فوائد مكتوبة من محاضرة: عظمة الحق ومنهاجه ورسله وورثتهم وسوء عاقبة معاديهم

العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:

(وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَه..) يعني هؤلاء الفائزون وحدهم، فأبطِلوا المقاييس الباطلة! مقاييس الفوز في شيء من هذه المظاهر أو الحضارات أو الرئاسات على ظهر الأرض.. والله ثم والله ثم والله ما فيها من حقيقة فوز! لا ذرَّة مِن فوز لأحد مِن أهلها إلا بمقدار ما خَضَع لله واتصل بمصطفاه.. والسلام! ليس غير هذا شيء! ما غير هذا إلا زور، ما غير هذا إلا غرور، ما غير هذا إلا هباء منثور!

الصورة

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا) مَن الرسول؟ الذي كنتم به خير أمة، الذي تُدَار كؤوس ذكره بينكم؛ ليصفو باطن مَن يصفو منكم باطنه، ويُدرِك مِن سِرِّ الأمانة وعظيم الديانة؛ ما يحوز به الحِفظ والصيانة، ويرقى مراقي الشَّرف والكرامة والمنزلة السامية بعيدًا عن كل مهانة!

الصورة

نتهيّأ لشعبان ونُحسِن في أيامه ونُحسِن في لياليه؛ حتى يَحسُن استقبال رمضان مِنا، فنجد رمضان قد أحبَّنا أكثر مما نُحِبّه، وقد اشتاق إلينا أكثر مما نشتاق إليه؛ فإن رمضان يُحِبُّ أهله مِن بين بقيَّة الخلائق، وأهل رمضان هم أهل طُهر الجنان، هم أهل الصدق مع الرحمن، هم أهل الاتصال بالمصطفى من عدنان ﷺ، اجعلنا من أهل رمضان يا رب.

الصورة

 

قال سيدنا رِبْعِي بن عامر: "الله ابتعثنا لنُخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رَبِّ العباد، ومن جَوْرِ الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة"، هذا فقهه لرسالة النبي محمد ﷺ، وخطابه لقِوَى الكفر والسلطة على ظهر الأرض! قال "الله ابتعثنا"؛ هذا هو السِّر.

يا معشر مَن أُكرِموا بالإيمان: كفى مِن لعبهم عليكم! إبليس وجنده من شياطين الإنس والجن! نشروا بينكم البغضاء، نشروا بينكم الشحناء، نشروا بينكم التَّفرِقَة! إما بالمناطق أو المذاهب، وبالطائفية وبالأحزاب السياسية، وبالمنافسة الغير شريفة على الأموال الدنيوية والشركات الهابطة! وضربوكم ضربًا بواسطة ذلك! خلِّصوا أنفسكم! ربكم يدعوكم إلى: الوحدة، يدعوكم إلى الأخوة، يدعوكم إلى التعاون.

الصورة

 

على المؤمنين أن يطرقوا الارتفاع من الذلة إلى العِزَّة:

  • - بإيمانهم بالرب، ورجوعهم إلى دينهم،
  • - تطبيق الشريعة في: أفرادهم وأُسرهم، ومناسباتهم وأعمالهم ولباساتهم، وطعامهم وشرابهم ومعاملاتهم.

سبيل الإنقاذ، سبيل النصر والخروج من الذلة إلى العز، قال ﷺ: "سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى دِينِهِمْ".

لا يفوز إلا مَن اتّقى الله، ولا يفوز إلا مَن صدق مع من خَلَق، ولا يفوز إلا مَن اتَّبع الأصدَق، إلا مَن أحب محمداً ﷺ.

الصورة

 

فليعلم المسلمون مهمتهم وواجبهم، وسيُحوِّل لهم الأحوال وينتخب مَن شاء جل جلاله؛ ليُزيح على أيديهم ظُلمات وأوهام وخيالات في الظاهر أو في الباطن، لأن الكون مُحكَمُ التكوين، بتقدير المكوّن وعِلم المكوّن، وإرادة المكوّن وقدرة المكوّن (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ).

اعمروا قلوبكم ودياركم وأوقاتكم:

  • - بالذكر
  • - والفكر
  • - والشكر
  • - والاتّباع للحبيب البدر ﷺ؛

وسينصركم الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

الصورة

اللهم اجعلنا على بيِّنة منك، في نياتنا ومقاصدنا، واشمل بهذا الخير جميع المُقبلين عليك في شرق الأرض وغربها، واخصُص الحاضرين في المَجْمَع، والسامعين له والمشاهدين له والمتابعين له؛ بنوالٍ وافر وحظٍّ كامل، من هذا التفضُّل الرباني والجود الامتناني والفيض الإحساني، بوجاهة صاحب الشرف العدناني.

يا أوَّل الأولين، يا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا راحم المساكين: حَقِّقنا وحَقِّق لنا هذا العطاء، وحَقّقنا بالعبودية المحضة الخالصة، والفهم عنك، والوعي لِمَا أوحيته إلى قلب نبيك، واجعلنا على بيّنة منك؛ فيما نقول ونفعل وننوي ونعتقد ونتحرك ونَسكُن.

___

محاضرة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعنوان: عظمة الحق ومنهاجه ورسله وورثتهم وسوء عاقبة معاديهم (ومكر أولئك هو يبور)

 ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 26 جمادى الآخرة 1446هـ

لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:

https://omr.to/M260646

لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/M260646-pdf

 

تاريخ النشر الهجري

23 رَجب 1446

تاريخ النشر الميلادي

22 يناير 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية