مجالي العمل الصالح مع الإيمان وما تثمره من سعادة الدارين

للاستماع إلى الخطبة

خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع شريوف، بمنطقة شريوف، جنوب مدينة تريم، وادي حضرموت، 29 ربيع الثاني 1446هـ بعنوان:

مجالي العمل الصالح مع الإيمان وما تثمره من سعادة الدارين

الصورة

لقراءة الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/K290446-pdf

 فوائد مكتوبة من الخطبة:

https://omr.to/K290446-f

نص الخطبة مكتوب:

 

الخطبة الأولى :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

     الحمد لله، الحمد لله الذي جعل الحياة الطيبة لمن آمن وعمل الصالحات، وجعل لهم السعادة في البرزخ ويوم الميقات، وكتب لهم الفوز بالجنات.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ الأرضين والسماوات، ومُكَوِّن جميع الكائنات، عالِم الظواهر والخفيات، يحكم بين عباده فيما هم فيه يختلفون، في يوم الحساب والميقات. 

وأشهد أن سيدنا ونبينا وقُرَّة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، خاتم الرسالات، وسيد أهل الأرض والسماوات، من جاءنا بالآيات البيِّنات.

اللهم صلِّ وسلِّم أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، على عبدك المُجتبى المختار سيدنا محمد، وعلى آله الطاهرين وصحبه القادات، وعلى من اتبعهم بصدق ويقين وثبات، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين رفيعي الدرجات، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم والملائكة المُقربين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين في كل شأن وحال ونفَس وحين يا مجيب الدعوات.

    أما بعد، عباد الله، فإني أوصيكم وإياي بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يُثيب إلا عليها، ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.

نجاح الإنسان بالإيمان والعمل الصالح :

    أيها المؤمنون بالله، بالإيمان والعمل الصالح، ينجح الإنسان وتجتمع له الخيرات والمصالح، على وجه الحقيقة في حياته، ثم عند وفاته، ثم في البرزخ، ثم يوم القيامة، ثم يكون المصير في المستقبل الخطير الكبير إلى جنات ورضوان ورب غير غضبان، ومرافقة للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، فالفوز كله لِمن عقل في تقْوية الإيمان، وفي تثبيت القلب والجوارح على العمل الصالح. 

أيها المؤمنون بالله ،،،

قال سبحانه وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. 

ارتباط العمل بالإيمان :

أيها المؤمنون بالله، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) فالعمل بقدر ما يصدر عن الإيمان يكون له الاعتبار والشأن، فشأنه عند الإله الرحمن بقدر ارتباط هذا العمل بالإيمان، لأن الله لا ينظر إلى الصور والأجساد ولكن ينظر إلى القلوب، والقلوب مكْمن الإيمان وموطن الإيمان. 

والعمل الصالح إذا صدر بإيمان كان صاحبه فيه مخلصاً للرحمن، لا يريد غرضاً من أغراض الدنيا ولا مراداً من المرادات الفانية، ولكنه يريد وجه الله. 

تحرِّي قبول الأعمال :

العمل الصالح إذا صدر عن الإيمان صدر بخشية ورجاء، صدر على تحَرِّي القبول عند الله الذي يعمل له، لأن الشأن في القبول لا في العمل.

وكان يقول سيدنا علي بن أبي طالب: "كونوا بقبول العمل أهم منكم بالعمل، فإنه لا يقلُّ عمل مع قبول".

 إذا قَبِلك الله في أي عمل فليس ذلك العمل بقليل، لأن العمل المقبول يُضاعَف عند ربك، ويُنمِّي الرحمن تعالى للمؤمن صدقته كما يُربِّي أحدكم فلُوّه -يعني ابن فرسه- وكانت من أعز الأموال لديهم، حتى تكون التمرة كجبل أحد! 

بماذا يزداد الإيمان؟:

    أيها المؤمن فازدد إيماناً، وإنما يزداد الإيمان؛ 

  • بكثرة ذكر الرحمن بالحضور 

  • واستماع آياته، قال ﷻ: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾

  • وذِكر أخبار أنبيائه ورسله، قال تعالى: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾.

    أيها المؤمنون، ذِكر الله وذِكر رُسُله وأخبارهم يُقَوِّي الإيمان في القلوب، ولذا مضى صُلحاء الأمة وكلامهم في ليلهم ونهارهم عن الله وعن رسله وعن اليوم الآخر، يُردِّدون ذِكر ذلك حتى بين أهليهم وأولادهم، ولا يَسمع الأطفال في بيوت المسلمين إلا قصص النبيين وأخبار الصالحين، ولا يسمعون إلا ذِكر الله وذِكر رسوله الأمين، بالتعظيم والشوق والمحبة؛ وبذلك ينمو ويكبر ويزداد ويَقوى الإيمان في قلوبهم وتنشأ أُسَر المسلمين على الخير.

أخبار تقسِّي القلب :

ولقد غُشّ المسلمون، وقَبِل الكثير منهم الغش بنشْر أخبار الفجار والفساق والقَصَص البعيدة عن النور والخير والهدى، مِما فيها من الشر والتَجرِّي على أوامر الله ورسوله، وصارت تُذكَر في ديار المسلمين ويتابعها صغارهم وكبارهم عبر هذه الشاشات وعبر هذه الأجهزة. 

وبذلك يضعُف الإيمان في القلوب، بل وتتقوَّى الظلمة، ويزداد الكدر في القلب ويقسو ويغلظ حتى يكون كالحجارة أو أشد قسوة - والعياذ بالله تعالى. 

البيوت التي قلَّ فيها قراءة القرآن، وقلَّ فيها الذّكر للرحمن والصلاة على نبيه محمد ﷺ، وقلَّ فيها ذِكر الأنبياء والصالحين:

  •  بيوتٌ تحلّ فيها الظلمة، 

  • ينقص إيمان أصحابها، 

  • تضعف صِلَتهم بالله وبرسوله.

أثر قراءة القرآن :

زَيِّنوا دياركم، زَيِّنوا بيوتكم بالقرآن، وما فائدة أن يكون الابن قارئاً أو البنت قارئة إن لم يكن القرآن مقروءاً وسط بيوتكم وفي دياركم! تتنوَّر به الديار والمنازل. 

وبالقرآن وبالذّكر للإله والذكر للنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، والذّكر للأنبياء والمرسلين والعباد الصالحين. 

فذِكرهم :

  • ينور القلب ويُطَهِّره 

  • ويزيد الإيمان ويُوَفِّره 

فضلاً من فضل الله تبارك وتعالى.

الرجوع إلى الله :

    أيها المؤمنون، أعظِموا التفكير في عظمة الله وفي لقائه والرجوع إليه، والمصير الحتمي اللازم على كل واحد منا؛ أن يصير إلى ربه، أن يرجع إلى ربه، ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾، ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾. 

فلنُفَكِّر في رجوعنا إلى الله، وكم قد شيَّعنا صغاراً وكباراً خرجوا من هذه الحياة ولقوا الله تعالى ورجعوا إلى الله، ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ * وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾، كلهم عند الله ويجمعهم يوم القيامة. 

﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ وتختلف الأحوال ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ * نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ﴾.

أصناف الخلق يوم القيامة :

 ويصير الناس على الثلاث الدرجات: 

  • صنفان أهل الجنة: المقربون وأصحاب اليمين، 

  • وصنف أهل النار: وهم جميع الكفار والفساق والمجرمون، وكل من مات على غير ملة الإسلام.

قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾، أي الروح؛ نُزِعت من الجسد حتى تكون آخر شيء في حلقوم الإنسان، في حلق الإنسان، فيقبضها الملك، ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) إلى ميّتكم هذا (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ﴾.

(فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ)، لو كنتم غير محاسبين ولا راجعين إلينا كما أخبركم نبينا، ترجعونها -أرجعوا واحداً من هذه الأرواح إلى الجسد- (تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ). ولكنكم عاجزون، وأهل الشرق والغرب وأهل الطب والتقدم، عاجزون عن أن يردوا الروح بعد أن تبلغ إلى الحلقوم، ولو من طائر ولو من طفل ولو من صغير ولا من كبير، ما يقدرون على إرجاعها.

(تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فلا يمكن ذلك. 

ولكن النتيجة والعاقبة والنهاية ﴿فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾. 

تشويه بالجحيم بالنار، ونزل من حميم، ضيافة من حميم، قيح وصديد يتجمع ويغلى بالنار ويُسقى منه أهل النار، وأكثر ما يُجمّع الصديد وأكثر ما يُجمّع هذا القيح من فروج الزناة والزانيات لأن الله يبغض الفاحشة وأهليها، فتخرج من فروجهم في النار، أنواع القيح والصديد ويتجمع ثم يُسقونه ويُسقونه أهل النار وهو يفور، جزاءَ ما عملوا في الحياة الدنيا ولم يستحيوا من ربهم جل جلاله وتعالى في علاه.

أثر كبائر المعاصي على الإيمان :

مَن زنا أو شرب الخمر نزع الله الإيمان من قلبه، نزع الله الإيمان من قلبه، أو خلع الله الإيمان من قلبه كما يخلع أحدكم قميصه من على رأسه والعياذ بالله تعالى.

فشرب الخمور والزنا من أكبر ما يلوث القلب ويظلمه ويفقد الإنسان حقيقة الإيمان والعياذ بالله تعالى. 

لهذا حرَّم الله القُرب من الزنا، الزنا حرام والقرب منه حرام، القرب من الزنا حرام، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾.

فالخلوة بالمرأة الأجنبية حرام، ومصافحة المرأة الأجنبية حرام، والنظر إلى المرأة الأجنبية حرام، ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾.

الاستماع إلى الأغاني المهيّجة للشهوات حرام، والاستماع إلى الكلام الذي يقرّب إلى الزنا أو اللواط حرام لأنه قربة من الزنا، وكل قربة إليه مُحرّم على المؤمن، ممنوع على من صدق بوحي الله وإرسال رسوله المصطفى وأنه ملاقٍ ربه، ملاقٍ ربه جل جلاله وتعالى في علاه .

واجب المؤمن نحو أهل بيته :

    أيها المؤمنون بالعمل الصالح الصادر عن الإيمان؛

  • من صلة الرحم 

  • ومن الإحسان إلى الجيران 

  • ومن الانتباه من تعليم الأبناء والبنات وتذكيرهم وتفقيههم في الدين وإعدادهم عدة وذخراً للبرزخ والقيامة.

﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾. 

يخسر أهله من ترك أهله للشر، 

من ترك أهله للفساد، 

من ترك أهله لقول الحرام أو فعل الحرام أو نظر الصور القبيحة، 

يخسر أهله يوم القيامة والعياذ بالله تبارك وتعالى، 

يخسر أهله من لم يأمرهم بالصلاة، 

يخسر أهله من لم يتعاون وإياهم على الواجبات في دين الله تعالى.

﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.

والمؤمنون مع أهليهم: 

  • يُجمَّعون في ظل العرش أولاً، 

  • ثم على فضل الله من إعطاء الكتب بالأيمان، 

  • ومن رُجحان الميزان، 

  • ومن الثبات على الصراط، 

  • ثم في الجنان يجتمعون (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ)، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾. 

وفي دعاء الملائكة يقولون للتوابين -اللهم اجعلنا من التوابين المُتَّبعين للرسل- (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) -يعني آمن ومات على الإيمان- (إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

الوقاية من سيئات يوم القيامة :

(وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ) -يعني احفظهم واحرسهم من السيئات. 

وما السيئات في القيامة؟ 

نتيجة السيئات في الدنيا، نتيجة المعاصي في الدنيا، السيئات في القيامة: 

  • اسوِداد الوجه (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، 

  • والسيئات إعطاء الكتاب بالشمال، 

  • والسيئات خِفّة ميزان الحسنات، 

  • والسيئات فضيحة العبد بما كان عمل من السيئات في الدنيا،

  • وزلزلة القدم عند المرور على الصراط والعياذ بالله. 

هذه سيئات يوم القيامة.. (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أن نوقى السيئات يوم القيامة بتَوَقِّينا للسيئات في حياتنا الدنيا.

سبب للحياة الطيبة :

     أيها المؤمنون بالله، العمل الصالح الصادر عن الإيمان سبب الحياة الطَّيِّبة، مِن أُنس وطمأنينة وسكينة، وخيرات ظاهرة وباطنة لصاحبها في الدنيا، وله حسن الجزاء عند اللقاء، وفي البرزخ والقيامة، وفي دار الكرامة.

اللهم ارزقنا كمال الإيمان وقوة الإيمان وزيادة الإيمان، في كل يوم وفي كل ليلة وفي كل آن، وارزقنا العمل الصالح ووفقنا للعمل الصالح وثبتنا على العمل الصالح، وقِنا السيئات في الدنيا ويوم الميقات يا رب العالمين.

والله يقول وقوله الحق المبين: ﴿فَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ 

وقال تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾

﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾

﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى * أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى) .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ثبَّتنا على الصراط المستقيم، وأجارنا من خزيهِ وعذابه الأليم. 

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية: 

     الحمدلله مولانا السميع البصير، العليم القدير، العلي الكبير، من بيدهِ أمر المُبتدأ وإليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يطّلع على ما في الضمير، واستوى في علمه السر والجهر والقليل والكثير.

وأشهد أن سيدنا ونبينا وقُرّة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، الهادي إلى طريق الهدى والتقوى وحُسن المسير.

اللهم صلِّ وسلم على العبد المُقدَّم المُعظَّم حبيبك المصطفى محمد، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار ومن على منهاجهم سار، وعلى آبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك سادات المقربين الأطهار، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المُقربين وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    أما بعد، عباد الله،، فإني أوصيكم وإياي بتقوى الله، فاتقوا الله وأحسنوا يرحمكم الله، (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).

     يا أيها المؤمن: قُوِّ الإيمان واعمل الصالحات، فهذه سعادتك في الحياة وسعادتك بعد الممات، وهذا فوزك وهذا الخير الذي تُحصِّله في عمرك القصير، وتستعد به إلى دار المرجع والمصير، ولقاء العلي الكبير ﷻ.

شأنك اتباعه والاقتداء به:

     أيها المؤمن بالله: اعمل الصالحات مع الإيمان بعالم الظواهر والخفيات، تَرقَى أعلى المقامات، وينشرح صدرك ويصُلح أمرك، ويقوَى نورك وتجد قبرك روضة من رياض الجنة؛ فإن القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار، وإن جميع الأموات في قبورهم يُسألون عن إلههم وعن نبيهم محمد ﷺ، ماذا كانوا يقولون فيه؟ ومعنى يقولون: يعتقدون ويعملون بِمُقتضى ذلك الاعتقاد، ما تعتبر محمداً؟ إن اعتبرته رسول الله فشأنك اتِّباعه والاقتداء به وتعظيم أمره. 

وهو الذي قال لكم: "مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ، وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ"، ربّوهم على العفاف والحياء والحِشمة من عشر سنوات، لا ينامون مُتقاربين مُتلاصقين ولا في فرش واحد، وفَرِّقوا بينهم في المضاجع، اضربوهم على ترك الصلاة في هذا السن، وعلِّموهم من قبل السبع السنوات كيف يصلون، لأن الصلاة عماد الدين وأول ما يُسأل عنه العبد في الآخرة.

ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها:

     أيها المؤمنون بالله ﷻ، العمل الصالح هو المتجر الرابح عند المؤمن

قال نبينا المصطفى في حديثه الصحيح: "ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها"، ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، فمن فاتته سنة الفجر فقد فاته الخير الكثير.

ومن ظنّ أن ألف بل مليون ريال سعودي أو درهم إماراتي أو دولار أمريكي أعظم من سُنة الفجر فقد كذب وقد أظلمَ قلبه وقد نافق. 

"ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها" يقول ﷺ، والله أغلى، أغلى من جميع الدولارات وأغلى من جميع الدراهم والجنيهات والريالات، أغلى ركعتا الفجر، فتنتهي الريالات من أولها إلى آخرها وركعتا الفجر لا ينتهي ثوابها لِمَن صلّاها، ولا ينقطع خيرها لِمَن قَبِلها الله منه.

ما من خير في المال إلا هذا :

فعَظِّموا دين الله، عَظِّموا أمر الله، عَظِّموا ما عظَّم الله لأنكم مؤمنون بالله، ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾. 

وتعظيم هذه الفانيات؛ اتركوه للصهاينة، اتركوه لليهود، اتركوه للملحدين الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فلا يُعَظِّمون إلا هذه الفانيات وهم عبيدها ومآلهم النار الموقدة وبئس المصير، عَظِّموا الله، عَظِّموا رسول الله، عَظِّموا ذكر الله وذكر رسوله، عَظِّموا ما عظَّم ربكم العظيم واستعِدّوا للقائه، وقوموا بأمر الله في أنفسكم وأسركم.

ثم كلوا من رزق الله وخذوا ما أباحه لكم:

  • غير مُعَظِّمين للفانيات، 

  • مُتَصرّفين فيه بحكم الشرع،

  • باذلين له فيما يُحب ربكم من نفقة الأهل والأولاد 

  • ومِن صِلَة الأرحام 

  • ومِن إعانة الفقراء والمساكين والضعفاء والمرضى، 

  • ومِن صرفه في مساعدة المُتعلِّمين والمُعلّمين والمجاهدين في سبيل الله، 

  • فما من خير في الدنيا إلا هذا، وما من خير في المال إلا هذا. 

أثر المال والدنيا على الفرد :

    ولقد قال ﷺ: "إنَّما الدُّنيا لأربعةٍ: رجلٌ رزَقه اللهُ مالًا وعِلمًاً، فهو يتَّقي ربَّه فيه ويَصِلُ فيه رَحِمَه، رجلٌ آتاه اللهُ علمًا ولم يُؤْتِه مالًا فهو يقولُ: لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ".

قال ﷺ: "فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ"، فهما في الأجر سواء، هذا بعمله وهذا بنيته.

رأى الذي بذل المال في الصالحات لم يلعب به ولم يشترِ التُّرَّهات، ولم يعمل به السهرات الخبيثات، ولم يشترِ لأهله الثياب المُزرِيات القصيرات الشفافات، اللاتي تُظهِر الصدور وتُظهِر النحور وتُظهِر الفخوذ وتُظهر السيقان؛ ثياب أهل النار، ثياب الكاسيات العاريات.

لم يلعب به ولم يصرِفه في المعاصي ولكن في طاعة الله، فيقول آخر: "لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ"، فهو بِنِيَّته مُخلصاً صادقاً فَهُما في الأجر سواء.

"ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا ولم يُؤْتِه عِلمًا" -كحال أكثر من يؤتى المال اليوم- قال: "فهو يخبطُ في مالِه يُنفقُه في غيرِ حقِّهِ"، يؤذي ويضر، يفسد ويفسق ويفعل المُنكرات.

قال "ورجلٌ لم يُؤْتِه اللهُ علمًا ولا مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا لعملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ" -هذا الفاسد- قال: "فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهما سواءٌ".

إثمهم واحد، هذا الخبيث الذي أنفق الأموال في المفاسد، وهذا الذي تمنى أن يكون مثله، كلهم سواء في النار والعياذ بالله وفي الوزر؛ هذا بعمله وهذا بِنِيًّته.

فاتَّقوا الله وخُذُوا من الدنيا نصيبكم، وهو أن لا تغرّكم وتُوقِعكم في معصية الله، ولا تُعَظِّمونها كما يُعَظِّمها الكفار، وأن لا تأخذوها إلا من الحلال، وأن لا تصرفوها إلا حيث يُحِب الله تعالى، فهذا نصيبك من الدنيا، وإلا فما وراء ذلك فهي وَبال عليك وشر -والعياذ بالله تبارك وتعالى-.

قال تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ)، الله لا إله إلا الله، وَفّق المؤمنين لعمل الصالحات والإكثار منها. 

ما من فُرصة لنا إلا هذه الحياة، وعند الموت يتمنّى الإنسان لحظة يُسَبِّح الله فيها، لحظة يركع ركعة فيها فلا يجد ولا يقدر، انتهت الفرصة بخروج الروح من الجسد، لا وسيلة ولا سبب ولا فُرصة للعمل الصالح إلا ما دُمنا في هذه الحياة الدنيا.

الصلاة على النبي والدعاء:

     وفَّقنا الله لِعمل الصالحات، ومن أعظم الأعمال الصالحات؛ كثرة الصلاة على النبي محمد مع المحبة والتعظيم له. 

واسمع قولاً فيما رواه الترمذي وغيره: "إنَّ أولى النَّاسِ بي يَومَ القيامةِ أَكْثرُهُم عليَّ صلاةً"، و"مَن صلى عَلَيَّ واحدةً ، صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا".

ولقد أمرنا الله بأمرّ ابتدأ فيه بنفسه وثنّى بالملائكة وأيَّه بالمؤمنين، فقال مُخبراً وآمِراً لهم تكريماً: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك المختار سيدنا محمد نور الأنوار وسر الأسرار،

وعلى الخليفة من بعده المختار، وصاحبه وأنيسه في الغار، أهل الخلافة ومُستَحِقّها بالتحقيق، خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصديق، 

وعلى الناطق بالصواب حليف المحراب، أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، 

وعلى مُحيي الليالي بتلاوة القرآن، من استحيَت منه ملائكة الرحمن، أمير المؤمنين ذو النورين سيدنا عثمان بن عفان، 

وعلى أخ النبي المصطفى وابن عمه، ووليه وباب مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب، 

وعلى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانتي نبيك بِنَصِّ السنة، وعلى أمهم الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشة الرضا، 

وعلى حمزة والعباس وسائر أهل بيت نبيِّك الذين طهّرتهم من الدنس والأرجاس، وعلى أهل بيعة العقبة وأهل بدر وأهل أحد وأهل بيعة الرضوان، 

وعلى سائر الصحب الأكرمين وأهل البيت الطاهرين، وعلى من والاهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين. 

اللهم أعِزَّ الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أذِلّ الشرك والمشركين، اللهم أعلِ كلمة المؤمنين، اللهم دمِّر أعداء الدين، اللهم اجمع شمل المسلمين وألِّف ذات بينهم، وادفع البلاء عن جميع المؤمنين.

 اللهم اشفِ مرضاهم وعافِ مبتلاهم، ولُمَّ شعثهم وألِّف ذات بينهم.

اللهم واخذل أعداءك أعداء الدين، واخذل اللهم المعتدين والظالمين والغاصبين من الصهاينة ومن والاهم من المجرمين والفاسقين، اللهم مزّقهم كل مُمزق مزّقته أعداءك، انتصاراً لأنبيائك ورسلك وأوليائك.

اللهم إنهم تمادوا في قتل الأبرياء والأطفال والنساء وتهديم المساجد والمستشفيات والديار، اللهم رُدّ كيدهم في نحورهم واكفِ المسلمين جميع شرورهم.

اللهم حوِّل أحوال المسلمين إلى أحسن حال، وعافنا من أحوال أهل الضلال وفعل الجُهّال. 

اللهم زدنا إيماناً ووفقنا للعمل الصالح، واجعلنا من أهل الميزان القوي الراجح، وانضمنا في سلك الصادقين معك في كل قول وفعل ونية ومقصد.

يا حي يا قيوم يا رحمن، اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا والذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم. 

نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك و نبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك و نبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

عباد الله، إن الله أمر بثلاث ونهى عن ثلاث: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. 

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر.

تاريخ النشر الهجري

02 جمادى الأول 1446

تاريخ النشر الميلادي

03 نوفمبر 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

الأقسام