عزُّ المؤمنين بتبعية نبيهم وتنزُّهِهم عن الانحطاط بتبعية أعداء الله في مختلف شئونهم

للاستماع إلى الخطبة

خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في مسجد الحبيب علوي بن أحمد الحامد في منطقة محيصن، وادي بن علي ، مديرية شبام، وادي حضرموت، 22 ربيع الثاني 1446هـ بعنوان: 

عز المؤمنين بتبعية نبيهم وتنزههم عن الانحطاط بتبعية أعداء الله في مختلف شئونهم

الصورة

لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/K220446-pdf

نص الخطبة :

الخطبة الاولى: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

الحمد لله، الحمد لله الملك الحي القيوم، الأول الآخر الظاهر الباطن، بيده ملكوت كل شيء، وإليه مرجع كل شيء. 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، منه المبتدأ وإليه المصير. 

ما فاز أحدٌ من خلقه في السماوات والأرض إلا بحُسن عبوديته لهذا الإله، وخضوعه لجلاله تعالى في علاه، وعلى قدر خضوعهم له رفعهم، وعلى قدر استكبارِ من استكبرَ خَفضهم ووَضعهم.

وأشهد أن نبينا وقرة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، ونبيه وحبيبه وصفيه وخليله، أرسله بالهدى ودين الحق لِيُظهره على الدين كله ولو كره المشركون. 

فلبّت قلوبٌ دعوته، وأجابوا نداءه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وصدقوا في الإقبال به على مولاهم فأُسعدوا وكانوا خير الناس في خير الأمة، وشقيَ أقوامٌ بالإعراض عنه، والاستكبار عما جاء به، فشَقُوا وكانوا أشقى الخلائق في مختلف الأمم. 

اللهم صل وسلم على عبدك الأكرم سيدنا محمد الهادي إلى المنهج الأقوم، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار ومن سار على سبيلهم واتبعهم في كل ما خص وعمّ، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين. 

تقوى الله :

   أما بعد.. عباد الله فإني أوصيكم وإياي بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبلُ غيرها، ولا يرحمُ إلا أهلها، ولا يُثيبُ إلا عليها، وإنّ الواعظين بها كثير، وإن العاملين بها قليل، فكونوا من القليل العاملين، لتَحظوا بخيرات الدنيا والدين. 

مراتب اتباع النبي ﷺ :

    أيها المؤمنون، تقوى الله أن تتَّقِيَ سخطه وغضبه وعقابه الذي لا يُطاق، بأن تترك كل ما نهاك عنه ظاهراً وباطناً، وتُبادر إلى فعل ما أمرك به من الأقوال والأفعال والصفات والأحوال ظاهراً وباطناً، خشيةً منه ومعرفةً به ومحبةً له وتعظيمًا لأمره، هذه تقواه، مراقبة له في السر والجهر، وعملٌ بما جاء به حبيبه البدر، وأن يكون هواك تَبَعاً لما جاء به هذا النبي المصطفى الأتقى، سيد أهل الُتقى ﷺ، فهو حبيب الله المُنتقى، لك الشرف بمتابعته، بل لك محبة رب الأرض والسماء على قدر متابعتك لهذا النبي الأرفع الأسمى، الذي خاطبه ربه بقوله: (قل)، وأمره أن يخاطبنا ويوجه الكلام إلينا: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

ولك في الاتباع لهذا النبي محمد ﷺ مراتب وأحوال، وليس المُتبعون له على درجة واحدة،

  •  وأوفاهم نصيباً من محبة الله: أعظمهم اتّباعاً لمحمد بن عبد الله، 

  • وأرفعهم درجة عند الله: أعظمهم استسلاماً وانقياداً واقتداءاً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،

 فهو القدوة ونعم الأسوة بارتضاء رب العالمين، 

بارتضاء رب العرش العظيم. 

بارتضاء خالق السماوات والأرضين.

والناس في هذه الدنيا يتّبعون أهواءهم، ويمضون وراء شهواتهم التي اختبرهم الله بها، وخلقها لهم:

  •  ليبلوهم أيهم أحسن عملًا، 

  • ليعلم من يخافه بالغيب، 

  • ومن لا يبالي بارتكاب العيب. 

  • ليظهر الفرق بين المؤمنين الصالحين والكافرين المفسدين. 

بئس الخلف متبعي الشهوات :

  أيها المؤمنون بالله أكثر الناس يتّبعون الأهواء والشهوات، ويضيّعون الصلوات، وهؤلاء الذين يأتون من بعد الأنبياء فيَخلُفونهم ببئس الخلافة، ويخرُجون عن حقيقة الاقتداء. 

ذَكرهم الله لنا في كِتابه، وقال بعد أن أخبرنا بأخبارِ زكريا ويحيى ومريم بنت عمران وعيسى، وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وإسماعيل وإدريس، قال بعد ذلك وقد ذكر الأنبياء عموماً (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) بُعدًا وضلالًا.

ووادٍ في جهنم يحلون فيه (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) طردًا وبُعدًا وضلالًا، وسقوطًا والعياذ بالله في سخط الله، ووادٍ في جهنم يسمى الغَيّ. 

عظمة الصلاة في الشريعة :

أيها المؤمنون، عاب الله على هؤلاء يأتون من بعد الأنبياء؛ فيضيّعون الصلاة فتكون سبب لسقوطهم وسبب لتسلُّط الشهوات عليهم. 

فالصلاة الصلاة،، ما أعظمها عند الله، تلقّاها سيدنا رسول الله فوق السماوات العُلا، فرضها الله ليلة الإسراء والمعراج، ثم لم يزل يُحثُّ عليها حتى لحظة مماته وساعة وفاته ﷺ، يرفع يده ويقول: يا عباد الله الصَّلاةَ الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكم.

التنبيه من تضييع الصلاة :

فيا خيبة من يتهاون بالصلاة ويُضيّعها، أو يُضيّع شروطها وواجباتها وأركانها، يُضيّع حُسن الطهارة لها، لا يُحسن الاغتسال من الجنابة، لا يعرفُ النية، لا يعرفُ الشروط، لا يُحسُن الوضوء، ثم لا يُحسِن الصلاة.

ويل له، فكيف إذا أخرها عن وقتها؟ 

وهو السهو الذي قال عنه: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، قال ﷺ: "يؤخرون الصلاة عن وقتها".

فوائد الحرص على الصلاة :

    أيها المؤمنون، المؤمن يَحرص على الصلاة وعلى الجماعة في الصلاة، وعلى المشي إلى المسجد ما استطاع، وعلى حضور القلب والخشوع في الصلاة، وهو يسمع عالم الظهور والبطون يقول: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾.

    أيها المؤمنون، بإقامة الصلاة وأَمر الأهل بها، ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴾، إشارة إلى أنها من أسباب تيسير الرزق المبارك والرزق الطيب؛ المحافظة على الصلاة، وأدائها في الجماعة، ومن حافظ على الجماعة في الصلوات الخمس فقد ملأ البر والبحر عبادة.

قال ابن مسعود صاحب نبينا ﷺ : "ولقد رأيتُنا وما يَتخلَّف عنها - أي الجماعة - إلَّا مُنافِقٌ مَعلومُ النِّفاق". 

    أيها المؤمنون بإقام الصلاة ننتصر على الشهوات، والذين ذمهم الله قال: ﴿أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾، وباتباع الشهوات يقودهم عدوهم وهو إبليس الرجيم.

الضلال بسلاح الشهوات :

وانظروا إلى المخالفين من المسلمين لشريعة ربهم، تجد أكثرهم إنما ضلّوا بسلاح الشهوات الذي استعمله ضدهم عدوهم إبليس، استعمل شهواتهم:

  • في كسب المال 

  • أو في قضاء آراب النفس 

  • أو في السلطة، أو إلى غير ذلك

وأخذهم بذلك: 

  • إلى أن انتهكوا الحُرمات، 

  • إلى أن تركوا الواجبات، 

  • إلى أن أضاعوا المهمات، 

  • إلى أن ارتكبوا ما نهى عنه رب الأرض والسماوات، 

  • إلى أن آذوا بعضهم البعض، 

  • إلى أن ضروا بعضهم البعض، 

  • إلى أن تجاوزوا الحدود في واجباتهم، 

(اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا).

شرَفُك أيها المؤمن باتباع حبيب الرحمن وصفوته محمد، لك بذلك الشّرف الأفخر، واتباعه في جميع العبادات، بل ولك مجال في اتباعه في العادات، فإنه ﷺ  صاحب النور الذي لا يختارُ من المباحات إلا ما هو أجمل وأفضل وأكمل وأقرب وأهدى.

وبذلك حرَص الرعيل الأول من صحابة نبينا على اتباعه في عاداته ﷺ فضلاً عن عباداته، ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾،

 فانظر ما تصبح وتمسي فيه في البيت، هل هو على اتباع النبي؟ أو على اتباع الشهوات؟ 

من رضي أن يكون في بيته صوَر خبيثة وصوَر مُستنكرة خارجة عن الأدب وعن الحشمة وعن الحياء وعن المروءة؛ فقد اتبع الشهوات ولم يتبع محمداً فيما يجري في بيته، لم يتَّبع محمداً فيما يدور وسط منزله، اتبع الشهوات! 

آداب البيت المسلم:

محمد ﷺ  يُعلّمك أن تدخل المنزل بالرجل اليمنى، وأن تُسمي الله، وأن تعمر البيت بذكر الله، وأن تستمر على غضّ البصر عما حرّم الله، وأن لا يدور في بيتك إلا ما يرضاه.

 "البيتُ الذي يُقْرَأُ فيه القرآنُ، يتراءى لأهلِ السماءِ كما تَتَراءَى النجومُ لأهْلِ الأرضِ".

توجيهات نبوية في تربية الأبناء:

من رضي أن يبقى في بيته من يُؤخِّر صلاة الفجر حتى تطلع الشمس يوماً بعد يوم أو كثرة من الأيام فما أقام الاتباع في بيته لرسول الله ﷺ، اتبع الشهوات! اتبع شهوة النوم ورُبما كان سببها سهرٌ في غير طاعة الحي القيوم، سهرٌ على غير الخير فوَّتَ به صلاة الفجر هو أو زوجته أو أولاده الذين قد جاوزوا السبع، فضلاً عن من جاوز العشر الذي يجب عليه أن يضربه على تركها، إذا أصر على تركها بعد العشر، فضلاً عن من قد بَلغ أو قاربَ البلوغ. 

إهمالهم إضاعة لمسلك سيدنا محمد في البيت وفي الأسرة وأهل البيت؛ لأجل هذا وجب أن تقوم بيوتنا على الاتباع لمحمد بن عبد الله. 

توجيهات للنساء من القرآن :

قال الله تعالى لأمهات المؤمنين سيداتنا زوجات سيد المرسلين: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾. 

 ما معنى فلا تخضَعن بالقول؟ 

إذا كلّمتُم رجلاً أجنبياً لا تُرقِّقوا الصوت، فَخِّموا الصوت، (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ وهو شهوة النظر الحرام أو الزنا والعياذ بالله (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ).

على ماذا نربي بناتنا :

فكيف من رضي لابنته -وربما كانت عذراء- أن تحمل الجوال و "هلو هلو" مع ذا وذاك، ونظرة بعد نظرة إلى هذا البرنامج والآخر. 

ربّاها على ماذا؟ على مُضادة منهج محمد! على ما يُحِبّه عدو الله إبليس وشرار من يعيشون معنا على ظهر الأرض من الفجار! 

الذين يجتهدون في نشر هذه المفاسد بيننا! قدَّمهم وقدَّم آراءهم على سنة محمد، وعلى أدب محمد وعلى القرآن (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ)؟ 

إذا ارتضى أن تذهب إلى مدرسة أو ثانوية مختلطة، أو فيها المُسارقة بالنظر الحرام إلى غير ذلك، أو إلى كلية من الكليات فيها الاختلاط، أهذا مُمتَثل لأمر رب الأرض والسماء أو مُنقادٌ لخطة أعداء من أعداء الله والرسول على ظهر الأرض؟ يريدون الفساد بيننا! 

بيّن لنا ربنا مُرادهم وخُططهم: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾.

القبح في الخروج عن الطبيعة :

(وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا) رجالكم ونساؤكم، ولا يُحبّون ميلاً قليلاً بل (مَيْلًا عَظِيمًا) يقول: ما في شيء ما في شيء والقلب طاهر! وكلمة وضحكة وإلى قفزة بعد ذلك. 

حتى يريدون أن يُصدّروا إليكم التلاعب بتقنين اللواط والشذوذ الشديد الذي يسمونه مِثلية، وما هو إلا قُبح، وما هو إلا خروج عن الطبيعة، لمّا أنذر سيدنا لوط قومه قال: (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ)، قرون آدم وأولاد آدم وأولاد أولاد آدم والنبي إدريس وأُمته إلى النبي نوح وأمته إلى النبي هود وأمته إلى النبي صالح وأمته، ما أحد جاء بهذه الخباثة، ما آدمي فعل هذا المنكر، (مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ)، قَدَر عدو الله فيكم؟ ما قدر في القرون الكثيرة هذه كلها، لم يُذكَر فيها هذا الفعل الشنيع أبدا، (إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)، هذا جهل وسماهم المُسرفين بنص القرآن.

الحضارة الغربية وآثارها :

يريدون أن يُصدَّروا إليكم هذا ويُصَدّروا ما انتهت إليه حضارتهم، ما الذي انتهت إليه حضارتهم؟ ما تشاهدونه؟ انتهت حضارتهم إلى أن يقولوا: يا ابن نُحَوِّلك بنت، يا بنت نُحَوِّلك ابن، لعب و مسخرة وتهتُّك إلى أبعد الحدود. 

وإلى ما هو أمامكم: ظلم وقتل للنساء وللأطفال، وضرب للمستشفيات وضرب للمساجد وضرب للعُزّل، هذه حضارتهم انتهت إلى هذا، كل الذي عندهم يُحبون تصديره إليكم فهل تتبعونه؟ ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾.

دور الأسرة في حسن التنشئة :

لكن محمد ﷺ  بأمر الرب الواحد الحق علمنا في أُسرنا: "مُرُوا أولادكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ"، إذا بلغوا عشر سنين قال لا يبيتوا على فراش واحد، فرِّقوا بينهم في المضاجع قبل ما يعرفون الشهوات وقبل ما تميل بهم الانحرافات، فرِّقوا بينهم ليَعيشوا ويَحيوا على عفافٍ ونقاءٍ وطُهرٍ من الصّغر ويمشون على ذلك.

هذا مسلك سيدنا محمد، لكن هؤلاء الذين جاؤونا بالأجهزة هذه وبرامجها وقعنا أتباعاً لهم مجاناً، حالهم كما قال إبليس ليقول لقومه في القيامة: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم﴾.

   بذلك أيها المؤمن أقِم أسرتك على تبعية محمد؛ تُهدى وتُرشد وتُسعد ها هنا وفي الغد، (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)، (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).

الزواج وعقد النكاح :

من ذلك جاءت الزواجات عندنا في شريعته بكل خير وبركة، وجُعل عقدُ النكاح من مجالس الذكر ومجالس العمل بالشريعة، يُستجابُ فيه الدعاء. 

وسمي عقد النكاح ميثاق غليظ، لأنه يتعلق بالمحافظة على الأعراض والقِيَم والعفاف والطهر، (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، يقول الله ﷻ: ميثاق غليظ، ميثاق الائتمان على الأعراض، الائتمان على الشرف والكرامة.

بذلك شُرع لنا فيه:

  •  أن ندعو الأخيار وأن نطلب الدعاء، 

  • شُرِع لنا فيه أن لا نعصي الله باختلاط رجال بنساء، 

  • ولا نستورد حركات صهاينة ونصارى ويهود وملحدين. 

تمسك بيده ويمسك بيدها أمام مجموعة، تُشرِّبه ويُشرِّبها! ما هذا؟! ما هذا العبث؟! ما هذه السقاطة؟! ما قلة الحياء هذه؟! ما هذه التبعية لأراذل خلق الله على ظهر الأرض! أبعد خلق الله من الله على ظهر الأرض هذا شأنهم، تجيء به إلى بيتكم، تجيء به في أيام فرحك؟! من هؤلاء الذين تتبعهم؟! 

اتباع النبي ﷺ في الزواج :

انظر كيف تزوجت فاطمة، انظر كيف تزوج حبيب الله خديجة من قبل البعثة، انظر كيف تزوجت أمهات المؤمنين، انظر كيف زَوَّج ابنته رقية ثم أم كلثوم بعثمان بن عفان.

 أو ما تحبه وما لك قدوة فيه؟! أردت واحد صهيوني، أردت واحد مُلحد، أردت واحد نصراني أو يهودي تتبعه؟! لا والله، لا شرف لك ولا خير إلا في اتباع نبي الخير محمد بن عبد الله ﷺ.

إعلان الفرح في الزواج بالمباحات:

وشَرع أن يُعبَّر عن الفرح بالآلات المباحة، وقال في حديثه الصحيح: "أعلنوا هذا النِّكاحَ، واجعلوهُ في المسجِدِ، واضربوا عليهِ بالدّف"، إلى غير ذلك مما جاءنا من اللهو المباح الذي قال عنه في البخاري، وقد تزوج بعض المهاجرين عند الأنصار وكانوا مستقبلين لهم فقال: "أَمَا كان معكم لَهْوٌ؟ فإنَّ الأنصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ" يعني بمثل هذا الطار، بمثل هذا الذي شرعه ﷺ  من الآلات المباحة في الشريعة المطهرة، ثم الحركات الموزونة غير المُخِلّة بالآداب وغير المُخِلّة بالقِيَم.

الجمعة وعظمتها في الشريعة :

    أيها المجتمعون على الجمعة شرف جُمعتنا تلبية لنداء إله وبلاغ مُصطفاه، قال لنا: ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)، لنتذكر في جمعتنا فتُغفر ذنوبنا ونخرج بصفحات بيضاء، وهِمّة عَليا في الاستقامة على منهج الرب.

اللهم قرِّبنا مع من قرّبت، واجعلنا محبوبين مع من أحببت، وأعِذنا من شرور أنفسنا، واجعل هوانا تبعاً لما جاء به حبيبك المصطفى محمد، وأحيِ سنته فينا وأهلينا وأسرنا وحياتنا، وأحيِنا على ذلك وتوفّنا عليه وأنت راضٍ عنا.

والله يقول وقوله الحق المبين: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ وقال تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، نفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ثبتنا على الصراط المستقيم وأجارنا من خزيه وعذابه الأليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية 

    الحمد لله حمداً نرقى به مراتب القُرب من الله والفهم عن الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.

اللهم صلِّ وسلم على المبعوث بالرحمة، نبيك المصطفى الذي جعلته لنا نعمة، وعلى آله وأصحابه أهل العزمة، وعلى من تبعهم بإحسان بصدقِ هِمة، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الراقين في الخير أعلى القِمّة، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى ملائكتك المقربين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعد،، 

     عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله عباد الله وأحسنوا يرحمْكُم الله، (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ). 

شرف التبعية لمحمد ﷺ :

    أيها المؤمنون بالله تعالى في علاه، تبعيتُكم لمحمد شرفٌ لكم وعِزٌ وكرامةٌ، في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة، وهو المرتضى من قِبَل رب العالمين لتتبعوه. 

فأنقذوا أنفسكم مما استهواكم من تبعية الفُسّاق وشرارِ خلق الله على ظهر الأرض، الذين أوردوا إلينا العادات القبيحة والمخالفة للشريعة، ولسنا تَبعاً لهم وهم لم يخلُقونا ولم يرزُقونا ولا مرجعنا إليهم، فلِمَ نتبعهم؟ أنُضيِّع شرفنا وكرامتنا وعِزنا في تبعية فُسّاق من أبعد الخلق عن الله الخلّاق؟! 

إنما شرفنا بتبعية محمد؛ في أكلنا وشربنا ولباسنا وزواجاتنا ودخولنا وخروجنا، وسفرنا وإقامتنا وزراعتنا وصناعتنا، وأخذنا وعطائنا وأقوالنا وأفعالنا. 

وقد أتانا خاتم الرسالة - بعد الأنبياء والمرسلين - بكل ما جاؤوا به من حالة

فعم كل الخلق بالدلالة ** وأشرقت مناهج الكمالِ

فكله فضلاً أتى ورحمة ** وكله حُكم هدى وحكمة 

وهو إمام كل ذي مهمة ** وقدوة في سائر الخصالِ

 

(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ) أي عظَّموه، (آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ)، عظَّموه؛ يفرحوا إذا سمعوا ذكره، يكثرون الصلاة والسلام عليه في كل وقت، وليلة الجمعة ويوم الجمعة خصوصاً، 

لِما صح: "إن من خير أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا عليّ من الصلاة فيها، فإن صلاتكم معروضة علي"، قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". 

وقال: "أكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء، واليوم الأزهر" يعني ليلة الجمعة ويوم الجمعة. 

وجاء بسند حسن: "من صلى علي عصر يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة".

وقد صح في سنن الترمذي عن نبينا قال: "إن أَولَى النَّاسِ بي يومَ القيامَةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً".

قوموا بِحَق التبعية والتعزير ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ﴾ القرآن والسنة الغراء (أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، اللهم اجعلنا من المفلحين. 

نصيحة لمن صلى الجمعة :

    أيها المجتمعون في جمعة فرضها الله؛ لنتذكّر ولنَتطهّر ولنَتنوّر: 

  • اخضعوا لجلال الله، فما فاز في الدارين إلا الخاضعون لجلاله تعالى في علاه، ومن تكبر وضعه الله، ومن تواضع رفعه الله.

  • واقتدوا بمحمد بن عبد الله في شؤونكم، في ظهوركم وبطونكم؛ تروا خير ربكم الواسع، ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾. 

  • وتحابّوا برَوح الله وتآلفوا؛ فإن الله يحب الألفة بين قلوب المؤمنين، وما تحاب اثنان إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه.

نور الجمعة والمقصد من الاجتماع :

    أيها المؤمنون بالله خُذوا من الجمعة نورها وسرها ومقصودها من غفران الذنب وصلاح القلب، والعود إلى البيت بهمة جديدة في الاستقامة على المناهج الرشيدة. 

بارك الله لنا ولكم في وجهاتنا ونياتنا وجميع حركاتنا وسكناتنا، وبلغنا من الخيرات فوق أمنياتنا.

وأكثروا الصلاة والسلام والتسليم على الرؤوف الرحيم، فإن الله أمر بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بالملائكة وأيّه بالمؤمنين، فقال مخبراً وآمراً لهم تكريماً: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللهم صلِّ وسلِّم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، عبدك المختار سيدنا محمد ﷺ . 

وعلى الخليفة من بعده المختار، وصاحبه وأنيسه في الغار، مؤازره في حاليي السعة والضيق، خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصديق.

وعلى المنيب الأواب حليف المحراب، ناشر العدل في الآفاق، واسع الخشية من الخلاّق، أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب. 

وعلى مُحيي الليالي بتلاوة القرآن، من استحيت منه ملائكة الرحمن، مُنفق الأموال في ابتغاء رضوان المنان، أمير المؤمنين ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان. 

وعلى أخ النبي المصطفى وابن عمه، ووليه وباب مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب.

وعلى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانتي نبيك بِنَص السنة، وعلى أمهما الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشة الرضا وأمهات المؤمنين وبنات سيد المرسلين، ومريم بنت عمران وآسية، وعلى السابقين الأولين المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا رحمن.

الدعاء :

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أعلِ كلمة المؤمنين، اللهم دمر أعداء الدين. 

اللهم اجمع شمل المسلمين على لا إله إلا الله، ومعاني لا إله إلا الله، وسر لا إله إلا الله، ومقتضى لا إله إلا الله ظاهراً وباطناً، وأحينا عليها وتوفنا عليها، واجعل آخر كلامنا من حياتنا الدنيا لا إله إلا الله، متحققين بحقائقها وأنت راضٍ عنا.

واقبلنا في جُمعتنا واصرفنا مغفوراً لنا جميع الذنوب، مستورةً لنا جميع العيوب، مكشوفةً عنا جميع الكروب. 

وبارك اللهم في مناسباتنا وزواجاتنا وأقوالنا وأفعالنا وحركاتنا وسكناتنا، بركةً تامةً كاملةً متنامية.

اللهم فرِّج كروب المسلمين في فلسطين وفي لبنان وفي السودان وفي الصومال، وفي العراق وفي ليبيا وفي الشام وفي اليمن، وفي جميع أقطار الأرض يا عالم السر والعلن. 

رُدَّ كيد المعتدين والظالمين والغاصبين في نحورهم، وادفع عن المسلمين جميع شرورهم، واجمع شمل المسلمين على تبعية نبيك الأمين، والتحقق بلا إله إلا الله ظاهراً وباطناً يا أكرم الأكرمين.

ونقِّنا عن الشوائب وارفعنا علِيَّ المراتب، واغفر لموتانا وأحيانا بمغفرتك الواسعة، واشفِ مرضانا وعافِ مبتلانا، واختم أعمارنا بالحسنى وأنت راضٍ عنا.

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾. 

﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾. 

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). 

﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾. 

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾

نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

اغفر لجميع المتقدمين في مساجدنا هذه وقُرانا وديارنا، واجمعنا بهم في دار الكرامة وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين.

عباد الله، إن الله أمر بثلاث ونهى عن ثلاث: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. 

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر.

 

تاريخ النشر الهجري

22 ربيع الثاني 1446

تاريخ النشر الميلادي

25 أكتوبر 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

الأقسام