المولد السنوي الكبير في دار المصطفى
تشهد بلاد المسلمين في المشارق أجواء الاحتفالات المتعددة والمتنوعة بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتنشر مجامع قراءة السيرة الشريفة والشمائل المرضية التي يحرص الكثيرون على حضورها والاستفادة منها.
وقد شهد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية احتفالات متواصلة بهذه الذكرى العظيمة يوم الاثنين 26 ربيع الأول 1430هـ الموافق 23 مارس 2009م ، حيث تجمع الآلاف ظهر يوم الاثنين لقراءة المولد النبوي الشريف بحضور عدد من علماء ومشائخ وأعيان حضرموت، ثم استمعوا إلى مجموعة كلمات مباركة فيها التوجيه والنصيحة والدلالة على الله والحث على السير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبذ كل ما يخالف منهجه الشريف.
وكانت الكلمة الأولى لمفتي تريم العلامة الحبيب علي المشهور بن محمد بن حفيظ، الذي رحب بالحاضرين، وشكر لهم هذا المسعى الطيب، وافتتح كلمته ببيان عظمة نعمة الإسلام، وأخذ يشرح أركان الإسلام مبتدئا بمعنى لا إله إلا الله، ثم تحدث عن الصلاة وأهميتها في الدين، وحث على المواظبة عليها وأدائها بخشوع وحضور على الوجه المطلوب، ورغَّب في أداء النوافل، ثم ذكر الزكاة والصوم والحج. وحذر في خاتمة كلمته من الذنوب والمعاصي، وحث على التوبة النصوح.
ثم تحدث الحبيب عبد الله بن محمد بن شهاب الذي حمد الله على نعمة الاجتماع على ذكرِ شمائل النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه، وحث على اتباع الرسول في جميع الأقوال والأفعال، وخاطب الحاضرين بإحياء سيرة السلف الصالح الذين كان لهم الصيام والقيام، وأسسوا أحوالهم على المتابعة للنبي محمد في الأقوال والأفعال مع الصدق والإخلاص والورع. ثم تحدث عن واقع الكثير من المسلمين الذين وقعوا في أسر الذنوب والمعاصي، ودعاهم للتوبة النصوح، وحث على طلب العلم النافع الذي به الفخر والنجاة في القيامة، وبارك جموع الطلاب الذين وردوا لغرض الدارسة في تريم، وحثهم على العمل بالعلم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ثم تحدث العلامة الحبيب سالم بن عبد الله الشاطري مدير رباط تريم، وذكر أن في ربيع الأول مناسبة المولد الشريف والهجرة النبوية، وهي التي يحتفل بهما المسلمون، بينما توجد مناسبة أخرى محزنة وهي وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.، وتحدث عن فضائل ليلة المولد النبوي، والاحتفال بهذه المناسبة بالطرق المشروعة، بعيدا عن مظاهر اختلاط الرجال بالنساء، وغيرها مما ورد النهي عنه. وحث على النيات الصالحة في حضور مجالس الخير والحرص على الاستفادة مما فيها من خيرات وبركات. وأشاد في كلمته بجهود الحبيب محمد بن سالم بن حفيظ في التعليم وخدمة الدعوة إلى الله وحرصه على إعلاء كلمته ونبذ الظلم، حتى قدم روحه في سبيل الله، في وقتٍ أُغلقت فيه دور العلم، ومُنع الناس من حضور المجالس. واختتم كلمته بالحث على التوبة وترك التعلق بالذنوب والمعاصي وما يسخط الله عز وجل.
واختُتمت الكلمات بكلمة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ الذي أكد على تقوية صلة المؤمن بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمه ومعرفته لقدره ومكانته عند مولاه عز وجل، وذكر أن تضحية والده ثمرة لما تلقاه عن مشائخه، واتصالهم بسلسلة السند حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ودعا الأمة إلى إحياء الصلة برسول الله في كافة نواحي حياتها، وحذر من التفاتِ قلوبهم إلى تعظيم من سواه، وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة لهم، وهو الرحيم به، فهو الأولى بالذكر، ويجب أن ترفع له الشعارات قبل أي شيء في الحياة، ليظهر فينا اسمه وتعظيمه ومحبته، وهذا سبيل نجاحنا. ثم ذكر نماذج من صلة الصحابة برسول الله، وحث على إحياء هذه المحبة التي تدعونا لطلب العلم النافع والحرص على العمل الصالح والتوبة والإنابة على الله عز وجل.
وتواصلت الاحتفال بعد صلاة العشاء، وشهدت الشوارع المؤدية إلى دار المصطفى مسيرات حاشدة رُفعت فيها شعارات المحبة والنصرة للنبي صلى الله عليه وسلم، شاركت فيها جميع حارات مدينة تريم، وهم يرددون الأناشيد الطيبة والدعوات الصالحة، ويرفعون ذكر اسم الله واسم رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم أقيم المولد النبوي في ساحة دار المصطفى الذي احتشد له الآلاف واستمعوا بعده إلى عدة كلمات كانت الأولى لسعادة السفير الإندونيسي في اليمن الذي عبر عن فرحه وسروره بحضوره هذا الفعاليات التي تقام فرحا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشكر إدارة دار المصطفى على اهتمامها بتدريس ورعاية الطلاب الإندونيسيين.
ثم توالت الكلمة من عدد من الإخوان من الطلاب والمدرسين من الأردن ومصر والعراق وأمريكا وبريطانيا تحدثت كلها عن معاني المحبة والولاء والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن عزَّ الأمة وكرامتها في تبعيتها له عليه الصلاة والسلام. وأن ما أصاب الأمة من تخلف وتكالب الأداء إنما هو بسبب ذنوبها.
واختتم المجلس بكلمة قيمة للحبيب عمر بن حفيظ حرك فيها مشاعر الحاضرين للشوق إلى رسول الله ، وأحيا فيهم معاني المحبة الحقيقة الخالصة لرسول الله، وأثرها في سلوك العبد، وصفاء باطنه، وطهارة سريرته،
واختتم كلمته بدعوات وابتهالات للمولى الكريم أن يحيي في الأمة هدي النبي ومحبته وتعظيمه والعمل بسنته صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد سبقت هذه الفعاليات مظاهر أخرى للفرح بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث شاركت الفرق الشعبية في تقديم الأهازيج والعروض الفولكلرولية عصر يوم الأحد مبتهجين بهذه المناسبة الطيبة،
كما أقيمت أمسية إنشادية ليلة الاثنين في ساحة دار المصطفى بمشاركة فرقة المسرة لإحياء الحفلات الدينية وفرق من حارات مدينة تريم أطربوا فيها الحاضرين بأعذب الألحان في ذكر شمائل النبي ومناقبه ومدحه والصلاة عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
28 ربيع الأول 1430
تاريخ النشر الميلادي
مشاركة
اضافة إلى المفضلة
كتابة فائدة متعلقة بالمادة
آخر الأخبار
15 جمادى الآخر 1446
مجلس سماع الحديث، للعلامة الشيخ طاهر بن عبدالله البحركي، من العراق. تضمن المجلس سماعاً للأحاديث...
13 جمادى الآخر 1446
تقديراً للعلم الشريف وأهله، استقبل العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ فضيلة الشيخ العلامة المُسند...