مقتضى الإيمان أن لا يقبل التوجيه والإرشاد في الاعتقاد والسلوك إلا مِن وحي الله وما تفرع عنه وحاجة الأمة إلى وعي ذلك والعمل به
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الخريبة، وادي دوعن، 6 جمادى الآخرة 1444هـ بعنوان:
مقتضى الإيمان أن لا يقبل التوجيه والإرشاد في الاعتقاد والسلوك إلا مِن وحي الله وما تفرع عنه وحاجة الأمة إلى وعي ذلك والعمل به
نص الخطبة:
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله مُنَوِّر القلوبِ بِأنوارِ الإنابة إليه، ومُكرِم المُقبلِين عليه بالقَبول لديه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له، جعلَ علامة الصِّدق في الإيمانِ به ومحبَّتهِ مُوالاةَ أوليائهِ ومُعاداة أعدائهِ، ووعدَ أن يجمعَ المُتحابِّين فيه بين يديه يوم لِقائهِ.
وأشهدُ أنَّ سيِّدنا ونبيّنا وقُرَّة أعيُننا ونور قلوبنا مُحمّداً عبدهُ ورسولُه، سيِّدُ رُسُلِهِ وخاتَم أنبيائهِ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على الرحمةِ المُهداةِ والنِّعمةِ المُسداة سيِّدنا مُحمد، وعلى آلهِ الأطهار وأصحابهِ الأخيار ومن على مِنهاجهم سار، وعلى آبائهِ وإخوانه من أنبيائك ورسلك وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المُقرَّبين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم بِرحمتِكَ يا أرحم الراحمين.
أما بعدُ عبادَ الله فإنِّي أوصيكُم وإيّايَ بِتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يُثيب إلا عليها، وإنّ الواعظينَ بها كثير وإنَّ العاملين بها قليل.
أيُّها المؤمنونَ بالله: من أجَلِّ معاني تقوى الله سبحانهُ وتعالى استقامة القلوبِ على أخذ التَّوجيه والإرشاد في التَّصَوُّرِ والانطلاق في الأعمال وفي الصِّفات والأخلاق، من الحق تعالى بما أنزل وعلى يد من أَرسَل وما بلَّغوا عنهُ عزَّ وجل، وتِلكُم مِيزةُ المؤمن بَل وَعِزُّهُ وشرفهُ وكرامتهُ التي بها أُكرِم مِن قِبَل الحق وأُعِز، ويقومُ عليها العِزُّ المُؤبَّد ويقومُ عليها الشرفُ المُخلَّد، أن يستقي في تَوجُّههِ في فِكرهِ وتَصوُّرهِ للأشياء واعتقاده، وفي ما ينطلق فيه مِن قولٍ وفعلٍ ومن وصفٍ وخُلُق، أي ما يدعو نفسهُ لِلتخلُّقِ به ويستجلِب ثباتهُ عليه ورسوخهُ فيه، وما يجتنِبُ من ذميمِ الأخلاق ويعملُ على نزعِها مِن باطنهِ وإبعادِها من قلبه، حتّى لا يبقى مِنها فيهِ دَرَن ولا وَسَخٌ ولا أثر، الميزان في ذلك والأساس والمرجِع إرشاد الرَّحمن جلَّ جلالُه فيما أوحى إلى خاتم النبيِّين، وما بلَّغَهُ عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها المؤمنونَ بالله: بهذهِ الرَّكيزة قامت أمجادُ الأبدِ والدوامِ والخلود لِجميع صالحي الأرض من المؤمنين الصادقين في إيمانهم، المُترجَم إيمانهم بالعمل الصالح والخُلُق الجميل والوَصفِ الحميد، مِن آدَمَ عليه السلام إلى يوم القيام مِن جميعِ من مضى مِن الأُمَم قبلنا، لَم يدُم ولم يَحُز منهم أحدٌ مَجداً باقِياً ولا عِزّاً مُؤبّداً ولا شرفاً مُخلّداً إلا من أقام منهجهُ في الحياة، في تَصوُّرِهِ واعتقادهِ وفِكرهِ وفي قولهِ وفعلهِ ونيَّتهِ وأخذهِ وعطائهِ، والنظر في صِفاته على أساس ما أوحى اللهُ إلى الأنبياءِ والمرسلين.
ومن عدا أولئك من أبناء آدم لِصُلبهِ مُباشرة مِمَّن خالفَ المنهج كالذي قتلَ أخاه فلا يزال في صحيفته إثمُ قتلِ كُلِّ نفسٍ تُقتَل ظُلماً إلى يوم القيامة، كم مِن نفوسٍ تُزهَق ظلماً في اليوم الواحد، وكم يتحمَّل ذاكَ الرَّجُل الذي قتل أخاهُ ابن آدم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ)، يقول ربنا جل جلاله: (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
أيها المؤمنون: وفي هذا أيضاً أساسٌ في ذكر قِصَصِ من مضى لأجل الاعتبار والادِّكار، وها هي قِصّةُ ابنَي آدم أُمِرنا أن نتأمَّلَها وأُمِرَ رسول الله أن يتلوها علينا: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ)، وذكر أنّ أحدهُما قُبِلَ قُربانه وهو ما يُنفَقُ ويُتصدَّقُ ويُبذَل مِن أجل الله، ولم يكن على ظهرِ الأرض إلا آدم وأولادهُ لِصُلبه.. لم يأتي أحدٌ بعد، فالصدقةُ إذا قَبِلها الله تبارك وتعالى تُرفع نحو السماء أو تُحرَق بِنار كما تُرسَل عليها كما كان شأنُ الغنائِم للأنبياء في الأمَم السابقة، (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا): رُفِعت صدقة هابيل ولم تُرفع صدقة قابيل.
(قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ): بيان من الله أنَّ الانحِراف والشَّر الذي يُصيب الإنسان يأتي من حَسَدهِ ومِن حِقدهِ واتِّباعه لِدَواعي الحَسَد، ولو تأمَّلَ الأمر لكانَ الواجِب عليه وقد ظهرت علامة القَبول في أخيهِ أن تزدادَ محبَّتهُ لِأخيهِ وأن يُوالي أخاه وأن يُعظِّم أخاه، لكن إنظر انعِكاس الميزان (قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ) لأقتلنك؟ : جزاء المقبول أن يُقتَل؟ جزاء المقبول أن يؤذى؟ جزاء المقبول عِندَ الله أن يُخرج مِن هذهِ الحياة؟! وهذا هو الميزان الذي قام عليه كثيرٌ مِنَ القتل، مِنَ الأشرارِ والفُجّارِ على مُختلف الأقطار، يقتلونَ الإنسان ولا ذنبَ له ولا عيبَ ولا جريمة إلا أنهُ صاحِب مكانةٍ عند الله، وصاحب إيمان بالله وصاحب شرف.. (لَأَقْتُلَنَّكَ).
ووعظَ أخاهُ هذا وأدَّى حقَّ النصيحة وقال: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، واتَّقِهِ فيَقبل منك ولا داعيَ للتباغُض ولا للتّحاسُد، ولكن هذا ربي وربك أخلِص له واصدُق معه واتَّقِهِ يَقبَل مِنك، قال (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
وبَيَّنَ لهُ منهجهُ، واللهِ ليس منهج جُبنٍ ولا منهج خوف مِن غير الله، لكنّه منهج سلامة واستِقامة وخوفٌ من الله وإيثار للباقي على الفاني، (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ)، فاعرِف الفرق بين المنهجين، وبين هذَين الفِكرَين وبين هذين الاتِّجاهَين، الذين لم يزالا في الأمة إلى وقتك وإلى ما بعد وقتك، منهج (لَأَقْتُلَنَّكَ) ومنهج (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ)، ولِمَ يا هابيل؟ جُبنٌ؟ ضَعفٌ؟! قال لا! (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
وحقُّ من آمنَ بالله أن يحجزهُ إيمانه عن كثيرٍ مِمّا تهواهُ نفسه، وعن كثيرٍ مما تشتهيه نفسه وعن كثير مما تميل إليه طبيعته، يحجزه الإيمان بالله (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ).
وأدّى حقَّ النصيحة وأدّى حق الوعظ؛ رجاء أن يُنقِذ الله أخاه من هذا الفعل القبيح، ومن أول جريمة قتلٍ في بني آدم سُجِّلَ على ذلك القاتل إثم كل نفس تُقتَل ظُلماً إلى يوم القيامة، "ما من نفسٍ تُقتَلُ ظُلماً إلى يوم القيامة إلا كان على ابن آدم الأول كِفلٌ منها" يقول صلى الله عليه وسلم، "إلا كان على ابن آدم الأول كِفلُ منها".
فانظُر نفوس الناس إلى أين تُؤدِّيهم، وكيف تؤدي بهم وكيف تُهلِكهُم الهَلَكَة الكبيرة، أما أنّهُ لو قاوَمَ نفسه ولو أبعد حسدهُ ولو عرف قدر أخيهِ لَتَعرَّضَ هو للقَبولِ عند الله، ولَأن يختُم له بالخير وسَلِمَ من هذه الآثام كلها، "لَزَوال الدُّنيا بأسرِها أهوَن عند الله من سفك دم رجل مسلم"، وكم تُسفَك مِن دِماء وفي صحيفته أمثالها كلها! ماذا جلب لنفسه هذا باتِّباع هَواه، ولهذا رسم الله لنا المنهاج قال: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).
وقال الله في ذلك الذي أهلكتهُ نفسهُ: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) لم يربَح بل خَسِر، لم يُفلِح بل عَطِب وهلك والعياذ بالله تعالى.
وهكذا عواقِب مُخالفة منهج الله جل جلاله وتعالى في عُلاه، واستبدال أخذ الاتِّجاه من وَحيِ الله وبلاغ رُسُلهِ إلى منشورات تُنشَر، وإلى أقاويل تُذكَرُ بين الناس في مجالسهم مع بعضهمُ البعض، فيأخذ اتِّجاههُ منها، يأخذ اعتقاده منها، يأخذ خُلُقَهُ منها، يأخذ تصرُّفَهُ منها، أليس لك مرجِع! أليس لك أصل! أليس لك إله! أليس لك إله خلقك! تأخذ الأمر منه، تأخذ التوجيه منه، تأخذ التوجيه مِن إرشادهِ وَوَحيِهِ.
ولقد أرسل إليك عبدهُ الأطيَب وحبيبهُ الأقرب وصَفِيَّهُ الأحب، وقال حالِفاً بِرُبُوبِيَّتِهِ مُخاطباً للمرسل إليك: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
أيها المؤمنون بالله: لا ننظر إلى شيءٍ مِمّا مضى عليه خاصّةُ الأمّة وخِيارها وأسلافها على مدى القرون إلا وجدنا أصلهُ في الوَحي المُنزَّل وبلاغ النبيِّ المُرسَل صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولكن هذه الطوارئ التي طرأت علينا مِن أين جاء استحسانها؟ من أين جاء أن يُزيَّنَ للنُّفوس أن يتحزَّبَ الناس أحزاباً يُعادي بعضهم بعضاً، ويتشدَّقونَ بِمَفهوم حُريَّة طالما لُعِب به في عدد من السنين وعشرات السنين الماضيات على البشر، وما كان مؤدَّاه إلا ضُرٌّ في ضر.
ومع ذلك فهذه أيضاً التي يدَّعُونها حُريَّة وتعدُّد الآراء يُكِنُّ كلُّ واحدٍ لصاحبه غضباً وبُغضاً وحِقداً وحَسداً، ويتمنّى أن يَضُرَّهُ وأن يؤذيه ويفرح بأذاه.. هكذا الحرية عندكم؟ أن تمتلئ صدوركم على بعضكم البعض بغضاء! هكذا تعدُّد الآراء عندكم؟ هكذا المجال الذي ترون به التقدم؟! لكن الشرائع جاءت بِتَصفِيَةِ القلوب وأن تُهَذِّب غضبك فلا تغضب إلا لله، وإذا غَضِبتَ لله تأدَّبت بِأدَب شريعته، يقول: "لا تقتلوا إمرأةً لا تقتلوا صبياً لا تُمَثِّلوا بِمَقتول! حربي كافر يُقاتلكم لأجل يُطفي نور الله وأنتم قاتلتموه مخلصين لي على كلمة الله.. لا تُمَثِّلوا به! هذا الشرف في منهج الله فماذا عند أدعياء الحُريّة؟ ماذا عند أدعياء التقدُّم والتطوُّر؟ ماذا عند أدعياء حقوق الإنسان الكذّابين؟! وهل رأيتم الإنسان امتُهِن في وقتٍ كما امتُهِن في أوقاتهم؟كما امتُهِن في أزمنتهم وهم يدَّعون ويقولون ما يقولون!
أيها المؤمنون بالله جل جلاله وتعالى في عُلاه: استِقاء التَّوَجُّه وقَبول التَّوجيه من غير منهجِ الله ورسولهِ خَطَرٌ وشرٌّ وضرٌّ يُهدِّد المَحيا والمعاد، يّهدِّد المعاش والآخرة، يُهدِّد خيرك في الدنيا والآخرة، أن تستقي تَوجُّهَكَ في الحياة مِن ما يخالِفُ منهج الله ومنهج رسوله المُنيب الأوّاه الرّحيم والشّفيق الذي لا تَجِدُ أحداً أرحم بِكَ منه ولو أباك أو أمّك، بل لا تَجِد نفسك أرحم بنفسك منه، ولِذا قال رَبُّك: (النَّبيُّ أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِنْ أنفُسهِمْ)، النبي أولى بي من نفسي لأنه أرحم بنفسي من نفسي، وأعرف بِمَصلحة نفسي من نفسي، وآمَن على نفسي من نفسي، وأحرص على نفسي من نفسي صلى الله عليه وعلى آله وصحبهِ وسلم.
(بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) ، (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) ، (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) ، (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ).
أيها المؤمنون بالله جل جلاله وتعالى في علاه: وفي شؤون الذِّكرى كما ذَكَر بابني آدم، ذِكرُنا لِمَن مضى مِن أخيارنا وصُلحائنا وكيف عاملوا الله، وكيف طبَّقُوا وحي الله وبلاغ رسوله بأقوالهم وأفعالهم وصفاتهم عليهم رضوان الله تبارك وتعالى، تجمعنا على هذا التَّذكُّر والتَّفكُّر الذي طرأ علينا في بُلداننا في أسرنا، مِنَ التّأثُّر بِتَوجيهٍ مُخالفٍ لِوَحي الله تبارك وتعالى، فبرزَ منه قطيعة الأرحام وبرزَ منه تعظيم الحقيرات الزَّائِلات، وبرزَ منه أزياء خبيثات لِرجال ولِنساء يُتقصَّد بها البيوت والأُسَر والأماكن الطَّيِّبة التي لم يزال فيها مُسكَة من الدين ومُسكَة من الحياء الذي هو مع الإيمان في قرن، "الإيمان والحياء في قَرَن إذا ذهب أحدهما تَبِعَهُ الآخر"، إذا ذهب الإيمان ذهب الحياء وإذا ذهب الحياء ذهب الإيمان.
تعلمونَ الحَياء في نِسائكم وأيّام كانت المرأة في مثل هذا الوادي عاملة، عاملة مِن قرون مِن أيام كانت آل الغرب ودُولها في احتِقارهم للمرأة يُفَكِّرون في مجلس ثقافتهم أهِيَ آدَمِي إنسان أو هي شيطان ليست بإنسان.. هكذا كانوا! وكانت المرأة عندنا مُكرَّمة وعاملة وهي في عملها مُحتشِمة وصاحبة حياء، يخرجون إلى المزارع عندكم وإلى الحِجل، فهل فيهن متبرجة؟ وهل فيهن قليلة حياء؟ وهل فيهن مختلطة بالرجال الأجانب؟! ومع ذلك كله وهذه الخِدمة وحيائهن وحشمتهن ذِكر الله لا يُفارِقهن، وفيهِنَّ الحافظات للقرآن الكريم، هكذا كان حال المرأة في وادينا المبارك فقالوا نُقدِّمُكِ ونُطَوِّرُكِ، اخرجي الحياء! ابعدي الحشمة خذي موضة! موضة تلعب بِساقك وتلعب بركبتك وتلعب بصدرك وتلعب بِنحرك؟! ساعة يُضَيِّقونَهُ وساعة يُزَرزِرونَه وساعة يُوَسِّعونَه، وساعة يشقّونَه مِن الشق ذا ويُخَيِّطوه من الشَّقِّ الثاني وساعة يُرفِّعوه من جانب ويُوَطُّوه من جانب! لُعبة القصد منها إبعادُ قيمة الحَياء، إبعاد قيمة الحِشمة، إبعاد قيمة التَّبَعِيَّة لفاطمة الزهراء وخديجة الكبرى، لِيَحُلَّ محل فاطمة وخديجة وأمهات المؤمنين ومريم وآسية.. مُمَثِّلات وراقصات ومُصارِعات وساقِطات هابطات، يصِرن هُنَّ القُدوة في أُسَر المسلمين في بيوت المسلمين؟! يُحَلُّون بناتهم بِحُلى هؤلاء الفُسَاق والفاجرات الخبيثات والعِياذ بالله تبارك وتعالى.
ورسول الله فيما روى مسلم في صحيحه قال: "صِنفان مِن أمّتي مِن أهل النار لم أرَهُما بعد: رِجالٌ بِأيديهم سِياطٌ كأذنابِ البقر يضربون بها الناس"، يشيرُ إلى أنواع الظَّلَمة والمُضطَهدين لِلعباد والآخذينَ لِحُقوقِهم، قال: "ونِساءٌ كاسِيات عاريات، مائلات مُميلات، رُؤوسهنَّ كأسنِمة البخت المائلة لا يدخُلنَ الجنة ولا يَجِدنَ ريحها" صدق رسول الله.
تأمَّل الموضات التي جاءت عندنا في شعر النساء وقامت عليها ما يسمى بالكوفيرة، بأصنافها المختلفة تُشبِه سِنام الجمل، إما من كذا وإما من كذا وإما من كذا وإما من كذا لكن تُشبِه سِنام الجمل، فمن الذي قال رُؤوسهنَّ كأسنِمة البُختِ المائلة؟ ومن الذي مدَّ مِنظارهُ إلى هذا الواقع الذي يأتي بعدهُ بِقرون! صلوات ربي وسلامه عليه، "رؤوسهن كأسنِمة البخت المائلة": مثل سنام الجمل لكنه مائل، روح شوف كل ما ظهروا موضة تحصلها فيها مُشابهة سِنام البُخت المائل، صلى الله على الصادق الذي هو بالحقِّ ناطِق حبيب الخالق، وقوَّمَ اللهُ توجيههُ وتعليمهُ فينا وفي أُسَرنا، وردَّ عنا ظُلُمات التأثُّر بِتعاليم الكافرين والفاجرين والبعيدين عن الله إنه أكرم الأكرمين.
اللهم بارِك في جُمعتنا وجمعنا واجمع قلوبنا عليك وأقبل بِوَجهكَ الكريم علينا، ولا تصرِفنا من المجمع إلا والقلوب عليك مجموعة ولِتَوجيهِكَ سامعة ولِنبيِّكَ مُطيعة، اللهم ارزُقنا الاستِقامة وأتحِفنا بالكرامة، وأجزِ عنا المُتقدِّمينَ في مساجدنا ومنازلنا من الأخيار والصلحاء أفضل الجزاء وأكمله وأعظم المَثوبةِ وأشرفها، اللهم وثبِّتنا على الحقِّ فيما نقول وفيما نفعل وفيما نعتقد، واختِم لنا بِالحسنى وأنت راضٍ عنّا.
والله يقول وقوله الحق المبين: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، وقال تبارك وتعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
باركَ الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذِّكرِ الحكيم، وثبَّتنا على الصِّراط المُستقيم وأجارنا من خِزيِهِ وعذابهِ الأليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروهُ إنه غفورٌ رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمداً يُحيِي به حقائق الإيمان في القلوب ويُنَقِّيها بهِ عن كل شوب، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له المُطَّلِع على خفايا الضمائِر والقلوب، وأشهدُ أن سيدنا ونبيّنا مُحمداً عبدهُ ورسوله المُطَهَّرُ عن كل الدَّنَس والعيوب.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على حبيبِكَ المحبوب، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن إليه منسوب، وعلى آبائهِ وإخوانهِ من أنبيائك ورُسُلكَ وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وملائكتك المُقرَّبين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعدُ عِباد الله، فإنّي أوصيكُم ونفسي بِتقوى الله، فاتَّقوا الله وأقيموا ميزانَ أن لا تستلموا التَّوجيهَ في خُلُقٍ ولا في دين ولا في معاملةٍ إلا من الله ورسوله، وأن ترفضوا كل ما خالفَ منهج الله جاءَ مِن فردٍ أو من جماعة، من شعبٍ أو من دولة، من حزبٍ أو من هيئة أو من مؤسسة إلى غير ذلك، ما خالفَ منهج الله مرفوض مردود، لا يجوز أن يقبلهُ قلبُ مؤمن ولا عقلُ مؤمن، ولا يجوز أن تُفتَح لهُ البيوت ولا أن يُسلَّم له الأبناء والبنات، ولا أن يُسلَّم له النّاشِئون مِنا فيغرقونَ في وَحل الظُّلُمات والأهواء والأسواء والأدواء وأنواع البلاء في مُخالفةِ منهج رب الأرض والسماء.
أيها المؤمنون بالله: لكمُ الشرفُ بالاستقامة على منهج الرَّحمن، ولمّا سُئِل سيِّدُ الأكوان: قُل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنهُ أحداً غيرك؟ قال: "قل آمنت بالله ثم استقم"، ومصداقُ ذلك قال الرحمن: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)
فَلتستفِق قلوبنا وعقولنا ولِتعلَم هي أولى أن تُسلَّم لِمَن وأن تُباع لِمن؟ وأن تتوجَّهَ لِمن وأن تُعظِّمَ من؟ وأن تتبع من؟!
يا أيها المؤمن بالله: لك شرفُك ومِيزتُك وهؤلاء الذين على ظهر الأرض من الأدعياء مَثَلهُم مَثَلُك، كانوا نُطَفاً وكانوا مُضغاً وكانوا علقاً وكانوا عظاماً، وكُسِيَت لحماً وخرجوا من بُطون الأُمّهات على ظهر الأرض، وجعل الله لهم السمع والأبصار والأفئدة جلَّ جلاله وتعالى في عُلاه؛ لِيَبلُوَنا أيُّنا أحسنُ عملاً فَكُن مِن خير مُختبَر.
واعلَم أنّ الحياةَ مائِدة مَبسوطة لها أسبابٌ من المُسَبِّب، كلُّ من قام بِشَيءٍ فيها نال نصيبهُ من تلك الأسباب، ألا ومع استِواء النّاس في هذه الأسباب مَنِ اتَّصفَ منهم بِتقوى الله صار عنده سببٌ قَوِيٌّ آخر لا تُشابِههُ الأسباب الظَّاهِرِيَّة، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
أيها المؤمنون بالله: لكمُ الأسباب الظَّاهرة كغيركم، ولكم الأسباب الباطنة مخصوصون أنتم بها، أنتم بها مخصوصون وأنتم بها مُشَرَّفون من قِبَل ربِّكُم، وذلك توكُّلكم عليه واتِّقاءَكُم لِغَضبه وسَخَطه، وعَمَلكُم بِشَريعته وإرادتكُم الخيرَ لِعِبادِ الله.
أيها المؤمنون: على ذلك فلتقُم حياتُنا مُتعاونين على البرِّ والتَّقوى، بعيدين عن الإثم والعُدوان مُتناهينَ عنه.
أيها المؤمنون بالله جل جلاله وتعالى في علاه: يريكمُ الله في الأرضِ عَجَباً، ويُريكُم فيمن تبجَّحُوا بِتَقدُّم دُوَلهم ما يحصل فيها وما يحصُل لِشُعوبهِم، وما أوقدوهُ مِن نيرانِ الحروب فاستجابَ لها مَنِ استجابَ في بُلداننا، كيف تدقُّ أجراسها في بُلدانهم، لأنّ فوق المملكة مَلِكٌ لا ينام، فوق المملكة مَلِكٌ قَيُّوم دائِمٌ لم يُسلِم زِمام المملكة لغيرهِ جلَّ جلالُه وتعالى في عُلاه.
ألا فانصرِفوا مِنَ الجُمعة بِصدقِ إقبال وحُسنِ استقبال لِفائضاتِ النَّوال، اللهمَّ لا تدع فينا قلباً إلا صفَّيتهُ ومَلأتهُ بِأنوارِ الصِّدقِ معك في كل حال، بِرحمتكَ يا أرحم الراحمين.
وأكثِروا الصَّلاة والسّلام على مُنقِذكُم من الضلالة، من ختم الله به النُّبوّة والرِّسالة، مَن دلَّكُم فأحسنَ الدَّلالة، عبدُ الله محمد وصفِيَّهُ أحمد، فإنَّ رب العرش أمركُم بأمرٍ بدأ فيهِ بنفسه وثنّى بالملائكة وأيَّهَ بالمؤمنين من عباده، فقال مُخبراً وآمِراً لهم تكريماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهمَّ صَلِّ وسلِّم على عبدِكَ المُختار نور الأنوار سيِّدنا محمد، الذي قال: "إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"، وعلى الخليفة من بعده وصاحبه وأنيسه في الغار، مؤازرهِ في حاليي السَّعَةِ والضِّيق خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصِّدِّيق، وعلى الناطقِ بالصواب حليف المِحراب، المُنيب الأوَّاب أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، وعلى مُحيي الليالي بِتِلاوَة القرآن مَنِ استحيَت منه ملائكة الرَّحمن، أمير المؤمنين ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان، وعلى أخِ النبي المصطفى وابن عمهِ ووليِّهِ وبابِ مدينة عِلمه، إمام أهل المشارق والمغارب أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب، وعلى الحَسَنِ والحُسين سيدي شباب أهل الجنة في الجنة وريحانتي نبيِّكَ بِنَصِّ السُّنَّة، وعلى أمِّهِما الحَوراء فاطمة البتول الزَّهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشة الرضا وعلى أمهات المؤمنين، وعلى الحمزة والعباس وسائر أهل بيت نبيك الذين طهَّرتهُم مِن الدَّنَسِ والأرجاس، وعلى أهل بيعة العقبة وأهل بدرٍ وأهل أحدٍ وأهل وبيعة الرضوان، وسائر الصحب الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام وانصُرِ المسلمين، اللهم أذِلَّ الشِّرك والمُشركين، اللهم أعلِ كلمة المؤمنين، اللهم دمِّر أعداء الدين، اللهم اجمع شمل المسلمين، اللهم ألِّف ذات بين المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن أهل لا إله إلا الله أجمعين.
اللهم اجمع قلوبهم وألِّف ذات بينهم، وأصلح شأنهم وادفعِ السُّوء عنهم يا قوي يا متين.
اللهم ثبِّتنا على الحقِّ فيما نقول، وثبتنا على الحق فيما نفعل، وثبتنا على الحق فيما نعتقد، اللهم اعصِمنا من الشِّركِ واغفر لنا ما دون ذلك.
اللهم بارِك لنا في مجامعنا وبارك لنا في لقاءاتنا، وبارك لنا في جُمَعنا، وبارك لنا في طاعاتنا، وبارك لنا في وِجهاتنا ونِياتنا، وبارك لنا في أهالينا وأولادنا وذُريّاتنا، لا تُعرِّض أحداً منا ومنهم لِغَضبكَ ولا لِعقابك ولا لِنارك ولا لِانقطاع عن زُمرة نبيِّك.
اللهم ثبتنا على ما تُحِب واجعلنا فيمن تحب برحمتك يا أرحم الراحمين، واغفر لآبائنا وأمهاتنا ولِذَوي الحقوق علينا بمغفرتك الواسعة، والمؤمنين والمؤمنات أحياءهم والأموات إلى يوم الميقات يا مجيب الدعوات.
اللهم خذ بأيدينا إليك وثبِّتنا على ما تُحِبُّه وترضى به عنا وتوصلنا إليك، اللهم كِلنا بما أنت أهله وأصلح لنا وللأمة الشأن كله.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ، (وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عباد الله، إن الله أمر بثلاث ونهى عن ثلاث: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر.
09 جمادى الآخر 1444