مرور السنوات وواجب اغتنام الأوقات والاستجابة لنداء الحق وخاتم الرسالات

للاستماع إلى الخطبة

خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع النور، في حارة القرن، بمدينة سيئون، 16 محرم 1447هـ بعنوان: 

مرور السنوات وواجب اغتنام الأوقات والاستجابة لنداء الحق وخاتم الرسالات

ذكر في الخطبة أهمية طلب العلم الشرعي، وحذَّر من الجهل بأحكام الطهارة والصلاة، مؤكّداً على مسؤولية تعليم الأهل الدين، وأن بر الوالدين من أعظم القربات، ويبيّن أن الهجرة الحقيقية هي هجر المعاصي، مع التنبيه على تجنب التقليد الأعمى لعادات الغرب، داعياً للثبات على السنة وحفظ وحدة المسلمين.

لتحميل الخطبة pdf (اضغط هنا) 

 

1- لمشاهدة الخطبة عبر اليوتيوب (البداية)

2- لمشاهدة تكملة الخطبة (اضغط هنا)

الصورة

 

نص الخطبة مكتوب:

     الحمد لله، الحمد لله الواحد الأحد الخلّاق الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، جامع الأولين والآخرين ليوم يقوم فيه الناس لِرَبِّ العالمين، فيحكُمُ لمن شاء بالجنات والنعيم في دار الخُلد المقيم، وعلى من يشاء ممن كفر وطغى وعصى بدخول نار الجحيم والعذاب الأليم.

وأشهد أن سيدنا ونبينا وقرّة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، ونبيّه الهادي إلى الصراط المستقيم، صاحب الهجرة والإسراء والمعراج والغزوات، والرأفة والرحمة والإنابة والإخبات، عظيم الأخلاق حبيب الخلّاق.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدك المختار، نورك المبين خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار، ومن والاهم فيك واتبعهم واقتفى الآثار على مدى الأطوار، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين معادن الهُدى والأنوار، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى ملائكتك المُقرّبين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعد،،،

     عباد الله، فإني أوصيكم وإياي بتقوى الله، فاتقوا الله عباد الله، وأحسنوا يرحمكم الله، إن رحمة الله قريب من المحسنين.

اغتنام الأعمار :

   يا أيها المؤمنون، مِنَ الذين استقبلتم عاماً هجرياً جديداً مِن أعوام هجرة نبيكم المصطفى المختار، وهي مراحل من أعماركم تمُرّ عليكم، تقربون بها إلى لقاء إلهكم المَلِك الغَفّار.

وتتوالى عليكم بها الساعات المعدودات والأنفاس المحدودات إلى ساعة لقاء الحقّ جل جلاله وتعالى في علاه. 

فالمؤمن العاقل الفَطِن الكريم مَن أحسن اغتنام هذه الساعات وعَلِم ما في مرور الأيام والأشهر والسنوات من غنيمة يلقاها إذا أقبل على عالم ظواهر الأمور وخفاياها، ومن خطر كبير إذا أهمل أمر العلي الكبير وغفِل عن النهاية والعاقبة والمصير.

حال القلب في بداية العام الجديد :

   أيها المؤمنون بالله، قد مضى أكثر الشهر الأول من العام السابع والأربعين بعد الأربعمائة والألف من هجرة نبيكم المصطفى محمد ﷺ، فكيف حال قلب كل واحد منكم؟ 

ولا ينظر رب السماوات والأرض إلا إلى قلبك!

وكيف حال باطن كل منكم في نياته وفي وِجهاته، وفي معاملته لعالم ظواهره وخفيّاته، وفي استعداده لملاقاته؟ 

وفي قيامه بما فرض عليه سبحانه في نفسه وأسرته وأهله وأولاده، ووالدَيه وأرحامه، وجيرانه وأقاربه؟ 

كيف حاله في المعاملة مع كتاب الله، ومع سنة رسوله ومصطفاه؟

 كيف حاله مع الفرائض وحضور القلب والخشوع فيها؟ 

و ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾.

كيف حاله مع ما فرض الله عليه مِن زكاة أو صيام، وما فرض الله تبارك وتعالى عليه من صدق في القول وأمانة في المعاملة؟

تذكر هجرة النبي ﷺ :

   كيف هجرته وهو يتذكّر هجرة المصطفى محمد، ومصاحبة الصديق له عليه رضوان الله تبارك وتعالى، ومكثُهما في الغار ثلاث ليال يترقبان الأخبار ويتابعهم المُتربِّصون بهم من كل جانب، ووصلوا إلى الغار وكفاهم الله شرهم.

وبكى الصديق وقال: يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لرآنا، وإن أَمُت أنا فإنما أنا ابن أبي قحافة، ولكن إن تهلك أنت يا رسول الله تهلك الأمة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبا بكر، ما ظَنُّكَ باثنينِ اللهُ ثالثُهُما"، ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾.

تضحيات أبي بكر وآل بيته:

    أيها المؤمنون، ترك الصديق أمواله، وكان له ستة دكاكين بمكة أغلقها واحداً بعد الآخر، مشتغلاً بالقيام بأمر الله ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى أنفقها في سبيل الله وأخرج ما بقي معه في هجرته هذه.

وكانت ابنته أسماء تَصعد ذلكم الجبل المرتفع إلى الغار الذي آوى إليه رسول الله وصاحبه في الليلة الأولى والثانية والثالثة، وهو مرقىً صعب، وهي مع ذلك حامل في بطنها والجنين في أحشائها، وحاملة الطعام إلى رسول الله وأبيها الصديق عليهما رضوان الله تبارك وتعالى.

ذلكم بيت الجهاد والاجتهاد، فماذا عملنا أمام هذه الرسالة وهذا البلاغ من رسول الله عن الله تبارك وتعالى؟

حقيقة العلم النافع:

    أيمضي العمر والسنة بعد السنة وأنت تجهل أحكام الطهارة والوضوء والغسل، وأحكام الصلاة فرضها ونفلها، وواجبات عليك أوجبها الله تعالى في طلب العلم، ولا تبالي بمرور العمر على هذا الحال؟!

أما نَزَّلتَ عظمة الله منك منزلة تستحق أن تفكر في طلب العلم النافع الشريف، العلم الصحيح الذي يُثمِر الخشية من الله؟ ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.

لا عِلم الكبر ولا العجب ولا الغرور، ولا السب ولا الشتم ولا التفريق بين العباد، إنما العلم نور يقذفه الله في القلب يُتَفقَّه به في الدين، فيمتلئ القلب خشية من إله العالمين جل جلاله وتعالى في علاه.

العلم بالأعمال يزكو وبالأحوال ** وليس بالأقوال وكثرة الجدالِ

 العلم خشية كله ** يُعرَف بذاك أهله

مسؤولية تعليم دين الله :

    أيها المؤمنون، يقول نبينا الأمين المأمون: "طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ"، ويقول: "لا يلقى الله عبد يوم القيامة بذنبٍ بعد الشرك بالله أعظم من جهالة أهل بيته بأمر دينهم".

 أعظم الذنوب بعد الشرك أن تجيء يوم القيامة وزوجتك تجهل دينها، وابنتك تجهل دينها، وابنك يجهل من أمور دينه ما يجهل.

 أما عَلِمتَ المسؤولية؟ 

أما سمعت قول رب العالمين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ ؟ 

أيُغنيكَ أنك علّمتهُ حِرفةً أو مِهنة، أو خرّجتهُ من كُلّيةٍ أو جامعة أو دراساتٍ عُليا، وهو يجهل أمر دين الله المفروض عليه في عينيه وفي لسانه وفي بطنه وفي فرجه وفي يديه وفي رجليه، فيما فرض عليه من طاعةٍ وعبادة، وما حرَّم عليه من أنواع المآثم المتعلّقة بالأعضاء والمتعلقة بالقلب؟!

    أيها المؤمن، مَن خلقك ومن أوجدك؟ ومَن سطح لك الأرض وهيأها ومهّدها ورفع السماء من فوقك؟ إنه الله وحده، أنزل الكتاب وختم الرسل بمحمد، وقد وجّه إليك الخطاب.

 فقُم بأمر الله تبارك وتعالى، وتعلم ما يلزمك وعلِّم أهل بيتك، وافتح لأولادك المجال لأخذ العلم النافع الذي ينوِّر القلب ويُطهِّر الضمير ويُثبِّت القدم على خير مسيرك، في أدبٍ مع الإله الخبير جل جلاله وتعالى في علاه.

وبالوالدين إحساناً :

    أيها المؤمنون بالله جل جلاله وتعالى في علاه، أيدخُل الشهر الأول من العام الجديد وأحدُنا في غفلته عن حُسن برّه بأبيه وأمه، ومعرفة حق كبار السن، وهو من أمور الشرع المصون الذي جاء به الأمين المأمون؟

 بل أنزل الله الكتاب وحُكمه في الكتاب: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وذَكَر حال الكِبَر والشيخوخة والطَّعن في السن من أحد الوالدين: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾، وفوق ذلك كله، وهذه المعاملة وهذا التذلُّل وهذا القول الحسن والقول الكريم والتجنب أن تنطق بلفظة "أف"، تدعو لهما: ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾، ألا إن من أكبر الكبائر عقوق الوالدين.

المهاجر من هجر ما نهى الله عنه :

    أيها المؤمنون بالله، كيف تمر الأيام والأشهر أوالسنون علينا، ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾.

 ألا وإن الهجرة لمُذَكِّرة لنا بِهَجر ما نهانا الله عنه، وقد جاءنا في مسند الإمام أحمد بن حنبل عن رسول الله: "والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ".

وجاءنا في الصحيحين وغيرهما: "والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه"، وفي لفظ: "والمهاجر من هجر ما حرّم الله عليه".

ألا وقد قال صلى الله عليه وسلم: "المسلِمُ من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ، والمؤمنُ من أمنَهُ النَّاسُ علَى دمائِهِم وأموالِهِم، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".

هجر النظر للمحرمات :

أتمرّ بك الأيام ولا تهجر ما حرَّم الله عليك النظر إليه؟

وتتساهل بالنظر في عبر جوال أو شاشة من الشاشات إلى ما حرّم الله عليك النظر إليه؟

وأنزل الله: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾.

فهؤلاء المحارم الذين ذكر الله، وغيرهم لا يجوز للمرأة أن تبدي زينتها ولو كانت الزينة مخفية، فالله يقول في نفس الآية: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾، وذلك صوت الخلخال في الرِّجل إذا مشت، إذا حركت رِجلها فيُسمع صوت الخلخال، كان ذلك حراماً عليها، ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾، فإذا كان ضرب الرِّجل ليُسمع صوت الخلخال حرام، فكيف بإبراز الزينة بعد ذلك؟

الحجاب وتغطية الزينة :

حتى غُشَّ الناس وجيء لأهليهم ولنسائهم بما يسمى حجاب، ولكنه مزخرف ومنقرش، فهو يحتاج إلى حجاب، لأن الله لم يشرع الحجاب للنساء إلا لتغطية الزينة، فإذا كان هو مُزيَّناً فيحتاج إلى تغطية.

فما شُرِع الحجاب إلا لتغطية الزينة، وذلك أن إظهارها للزينة لا ينفعها ولا ينفع المجتمع من حواليها، ولا يجنون منه إلا أن يتصيّدهم عدو الله بإرسال الخواطر السيئة والنظرات القبيحة وخائنة الأعين وما يؤدي إليه من الفساد في الواقع والمجتمع، من غير أن يستفيدوا من وراء ذلك فائدة.

 إنه تبرج الجاهلية الأولى، والجاهلية الأخيرة في زماننا تدعو إلى ما كان عليه الجاهلية الأولى.

غزو العقول قبل الديار :

فَكُن أيها المؤمن على بصيرة، أنت صاحب دين وصاحب إيمان، وصاحب منهج رحماني.

أكُلَّما أوردوا عليك من الشرق أو الغرب عادةً لك أو لولدك أو لزوجتك اتبعتهم فيها؟ ويل لكل ناعق، ويل لكل من يتبع كل ناعق، ويل للرعاع.

قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "لا تَكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولَكن وطِّنوا أنفسَكم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا"

فَدَع عنك عادات اليهود والصهاينة والملحدين والفُسّاق، يريدون أن يغزونك إلى عقلك وإلى قلبك فيسهل عليهم غزو دارك بعد ذلك، وقد وصلوا بمختلف الأيادي إلى دارك وإلى الثروة التي في بلدك ولعبوا بها، وفرّقوا بين المسلمين وضربوا بعضهم ببعض! وانتهت حضارتهم إلى ما يقتلون كل يوم من الأبرياء والأطفال والنساء والعُزل، وما يخرِّبون من البنى التحتية، والعالم يتفرج من هنا وهناك! وهذه الحضارات والأنظمة المتقدمة، كل همّها مراعاة مصلحة نفسها، لا تبالي بهذا التجري وهذا السفك للدماء وهذه الجرائم المنتهكة والإبادات الجماعية، والعياذ بالله تبارك وتعالى.

كُن مع الصادقين :

أترضى بعد ذلك بعاداتهم؟ أم بأخلاقهم؟ من قدوتك؟ إن القدوة الذي ارتضاه لك رب العرش والسماء محمد بن عبد الله.. أتخرج عن سنته؟ من أجل كلام هؤلاء أو هؤلاء؟ أو من أجل عرضٍ عرضوه عليك وإغراءٍ أغروك به؟ اثبُت على السنة الشريفة، اثبت على قدم الأخيار، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾،

كونوا مع الصادقين، من الصادقون؟ هؤلاء الأفاكون الكذابون الفاجرون المجرمون؟ من الصادقون؟ 

إنما الصادقون محمد وأصحابه وأهل بيته وخيار الأمة، كن معهم بأمر ربك، لا مع عدو الله ولا مع عدوك في الحقيقة وإن كنت لا تشعر.

غنى المسلمين بقدواتهم الصالحة:

    أيها المؤمن بالله، نحن في غِنىً أن يعلمونا عادةً أو يوردوا إلينا موضةً أو طريقةً من نسج عقولهم وخيالاتهم وأفكارهم الساقطة.

معنا منهجٌ من السماء جاء، ومعنا قدوةٌ أسمى ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾.

ومعنا مهاجرون وأنصار سبقوا فكتب الله لمن اتبعهم رضوانه: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

   أيها المؤمنون، هذه مهمة الأيام والليالي، وهذا نور الله المتلألئ، وهذه الدعوة إلى ارتقاء المقام العالي، على لسان عبد الله ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن له يوالي.

خاتمة الخطبة الأولى:

 اللهم املأ قلوبنا باليقين والإيمان، واسلك بنا مسالك أهل الإحسان، وأعذنا من شر النفوس والشيطان، واجعلنا من أهل المراقبة لك والخشية منك في السر والإعلان، وأسعدنا بأعلى السعادة في الدنيا والبرزخ ويوم وضع الميزان، يا كريم يا منان.

والله يقول وقوله الحق المبين: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. 

وقال تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ * مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

وقال تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وثبتنا على الصراط المستقيم، وأَجارنَا من خِزْيِهِ وعذابه الأليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

   الحمد لله، منه المُبتدأ وإليه المصير، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. 

ونشهدُ أن سيدنا ونبينا وقرّة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير. 

اللهم أدِم صلواتك على عبدك المختار سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه، وعلى آبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المُقرّبين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اغتنام يوم الجمعة :

أما بعد،،،

    عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله أن تمرّ بكم الأيام بغير اغتنام، أن تمر بكم الليالي بغير إقبال على مولى الموالي.

 اتقوا الله أن تحضروا الجمعة ثم تنصرفوا منها بلا إقبال قلبيِّ صادق على الإله الخالق، فوالله ما شرع لنا الجمعة إلا لنتذكّر، وإلا لنتنوّر، وإلا لنتبصّر، وإلا لنهتدي، وإلا لنرتقي.

وفي ذلك يقول نبينا: "من اغتسل يوم الجمعة أو توضأ ومس ما عنده من طيب ثم جاء إلى الجمعة وأصغى إلى الخَطِيبِ ولم يلغُ، انصرف وغفر الله له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام". إنها مجامع مغفرة ومجامع تذكرة وتبصرة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 فيحرُم على من وجبت عليه الجمعة بعد الأذان للجمعة أن يشتغل بأي شيء يُلهيه عن السعي إلى الجمعة، ﴿فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 وننصرف من الجمعة بنورها وخيرها ومعناها: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

أثر الجمعة في تصحيح المسار :

   أيها المؤمنون بالله، اتقوا الله جل جلاله أن تمرّ الجمعة على أحدكم وهو غافل القلب عن مهماته وواجباته في أسرته وفي نفسه، في طلبه للعلم، في رعايته لحق الوالدين وكبار السن، في صِلَته للأرحام، في إقامة الفرائض واجتناب المحرمات والبعد عنها، وتطهير قلبه وأعضائه عما نهى عنه رب السماوات والأرض جل جلاله وتعالى في علاه.

الاستعداد ليوم العرض :

    أيها المؤمنون، استعدوا ليوم العرض، فإن الله جامعكم: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾. 

    أيها المؤمنون، علائق المودَّة والمحبة بين المؤمنين يجب أن تُحفَظ، ويجب أن تُعزَّز وأن تُكرَّم وأن يُحرص عليها، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾. 

ألا وإن مشروع إبليس في الأمة التحريش بين الناس، "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، فإن يطمع في شيء ففي التحريش بينهم"، هكذا روى الإمام مسلم عن سيدنا المصطفى محمد ﷺ، أيِسَ عدو الله أن يتحول مصلٍّ إلى مشرك بالله، أن يعتقد أن مع الله إلهاً آخر أو شريكاً آخر، لا يكون هذا أبداً كما أخبر نبي الهدى، ولكن طمعه في التحريش، يُحرِّش بينهم حتى يؤذي بعضهم بعضاً، وحتى يظلم بعضهم بعضاً، وحتى يسب بعضهم بعضاً، وحتى يكفر بعضهم بعضاً، "سِبابُ المسلمِ فسوقٌ ، وقِتالُه كفرٌ"، "من هجرَ أخاهُ سنةً ، فهو كسفْكِ دمِه"، "فهو كسفك دمه" يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

"لا يحلُّ لمسلمٍ أن يَهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثٍ فمن هجرَ فوقَ ثلاثٍ فماتَ دخلَ النَّارَ"، والعياذ بالله تبارك وتعالى.

خاتمة الخطبة الثانية:

    أيها المؤمنون، مُهمات وواجبات جاءتنا من رب البريات يجب أن نقوم بِحقها، وأن نتعاون على إقامتها، ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.

 اللهم اجعل عامنا هذا من أبرك الأعوام على أهل الإسلام والإيمان، وارفع اللهم عنا فيه الظلم والظلام والآفات والعاهات والشرّ والمُحرمات وجميع ما يوجب الندامات في يوم القيامة، يا حي يا قيوم يا أرحم الراحمين.

وأكثروا الصلاة والسلام على نبيكم الذي أمركم الله بالصلاة عليه، وابتدأ بنفسه وثنّى بملائكته وأيّه بالمؤمنين، فقال مخبراً وآمراً لهم تكريماً: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

وهو القائل صلى الله عليه وسلم: "إن أَولَى النَّاسِ بي يومَ القيامَةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً"، وهو القائل: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك المختار خير البريات سيدنا محمد، وعلى مؤانسهِ في حال السَّعَة والضيق، مؤانسه في الغار والقائم معه بحبل وثيق، خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصديق. 

وعلى الناطق بالصواب، حليف المحراب، المُنيب الأواب، أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب. 

وعلى مُحيي الليالي بتلاوة القرآن ومُنفق الأموال في سبيل رِضا المنّان، من استحيت منه ملائكة الرحمن، أمير المؤمنين ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان.

وعلى أخ النبي المصطفى وابن عمه، ووليه وباب مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب، ليث بني غالب، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب. 

وعلى الحَسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانتي نبيك بِنَصّ السنة. 

وعلى أمهما الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشة الرضا، وعلى سائر أصحاب نبيك الكريم وأهل بيته المُطهرين، وعلى من والاهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

الدعاء :

  اللهم أعِز الإسلام وانصُر المسلمين، اللهم أذِل الشرك والمشركين، اللهم أعلِ كلمة المؤمنين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم اجمع شمل المسلمين.

 اللهم ألِّف ذات بين المؤمنين، اللهم انصر الحق وأهله، وتولّنا بما توليت به من هديتهُ سواء السبيل. 

اللهم فرِّج كروب الأمة، واكشف الغمة، وأجلِ الظلم، اللهم ارفع الظلم والاعتداء على أهل غزة وأهل الضفة الغربية وأكناف بيت المقدس، وعلى أهل الشام وأهل اليمن والمسلمين في المشارق والمغارب. 

اللهم اجمع قلوب المسلمين على الصدق معك والوفاء بعهدك والاتباع لنبيك المصطفى محمد. 

اللهم اخْذُل أعداءك أعداء الدين، من جميع المعتدين الظالمين الغاصبين ومن والاهم، مزِّق اللهم شملهم وشتِّت جمعهم وفرِّق بينهم ورُدَّ كيدهم في نحورهم وادفع عن المسلمين جميع شرورهم، يا منزل الكتاب يا سريع الحساب يا منشئ السحاب يا هازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم، يا قوي يا متين، يا حي يا قيوم.

يا من بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله، لا تصرفنا من جمعتنا هذه إلا بقلوب مقبلة عليك، مُتذللة بين يديك، راجية لما عندك، خائفة من عذابك وعقابك، متوجهة بالكُلِّية إليك في جميع شؤونها.

يا حي يا قيوم وأصلح القلوب والقوالب، وادفع عنا البلايا والمصائب، واجعل العام من أبرك الأعوام على أمة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم في المشارق والمغارب.

اللهم أصلحنا وأصلح مَن في صلاحه صلاح المسلمين، ولا تهلكنا وأهلك مَن في هلاكه صلاح المسلمين.

اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وذوي الحقوق علينا، وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. 

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾.

نسألك لنا وللأمة خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عباد الله، إن الله يأمر بثلاث وينهى عن ثلاث، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر.

 

 

تاريخ النشر الهجري

16 مُحرَّم 1447

تاريخ النشر الميلادي

11 يوليو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

الأقسام