فوائد مكتوبة من خطبة الجمعة في مسجد أبو الحاج التلاوي، عمّان، الأردن 1446هـ
العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
يا عجباً لمن لا يعتبر بمن مضى من القرون قبله! يا عجباً لمن يغترُّ بقوته، لمن يغترُّ بجيشه، لمن يغترُّ بصناعته، لمن يغترّ بحضارته، فيفسد ويتجاوز الحد ويسفك الدماء ويأخذ حق الغير.
- ما أتفهه! وما أسفهه! وما أقل عقله! وما أضعف نظره!
والله لو أحسن التأمل فلقد مضى من هو أقوى منه، ومن هو أكثر منه مالاً وجمعاً وأشد قوة، وصاروا عِبرة للمعتبرين.
كم مرَّت من طوائف، وكم مرَّت من دول، وكم مرّت من ثقافات، وكم مرّت من اتجاهات، وكم مرّت من أحزاب، وكم مرّت من هيئات، عدد كُثر من عهد النبوة إلى أيامكم هذه، وكل من مضى صار عِبرة للموجودين في عصرنا وزماننا، وقلَّ المعتبرون والمُدّكرون فيهم.
- عقلية الإنسان إن لم تتنوَّر بنور معرفة الحقيقة؛ وهي أنه عبدٌ مخلوقٌ من قِبل خالقٍ برأ السماوات من فوقه، والأرض سطحها له ومهدها، من غابت عنه هذه الحقيقة فلم يدرِ من خلقه، ولا لماذا خُلِق، ولا من أين جاء، وإلى أين يصير؟! انحرَف بعقليته وفكره إلى اتباع الشهوات والأهواء، والمتاع الفاني والسلطة الزائلة، وخرج عن سواء السبيل، تجبّر واستكبر، (إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ * إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ) لو عقلت، فلا داعي للغرور ولا للكبر، ولن يوصلك إلى مكان.
نورانية لا إله إلا الله وحقيقتها محفوظةٌ في قلوب اصطُفِيَت من قِبل رب الأرض والسماء:
- - وفت بالعهد
- - وقامت بمقتضى الشهادة
- - وخالفت أهواءها
- - وزهدت في الفاني الحقير
- - وتزوّدت لليوم العسير
- - وللعمر الدائم الأبدي السرمدي.
يا أيها الفرد الذي جُعلتَ في خير أمة؛ بِمَ تُقابل هذا الكرم؟ وبِمَ تتعامل مع هذه النعمة؟ مُكوِّن الأكوان جعلك في أمة مَن أُنزل عليها القرآن، وهداك للإسلام والإيمان.
* اختُصّت الأمة بأنها حاملة الرسالة العالمية التي لا تجد شعوب ولا دول في الشرق والغرب أحسن لهم مما في شريعتها مما أوحى الله إليه، ليس بوليد فكرٍ ولا تجربة ولا تأمل مخلوق وبشر، (قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ الله) لكنّه منهاج الذي خلق!
لما دعا الله داعينا لطاعته ** بأكرم الرسل كُنا أكرم الأمَمِ
- مَن أهمل هذا الفضل، ولم يبعث مشاعره لتأمُّل هذا المنِّ والوَصل، مِن حضرة ذي الفضل والطَّول ﷻ، فقد جحد النعمة واستهان بالأمر الكبير.
- - أيها الفرد من أمة محمد، أنت صاحب وظيفة في هذه الحياة، وميزة بعد الوفاة، عن بقية الأمم.
_____
خطبة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ ي مسجد أبو الحاج التلاوي، في عمّان، الأردن، 3 ربيع الأول 1446هـ
لقراءة الخطبة أو الاستماع:
لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):
للمشاهدة:
https://youtube.com/live/NJBv7jF1ECM
07 جمادى الآخر 1446