فوائد من محاضرة: بيان شرف الهوية الإيمانية وكيفية التحقق والاتصاف بها
من الجلسة الختامية في ملتقى الجامعيين الثالث، للدارسين والمتخرجين من الجامعات والمعاهد
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ
بعنوان: بيان شرف الهوية الإيمانية وكيفية التحقق والاتصاف بها
ليلة الثلاثاء 22 شعبان 1444هـ
- الناس في هذه الحياة يعيشون مُنتمين ومُنتسبين ومُرتبطين بِشتّى الأفكار والتصوّرات، وتتكوّن بها هويّاتهم في الحياة، فلا أقوى ولا أعمق ولا أكبر ولا أجلّ من هوية الإيمان؛ لأنها تتجاوز كل هذه الهويات والانتماءات والروابط؛ لِكوْن الإيمان بالله إدراك للحقيقة، وحُسن استعمال للقُوَى المُدركة، وخاصّية العقل الذي آتاه الله هذا الإنسان ليتسنّى ويتيسّر له إدراك الحقيقة، وأن يتذكر وهو في عالم الدنيا ما تمّ لروحه في عالم الأرواح من عُهود ومواثيق أُخِذت عليه، فآتاه عواطف وأحاسيس ووجدانًا وذوقًا مُتّصلًا بعقلٍ ولبٍّ إذا أحسنَ استعماله.. كشفَ الصواب والهُدى والحق في مختلف الأفكار والتصوّرات.
- أدركنا شأن الإيمان ومعنى هويّته، وأننا بهذه الهوية نعيش على ظهر الأرض في مرتبة الكرامة التي هي الخِلافة عن الحق جل جلاله في أرضه، بما يتفرّع عن إدراك هذه الحقيقة من انطلاق بمنهاجه وحُكمه ونظامه في الاعتقادات وفي الأقوال والأفعال والتصرّفات في الحياة.
- وهذه الكرامة التي نوّه الله بشأنها في ملائكته قبل خلق جسد أبينا آدم عليه السلام {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَة}، فهذا الشرف الأفخر الذي إذا أدركه أي إنسان وقام بِحقِّهِ.. نال حقائق السعادة الأبدية والكرامة السرمديّة بحلوله دار الكرامة وجوار الرحمن ومرافقة النبيين والصدِّيقين، ونيل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وسماع نداء "أُحِلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا" {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون}.
- اللهم زدنا إيمانا، ورقِّنا في مراتب الإيمان واليقين، ورقِّنا أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- ها أنتم تودعون شهر شعبان في خلال هذا الأسبوع.. ويأتيكم الشهر الذي من صامه "إيمانًا" ما هو عددًا! ما هو تبع مجتمع! ما هو تظاهراً! قال إيماناً؛ الذي خلقني فرضَ عليّ الصيام.. أصوم له ومن أجله، و "احتساباً" لا أريد إلا رضاه، "خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، ومن قامه إيماناً واحتساباً ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.. غفر له ما تقدم من ذنبه.
- استقبلوه بالإيمان وقوة الإيمان، واستزيدوا إيماناً بتدبر القرآن والتفكر في آيات الرحمن القرآنية وآياته الكونية الخلقية، والعمل بالسنة النبوية فذلك يزيدكم إيماناً ويقيناً، ويشرفكم بالتحقُّق بِهويّة الإيمان والاتِّصاف بأوصاف المؤمنين عليهم الرضوان.
للمشاهدة عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/yV9CsGL-d2Y
23 شَعبان 1444