(339)
(535)
(364)
لقراءة الخطبة كاملة:
أيها المؤمنون بالله، اتَّقوا الله في علائِقكم بهذا الإله، التي إذا صحَّت وصَفت لم تكن للعبد المؤمن به علاقة بشيء من الكائنات إلا على الوجه الذي يرضاه، وعلى ما أحبه تعالى في عُلاه.
أقيموا صِلتكم بالله لئلا تكون لكم صلة بشيء مُن خلقه إلا على ما أحب وعلى ما شرع، وعلى ما بيَّن لنا على لسان رسوله الصادق خير الخلائق ﷺ.
نظم الله لنا الروابط والعلاقات:
اصحَبوا كائنات الله بما أحب الله وبما شرع الله، وسمُّوا الله على كل ما تلبسون وعلى كل ما تأكلون وتشربون وعلى كل ما تدخلون وتخرجون، واستعملوا سُنن الأمين المأمون؛ في أحوالكم والشؤون، في الظهور وفي البطون.
ومن هنا تَعلَم العلاقة بيننا وبين المرئيات والمسموعات مما يتعلق بالجمادات وغيرها، وأن علينا رقابة من قِبَلِ من يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
ويل لعبيد الأهواء والشهوات، وويل للمنطلقين في الحياة بالأهواء واتباع ما خالف منهج الخلّاق وما خرج عن سويّ الأخلاق، وما بَعُدَ عن الوفاق مع ما جاء به سيد أهل الصدق محمد ﷺ.
كان مسلك أوائلنا أن يَدَعُوا تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام، وكم من كلمة منعتهم عن قولها التقوى، وكم من نظرة منعتهم عن النظر بها التقوى، وكم من مسموع صرفهم عن استماعه التقوى.
لله در أهل التقوى في السر والنجوى، أولئك الذين وعوا سر الخلق والوجود، وعرفوا حق الإله المعبود، وجعلوه المرجع والعمدة والمقصود.
لا يزدادون بحركة ولا سكون إلا طمأنينة وسكينة، وإيماناً ويقيناً، وقرباً ونوراً، وبهجة وسروراً، وزيادة في معرفة الرب والاتصال بعبده المُقرّب، الذي أوجب علينا أن لا نحب من بريَّتِه من أجله شيئاً كما نحبه، كما نحب هذا العبد المُقرَّب والحبيب الأطيَب ﷺ.
هذا الإسلام لله؛ إذا أُسلِم الوجهُ والقلب فالإسلام منبسِط فيما تقول وفيما تنظر وفيما تسمع وفيما تلمس وفيما تسعى رجلاك، وفيما يتحرك بدنك ويتعامل مع سائر الكائنات وأصناف الخلائق.
ها أنتم متصلون بأشهر الحج والأشهر الحرم من جُملة الزمان، وما خُصِّصَ بالفضل من قِبَل إلهكم في خلال أشهر السنوات وأسابيع الأشهر وأيام الأسابيع، (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ).
(فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)؛ لا تُخِلُّوا بميزان ربكم في التعامل مع جماد ولا مع نبات ولا مع حيوان ولا مع إنسان، واتقوا الذي علم السر والإعلان، واقتدوا بسنة سيد الأكوان.
من أعظم ما جعل الروابط بيننا وبينه من الأماكن ما نسبه إليه؛ من بقَعٍ طُهِّرَت على ظهر الأرض كالمساجد، سماها بيوته ونسبها إليه وأمر بتعظيمها، فقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).
أعظم المساجد بيت الله العتيق، المسجد الحرام، ومسجدُ خير الأنام محمد، ثم المسجدُ الأقصى، طهّرهُ الله وحرَّرهُ وخلَّصهُ من أيدي أهل الزيغ والظلم والافتراء.
اللهم أكرمنا بصدق الإقبال عليك، وحقِّقنا بحقائق الإسلام لك والإيمان بك والصدق معك والإحسان في معاملتك، واعمُر أوقاتنا بموجبات السعادات وما تُنال به الحسنى والزيادات.
اللهم بارك للأمة في المساجد الثلاثة ومواطن العبادة والعلم، وبارك لهم في بيوتهم ومنازلهم، واجعلها محل طاعة وقراءة للقرآن تتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض.
___
لتحميل الخطبة (نسخة pdf):
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #خطبة #خطبة_الجمعة #تريم #عاجل #نصيحة #حقيقة #فكر #حكمة #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim
12 ذو القِعدة 1446
02 جمادى الأول 1447
اختتم العلّامة الحبيب عمر بن حفيظ دروس الفجر في اندونيسيا، في مسجد الاستقلال بالعاصمة جاكرتا،...
02 جمادى الأول 1447
وصل العلّامة الحبيب عمر بن حفيظ اليوم الجمعة 2 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 24 أكتوبر 2025م إلى...