فوائد من محاضرة: عظمة شأن القلب والروح في معاملة مقلب القلوب

فوائد من محاضرة: عظمة شأن القلب والروح في معاملة مقلب القلوب وما تسببه من سعادة الأبد والشقاء.
للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، في المولد السنوي في زيارة آل الشيخ أبي بكر للنبي هود عليه السلام، ليلة الإثنين 11 شعبان 1446هـ
____
مَن كان لا شيء أحب إليه من الله ورسوله: عاش مُتحققاً بالعبودية لله، طامعاً في رضوان الله، مُقدماً كل ما يستطيعه في تطبيق أوامر الله وتنفيذها، والانتهاء عما حرَّم الله عليه في قلبه وعينه وأذنه ولسانه، ويديه وبطنه وفرجه ورجليه، كل ما حرَّم الله عليه بل ما كرهه من ذلك يتباعد عنه؛ لأنه يحب الله ويحب رسوله ومصطفاه محمداً ﷺ.
تهيَّأ لرمضان المقبل، الله يبلِّغنا إياه ويجعلنا من خواص أهله
من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"
إيماناً: تصديقاً بما جاء عن رسوله،
واحتساباً: لا يريد إلا وجه الله، ما له غرض رياء ولا سمعة ولا ظهور ولا شهرة ولا شيء.
قال أهل العلم: من واظب في رمضان كله على صلاة المغرب والعشاء والفجر في جماعة، وصلى صلاة التراويح عشرين ركعة كل ليلة - وهو أفضلها بإجماع الأئمة الأربعة لما ورد في السنة الشريفة المطهرة فهي الأفضل - فإذا واظب عليها من أول الشهر إلى آخره فقد قام رمضان، فإن كان ذلك بإيمان واحتساب يكون له ما بشَّر به ﷺ: "خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وكذلك من صام رمضان.

الله يكفينا شر نفوسنا الأمَّارة، وشر أهوائنا وشهواتنا، وشر جميع القواطع التي تقطعنا عن ربنا؛ حتى لا ننقطع عن ركب المحبة، ونلحق بأولئك الأحبة، وسبيل اللحوق بهم تعلُّق القلب بهم محبةً من أجل الله.
وبذلك قالوا بقولهم الصدق: "والمحبة لنا في القلب عين الطهارة"؛
ما سبب أقوى لتطهير القلب من محبة الأطهار والمقربين عند الكريم الغفار، إذا غلبت عليك صفَّت قلبك ونقَّت قلبك.

إذا كانت الغلبة في محبة الشهوات أو الآفات أو الشهرة بين الناس أو شيء من هذه العوائق فانتبه لنفسك! وربما عشت والقلب مُكدَّر والقلب مظلم، والقلب فيه الخمج أو فيه القاذورات!
وكيف تفلح وكيف تسلم من الخزي في يوم يقول فيه سيدنا الخليل إبراهيم في دعائه للرب:
(وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ٭ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ٭ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

يا رب اجعل في قلوبنا ما يوجب رضاك عنها، واجعل في قلوبنا ما يوجب سعادة الأبد، واجعل في قلوبنا ما به يرضى حبيبك محمد، وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرِّبنا إلى حبك.

____
للاستماع والحفظ، أو قراءة المحاضرة مكتوبة:
17 شَعبان 1446