فوائد من محاضرة: حيازة الفضل العظيم بشرف الإيمان بالله

العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ..) ونعم الرسول الخاشع المتواضع المُتَذَلِّل، المُنِيب الأوَّاب، المُبَيِّن المُحسِن، صاحب الهِمّة الكبرى ﷺ. 

(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) كانوا في ضلال مبين؛ لكن نور ربكم الذي حمله سيِّد الوجود، لكن فضل مولاكم الذي جاء به صاحب المقام المحمود؛ رفع الله به درجاتهم، وأعلى به منازلهم ومقاماتهم، فصاروا خير مَن في هذه الأمة الخيرية، وأعظم مَن في هذه الأمة الخيرية.

قال ربي: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) يتأثّر بهذا النور، ويتنوَّر ويَتبَصَّر ويتطهَّر، ويترقَّى ويتزكَّى، ويحوز هذا التفضيل والعطاء الجزيل.. قوم لم يأتوا بعد، ولا يأتي قرن إلا وفيه مَن يلحق بهم في شريف المنازل؛ من حيث التهيُّؤ للحشر معهم والدخول معهم إلى دار الكرامة.

فماذا في الدنيا أكبر وأجلّ وأعظم من هذا؟!

(ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) 

  • - مَن حُرِم هذا الفضل ثم جُعِل رئيس العالم -ولا أحد منهم سيقع رئيسا للعالم- ثم جُعِل مالك جميع ما في الأرض من كنوز -ولا أحد منهم سيملك جميع ما في الأرض من كنوز-؛ وحُرِم هذا الفضل؛ لكان خائباً خاسراً، ولكان في سوء المنقلب وسوء العذاب، ولكان في الخَيْبَة الأبدية!
  • - مَن حازَ نصيبه من هذا الفضل؛ فهو النَّائل للوصل، والمُحَصِّل للعطاء الجزل، والمُلتقي بخاتم الرسل، والداخل إلى (جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
الصورة

 

اعرفوا نعمة الله عليكم في إرسال محمد بن عبدالله، استشعروا نعمة الله عليكم فيما جاء به عن الله، استشعروا فضل الله عليكم فيما هداكم ودلَّكم وأرشدكم وعلََمكم! والله العظيم سُنَّة مِن سُنَنِهِ خير من الدنيا وما فيها! الله يرزقنا حُسن الاقتداء وحسن الاهتداء بهذا النبي؛ حتى ينالنا الاصطفاء باصطفاء الله لهذا النبي.

- لا شيء ألذ من رضوان الكريم المَنَّان، لا شيء أعظم من رضوان الرحمن، لا شيء أجمل من رضوان ربي! لا شيء أحلى من رضوان إلهي! (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ).

يا رب وفِّر حظَّنا، واجعل حظَّ كل واحد مِنَّا حظًّا أوفر من هذا العطاء الأكبر، يا من يُعطي ولا يُبالي، يا مولى الموالي.

الصورة

 

الله يملأ قلوبنا بالإيمان واليقين، ويُوَفِّر حظّنا من هذه الرسالة وسِرّها، وهذه المجالس وما فيها وفضلها، وجوده على أهلها.

توكلنا على الله، وآمنا بالله، وسألنا الله ينصر الحق وأهله ويجعلنا من أهله، ويرُد كيد الكفار والفجار، وأعداء المِلَّة، وأعداء الدين، وأعداء الشريعة، وأعداء الإنسانية، وأعداء العدل، وأعداء الخير للأمة، الله يرُد كيدهم في نحورهم، ويجعلهم عِبرة للمعتبرين، ويجعلهم موعظة للمُتّعظين.

الصورة

____

محاضرة مكتوبة بعنوان: حيازة الفضل العظيم بشرف الإيمان بالله والعمل بطاعته والاقتداء برسوله

ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 20 جمادى الأولى 1446هـ

لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:

https://omr.to/M200546

 لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/M200546-pdf

 

الصورة
تاريخ النشر الهجري

11 جمادى الآخر 1446

تاريخ النشر الميلادي

12 ديسمبر 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية