فخامة الأخ رئيس الجمهورية اليمنية يزور دار المصطفى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحبيب عمر بن حفيظ يستقبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية اليمنية في دار المصطفى

     تواصلا مع احتفالات دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية بالذكرى العاشرة لافتتاحه، والاحتفال بذكرى الهجرة النبوية واستقبال العام الهجري الجديد .. قام فخامة الأخ المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية بزيارة إلى دار المصطفى ظهر يوم الجمعة 30ذي الحجة 1427هـ الموافق 19يناير 2007م، تقديرا للجهود التي يقوم بها الدار تجاه الدين العظيم وتعليمه والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.

     هذا وأدى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح صلاة الجمعة مع جموع المصلين في جامع الروضة بمدينة تريم المجاور لدار المصطفى.

     وقد ألقى العلامة الحبيب عمر بن حفيظ خطبتي صلاة الجمعة وكانت بعنوان: الاعتبار بالأحوال والأطوار الواقعة في الأمة، وقد تناول فيهما ذكرى الهجرة النبوية الشريفة مستعرضا دور اليمنيين في مؤازرة المهاجرين ونشر نور الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وأكد على الاعتبار بما يحدث للأمة من أحوال ومراحل وأطوار.

     وقال في مفتتح خطبته: إن التقوى هي أساس الفلاح في الدنيا ومفتاح الجنة، وشأن القيام بها هو المنوط بهذه الأمة في مزاولة أعمال الحياة المختلفة، باعتبار أن التقوى هي الرابط بين الناس حكاما ومحكومين وبها تصلح الحياة وتستقر وتتوالى المنافع والخيرات.

     وأشار إلى أن المتفكر فيما شهدته الأيام والأعوام من حوادث وتقلبات يأخذ الإنسان

الحبيب عمر يلقي خطبة الجمعة في جامع الروضة

عبرته ويقظته على حسب ما صدق به في حسن النظر والتهيؤ للقاء الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن اليمن قد مرت بالعديد من الأحداث والتقلبات حتى انتهت إلى الحال الذي هي عليه اليوم من خير واستقرار اقتضتها الحكمة الإلهية بأن يقلد فيها للحكم الرئيس علي عبد الله صالح أخذ الله بيده إلى كل خير،  وكان في مرور السنوات تحت إرادة الله معاني جديرة بالتأمل وحسن النظر.

     وقال: إننا أمام الأمانة الكبرى التي تلقيناها من الوحي الشريف يجب أن نقوِّم الفكر وأن نقوِّم الخطى في التعامل على أساس يرتقي عن ضيق الأفق وعن ضيق النظر وعن الاحتكام للمصالح الشخصية إلى إدارك مهمة لا تنحصر المسؤولية فيها بفرد ولا مؤسسة ولا تكون في حكومة دون شعب ولا شعب دون حكومة.. وهل يتم استقرار الناس على الأمن وتحصل التنمية والتطور إلا بتعاون وثيق من الكل، بأن يعرف الكل مسئوليته، وأنه محاسبٌ من قِبل ربه الذي حذره من اتباع الهوى.. وأوضح أن من راعى حق الأمانة ينأى بنفسه عن أن يكون سببا للوقوع في الشر أو الأذية للمسلمين بل لا يستطيع أن يؤذي غير أهل الملة بغير حق كما بينه الهدي النبوي الشريف.

     واستعرض الحبيب عمر العديد من العبر والدروس التي يجب استلهامها من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة التي نزل بها أقوام ناصروه من أهل اليمن، وما تمثله الهجرة من أنموذج صادق للتآخي والتآزر والمحبة بين أبناء العقيدة الواحدة والذي تجسد بالاستقبال والحفاوة والإيثار من قبل الأنصار لإخوانهم المهاجرين الذين لا تربطهم بهم أي علاقات شخصية سابقة. وأوضح أن هذا هو مثال الوحدة السليمة التي تقوم على أساس الإيمان بالله، فهي وحدة جاوزت مقاييس التعامل بالفكر البشري المجرد إلى فكر بشري منور بنور الخالق سبحانه وتعالى، وتنوير حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

     وقال: إن من نعم الله علينا في اليمن نعمة الوحدة اليمنية التي تمت في عهد هذا الرئيس الذي مرت به في حياته شؤونٌ كثيرة وأحوالٌ غريبة، يعلم باطنه أنه لولا عناية ربانية ما تجاوز كثيرًا من المشاق والمراحل والمخاطر في حياته، إن كان يشهد بهذا الفرد العادي منا فكيف برئيس دولة تمر به ظروف وصعوبات ومشاق مؤكدا إن للحكمة واليقظة والأخذ بالأسباب والاحتياطات والإعدادات مجالها في ذلك.. وهي وحدها لولا إرادة من الله لعجزت عن تجاوز الكثير من المشاق.

     وأضاف: إنه كان فرارنا من هذه البلاد إلى شمال اليمن أيام التشطير، ثم

جانب من الحضور

النعمة بالرجوع والاطمئنان والقدرة على الكلام وإعادة مظاهر الاهتمام بالعلم الشرعي وإعادة أسس حملت السلام العالمي على وصفٍ قويمٍ من الفقه بدين الله، قومت معاني السلام في بقاع كثيرة من الأرض، وتطرق الحبيب عمر إلى دور اليمنيين في نشر الدعوة الإسلامية في جنوب شرق أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا من خلال تعاملهم الصادق مع الآخرين وهو ما يجب أن نقتدي به من أجل حاضر اليمن ومستقبله وتقديم الصورة الناصعة للإسلام وأخلاقه الفاضلة. وقال: ها نحن في اليمن نرفع مرة أخرى أصوات السلام وحسن التعايش وإقامة التعامل على منهج رقى وسما في حفظ الحقوق لكل ذي حق صغيرا أو كبيرا.

     وبارك الحبيب عمر في النيات الصالحة لتدارك الأمور ومتابعة الإصلاحات في البلد التي يشترك فيها الكل، وأكد أن المهمة تعظم على كل فرد بحسب مسئوليته، والكل يشترك فيها ومسئول عنها بما يستطيع، وإنه بصدقنا مع القيادة في تلك النيات يفتح الله لنا أبواب المعونة والتوفيق.

     وفي الخطبة الثانية افتتحها بخطبة النبي في حجة الوداع بتعريف المؤمن والمسلم والمهاجر، ودعا إلى الهجرة من أرضية العصبية والكذب على الله ورسوله، ومن كل الأراضي التي نتحول فيها إلى مأسورين لأنفس وشهوات .. وآن لنا أن نحمل معاني السلام العظيم بالتعاون والصدق لننهض وترتقي الأمة، ونكفى شرور العصبية والسوء والتباعد وذهاب الريح، وذكر أن العالم بما فيه يهتز ويروج محتاج إلى مسلك لأهل الإيمان، وجدير بأهل اليمن أن يكونوا السابقين بقادتهم وعلمائهم وعامة الشعب لأن يكون لهم دورٌ في صلاحه. 

     وعقب صلاة

الرئيس أثناء جولته في دار المصطفى برفقة العميد ونائبه

الجمعة قام فخامة الرئيس بزيارة إلى دار المصطفى للدراسات الإسلامية.. حيث كان في استقباله عميد الدار الحبيب عمر بن حفيظ ونائب العميد الحبيب علي زين العابدين الجفري، وقد تبادل فخامته خلال الزيارة الحديث معهم حول الدور المميز الذي يقوم به الدار وهيئة التدريس في عملية التنوير والتثقيف للطلاب من أبناء الوطن وكذا الوافدين من مختلف بلدان العالم. 

     وأطلع الحبيب عمر بن حفيظ فخامة الأخ الرئيس على التطور الذي يشهده الدار الذي أسس قبل عشرة أعوام ويضم في صفوفه أكثر من 500 طالبا وطالبة من 24 بلداً من أنحاء العالم بما في ذلك الدول العربية والإسلامية وعدد من الدول الآسيوية والأفريقية والأوروبية وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وما يقدمه من خدمات جليلة في تدريس العلوم النافعة والحرص على العمل بها والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة الموعظة الحسنة، مبينا أن الدار يضم إلى جانب أقسام التدريس المختلفة مكتبة علمية تضم الكثير من المراجع والكتب القيمة التي يستفيد منها طالب العلم، ومعرضاً للكتاب أقيم في الدار بمناسبة الذكرى العاشرة لافتتاح الدار، إضافة إلى سكن خاص بالطلاب.

     ثم التقى

الأخ الرئيس يتحدث إلى الأخوين مخلص الألماني ووان الكوري

بطلاب الدار وتبادل معهم التحايا، وتحدث إلى الإخوان الذين دخلوا دين الإسلام قريبا وأعلنوا إسلامهم في دار المصطفى وهم الأخ وان من كوريا الجنوبية والأخ مخلص من ألمانيا وتعرف على قصة إسلامهم، وبعض المواقف التي واجهوها في حياتهم، وما وجدوا في دار المصطفى من حسن تمثيل للإسلام الصحيح المتزن الذي العالم كله في حاجة إليه.

     وكانت فرقة المسرة لإحياء الحفلات الدينية التابعة للدار، قد استقبلت فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالترحيب به وترديد الأناشيد والأهازيج الدينية المصحوبة بالدفوف تعبيرا عن فرحتهم بالزيارة

فرقة المسرة تقدم مجموعة أناشيد احتفاء بزيارة الرئيس

والوحدة والإنجازات العظيمة التي تحققت للوطن في ظل قيادته الحكيمة.. وشذت أصواتهم بالحكمة اليمانية التي وصف بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهل اليمن، داعين الله سبحانه وتعالى أن يزيد من نعمه على امتنا وأن يعزز لم الشمل والوحدة في صفوف أبناء الأمة الإسلامية، كما عكست الأناشيد عظمة الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على الوحدة والاعتصام بحبل الله، واللجوء والتضرع إلى الله والانكسار بين يديه وطلب المغفرة والرضا والعفو منه..

     وخلال لقائه

أثناء مناقشة بعض أحوال المسلمين

مع عدد من العلماء جرى ذكر أحوال المسلمين، وما يحصل بسبب النزعة الطائفية في بعض الدول، وعواقب إصدار بعض العلماء من طوائف متعددة فتاوى بتكفير غيرهم ممن يخالفهم في الرؤية والوجهة والنظر، الذي أدى إلى استحلال دماء المسلمين، ونبه الأخ الرئيس أن هذا مما يغذيه بعض الكفار الذي يسعون دائما لتمزيق شمل المسلمين وللتفريق بينهم، وأكد على ضرورة توحيد الصف الإسلامي في مواجهة كافة القوى الخارجية. 

     بعد ذلك تناول فخامة الرئيس طعام الغداء في دار المصطفى مع فضيلة العلامة الحبيب علي المشهور بن محمد بن حفيظ مدير الدار ورئيس مجلس الإفتاء بمدينة تريم والحبيب عمر بن حفيظ وهيئة التدريس من أصحاب الفضيلة العلماء ومجموعة من الطلاب الدارسين في الدار.

     وقد أعرب الرئيس عن تقديره وشكره للحبيب عمر بن حفيظ لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدا بالدور الذي يقوم به الدار لنشر قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف المرتكزة على أفكار الوسطية والاعتدال بعيدا عن أي تعصب أو غلو ، مؤكدا في هذا السياق على الدور الذي قام به علماء محافظة حضرموت منذ القدم في نشر الدعوة الإسلامية إلى كافة إرجاء المعمورة وعلى وجه الخصوص في دول جنوب شرق آسيا.

     رافق فخامة الرئيس الأخ عبد الله حسين البشيري وزير الدولة أمين عام رئاسة الجمهورية، والأستاذ عبدالقادر علي هلال محافظ محافظة حضرموت، والأخ أحمد جنيد الجنيد وكيل المحافظ لشئون مديريات الوادي والصحراء والشيخ علي سالم بكير عضو مجلس الشورى والأخ محمد سعيد با قطمي مدير عام مديرية تريم. وعدد من المسئولين في السلطة المحلية وقيادة الأمن.

     للاستماع إلى خطبة الحبيب عمر كاملة (اضغط هنا).

     ولمشاهدة تقرير عن هذه الزيارة من الفضائية اليمنية (اضغط على هذا الرابط).

تاريخ النشر الهجري

02 مُحرَّم 1428

تاريخ النشر الميلادي

20 يناير 2007

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار