(536)
(228)
(574)
(311)
لا حقيقة سعادة ولا حقيقة طمأنينة إلّا مع من آمن بالله، وخضع لجلال الله، واستسلم لأمر الله، وأطاع الله جل جلاله.
كيف يذهب أهل الجنة إلى الجنة؟ بمجاوزة النار، لابد أن يمرُّوا على النار، وهناك يُنصب بعد أن يَجري في:
(ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)) فيسقطون فيها والعياذ بالله؛ فيُعطى المُؤمن على قدر نور إيمانه من النّور ما يَمرّ به على الصّراط وما يُكفَى به نار جهنّم، حتى يَمرّ الأوائل أسرع من لمح البصر وكالبرق الخاطف وكالرّيح المُرسلة ثمّ كالجواد السّريع.
(قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)) خير مقاماً: مسكناً وشأناً ومالاً (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) أكثر وأجمل في مجتمعاتنا والأندية التي نجلس فيها، أنتم مع محمد هذا، ماذا معكم؟! ماذا عندكم؟!
كأنهم لِعَمى قلوبهم يرون أن الشأن في وجود المظاهر والصور ووجود الأموال، وكأنّ هذه هي الغاية! وأنّ من كان هكذا هو أقرب إلى ربه!
يجب على المؤمنين أن يتذوَّقوا هذه الحقائق، هذه الأذواق، والشأن شأن إيمان ويقين ليس شأن مظاهر! وهذه المظاهر تُعطى للبر والفاجر؛ لأن الله يُعطي الدنيا من يُحب ومَن لا يُحب، ولا يُعطي الدّين إلّا من يُحب.
(حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ) إذا رأوا هذا اتّضحت الحقيقة، نعْرف من هم خيار الخليقة، من هم الأشرف، من هم الأعف، من هم الأنظف، من هم الأكرم، من هم الأعظم، من هم الأجل، من هم الأجمل، من هم الأكمل..
ما هم إلّا الأنبياء والرسل وأتباعهم، أولياء الله الصالحون من عباده، هم وحدهم! هم الأعظم، هم الأجل، هم الأكمل، هم الأشرف، هم الأنظف، هم الأعرف، هم الألطف.
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى):
يزدادون من كل ذلك؛ فهم في كل يوم أعلى وأرفع، فلهم في كل يوم عيد من واهب المزيد، بالفضل الذي ماله حَصرٌ ولا تعديد، ولا قصر ولا تحديد، يليق بجود الحميد المجيد.
(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ..(76))، مِن جميع الأعمال الصالحة والنيات الصالحة والمعارف والأذواق الكريمة،
(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) من أعظم مظاهرها:
(خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا)، فبِعِزّة ربكم جل جلاله أكبر ما يوجد في زمانكم مِمّا يُعدّ من متعةٍ وراحة، موجودة لكل الموجودين في ظهر الأرض من الذين يموتون على الكفر؛ والله يتمنون من عند الموت فما بعده إلى الأبد أن يجدوا خير لحظة من لحظات مجلسنا! فيتمنَّونه.
(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا) لن يفرحوا بما شربوا ولا ما طَعِموا من المحرَّمات، وما باشروا من المنكرات والفواحش والمؤمن منَّا إذا مات على الإيمان؛ سيفرح بالمجلس، وسيفرح بلحظاته وساعاته فرحًا مستمرًا أبديًا.
اللهم زِدنا إيماناً وأدخلنا جناناً مع السابقين يا رحمن، يا أرحم الراحمين وفَرِّج كروب المسلمين، وادفع البلاء عن المؤمنين، وأصلح شؤوننا كما أصلحت شؤون الصالحين.
لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #تفسير #سورة_مريم #تفسير_القرآن #جلسة_الإثنين #معاني_ودلالات #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
14 جمادى الأول 1446