(610)
(390)
(535)
(339)
23-اقرأ: الدرس الثالث والعشرون من دروس التفسير في رمضان:
لماذا يُتاح المتاع في الدنيا للمؤمن والكافر على حد سواء؟ ما معنى التوكل الحقيقي على الله؟ ما أهمية الشورى في حياة المسلمين؟
تفسير سورة الشورى -13- من قوله تعالى: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (35)} إلى الآية 38
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ
صباح الإثنين 24 رمضان 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/DXditIDKGDc
(ما لهم من مَحيص) أي: ما لهم من مَهرب، وما لهم من مَخلص، وما لهم من انقطاعٍ عن وصول العذاب أو دافع يدفع العذاب عنهم، ما هناك فكاك!
(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (35))، يقول الله: فكلّ ما أمامكم من مُتع الحياة الدنيا لا تغتروا به! أنا أبذل للمؤمن والكافر، والمقبل والمُدبِر، والصالح والطالح؛ فليس هو غاية وليس هو بشيء، وكل ما انقطع عن سبيل مرضاتي وإرادة وجهي؛ فهباء منثور وعذاب وزور، (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ).
(فما أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)؛ ما على ظهر هذه الأرض من مظاهر سلطات، وانتصارات حسية، وثروات، وحضارات، كلُّه في دائرة الفناء والزوال، والانتهاء والانقراض؛ فما هو بشيء!
(وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ)، وهو يبادئ به مَحْبُوبِيه وهم في الدنيا:
خير من متاع الدنيا هذه كله!
كم يُغروننا بمظاهر الحياة هذه! وكلها فانية ومنقضية وزائلة ومنقرضة ومنتهية، لكن رب العرش ورسله يعرضون علينا ما يبقى وما يدوم، وسعادات لا غاية لها ولا نهاية؛ حرام أن نُلبّي دعوة هؤلاء المنقطعين الفاسقين، ونتصاممْ عن دعوة رب السماوات والأرض ودعوة رسله الكرام!
(وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)) اعتمادهم واستنادهم على الله، (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ) أي: كافيه، وإذا أي مخلوق توكل على غيره وكلَهُ الله إليه،
(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)): إذا انبعث الغضب من نفوسهم لحظوظهم وفي أمر يتعلق بهم؛ سامحوا وعفوا.
(وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)، الأعداد الكبيرة من المسلمين الذين يتهاونون بالصلاة ويتركون الصلاة واجب علينا أن نُبلّغهم، واجب علينا أن نحذّرهم حتى نسلم من شؤم تركهم للصلوات:
(وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ)
- يقول الحسن: ما تشاور قوم إلا هُدوا إلى أرشد أمورهم وكان أمرهم رشداً.
- كان يقول بعض الصحابة: ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله ﷺ، مع أنه يوحى إليه وهو أعقل منهم كلهم.
اللهم إنه لا ينبغي لعبد لك أن يُقدِّم في الحب عليك سواك ولا أن يتوجّه بمحبة قلبه إلا إليك، فنسألك أن تكون ورسولكَ أحب إلينا مما سواكما، وأن تحيينا على ذلك وأن تتوفانا على ذلك.
اللهم نزِّه قلوبنا عن التعلُّق بمن دونك، واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك، أخرج من قلوبنا كل قدر للدنيا وكل محل للخلق، يميل بنا إلى معصيتك أو يشغلنا عن طاعتك، أو يحول بيننا وبين التحقق بمعرفتك الخاصة ومحبتك الخالصة.
”(And when they become angry, they forgive):
When anger arises in their souls over their personal interests or in matters concerning them, they pardon and forgive.”
"(Dan apabila mereka marah, mereka memaafkan): ketika amarah membuncah dalam diri mereka karena urusan pribadi atau hal yang menyangkut diri mereka, mereka tetap memilih untuk memaafkan dan berlapang dada."
نص الدرس مكتوب:
____
28 شوّال 1446