(339)
(535)
(364)

مَا أعظم الفَوْز بالقُربِ من حبيب الله ﷺ! المُسْتَجْلَى في هذه الحياة:

يا رَبِّ وفِّر حظَّنا من هذا الحبيب، وقرِّبنا مع أهل التقريب يا قريب يا مجيب.

لحظات في مثل هذه المجامع تَظْفَر بها بالفوز بحقائق من الصِّلة بالله؛ لا يمكن تُحَصِّلها لو عبدت الله في زوايا الأرض من شرقها إلى غربها، لِمَ؟ لأن نظرها من فوق، لأنَّ الحق هو الذي يَتَعَرَّف إلى عباده فيها، وهو الذي يَقرُب من عباده فيها جلَّ جلاله! وأين يكون تقرُّبي عند تقرُّبه هو! ولكن إذا جاء تقَرُّب وتعرُّف من المولى؛ عَظُمَت العطايَا وكانت على قدر عظمته وكرمه سبحانه وتعالى!

يجب أن تحيَا في قلوبنا: أسرار معرفة قدره ﷺ عند ربه؛ أَوْجَبَ علينا أن تقوَى صِلَتنا به؛ فنحوز من سِرِّ هذه العظمة من قدره عند الله نصيبا، فإن ربنا إذا عظَّم أحداً وأحبَّه؛ كل مَن اتصل به وأحبّه تَسْرِي سِرَاية مِن فضل الله على ذاك المحبوب لِمَن أحبَّه! ولا محبوب مثل سيدنا المصطفى محمد ﷺ، فالله يُقوّي صِلتنا به.

وأفوز في العقبى برؤية وجههِ ** ورِضاهُ عني في أجَلِّ مكانِ
اللهم اجمعنا في ذاك المكان يا رحيم يا رحمن! وكلُّ قاطع يقطعنا عن الاجتماع فاقطعه عنَّا وزحزحه عنَّا وأبعده مِنَّا، يا حيّ يا قيوم.
اللهم عجِّل بتفريج كروب الأمة، واكشِف الغُمّة، وارفع البلاء والظُّلم والظُّلمة، عنَّا وعن أمة الهادي محمد ﷺ نبي الرحمة، اللهم ارحمنا به رحمة واسعة وارفعنا مراتب قُربك الرافعة، واجعل هذه القلوب في القلوب الخاشعة.

____
محاضرة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعنوان: أربح ما يكسبه المكلفون في الحياة على الإطلاق قوة الإيمان والصلة بحبيب الخلاق
ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 5 جمادى الآخرة 1446هـ
لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
25 جمادى الآخر 1446