(610)
(390)
(535)
(339)
(كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ)، في هذا تَوَلِّي الحق تعالى لِقَصِّ هذه القَصَص؛ لمكان القَصَص في انتفاع العِباد؛ في وَعيهِم وفهمهم وقُربِهم، وتنوير بواطِنهم وتقوية إيمانهم.
قال أهل المعرِفة أنَّ أسرار القرآن في قَصَصه، يُشيرون إلى أنَّ كثيرًا مِمّا أُدرِكَ من حقائق المعاني وفُتِح فيه على القُلوب الصافية كان في خلال قَصِّ القَصص الموجودة في القرآن.
من المُهِم أن يتشبَّع فِكرْ المُسلم وعقله بمعاني القصص الموجودة في القرآن.

ما جاء من القَصص في السنة الشريفة؛ ينبغي أن تكون مَحطّ أنظار وتأمُّل أهل هذا الدين، فإنها تُفيدهم وتنفعهم في تقوية إيمانهم ويقينهم، وفي بيان كيفية المعاملة والسير، والمُقابلة لمختلف أصناف الناس في مُختلف الحوادث والظروف التي تمرُّ بالعباد.
(وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا (99)):
(يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103))، ما مقدار الحياة الدنيا وما مرَّ عليهم في البرزخ؟ لا تكون في نظرهم في تلك الساعة إلاَّ مثل عشر ليال!
(يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103))؛ ما أقبح حال مَن يغترّ بهذه الأيام المُنقضية، المُنصرِمة المُنتهية عمّا قريب؛ فيظلم ويؤذي ويضرّ ويُعانِد الجبّار الأعلى، ويتَّبِع الشهوات ويُخالِف أمر الله!
ماذا تعمل بنفسك؟ أين تُنزِل بنفسك؟ أين تهوي بنفسك؟
ما أقصرها! والمآل عذاب مُخلّد مُؤبّد -نعوذ بالله تعالى-

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا)؛ ولا شجرة ولا بيت ولا جبل ولا حُفرة ولا شيء! شأن القيامة أكبر مما يتصوَّر الناس، ومِما يذكرون من الأسلحة النووية والقنابل الذرّية، ما الذي يشُقّ السماوات وينْثُر الكواكِب ويجعل الأرض مع الجبال قاعاً صفصفاً؟! لا قنابل ولا أسلحة تقدر تعمل هذا! قُدرة القادر! قوة القوي، إرادة الخلَّاق المُنشئ جلّ جلاله.

اللهم أسعِدنا في حياتنا وعِند وفاتنا، وفي يوم الميقات والقيامة، اجعلنا في زُمرة المُظلَّل بالغمامة، أعْطِنا كُتبنا بأيماننا، وأدخلنا جنّتك بغير حساب، ثبّتنا على الصِراط ورجِّح موازين حسناتِنا، وارحم عرضنا عليك ووقوفنا بين يديك، وافعل كذلك بوالدينا وأهالينا وموتانا وذرياتنا وطُلابنا وأحبابنا وأصحابنا.

لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #تفسير #القرآن #سورة_طه #معاني_ودلالات #قصص #فوائد #تريم #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
29 شوّال 1446