مقطع : كلٌّ يتمنى القرب منه
والأمرُ لهُ وهو الحق، وما وعد به محمدًا سيَتَحقَّق، في هذا العالم وهذه الدار وهذه الدنيا إلى نهايتِها، ثم لا يكون إلا ما وعد الصادقُ المصدوقُ في البرازخ ويومَ القيامة، وبعد النَّفخِ في الصور، كلُّ الأفكار والتصوُّرات تنهار ويبقى ما قال المختار.. ما قالَه هو الحق، وكلٌّ يتمنَّى في الموقفِ القُربَ منه حتى الملحدِين الكفار الظالمين الفجار {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} أين رئيسُك؟ أين أصحابُ حزبِك؟ ألا تريد أن تكونَ معهم؟! قال {مَعَ الرَّسُولِ} أمَّا أصحابه فلا يريد أن يكون معهم. أما كنتَ تُصَفِّق لهم وكنتَ تعظِّمُهم في الدنيا؟ قال: {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} وهؤلاء أصحابك؟ {يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}.
فالحمدُ لله على ربطِ هذه العلائقِ بخيرِ الخلائق.. حشرنا الله في زمرتِه مع أهلِ الحقائق، إنه أكرمُ الأكرمين وأرحم الراحمين.
17 جمادى الآخر 1444