فوائد من تفسير سورة الزخرف - 5 - رأس المصائب الغفلة عن ذكر الله

اقرأ: الدرس الخامس من دروس التفسير في رمضان:
لماذا تجد نفسك تقع في المعاصي رغم محاولاتك للابتعاد عنها؟ كيف يمكن للمرء أن يعرف: هل هو من أحباب الله؟ ما هو السر الذي يجعل بعض الناس في معية النبيين والصالحين، وآخرين مع الشياطين؟
تفسير سورة الزخرف -05- من قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} إلى الآية 46
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، صباح الأربعاء 5 رمضان 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
فوائد من الدرس:
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ)، بمعنى:
- - يُعرِض ويَتَولّى ويَغفَل.
- - يَمِل عن ذكر الرحمن.
- - ينصرف عن ذكر الرحمن.
- - يبتعد عن ذكر الرحمن جل جلاله، عن القرآن وذكر أسمائه وصفاته وعظمته وإحاطته.
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)؛ أصلُ البلايا والآفات؛ الغفلة عن عالِمِ الظواهر والخَفِيات.
- - إنما يُصطاد الإنسان ويُقتاد لأنواع الأسواء والمخالفات في لحظاتِ انقطاعِ قلبه عن ذكر هيبة هذا الإله؛ وعظمته والمصير إليه.
- - ما دام القلب مُمتلئًا: بالحضورِ مع الرب وذكر المصير إليه فلن يُسلَّط عليه الهوى ولا النفس ولا الشيطان؛ ولكن الغفلة عن ذكر الله هي المصيبة.
إذا ذكر الله خنس وابتعد عنه، فالوسواس الخنّاس الذي يخنَسُ إذا ذُكِر الله، وليس المراد ذكرُ اللسان، ولكن أن يستشعر القلب معاني اسمٍ من أسماء الله أو صفةٍ من صفاته وعظمته.
(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)؛ مُصاحِب، زَميل، مُرافق في أفكاره، في تخيُّلاته، في تصوراته، في إراداته، في حظوظه، في ليله، في نهاره، يصحبه في بيته وفي سوقه وفي الشارع وفي المسجد وحيثما كان ما دام غافلًا.
بعض الأنبياء سأل ربنا: ما علامتك في من تُحب حتى أحبه وفي من لا تُحب حتى لا أحبه؟ فأوحى الله إليه: إذا وجدت العبد يُكثِر من ذكري فاعلم أني أذنتُ له وأني أحبه، وإذا رأيت العبد لا يكثر من ذكري فاعلم أني لم آذن له وأني لا أحبه.
(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ)؛ يمنعونهم حقيقة السير إلى الله وحقيقة القرب من الله، يصدونهم عن سبيل الرُّشدِ والهُدى ويحولون بينهم وبين الاستقامة على ما يُحب عالم ما خفي وما بدا.
(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)؛ ويظنون في أنفسهم أنهم مُثقّفون، مُدرِكون، عالِمون، مُتطوِّرون، عارفون.
تجد مَن صدق مع الله وتمكَّن الذكر مِن قلبه مُرافق في فكره ويقظته ونومه، وذهابه وإيابه، ودخوله وخروجه وأعماله.. نبيين وصدقين وصالحين؛ يتذكرهم، يتذكر كلامهم، يتذكر أخبارهم، يتذكر بلاغهم، ليل ونهار وهو معهم والملائكة معه.
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ)؛ لا خير ولا هدى ولا سعادة ولا فوز لأحدٍ في الحياة الدُّنيا؛ إلَّا باتّباع الوحي الذي أوحينا وانتهاجِه في المنهج الذي ارتضينا، وما من شيء على ظهر الأرض يُصلح النَّاس ولا يُسعدهم غير ذلك.
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ)؛ من أراد الشَّرف من عبادي؛ فليسمع ما أقول لك، وليكن قَوِيَّ الاستمساك بما أوحيتُ إليك وأنزلت فإنَّ هذا الطَّريق الوحيد؛ لإسعادهم ولنيلهم حقائق الشَّرف والكرامة في الدارين.
نص الدرس مكتوب:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #سورة_الزخرف #تفسير #القرآن #تفسير_القرآن #درس_التفسير #درس_الفجر #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
09 رَمضان 1446