير الانحراف وغير أن تتغلب عليهم الشهوات، فتصرفهم عن مصالح الدنيا والآخرة وعن خير الدنيا والآخرة.
مسؤولية الفرد والاسرة في دفع الشرور:
أيها المؤمنون بالله ﷻ،، إن الله لعن بالخمر وجميع هذه المسكرات والمخدرات ثمانية؛ لعن الخمر وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه.
لا تظنُّ وأنت تعلم أن صديق أُغري وأخذ هذا الشبوَ يسلِّمه لذا وكان في شبكة الفسقة لنشر هذا السوء أنك تسلم من الإثم إن لم تزجره، إن لم تبتعد عنه.
ولا تحسب أيها الأب المتساهل، وولدك يُؤخذ في أهل هذه المساوي والقبائح، وأنت تظن ولدك ولياً من الأولياء وخيِّراً من الأخيار، لأنك غافل عن تربيته، لأنك غافل عن تقويم إيمانه، لأنك غافل عن حسن متابعته، ولا تظن أنك تنجو من المُساءلة والمطالبة "ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته"، إنها مشاريع الفَجرة والكَفرة ليفسدوا في الأرض (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)
فاصدقوا مع الله، اصدقوا في صومكم وقيامكم، واصدقوا في تلاوتكم للقرآن، وتجنّبوا كل ما يسخط الجبار الأعلى أقوالاً وأفعالاً ومعاملات، ألا إن الدين المعاملة.
الدعاء :
رب بارك لنا في أيام رمضان ولياليه، واجعلنا عندك من خواصّ أهليه، وفِّر حظنا من المغفرة، وفر حظنا من الرحمة، وفر حظنا من العتق من النار، واعتقنا يا ربِّ من النفاق، واعتقنا يا ربِّ من الذنوب والسيئات، واعتق رقابنا من التعلق بمن دونك والالتفات إلى ما سواك يا حي يا قيوم.
وفر حظنا من ليالي الشهر وأيامه وأنعِم علينا بإكرامك فيه، وما تخص به المقبلين عليك والمقبولين لديك يا رب العالمين.
وأكثروا الصلاة والسلام على مُنقذكم من الكفر والشرك والضلال، خاتم الإنباء والإرسال محمد باهي الجمال، بدر الكمال، الشفيع الأعظم يوم المآل، فإن رب العرش أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بالملائكة وأيَّه بالمؤمنين، فقال مخبرا وآمراً لهم تكريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صلِّ وسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، السراج المنير البشير النذير، عبدك الهادي إليك محمد.
وعلى الخليفة من بعده المختار، وصاحبه وأنيسه في الغار، مؤازره في حاليي السعة والضيق؛ خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصديق.
وعلى الناطق بالصواب حليف المحراب، المنيب الأواب، ناشر العدل؛ أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب.
وعلى من استحيتْ منه ملائكة الرحمن، مُحيي الليالي بتلاوة القرآن، أمير المؤمنين ذو النورين؛ سيدنا عثمان بن عفان.
وعلى أخِ النبي المصطفى وابن عمه، ووليِّه وباب مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب.
وعلى الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانتي نبيك بنص السنة، وعلى أمهما الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشة الرضا.
وعلى الحمزة والعباس وسائر أهل بيت نبيك الذين طهرتهم من الدنس والأرجاس، وعلى أهل بدر وأهل أحد وأهل بيعة الرضوان، وسائر الصحب الأكرمين والأنبياء والمرسلين والعباد الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أعلِ كلمة المؤمنين، اللهم دمِّر أعداء الدين، اللهم اجمع شمل المسلمين اللهم ألف ذات بين المؤمنين، اللهم اجعل رمضان هذا من أبرك الرمضانات على أمة حبيبك أجمعين.
اللهم ارفع البلاء والشدائد عن المسلمين في غزة وفي ضفة الغربية، وفي أكناف بيت المقدس واحمِ بيت المقدس واحفظه واحرسه يا حي يا قيوم، واكشف عنا وعن المسلمين الهموم والغموم، وانظر إلى المسلمين في مختلف البلدان والقطار، وادفع عنهم شر الفجار والكفار والأشرار، وحوِّل أحوالهم إلى أحسن الأحوال، يا محول الأحوال، وعافنا وإياهم من أحوال أهل الضلال وفعل الجهال.
اللهم والمقاتلين املأ قلوبهم بالإيمان واليقين ولا تجعل لهم قصدا إلا أن تكون كلمتك هي العليا، وانصرهم بنصرك العزيز المؤزَّر يا خير ناصر، يا قائلا (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) انصرنا وأهل الحق والهدى، وادفع اللهم شر جميع العِدا، وتولَّنا فيما خفي وما بدا، هاهنا وغدا يا حي يا قيوم.
اللهم اجعل هذا الشهر من أبرك الرمضانات علينا وعلى أمة حبيبك المصطفى في الظاهر وفي الخفاء، وافتح فيه أبواب الفرج وتقويم المِعوج ورفع الضيق والحرج، واجمع شمل المسلمين وألِّفْ ذات بينهم، وارزقنا حقيقة الصيام والقيام والصلاة والزكاة والأعمال الصالحات والحسنات المقبلات.
ونزِّهنا يا مولانا عن السيئات والذنوب والمخالفات، طهِّر اللهم قلوبنا عن النفاق وحصِّن فروجنا عن الفواحش، واحفظ ألسنتنا وأعيننا وأسماعنا وهيئها للنظر إلى وجهك الكريم، وسماع كلامك في يوم الهول العظيم، آمنين مطمئنين إلى جنات النعيم.
يا علي يا كريم لا تجعل في جمعتنا أحدا إلا نظرت إليه فانصرف وقلبه عليك مقبل وهو لديك مقبول، أنِلْنا غايات السول واغفر لنا ووالدين وَمَشَايخِنَا وَالْمُتَقَدِّمِينَ فِي مَسَاجِدِنَا وَدِيَارِنَا وَاجْمَعْنَا بِهِمْ فِي دَارِ الْكَرَامَةِ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا.
أعِزَّ الإسلام وانصر المسلمين، أذل الشرك والمشركين، أعلِ كلمة المؤمنين، دمِّر أعداء الدين، اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم يا كريم.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
عباد الله،، إن الله أمر بثلاث ونهى عن ثلاث (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروهُ على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر.
07 رَمضان 1445