(536)
(236)
(575)
وقضيتَ نحبك مُوفيا بالعهدِ | ومؤدِّيا حق الولاء والود |
تشتاق قرب الرَّب تقصد وجهه | مُتَدرعا في شكره بالحمد |
تدعو عبادَ الله للهِ الذي | أولاكَ منزلة سَمَتْ عن حد |
وقد ارتضاك مُبلِّغاً ومُبَشِّراً | بَلْ مُنْذِراً بوَعِيدِهِ والوَعْد |
وهدى بك الحقُّ الكريم خلائقاً | عادوا إلى التقريب بَعْدَ البُعْدِ |
كم مِن غَفُولٍ للأوامِرِ تَارِكٍ | صار مُنيباً عابداً بالجدِّ |
كَمْ من جَهولٍ كاسبا لمآثم | تاب وعاد مشمِّرا ذا جُهد |
تَلِجُ القلوبَ مواعظٌ تخرج مِن | قلبك تملأها بنُورِ الرُّشدِ |
تذكر ربَّ العرش في جَمْعِيَّةٍ | بمحمد سيد أهل المجدِ |
وافيتَ ربعَ القومِ أعلامِ الهُدى | في البلدةِ الغنَّاء دارِ السّعدِ |
ونهلتَ مِن بحرِ الكرام مكارما | منذ البداية كنتَ عاليَ القصدِ |
مجتهداً ومشمِّراً منتهِجا | دربَ التقى والصدق صافِي الودِّ |
وحويتَ سرًّا مَعَ علمٍ نافعٍ | في وِجهةٍ تسمو بحفظِ العهدِ |
وكُسِيتَ خِلعَةَ منَّةٍ ورعايةٍ | في نِعَمٍ تترى سمَت عن عَدِّ |
وَوُهِبْتَ حُبّاً للإلهِ وعبدهِ | خيرِ البريةِ أصلِ كلِّ السَّعدِ |
وتعلُّقا بالأكرمِين الأصفياء | أهلِ العلا مِن كلِّ هادٍ مَهدِي |
ومكارماً ومواهباً ومناقباً | مِن فضلِ ربِّك مستحقِّ الحمدِ |
وتأدُّبا وتخلُّقا وتذوُّقاً | في طلبِ القُربِ وأعلى المجدِ |
وقَبَسْتَ مِن نورِ الهُداة الأتقياء | ما صرتَ ترشدُ للأنام وتهدِي |
واصلتَ جُهداً في سبيلِ محمدٍ | تدعو إلى المولى بِصدقِ القصدِ |
حتى إذا حانَ اللقاءُ بربِّك الـ
| ـأعلى وصفوتِه سراجِ الرُّشدِ |
لبَّيتَ دعوتَه وفَدتَ رحابَه | فالله يُلحِقكُم بخيرِ الوفدِ |
في مقعدِ الصدقِ الذي قد أشرقَت | أنوارُه حقّاً بسرِّ العِنْدِ |
أعلى الكريمُ إلهُنا درجاتِكم | في جنةِ الفِردوسِ دارِ الخُلدِ |
أخلفَكم في أهلِكم وأولادِكم | بالخيرِ يثبتُهم بخيرِ الوُلْد |
ويقرّ أعيُنَكم بهم ويزيدهم | مِن فضلِه مِنَناً سمَت عن حدِّ |
وأقرَّ عينَ والدتِكم بالرِّضى | وعظيمِ أجرٍ في كريمِ الودِّ |
وجميعِ مَن والاكُمُ يكسوهم | بردةَ توفيقٍ لِنهجِ الرُّشدِ |
ومجالسَ ومآثِرَ خلَّفتها | تبقى دواماً في عطاءٍ مُجدِي |
وعلى حبيبِ اللهِ أفضلِ مُرسلٍ | أزكى صلاةٍ ما لَها مِن حدِّ |
والآلِ مع أصحابِه وعليكم | والقطبِ والأبدالِ أهلِ المجدِ |
(( للتحميل ))
14 صفَر 1435