11- اقرأ: الدرس الحادي عشر من دروس التفسير في رمضان:

 كيف تستغفر الملائكة لأهل الأرض، ومن لا ينالهم هذا الاستغفار؟ ما هي مراتب المغفرة عند الله؟ وكيف تتحول السيئات إلى حسنات؟

تفسير سورة الشورى -01- من قوله تعالى: {حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)} إلى الآية 6

 للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ ، صباح الثلاثاء 11 رمضان 1446هـ

 للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً 

https://omr.to/q-alshura1

 للمشاهدة:

https://youtu.be/r-HWXH-dzHs

 فوائد من الدرس:

 (حم (1) عسق (2)) تكلّم الصحابة والتابعين في بعض ما تحمل من معاني :

1. - حروف تتعلّق بصفات الحق جلّ جلاله، وأنها قَسَمٌ بهذه الصفات
2. - أو تتعلّق بصفات النّبي محمد ﷺ وهي خطابٌ له
3. - أو تتعلّق بصفاتِ خاصّة المؤمنين من العارفين والصّالحين
4. - أو أنها مشيرة إلى وقائع تقع في الأمة

(اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)): 

• - العزيز: صاحب العزّة، فلا يمكن أن يُدرَك مدى وصفه ولا أسمائه، فضلًا عن ذاته العلية. 
• - الحكيم: الذي يضع كل شيءٍ محلّه، وله في كل ما كان وما يكون حِكَم بالغة، منها ما يُهتدى إليها في الدنيا أو بعد الدنيا، ومنها ما لا يُحيط بها غيره سبحانه وتعالى.

(كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ..): الموحى إلى الأنبياء هو الشأن وهو الشأو، وهو الرفعة وهو العظمة، وهو الحقّ الخالِص، وهو الذي لم يأتِ وليدًا لفكر مخلوقٍ ولا لنَظره، ولا باكتسابٍ لأحد من الإنس ولا الجن ولا الملائكة ولا من سواهم.

ما أعظم الأسس التي قامت عليها الشريعة: 

1. واجبٌ ومفروض
2. مندوبٌ ومسنونٌ ومستحب
3. مباحٌ وحلال
4. مكروهٌ ينبغي التنزّه عنه 
5.  مُحرّمٌ يجب الاحتراز منه 

لا يمكن لنظام أن يقابل هذا النظام، ولا أن يقرب منه في العظمة وفي الحق وفي النفع للخلائق، فإنه بيان خلّاق عليمٍ حكيم.

(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ) كيف؟ بأمرين: 

1. كثرة هؤلاء الملائكة سكان السماوات 
2. وكثرة تسبيحهم وتحميدهم.

جاء في الحديث أنه ما من موضع أربع أصابع في السماء إلا وعليه مَلَك ساجد لله.

(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ)؛ لِمَا يرون من جراءتهم على الله، وكثرة غفلتهم، وحاجتهم للاستغفار، ولِمَا يتقرّبون به إلى الله من الاستغفار للمؤمنين على ظهر الأرض.

الحق تعالى تَعَبَّد طوائف من الملائكة بخدمة هذا الصنف (الناس) من المخلوقات:

• - ما بين حَفَظَة ومُعقبات يتعاقبون في الليل والنهار 
• - وما بين كَتَبَة ومُسجلِّين لِمَا يصدر منهم
• - وما بين شاهدين لمجالسهم ولصلواتهم
• - وما بين مُتَنَزِّلين عليهم في كل ليلة قَدْر
• - وما بين مستغفرين لمعلِّم الناس
• - وما بين من يضع أجنحته منهم إذا رأى طالب العلم النافع.

في يوم وفاة سعد بن معاذ اهتزّ له عرش الرحمن فرحًا بقدوم روح سعد بن معاذ، الشاب الصادق مع الخالق ومع خير الخلائق ﷺ، الذي امتلأ إيمانًا ومحبة من رأسه إلى قدمه، أدركه الموت وهو في نحو الأربعين، ولكنه الحي بالحياة العليَّة السَّنِيَّة.

(إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ):

• - أعلى معاني المغفرة أعطاها للنبيين والملائكة بالعصمة، فَحَالَ بينهم وبين الذنوب والمعاصي أصلاً، وبين المكروهات وخلاف الأولى؛ غفرها لهم، أي جعل بينهم وبينها حاجزًا وساترًا.
• - ومغفرات لأهل الدرجات العُلا عن هفوات قد تُعَدُّ عند من هو أقل منهم من الحسنات.

مغفرة الذنوب والسيئات بالنسبة للواقعين في المعاصي: 

• - منها ما يقتضي السترَ في الدارين
• - ومنها ما يكون به فضيحة في إحدى الدارين ثم تَجَاوُز
• - ومنها ما يكون به محو الخطيئة والسيئة حتى من صُحُف الملائكة ومن ذاكراتهم، حتى من ذاكرة العاصي نفسه، حتى من ذاكرة الأرض والزمن؛ فلا يشهد عليهم شيء! ولكنها عند الله محفوظة.

قد تنال المغفرة إلى حدود أن تتحول السيئة إلى حسنة؛ ذكر ﷺ أن الله تعالى يأمر الملائكة أن يعرضوا عليه بعض صغار سيئاته، تُعرَض عليه فيخاف ويخشى الهَلَكَة، فيُقال له: إنها قد بُدِّلت حسنات! فإذا رأى هذه الرحمة والكرم يقول بَقِيَت ذنوب وسيئات أخرى غير هذه، فيُقال له: قد بُدِّلت كلها إلى حسنات بفضل الله تعالى.

المنادي في مثل ليالي رمضان ينادي مَن على ظهر الأرض: يا باغي الخير أَقبِل، ويا باغي الشر أَقصِر؛ فبُغاة الشر لا ينالهم الاستغفار ولا الدعاء ولا المحبة من الملأ الأعلى، والملأ الأعلى يحبون من على ظاهر الأرض من الأصفياء والأتقياء والصادقين المخلِصين والعاملين بطاعة الله.

نسأل الله أوسع المغفرة، وأتمّ المغفرة وأشمل المغفرة، وأعظم المغفرة، يا غفور يا رحيم اغفر لنا بالمغفرة الواسعة، وارحمنا بالرحمة الواسعة، وارفعنا بذلك إلى الدّرجات الرّافعة.

 نص الدرس مكتوب:

https://omr.to/q-alshura1

In Indonesian:

 "Demikianlah Allah mewahyukan kepadamu..." (QS. Asy-Syura: 3)

Wahyu yang diturunkan kepada para nabi adalah urusan yang agung dan kedudukan yang mulia. Ia merupakan kemuliaan, keagungan, dan kebenaran yang murni. Wahyu ini tidak lahir dari pemikiran atau pandangan makhluk mana pun, tidak pula diperoleh melalui usaha manusia, jin, malaikat, atau siapa pun selain mereka.