(535)
(339)
(364)
تُترجَم حقيقة "لا إله إلا الله": بالامتثال وصدق الإقبال، والتخلي في الأقوال والأفعال والحركات والسكنات والمعاملة والخِلال والخصال؛ عمَّا يكرهه الرَّب، عمَّا لا يحبه الإله، عما نهانا عنه رسوله ومصطفاه محمد ﷺ.
كُلٌّ على قدر الصفاء والاقتداء ** نال الهدى في أحسن استقبالِ
الهُدى أوله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ظواهر معناها ومبادئ مضمونها هو أول الهداية، وللهداية بحورٌ متلاطمة ومراقي عالية لا غاية لها.
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)؛ من الدرجات الرفيعة:
خيرُ الدنيا: مع من استغلها لتعظيم أمر الله، للوفاء بعهد الله، لتطبيق شرع الله، فقط! ومن لم يُسيّرها كذلك، فما عنده من خير الدنيا شيء.
إن أردتَ خير الدنيا هذا الذي هو شأنُ البهائم المنقضي الزائل.. فماذا أغنى فرعون مُلكه؟ وماذا أغنى قارون ماله؟ وماذا أغنى عاد قوم سيدنا هود قوتهم؟
جميع الأحكام الحسية المادية الظاهرة، المنفصلة عن حقيقة الباطن والروح والمعنى: باطلة، زائلة، ضائعة، فانية، لا بقاء لها؛ يغتَرُّ بها مَن فقد حقيقة العقل، يغتَرُّ بها من كُتِبَ عليه الشقاء، يغتَرُّ بها من حُرِم السعادة الأبدية، يغتَرُّ بها مَن استجاب لوسوسة وتلبيس وتدليس إبليس وجنده من الإنس والجن، ويقفون عندها، وهو الظاهر من الحياة الدنيا، الذي سمَّى الله العلم به: لا عِلْم! (وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ).
يقولون في كل ما اغتروا به من حُكم الظاهر والمادية والحِس الذي سطا عليهم في الدنيا: (يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) هذا الحكم الظاهر الذي كان مُتمسكاً به؛ المال والسلطان.. ذهب!
قامت السِّيَرِ الفاضلة والمساعي المشكورة المحمودة تحت أصلِ: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)؛ لأنهم بنوا سعيهم على حقيقة لا على خيال، بنوا سعيهم على روح ومعنى وحَق، لا على حس ومادة ووَهْم، هؤلاء سعيهم مشكور!
باني أمورهم على الأوهام هم الذين قال الله عنهم: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ) هؤلاء المحصورون، هؤلاء المقصورون، هؤلاء المحبوسون في الحِسِّ الذي يتلاشى، ما في سعيهم شيء مشكور، ولا في مناهجهم شيء محمود، ولا عاقبةٌ لقوانينهم ولا اتجاهاتهم في الحياة!
اللهم اجعلنا مِمّن أراد وجهك الكريم، واستمسك بحبلك المتين، واعتصم بالعروة الوثقى، واتّبع مُصطفاكَ حِسًّا ومعنى، واجعل هوانا تبعًا لما جاء به، واحشرنا في زمرته، واملأ قلوبنا بمحبته، ولا تُفَرِّق بيننا وبينه، وأحيِ فينا سنته، وأحيِ بنا شريعته، وانشرها في مشارق الأرض ومغاربها، وأنقذ بها أمته، يا حيُّ يا قيوم.
___
اقرأ: محاضرة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعنوان:
خديعة الحس والخيال والمادة المنقضيات والزائلات وحقيقة الحق والروح والمعنى الأبديات
ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 4 ذي القعدة 1446هـ
لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عاجل #تريم #اقرأ #محاضرة #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim
17 ذو القِعدة 1446