(228)
(536)
(574)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في ختم دورة الشباب في مسجد حسن, بحارة عيديد الشرقية , مدينة تريم
ليلة السبت 23 جمادى الأولى 1444هـ
بعنوان: ضرورة تقويم الوجهة إلى الرحمن وآثارها في مجتمعات أهل الإيمان
الحمد لله، وشرح الله صدوركم ونوَّرَ قلوبكم، وأخذ بأيديكم وقَبِلَ منكم جُهدَكم الذي وفَّقكُم له وجمعكم فيه، في دائرة وِجهة إليه سبحانه وتعالى وتلبية لِنداءه.
وهذه الشؤون المُقدَّسة التي هي أعظم ما يُواجهه الإنسان في حياته وِجهته إلى الله، التي قال عنها (وَلِكُلِّ وِجَهْةً هُوَ مُوَلِّيْهَا)، وأمر إمامنا وسيدنا وقائدنا ومعلمنا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلنها: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمَاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
هذه الوِجهة إلى الله جلَّ جلاله التي لا تقوم حقائقها وتنمو بانصراف الفكرِ إلى مُجرّد مُتَعِ الحياة الدنيا التي يشاركني في الفكر فيها مُلحِد ومُكذِّب وجاحد بالآخرة وجاحد بالكتب، ولكن أتميّز وأعتزّ بِتلبية نداء إلهي العزيز، وأن تكون عندي وِجهة هي التي جمعت شبابكم ومن معهم من الكبار، ودفعت هؤلاء القائمين على الترتيب والمُدرّسين في خلال إلقاء الكلمات عليكم والمواضيع التي وضعت في خلال هذه الدورة التي انعقدت في هذا المسجد، وِجهة إلى الرحمن جل جلاله وتعالى في علاه، تُدرِكون بها مِن مُهِمّتكم في الحياة التي خُلِقتم من أجلِها أنكم أرباب إيمان وتوحيد وشريعة مُعظَّمة ودينٍ بعث الله به خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فأنتُم إذَن على بصيرة ونور إذا فقِهتم وَوَعيتم خبر هذا الخاتم للنبوة الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والذي كنا نعهد قلوب أهل هذه البلدة رجال ونساء وصِغار وكبار مُمتلِئة بِمحبّته، بِتعظيمِه، بِمَوَدَّتهِ عليه الصلاة والسلام، إلى درجات تكون لِلخواص من قِبَلِ العامة الذين فهمُهُم للأحكام محصور فيما يلزمهم ويجب عليهم وقريب منه، ولكن رُتبتهم في هذا الإيمان وفي هذه الوِجهة رفيعة وشريفة جداً.
من غير شك الوِجهة هذه تُغضِب إبليس وتُغضِب من في صَفِّه، فلابُدّ أن يتجنّدون لِحرفِ هذه الوِجهة وصرفها عن التعظيم لله ورسوله، وكلّ ما نازلنا في مجتمعنا مِن خِططِ من يُريدون لنا أن نهوي في اتباع الشهوات، وأن نُقدِّمها، وأن نتصوّر كأن العمر والحياة جاءت لأجلِ هذه الشهوات التي وُضِعت فينا اختباراً لنا، ونجاحنا في تقويمها وضبطها وصرفها في مواطنها، سواء كانت شهوة قول أو فعل أو نظر أو نِكاح أو بناء أو مال أو ظهور.. كل الشهوات اُختبر الإنسان بها لِيُقوِّمها ويُعدِّلها ويُصلِحها، فتنصرف فيما أحلَّ الله وفيما أباح فتتحوّل إلى خيرات له، وإلا جنحت به وذهبت به يمنى أو يسرى عن سواء السبيل والعياذ بالله تبارك وتعالى.
وقال تعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي نقوم بحقيقة التقوى، أي نتوقّى ونحذر من سوء المصير ومن سوء العذاب، مِن النار، مِن الغضب مِن الجبار جل جلاله وتعالى في علاه، نتَّقي كلّ هذا بواسطة هذا التقويم للشهوات.
والتهذيب أيضاً للغضب، لأن الذي يرتكز في الإنسان شهوة وغضب، إذا اعتدلت هذه الشهوة صارت عِفةً وكرامةً وسخاءً ومُعاونةً وإحساناً إلى غير ذلك من المحامد، وإذا اعتدل هذا الغضب صار تربيةً وجِهاداً وتقويماً وحَذراً وحِراسةً وأمثال ذلك، عند الانحراف يتحوّل الغضب إلى بطش وإلى انتقام وإلى إساءة وإلى ظُلم إلى غير ذلك، كما تتحوّل الشهوات إلى انتهاك حرمات، إلى احتقار الناس، إلى أخذ حق الغير، إلى انتهاك الأعراض، إلى غير ذلك مما يحصل.
فالتزكية التي بُعِث بها نبينا صلى الله عليه وسلم تُقوّم لنا الشهوة والغضب حتى تكتمل فينا شؤون هذه التزكية فَنُفلِح (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلَهَمَا فِجُورَهَا وَتَقْوَاها قَدْ أَفْلَحْهَا مَنْ زَكَّاهَا).
وأين تتزكى إذا ما لنا في حاراتنا وفي مساجدنا وفي شبابنا ومع كبارنا مجالس،وفيها وِجهات إلى الله فيها تفقُّه في أحكام الدين والشريعة، وفيها تنبّه لِعموم ما وُجِّهنا له على لِسان النبوَّة، مِن صِحَّتنا الجسدية والعقلية، وصحتنا الروحية والقلبية، ومِن منافعنا لأن الله بعث الرسل لإكمال المعاش والمعاد، المعنى أنّ من خرج عن درب الرسل حتى لو ملكوا الدنيا كلها يعيشون في تعب في الدنيا قبل الآخرة.. ما يسعدون، وهكذا في أعمارنا القصيرة حصّلنا الدول التي قالوا أنهم تطوروا وما عاد في مشاكل عندهم نسبة الانتحار فيها أكبر من غيرها، ينتحرون الناس يموتون ايش السبب؟ مال موجود، شهوات مفتوحة، وإن بغى رقص وإن بغى غِناء، وإن بغى خمر وإن بغى مخدر، وإن بغى انتهاك حُرمات كله عندهم، بل سُعي في توفيره له وتيسيره له، ولكنه ضيقان زهقان بغى يموت، بغى يخرج من هذه الحياة.
وحَقَّ وعد الله {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعْمَى} لهذا كثير مِن الحقائق التي حلَّت بِمن خالف منهج الله هنا وهناك في عدد من الدول، وكانت نتائجها الحتمية أمراض أتعاب مشاكل، توفَد اليوم إلى بلاد المسلمين وُيحاوَل الترويج لها وكأنها شيء مبتكر جديد متعلق بالحضارة، وهم قد جرّبوهُ وذاقوا مرارته وتعبوا منه، لكنهم يُحبون يغشّون، يُحبّون يخدعون {وَيُرٍيْدُ اَلَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ اَلْشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيْلُوْا}، وما يكفيهم قليل ميل، بغوا {مَيْلَاً عَظِيمَاً} {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا}.
سبحان الله، ومع ذلك كله ومع تأثر من يتأثر بهم فترتيب وحِكمة الرحمن حتى في أماكنهم بدأ يفوق من يفوق ويرجع إلى الحق، ويبحث عن الحقيقة وعن الإسلام وعن الدين، وعن تبعيّة محمد صلى الله عليه وسلم من وسط دياره ومن وسط أماكنه، لأن الله وعد نبيه ليظهره على الدين كُلّه.
فنحن في حاجة في مجتمعاتنا أن نُصَحِّح الوِجهة ونُقيمها ونتعاون على ما يُبيِّن لنا الحقائق، نسلَم به من مُخادعات الداعين إلى المهاوي وأنواع الضلالات وأنواع الفسق، إما صراحة وإما مُبطّن، مُلبّس بتلبيسة، قال تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ} ولكن {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}.
بفضل الله تبارك وتعالى موجود عندكم العلم المُسند إلى أصله ومصدره، موجود عندكم من يُعلّم ومن يُرشد من جميع فئات مجتمعنا، فنحتاج إلى التعاون والتكاتف والتآلف والتكامل بيننا البين، ونُوقِن أن كلّ ما يُملى علينا لِنتفرّق أو لِنتباغض أو لِنتباعد أو لأن يحتقر بعضنا بعض، أو لأن يُعرض بعضنا عن بعض فضلاً عن أن يؤذي بعضنا بعض، كلّ هذه الإيحاءات معلولة خبيثة مصدرها إبليس والنفس والهوى، مُضادّة لِدعوة الحق ودعوة رسول الحق ودعوات الأنبياء والمرسلين، فما بُعثوا إلا لجمع الشمل، بل قال الله أنا ما خلقتكم وفرّقتكم من آدم وحواء إلى شعوب وقبائل إلا لِتعارفوا، ما هو لتخالفوا وتتقاتلوا.
{يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم من ذَكْرٍ وَأُنْثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوا} مقصود تتعارفون من شأن تتآلفون، مِن شأن تتكاملون، مِن شأن تتِمَّ النعمة عليكم، ما هو شعوب وقبائل من شأن تتعصّبون ومن شأن تؤذون بعضكم البعض ومن شأن يطغى بعضكم على بعض {لِتَعَارَفُوٓاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
فنحتاج إلى هذه الوِجهات والتَّوجّهات إلى الرحمن جل جلاله من خلال هذه المجالسات وما يُبيَّن لنا فيما يُطرح علينا في مواضيع مختلفة، ومررتم على عدد من المواضيع ولازلنا محتاجين إلى الاستبيان أو التّوضيح لكثير من القضايا في العقيدة والفِكر وفي السلوك والأخلاق.
قال صاحب الرسالة: [إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق]، وقد كان عِطر الأخلاق الرفيعة الزكية يُشمُّ في شوارع البلدة، من قوة فَوحِهِ قيل: شوارع تريم شيخ من لا له شيخ، كان تحصُّل الخُلق الكريم والتقوى والورع في الشارع، والنصيحة في الشارع،
نحن نعرف اللي في جيلنا واللي قبلنا بقليل كم نصائح تلقّوها في مواقف عجيبة من عامة أهل البلد، حد في السوق وحد في الشارع.. أنت ولد فلان؟ يصلِح منك تقول كذا؟ يصلح منك تعمل كذا؟ انتبه يا ولدي، شُف هذا عيب، شُف يجيب لك شر من بعد، وتحصّل هذه النصيحة ما عادها عند أبوه وحده ولا في بيته وحده ولا عند أمه، العوام في المجتمع وكان عهدنا في صِغرنا هَيبة ووقار الشيخوخة وكبار السن مُبتَث في المنطقة تماماً، كُنا نشوف الأطفال لما يلعبون في شارع يمرّ أي واحد كبير يوقفوا اللعب، في كثير من الأحيان يروحوا للشيبة يُقبلون يده، ويوقفون لعبهم يخلونه يمر، من أين جاء هذا؟ أخلاق وتربية مِن وحي، مِن قرآن، مِن سنة نبوية، أثّرت فيهم فصاغتهم صِياغة بهذه الصورة، انظُر ما حصل فينا من التخلُّف والتراخي وبُعد هذه الوجهة عندنا، ممكن نخاف على بعض الشِّيابة إذا عدّى أحد يدقه ولا أحد يحط له الكرة فيه ويضربه وما إلى ذلك بدل الاحترام وتوقيف اللعب، وصلوا إلى مثل هذا الحد، فلابُدّ نُدرِك أمثال هذه الحقيقة.
الناس ما يسيرون في الحياة عبث، وما خُلِقت السماء والأرض بالباطل، ولكن لِيَعرف الله من يستقيم على مِنهاجه ومن يُخالف، من يُخضِع هواه له ولِعُلوِّه وعظمتهِ، ومن يُؤلِّه هواه ويؤلِّه شهواته {وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَٰطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ}.
ويقول أولو الألباب يتفكرون في خلق السماوات يقولون سبحانك {مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} لأن المصيبة التي ستحصل لأي مُكلَّف كان إنسي أو جني في الشرق والغرب أن يدخل النار، هذه أكبر مصيبة، ما شيء أكبر منها، لا صاعقة ولا قنابل ولا حَبس ولا أي شيء في الدنيا يحصل ما هو بالمصيبة، هَيِّنة أمام هذا لكن {رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍۢ}.
ويستجيبوا لنداء الحبيب {رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَٰنِ أَنْ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَـَٔامَنَّا ۚ رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلْأَبْرَارِ ٱلْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ}.
سنَّ النبي لنا قراءة هذه الآيات كل ليلة إذا قُمت من النوم، يقول: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}، يعني أضمَن لكم المستقبل، {لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} وهذه الضَّمانة العظيمة الكبيرة والمستقبل أبدي دائم، هذه الضمانة مِن الله، مَن بغى ضمان المستقبل من هنا يأخذها.
{أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}، {مَنْ عَمِلَ صَٰالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
فالله يأخذ بأيدينا ويبارك فيما قُمتم به من أعمال ومِن مُجالسات، ويجعل لها ما وراءها مِن تَنمية الإيمان وانشراح صدوركم به ومن تحسُّن أخلاقكم، ومن انطلاق أفكاركم في أن تتعاونوا تعاوناً بعد تعاون على الفِقه في الدين، وعلى ما ينفع المجتمع وما يُصلحه، في قلبه، في جسده، في فكره، في أخلاقه، في سلوكه، في ماله، في الجوار، في العيشة التي يتعايشونها الناس.
اللهم ارزقنا الاستقامة على ما تُحِب واجعلنا في من تحب، وأحيِنا حياة طيبة، واجعل مآلنا دار الكرامة في جوار نبيك محمد وآل بيته وصحابته والصالحين، ضاعِف البركة فيما سمعوا وفيما حضروا وفيما دار بينهم، واجعل لهم نصيب وافر من عِنايتك ورعايتك في الباطن والظاهر، برحمتك يا أرحم الراحمين وجودك يا أجود الأجودين، والحمد لله رب العالمين.
24 جمادى الأول 1444