(228)
(536)
(574)
(311)
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الإيمان، بحارة الإيمان، عيديد ، مدينة تريم، 10 محرم 1445هـ، بعنوان: يوم عاشوراء والذكريات والواجبات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله، الحمدُ للهِ مَلِكِ الأملاك، مُجري الأفلاك، كتب لمن اتّقاهُ النجاةَ وعلى من عصاهُ الهلاك، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له، مِنهُ ابتدأَ الأمرُ وإليهِ يرجع الأمرُ كُلُّه، وأشهدُ أن سيدنا ونبينا وقُرّةَ أعيُننا ونورَ قلوبنا مُحمداً عبدهُ ورسوله، توالى عليه من إلههِ تكريمُهُ وفضلُه، وكان الخاتَمِ لِرُسُلِ الله والمُقدَّم على أنبياه.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدك المختار المُجتبى سيدنا محمد، وعلى آلهِ الأطهار وأصحابه الأخيار ومن على مِنهاجهم سار، وعلى آبائهِ وإخوانهِ من الأنبياءِ والمُرسلين الذين رفعتَ لهم المنزلة والمِقدار، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى ملائكتك المُقرَّبين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم بِرَحمتكَ يا أرحم الراحمين.
أما بعدُ عِبادَ الله، فإنّي أوصيكُم وإيّايَّ بِتقوى الله، فاتّقوا الله الذي هيّأ لكم الأيام والليالي؛ لِتظفروا بِحُسنِ المعاملة معه جلَّ جلاله وتعالى في عُلاه، ويُشرِق فيكم نور تقواهُ المُتلالي، ولِتُحسِنوا الاستعداد لِلِّقاء مُتمسِّكينَ بِحَبل التُّقى، وجعل لكم في الأيام والليالي عِبراً وعِظات، وفُرصاً تستغنموها لِنيلِ المراتب الرفيعات، ولِتدارُك ما وقعتم فيه من الزَّلَل والخطيئات، (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، ولقد حمل لكم يومكم هذا ذُكريات عظيمة ومعاني سامِيةً كريمة، وشؤوناً يعلمُ المؤمن عِظَمَها ورِفعتها ومنزلتها وكَرَمها.
أيها المومنون بالله: يوم عاشوراء يوم تذَكُّر التوبة على أبينا آدم من الخطيئة، لِنُحسِن التوبة من الخطايا، ولِنرجو التوَّاب أن يقبل التوبة مِنّا (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)، ولِنَقتدي بأبينا آدم في حُسنِ الرجوعِ وصِدق الرجوع وسُرعة الرجوع إلى الله، إذا وقعنا في زَلَّةٍ أو هَفوَة، ونبتعد عن مِنهاج إبليس المُصِرِّ المُستكبر، الذي قَالَ: (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)، ونقتدي بمنهجِ الذي قال: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وهكذا تتجلّى حقائِق المعرفة بالله فيمن عرفه والجهلِ فيمن جهل، جهل إبليس فلم تُغنِهِ ظواهر العبادات في آلاف من السنوات مرّت، واستكبر فَطُرِدَ ولُعِنَ والعياذ بالله تعالى إلى يوم الدين.
أيها المؤمنون بالله: وفي يومكم هذا يومِ عاشوراء يُتَذكَّر ما جعل الله لنا من تذكرةً عظيمة مِن حملِنا في السفينة، لِتَعِيَها الأذنُ الواعية مِنّا وتُدرِك عظمة خالقنا جل جلاله، وأنهُ اختبرنا في البقاء على ظهرِ الأرض مُدَدَاً معلومة مُعيّنةً محدودة، لا تزيدُ ولا تنقص وأنها وإن طالت فهي قصيرة، ولو سُئِلَ أيّ واحد من الأمم الذين كانوا يُعمّرونَ مِن ألفِ عامٍ وأقلَّ وأكثر اليوم ما قيمةُ مِقدار عمرك في الدنيا، لقال قصيراً وحقيراً ويسيراً وسريع الزوالِ والانتهاء.
أيها المؤمنون: هذا شأن هذه الحياة، ولنتذكَّر حملنا الله تعالى في السفينةِ مع سيدنا نوح ومن معه من المؤمنين وما آمنَ معهُ إلا قليل، مِن شهر رجب حتى كان يوم عاشوراء فَرَسَتِ السفينة على الجُودِيّ، وصام وأمر مَن معه في السفينة أن يصوم فصام معه مَن في السفينة حتى الحيوانات والوحوش شُكراً للهِ تبارك وتعالى.
أيها المؤمنون: قال لنا الرحمنُ في تِلكُم الواقعة العظيمة: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) حُمِلنا في السفينة في صُلبِ نوحٍ ومن معه، (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا).
أيها المؤمنون بالله جل جلاله: وفي ذَلِكُم عظيم العِبَر، يُوجِبُ علينا أن نقتفي الأثر، وأن نهجُرَ مسلكَ من اغتِرّ، وهُم في العباد الأكثر، هم الأكثر في الغرور، هم الأكثر في الكفور، هم الأكثر في الجحود، هم الأكثر في الغَفَلات، هم الأكثر في التطاوُلِ على الإلهِ القويِّ الخالِق، هم الأكثر فيمن يُصيَّرونَ إلى سوء المصير، ويَحِلّون النارَ ودار السعير أعاذنا الله.
أيها المؤمنون: وفي هذا اليومِ يتذكّرُ المؤمنون ما أغرق الله فرعون، مظهرَ طُغيان ومظهرَ جُحود ومظهر تكبُّر، ومظهر دُولِ فساد على ظهر الأرض وسُلطاتِ بغيٍ وسُلطاتِ ترفُّعٍ وتكبُّر، وسلطاتِ انتهاكٍ للحُرُمات، (يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) أيها المؤمنون وهكذا مظاهر الفساد على ظهر الأرض تتكرَّر، والمصيرُ لها يتكرَّر ويقِلُّ اعتبار المُعتبرين.
أيها المؤمنون بالله: ولقد جاءنا في الصحيحَينِ أنّ نبيَنا لما جاء المدينة وجد يهودَ يصومونَ يوم عاشوراء ويُعظِّمونَه، فسألهم فقالوا إنهُ يوم نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل وأغرق فرعون وقومه، فنحن نصومه شكراً لله، فقال صلى الله عليه وسلم: "نحن أولى بِموسى مِنكُم وأحقُّ بِصِيامِه" فصامهُ وأمر الناس بِصيامه، وتعدَّدَت الرِّوَاياتُ في تفقُّدِهِ لِصيام هذا اليوم وأمرِه في تِلكُم السنة من كان صام أن يتم صومه ومن كان مُفطِراً أن يُمسِك بقيّة اليوم -صلى الله عليه وآله وسلم-، ثم جاءنا عنهُ أنّ صوم يوم عاشوراء يُعدِل صيام سنة، وأن صوم يوم عاشوراء يحتسِب على الله أن يُكفِّر ذنوب العام الذي قبله.
أيها المؤمنون بالله: ربطنا النبيُّ بأنبياء وبيَّنَ لنا العلاقة بيننا وبين الأنبياء، وأننا أحقُّ بالأنبياء مِن كُلِّ الأدعياء الذين ادَّعَوا اتِّباعهم، ومِنهم من غالى فيهم حتى جعلوهم أرباباً، وخرجوا عن مسلكهم ومنهجهم وطاعتهم فنحن أحقُّ بِموسى منهم، ونحن أحقُّ بعيسى ونحن أحقُّ بإبراهيم ونحن أحقُّ بنوح، إن عقلنا صِلَتنا باللهِ ورسوله وإن أدركنا معنى شهادتنا أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً عبدهُ ورسوله.
أيها المؤمنون بالله جلَّ جلاله: ودعانا صلى الله عليه وسلم إلى التوسعة على من نَعولُهُم في هذا اليوم، وأخبرنا أنَّ من وسَّعَ على عياله يوم عاشوراء وسَّعَ الله عليه طولَ عامهِ وسَنَتِهِ، وفي ذلكُم بيانُ العلاقاتِ أيضاً مع العيال ومع الأولاد، إنفاقٌ وتربيةٌ وَوِدادٌ ومحبةٌ تتكوَّن بها الأُسَرُ المؤمنة، وتوادٌّ في اللهِ -جل جلاله وتعالى في علاه- تتكوَّن بهم حصونِ المُجتمع، مِن هذه الأسر ومن أعداد تِلكُم الأُسَر، إذا صحَّتِ العلاقة بينها واستقامت كانت نوراً مُضيئاً، وكانت محَطَّ رحمات من الرحمن، وكانت سببَ هُدوءٍ وصلاحٍ في المجتمع وأمنٍ واستقرار.
ولقد نازعنا في امتثالِ أمر الله ورسوله في القِيام بِحُسنِ الأمرِ مع الأهلين والأقارب ومن نَعُول ما نُشِر لنا مِن برامج وما دُعينا إليه، حتى أخذ الجُهدَ والطاقة مِنّا أعمالٌ في خارج البيوت، ثم إن بَقِي شيءٌ وسط البيوت لِتُقامَ فيه هذا الحِصنُ من المَحبّةِ والرَّأفةِ والرحمةِ والمَوَدَّةِ وتكوينُ الأسرةِ المُؤمنة، الأسرة التالية لِكلامِ الرَّحمن، الأسرة المُتفكِّرَة في بلاغِ سيد الأكوان، الأسرة المُتحابَّة المُتراحِمة المُتوادَّة، الأسرة التي تقومُ الأُبُوَّةُ فيها بِمعنى الأبوُّة فتفيضُ بها معاني البُنُوَّة من الأبناء، والأمومة تقومُ على وَجهِها، وتُعمَر الديار بالحنانِ وباللُّطفِ وبِالرَّأفة وبالرَّحمة، وبِتطبيق منهج رب الأرض والسماء وبتنفيذ منهاج رب العرش العظيم فَالأُسَر والبيوت مواطِن لِتطبيق الشَّرعِ المَصون ولِلعمل بِسُنَّةِ الأمين المأمون.
أيها المؤمنون: ما بقي من وقتٍ بعد كثرةِ انشغالِ الناس في خارج بيوتهم، أو فتح الباب مع أصدقاءَ وقد يكونُ فيهم غير ذاكرٍ لله ولا مُذكِّرٍ به ولا مُعينٍ على طاعته، تمضي معهم الأوقات وتُهجَرُ الأمّهات وتُهجَر الأبناءُ والبنات، ويتضعضع أمر الأُسَر، وإن بقي شيء من الوقت فقد استحُدِثَ له شغلهُ وسط أُسرتهِ بِجوالهِ وما هو فيه، بَل وشُغل الابنِ كذلك وشُغل البنت كذلك، فما كأنهم مجموعين ولا في بيت واحد، وكأنهم في أماكن من الأرض مُتفرِّقَة، كل واحد مع ما يُتابِعه من ذا الكلام وتِلك الصور، لا مودَّةَ ولا رحمةَ ولا تذاكُرَ فيما يجب أن يقوم عليه الأسرة، ولا فيما يلزمهم من تراتيبِ أوقاتهم وترتيب دراساتهم وترتيب شؤون بيتهم، وترتيب متاعهم وترتيب اقتصادهم وترتيب معيشتِهِم.
أيها المؤمنونَ بالله جل جلاله: بل وربما اشتغلَ الجميعُ بِشيءٍ من المناظر السيئة والكلام القبيح عبر الشاشة ونَسُوا كلام الله وكلام رسوله، وهكذا صارت الأسر في أحوالٍ يتخلّلُها إضلالُ من يُضِل وإفساد من يُفسِد، مِن إبليس وجُندهِ بِصُورٍ مُختلفة وبوسائل مُتنوِّعة مُتكاثِرَة.
أيها المُؤمنون: يجب أن تُعمَر البيوت بِذِكر الله وتلاوة آيات الله، وبالعلاقة الحَسنة والمودَّة بين الأبِ وبنيه وبناته، والأم وبنيها وبناتها، وبين الزوج وزوجته والزوجة وزوجها (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
أيها المؤمنونَ بالله: دعانا إلى التوسِعةِ على العِيال، وندبنا إلى مَسلكٍ قال فيهِ وهو القُدوة: "خيركم خيركم لِأهله وأنا خيركم لأهلي"، يا من يَبِرُّ صديقهُ ويجفو أباه أنت واحدٌ من علامات الفساد في الأمة وقُرب الساعة! يا من يَبِرٌّ صديقهُ ويَعِقُّ أُمّه أنتَ واحد من علامات الساعة وعلامة الانحراف في الأمة فأنقِذ نفسك، أنقِذ نفسك! وأحقُّ الناس بصحابتك وحُسنِ صحابتك، أحقُّ الناس بِكُلِّ ما تملكه من خُلُقٍ حَسَن وكُلّ بشاشة وكّل طلاقة وجه وكُل كلمة حسنة الأحق بها من الناس في الشرق والغرب: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، أطلِق وجهكَ في مُقابلتِهم، استعمِل البشاشة عند ملاقاتِهم (فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
وقُم بِحَقِّ الولد الذي نُدِبتَ من عندِ وضعهِ، بل نُدِبتَ من حين أن تتزوج أُمَّه أن تُفكِّرَ في واردٍ على الحوض يوم القيامة يُباهي به المصطفى، عندما تخطِف وتعقِد على أُمَّه يكون في بالك أن يصدُر الولد الذي يَرِد على الحوض "تناكحوا تكثروا فإني مُباهٍ بِكُمُ الأمم يوم القيامة"، ثم نُدِبتَ عند التسبُّبِ فيه إلى تسميةٍ لله وآدابٍ واتِّصالٍ بالقرآنِ الكريم، ثم نُدِبتَ عند وضعهِ وَوِلادتهِ إلى الأذان في أُذُنهِ اليُمنى وإقامِ الصلاةِ في اليُسرى، وإلى إحسانِ تسميته وطلب الاسم الحَسَن له، ثم أٌمِرتَ بِرعايتهِ وتغذيتهِ وتربيتهِ، ثم إذا أشرفَ على التَّميِيز أن تُذَكِّرَهُ بأوامرِ الإلهِ العزيز: "مُرُوا أولادكم بالصلاة لِسَبعٍ واضربوهم على تَركِها لِعَشرٍ"، وجعلها لكم زينةَ الحياة الدنيا وجعلها لمن آمن وعمل صالحا قُربةً إليه، (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ).
علاقةٌ بين الزوجينِ شرعية، وعلاقةٌ بين الأب وابنهِ شرعِيّة، وعلاقةٌ بين البنت وأمّها شرعيّة، وعلاقةٌ بين الإخوان والأخوات في البيت شرعيّة، راعِيةً لِحَقِّ الشرعِ بِعَينِ الله مَرعِيّة، تِلكُم بيوتِ المؤمنينَ التي قال عنها المصطفى: "الْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ يَتَرَائى لِأَهْلِ السَّمَاءِ، كَمَا تَتَرَائَى النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ".
اللهم بارِك لنا في يومِنا هذا وعامِنا هذا، واجعلهُ من أبركِ الأعوام علينا وعلى أمّة نبيّك المصطفى مُحمّد أجمعين، افتَح أبواب الفرج وارفع الضِّيقَ والحَرَج، وحَوِّل الاقتداء بالفُجّار والكُفّار والفُسّاق والأشرار إلى شرف الاقتداء بِنَبيِّك المُختار، وآلَ بيتهِ وصحابتهِ الأخيار، والمُقرَّبينَ أهلَ المعارف والأسرار، يا حيُّ يا قيّومُ يا كريم يا غفّار.
والله يقول وقولهُ الحقِّ المبين: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، وقال تبارك وتعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِم وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).
باركَ الله لي ولكُم في القُرآنِ العظيم، ونفعنا بِما فيهِ من الآيات والذِّكرِ الحكيم، ثبَّتنا على الصِّراطِ المُستقيم، وأجارنا مِن خِزيِهِ وعذابهِ الأليم، أقولُ قَولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروهُ إنهُ هو الغفور الرحيم.
الحمدُ للهِ بِيَدهِ الأمرُ كُلُّه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، خالِق كُلِّ شيءٍ فما سِواهُ فِعلُه، وأشهدُ أنّ سيّدنا ونبيّنا وقُرّة أعيننا ونورَ قلوبنا مُحمّداً عبدهُ ورسولُه خُتِمَ بِهِ رُسُلُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدِكَ المُصطفى سيّدنا مُحمّد، مَن جمعتَ له الفضائل وحَلَّيتهُ بِأحسن الشمائِل، وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار، ومَن تابعهم واقتدى بهم في القول والفعل إلى يوم الوقوف بين يديك، وعلى آبائه وإخوانه مِن أنبيائك ورُسُلك المُكرَمين عليك، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المُقرَّبينَ وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، أمّا بعدُ عِباد الله، فإنّي أُوصيكُم وإيّايَ بِتقوى الله، فاتَّقوا الله عِباد الله وأحسِنوا يرحمكم الله.
أيها المؤمنون: وما حدث في هذه الأمة في مِثلِ هذا اليوم من انتشارِ وغَلَبةِ قوة البَغيِ والعُدوانِ والطَّيشِ والأذى والإفساد، حتى قُتِلَ الحُسَين ومن معه مِن سبعينَ أبَوا إلا أن يكونوا معه، وفيهم من أطفالهِ وأولاده العدد الكثير ومِن أقاربهِ ومِن مُحبِّيه، ولقد عُرِضَ أثرُ هذا اليوم وعاقبته على زين الوجود مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، ورأتهُ أمُّ سَلَمَة وعيناهُ تذرِفان والحُسين على رِجلهِ الشريفة، وقالت ما يُبكيكَ يا رسول الله؟ قال: هذا جبريل يخبرني أنّ أمتي ستقتُل ولدي هذا من بعدي، وأتاني بِتُربةٍ مِن محلِّ مقتله مِن كربلاء، وأراها التُّربة صلى الله عليه وسلم وحملتها وجعلتها في قارورةٍ لديها، حتى كَبُرَ الحُسَين وتُوفِّي سيد الكونين، ومرَّت الأيام والظروف والأحوال وبلاء الحِقد والحَسد وبلاء شهوةَ السُّلطَة والتآمر وبلاءِ الأهواء هو الذي يُخافُ مِنهُ على هذه الأمة، وهو الذي أنبأَ عنه نبيّها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وجاء اليوم، ولمّا جاءت الكتب والرَّسائِل مِن أهل العراق الذين غدروا بعد ذلك وخانوا إلى الحسين، خرج الحسين عليه الرضوان وقال: إنّي سمعت أنه صلى الله عليه وسلم يقول إنَ رجلاً مِن أهل بيتي يُستحَلُّ به الحرم فلا أُحِبّ أن أكون أنا هو، وأخرج مِن حدود الحرم خير لي، وهو يعلم أنه مقتول وشهيد عليه رضوان الله تبارك وتعالى، وكان ما كان من تِلكمُ الشَّدائِد، وقابلهُ الذين راسلوهُ مُبايعينَ له يُريدون كما زعموا أن ينصروا الحقَّ على يدهِ وأن ينصروا شريعةَ جدِّهِ صلى الله عليه وسلم، ولما رأى بعد ذلك ما كان حتّى أنّ مَن كانَ في قلبهِ من الإيمان ما في قلبهِ صار تحت السيف والسُّلطانِ بِسيفه على سِبطِ المُصطفى وريحانته يُقاتلُ -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، حتّى واجههُم بِأن كتبتم لي بِهذا فما بالكم؟! قالوا ما نُريد إلا قتالك، قال أعرِضُ عليكم ثلاثاً تخيَّروا مِنهُن: إمّا أن أعودَ مِن حيثُ أتيت، وإما أن تجمعوني مع والِيكُم يزيد فأتفاهَمَ معه، وإما أن تتركوني فأذهب إلى ثَغرٍ من ثُغورِ الإسلام أُجاهِد في سبيل الله، قالوا لا ذا ولا ذا ولا ذاك! وجاءهم من يقول لهم: أتقتلونَ ابن فاطمة؟ ومن كان يخرجُ به رسول الله إلى مِنبرِه؟ ومَن كانَ يقولُ هُما رَيحانتايَ مِن الدُّنيا وهما سيّدا شباب أهل الجنة؟ ولم يُفِدِ الكلام مع أحد.
وكان في حاله تِلكَ قد عرضَ على من مَعَهُ: إنَّ القومَ يُريدونني فمن أرادَ مِنكُم أن ينصرِف فَلينصرِف فإنهم إنّما يقصدونني، وقالَ الصَّادقونَ المُخلصون: لا والله لا نَنصرِف عن رَيحانة نبيّنا ونكونَ معك نُقتل معك ونموتُ معك إن قُتِلتَ ومُتَّ! وأولئك نحوَ السبعين أخذَ فيهم القتل، ومِنهُم طفلهُ الذي كان أصغرَ أولاده عبد الله بن الحُسَين أصغر أولاده، حملهُ يسقيهِ الماء وإذا بالسهمِ يأتي إلى فَمِ الصبي وهو يسقيهِ الماء، وخرج من رأسهِ ومات الصبي بين يديه! وقال الحُسَين: اللهم إنهُ يُهَوِّنُ علينا هذا أنّا بِعَينِك، أنّا بِعَينك، أنّا بِعَينِك! ولم يَزَلِ الأمر مع أنهم لمّا احتاجوا إلى الماء أمر أن تُسقى خيلهُم من الماء الذي عِندَه، ولما احتَوَوا على الماء قالوا مُت عطشاً يا حُسَين فلا نسقيك! وكان آخِر من قُتِل من أولئِكَ الجيش، ولم يبقَ مِن أولادهِ العدد إلا واحد هو عليُّ بن الحُسينِ زينِ العابدين عليه رضوان الله، ولما أن قُتِلَ جاءوا إلى جُثَّتهِ الشريفة وأمروا الخيول أن تمُرَّ فوقه لِيُغَيِّروا جسده الشريف الطاهِر، ولم يَزلِ الأمر كذلك.
عُرِضَ الأمرُ على رسول الله ولم يسألِ الله أن يُغَيِّر قضاءً ولا قدراً، وهو أعلم بحكمة الله وأعلم بِما سيصير إليه الحسين -عليه رحمة الله تبارك وتعالى ورضوانه- مِنَ الكرامة عند الله والمنزلةِ لدى المولى تعالى في عُلاه، وأن يكونَ له السِّيادة على شباب أهل الجنة فضلا من الله ورحمة
أيها المؤمنون: كلُّ ذلكم يُبَيِّن لنا عظيم حقارة هذه الدنيا وفِتنتها، وأنَّ من ظَفِرَ في عُمره القصير فيها بِصدقٍ مع الله وأدبٍ مع الله وإخلاصٍ لِوَجهِ الله ووفاءٍ بِعهدِ الله فقد أفلح وأنجح، وإن كان على أيِّ شيءٍ وإن ظُلِمَ أيّ ظُلم، وأنَّ من فَسَقَ وخانَ وآثرَ الحياة الدنيا فهو الهالِك الخاسر وإن مَلَكَ الأرض مِن شرقِها إلى غربِها.
أيها المؤمنون بالله جل جلاله: ولم يَزَل في الأمة الخير والأخيار على مَمرِّ الأعصار، ويحمِل هذا العِلمَ من كُلِّ خَلَفٍ عُدولُه، ولا تزالُ طائفة من أمتي ظاهرينَ على الحق، ولا يزالُ الذين قهروا أنفسهم وخالفوا أهواءهم مِن أجل الله موجودونَ في الأُمّةِ على ما ينتخِب الله تعالى في شرق الأرض وغربها، قرناً بعد قرن وزماناً بعد زمان، وإن قلُّوا فقد جَلُّوا وإن قلُّوا فقد عَظُموا لدى المولى جلَّ جلاله، والله يُلحِقنا بهم ويرزقنا الصدق والإخلاص.
إلهنا في هذا اليوم تجلّى علينا وعلى أمّةِ حبيبك محمد بِصلاحِ أحوالهم، ودفعِ البلايا والشدائدِ عنهم، وجمعِ قلوبهم على ما تُحِبُّ، اكفِنا شرَّ الأهواء وشرَّ الفِسقِ وشرورَ الأنفُس، وشرَّ كُل ذي شر مِن الإنسِ والجِنِّ والخلائقِ أجمعين، بارِك لنا في يوم عاشوراء وفي عامنا هذا، واجعلنا من الذين صدقوا معك وأقبَلوا بالكُلِّيَّةِ عليك وأقبلتَ بوجهكَ عليهم يا رب العالمين.
وإنَّ مِن أعظم مفاتيح نَيلِ رحمة ربِّكم والظَّفَر برضوانِه كثرة صلاتكُم وسلامكم على حبيبه ومصطفاه، مُحمّد بن عبد الله صلى الله وسلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آله، فإن أولاكُم به يوم القيامة أكثركم عليه صلاة، ولقد أمرنا الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسهِ وثنّى بالملائكة وأيَّهَ بالمؤمنين، فقال مُخبرِاً وآمِراً لهم تكريماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدِكَ المُجتبى المختار سيدنا محمد، وعلى الخليفة مِن بعده المُختار وصاحبهِ وأنيسه في الغار، مؤازر رسول الله في حاليي السَّعَةِ والضِّيق خليفة رسول الله سيدنا أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وعلى النَّاطِق بالصواب حليف المحراب، ناشر العدل في الآفاق المُنيبِ الأوّاب، أمير المؤمنين سيدنا عُمَر بن الخطاب، وعلى منِ استحيَت مِنهُ ملائكة الرَّحمن مُحيي الليالي بِتِلاوةِ القرآن، أمير المؤمنين ذو النُّورَينِ سيّدنا عُثمان بن عفّان، وعلى أخي النَّبِي المصطفى وابنِ عمِّه، وَوَلِيِّهِ وبابِ مدينة علمهِ، إمامِ أهل المشارق والمغارب، أمير المؤمنين سيّدنا علي بن أبي طالب، وعلى الحَسَن والحُسَين سيِّدَي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانتي نبيِّكَ بِنَصِّ السُّنَّة، وعلى أمهم الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكُبرى وعلى عائشة الرِّضا، وعلى أمهات المؤمنين وعلى السابقين الأولين مِن أهلِ بَيعة العَقَبة وأهلِ بدر وأهل أُحُد وأهل بيعة الرِّضوان، وسائر الصحب الأكرمينَ ومن تَبِعهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام وانصُرِ المُسلمين، اللهم أذِلَّ الشِّركَ والمُشركين، اللهم أعلِ كلمة المؤمنين، اللهم دَمِّر أعداء الدين، اللهم اجمع شملَ المسلمين، اللهم ألِّف ذات بين المسلمين، اللهم ارفع الأهواء والشرور والأسواء عنّا وعن أمة حبيبك محمد في شرق الأرض وغربها، اللهم ادفَعِ البلايا واكشِف الرَّزايا، وحَوِّلِ الأحوال إلى أحسِنها يا مُحَوِّل الأحوال، نسألك الغُفران التّام واللُّطفَ الكامل في جميع الشؤون في كُلِّ خاصٍّ وعام، وأن تَقِينا كُلَّ بَلِيَّة وتُصلِح شؤوننا بِما أصلحتَ به شؤون خيرِ البرِيَّة.
اللهم نَقِّنا عن الأدواء واكفنا جميع الأسواء، وتولَّنا في السِّرِّ والنَّجوى وحَقِّقنا بِحقائقِ التقوى، واختِم لنا بالحُسنى وأنت راضٍ عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
نسألك لنا وللأمّة مِن خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك مما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
عِبادَ الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروهُ على نِعَمهِ يَزِدكُم وَلَذِكر الله أكبر.
11 مُحرَّم 1445