كيف نستثمر دروس رمضان؟

كيف نستثمر دروس رمضان؟ الحبيب عمر بن حفيظ يوضح في هذه الخطبة كيف يمكن للمؤمن أن يحول دروس الصيام والقيام إلى منهج حياة يستمر معه طوال العام:
لقراءة الخطبة كاملة:
فوائد مكتوبة من خطبة الجمعة، 6 شوال 1446:
مهمة المؤمن:
أيها المؤمنون الذين خرجتم من دروس رمضان في صيامه وقيامه، ونفحات الله وتجلِّياته، وما وَعد وآتى على لسان رسوله محمد ﷺ:
إن مُهمكم في هذه الحياة أن تُدركوا العظمة في الخالق الموجد، وأن تُدرِكوا المرجع والمصير إليه؛ فتستعدّوا للقاه، عاملين بطاعته، مُجتنبين كل ما نهاكم عنه في ظاهر الأمر وخفاياه.
مَن أهل التقوى؟
- - هم الذين أيقنوا بعظمة إلههم،
- - وأيقنوا بإرساله إليهم خاتم أنبيائه،
- - فامتثلوا لأمره واجتنبوا ما نهاهم عنه، وأقاموا حياتهم في ذواتهم وأشخاصهم وأنفسهم، وفي بيوتهم وأسرهم وأهليهم وأولادهم، وفي معاملاتهم وعلائقهم مع الكبير والصغير، على منهاجه جل جلاله، خشيةً منه ورجاءً فيه، واستعداداً للقائه والمصير إليه.
هؤلاء المتّقون هم خيار الخليقة، أدركوا الحقيقة واستمسكوا بالعروة الوثيقة، فكانوا أكارم على الله الخلاق.
مقاصد الصيام والقيام:
من أعظم مقاصد دروس الصيام ودروس القيام في رمضان:
أن يتثبّت أساس التقوى، وأن يرتقي المؤمن في حقائق التقوى، في السر وفي النجوى، ليسعد في الحياتين، ويفوز في الدارين، ويسلم من موجبات الخزي والندامة في يوم القيامة.
يا صاحب دروس الصيام والقيام: ماذا حصل في معاني تقواك للإله الملك العلام؟ وكيف تستقبل ما بقي من عمرك من الليالي والأيام؟
يجب أن تظهر آثار الصيام والقيام بعد رمضان على أهل الإسلام في أفكارهم ووجهاتهم ونياتهم وعقائدهم وما تُكنّه سرائرهم وضمائرهم، وفيما يظهر ويبرُز على أعينهم وألسنهم وآذانهم وأيديهم وفروجهم وبطونهم وأرجلهم؛ من التّحلي بطاعة الله والبعد عن معصية الله.
ثمار ما بعد رمضان:
من غُفِر له في رمضان فآثار المغفرة تظهر عليه فيما بعد رمضان؛ من خلال فكره وسلوكه، وتوجهه ومعاملاته، وما يقيمه في أيامه ولياليه.
الذين استناروا بنور التقوى في رمضان يخرجون وهم أهل رغبات في القرب من الرحمن، ومواصلة العبادات والطاعات.
انظر أيها المؤمن: بأي حال خرجت من رمضان؟ وما وجهتك وما نيتك؟ وما معاملتك؟ وكيف تُقيم أمر الله في نفسك وأسرتك وفي بيتك؟
لا ترضى بما خالف الشرع الحنيف في عادة ولا حركة ولا سكون، ولا مناسبة زواج ولا غيره من المناسبات في بيتك!
يعدُّ رمضان من قام بحقه أن يكون:
- - واعياً للحقيقة
- - جندياً للرب في القيام بأمره على ظهر هذه الأرض
- - مُحرَّراً مِن تَبَعِية النفوس والأهواء والشهوات
- - مستقيماً على ما أحب منه عالم الظواهر والخفيات، رب الأرض والسماوات.
صيام الست من شوال:
يخرج من صوم رمضان ويصوم ستاً من شوال:
- - تكون فيها الطُّهرة له
- - ويكون فيها المُداواة لقلبه
- - ويكون فيها المغفرة لذنوبه
- - ويكون له كعِدل صيام السنة كلها
- - استفاد من سر التقوى رغبة في مواصلة العبادات والطاعات
الاستعداد للآخرة:
تلكم نتائج الدروس لمن تزكّت لهم النفوس، وعرفوا عظمة الإله الملك القدوس، واستعدَوا للوصول إلى الرموس - وهي القبور -.
- تهيأوا للأرماس، بمراقبة خالق الجِّنة والناس، والبُعد عن متابعة الخنّاس الوسواس، وإقامة الأساس في اتباع خير الناس، فتبعية الأنبياء موجبةٌ للفوز والرُّقي ونيل السعادة ولدخول جَنّة الله جل جلاله، والنّجاة من خزي يوم القيامة.
(مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ)؛ ما اكتسبته من حرام ماذا أفادني؟ وماذا يُغني عني؟ وإلى أين يوصلني؟ وأيّ شيء وراءه غير العذاب والتعب؟ وما كنت أفتخر به من جاهٍ بين الناس أو سلطةٍ أتسلّط بها على ذا أو ذاك ماذا أفادت!
أيها المؤمن بالإله الحق، اشكر الذي آتاك هذا الإيمان، فهو أغلى من الرئاسات والوزارات، وأغلى من الحضارات، وأغلى وأعلى وأجل وأثمن من التكنولوجيا والصناعات، أن تؤمن برب الأرض والسماوات.
دعوات مباركة:
اللهم لا تجعل في سلوك أحد منا في نفسه ولا في بيته سبباً لهزيمة المسلمين، ولا لتسلُّط المجرمين الكافرين، واجعلنا أسباباً لرفع البلاء بالاستقامة على ما تحبه منا وتقوى في السر وفي النجوى.
اللهم اجعلنا من أعظم من استفاد من الشهر المبارك شهر رمضان وارتقى في مراتب الإسلام والإيمان والإحسان، وخرج بكسوة من كسوات الغفران والرضوان لا تنزعها عنه أبداً يا كريم يا منان.
___
لتحميل الخطبة (نسخة pdf):
__
▫️ Facebook.com/HabibOmarCom
11 شوّال 1446