نتعلم من هذا المولد أن لا يأس ولا قنوط
سقطت القِيَم، وسقطت الأخلاقُ عند عامةِ الخلق قبل البعثة، فجاء خيرُ الأنام بالنور والإيمان واليقين، والعدلِ والبِرِّ والإنصافِ، وجاء خيرُ الأنامِ بالإنقاذِ والعلاجِ، وإخراج الناسِ من الظلماتِ إلى النور صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم..
فأشرق نورُ الله وشعشع في أرض الله، وشيئا فشيئا حتى عمَّ نواحٍ في المشارق والمغرب ، ولم يزل يَمتَدُّ مِن ذلك اليوم إلى أيامِنا هذه، ولن تمرَّ الأيامُ حتى لا يبقى بيتٌ على ظهر الأرضِ إلا دخلَه دينُ هذا النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فتتعلَّم من هذا المَوْلِدِ: أن لا يأسَ ولا قُنوطَ، وأن تكون ذا قوةٍ أمام الشدائدِ وأمام الانهيار في أوضاعِ الناس أو أحوالهم كائنةً ما كانت، وأنَّك بالإيمان وباليقين وبالصدق مع أقدر القادرين تُحَوَّل لك الأحوال.
فأمَّا في ذاتِكَ ونفسِك وفي أسرتك وما حواليك فالأمر قريبٌ وسهلٌ ويسيرٌ.
وأما عند طغيانِ الفِتَنِ فيما يكون في شأن العامَّةِ فقد أُمِرتَ ببيانٍ نبويٍّ واضحٍ: { دَع عنك أمرَ العامَّة، وعليك بخاصَّةِ نفسك}. ومعنى خاصَّة نفسك كل ما تمكَّنتَ أن تُقيمَه على الوجه المرضيِّ في نفسِك أو أهلِك أو ولدك أو أصحابك أو سفرك أو تجارتك أو زراعتك أو معاملتك وما إلى ذلك، ومنه العناية بما تحتاج إليه استعانةً على القيامِ بأمرِ الله، مِن زرعٍ أو تربيةِ مواشٍ وما إلى ذلك.
ويقول صلى الله عليه وسلم عند انتشار الفتن بين الناس: { فمن كان له أرض فليلحَق بأرضه وليَزرعها، ومَن كان له غنمٌ فليَلحق بغنمِه}.
#المولد_النبوي_الشريف
01 ربيع الثاني 1445